في وثيقة مكونة من 28 صفحة.. أصدرتها «الشركة» بعد «أزمة التلاعب» بقائمة «الموضوعات الأكثر رواجاً»

فيس بوك» تكشف عن معايير جديدة لاختيار الأخبار على موقعها

نظام إعداد قائمة «الأكثر رواجاً» في «فيس بوك» يعتمد على 3 فرق تحريرية وأدوات تعمل بخوارزميات معقدة. غيتي

بعد الأزمة التي تعرض لها موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، خلال يونيو الجاري ونالت من سمعته وحياديته، بسبب الإعلان عن تلاعب فريق محرريه بقائمة «الموضوعات الأكثر رواجاً»، التي يظهرها الموقع، ويزورها أكثر من مليار شخص يومياً، حاولت شركة «فيس بوك»، ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ، «تجميل» صورة الموقع من جديد أمام مستخدميه، وأمام الكونغرس الأميركي، الذي ظهرت فيه أصوات تطالب بالتحقيق في الواقعة، إذ أصدرت «فيس بوك» وثيقة معايير جديدة، مكونة من 28 صفحة، تشرح فيها الطريقة التي تختار بها الأخبار في قائمة «الأكثر رواجاً» على موقعها، بعيداً عن الاتجاهات السياسية.

مناقشات..ومطالبات

على الرغم من مضى أيام عدة، على إصدار شركة «فيس بوك» وثيقة المعايير الجديدة، إلا أنها لم تتخلص من آثار ما جرى، بعد الكشف عن التلاعب بقائمة «الموضوعات الأكثر رواجاً»، إذ لاتزال المناقشات والمطالبات في الكونغرس قائمة.

كما ظهرت بعض التقارير، التي تتحدث عن مناقشات داخلية جرت داخل الشركة، وكان من بينها سؤال طرح في استفتاء داخلي بين الموظفين، مفاده: «هل من مسؤوليتنا في (فيس بوك) الإسهام والمساعدة في إيقاف مساعي المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، للحصول على منصب الرئاسة في 2017؟». وهو تساؤل حصل على المرتبة الخامسة في التصويت الذي يجري أسبوعياً، لتجميع الأسئلة التي يوجهها موظفو الشركة إلى رئيسها التنفيذي، مارك زوكربيرغ، في الجلسة الأسبوعية التي يعقدها مع الموظفين.

انحيازات سياسية

وكانت تلك الأزمة بدأت أواخر الشهر الماضي، عندما سرب موظف سابق في «فيس بوك» معلومات إلى مدونة «جيزمود» للتقنية، قال فيها إن المحررين المسؤولين عن إدارة الأخبار في «فيس بوك» يتلاعبون بقائمة الأخبار التي تظهر بخاصية «الأكثر رواجاً» على الموقع، ويسمحون لانحيازاتهم السياسية بالتأثير في ما يتم نشره في القائمة، مشيراً إلى أن هذه الانحيازات ضد حزب المحافظين لصالح الليبراليين.

وعقب ذلك، نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تسريبات أخرى، حول الطريقة التي يتم بها اختيار قائمة الأخبار، التي تظهر في خاصية «الأكثر رواجاً» بموقع «فيس بوك»، والتي تجمع بين الاختيار التلقائي، الذي يتم بمعرفة «اللوغاريتمات» البرمجية (الخوارزميات)، وبين مهام يقوم بها محررون محترفون، توظفهم الشركة لهذا الغرض.

زوكربيرغ يتدخل

وقد أثار الأمر لغطاً واسعاً جعل زوكربيرغ يتدخل أكثر من مرة، مؤكداً أن هذا الأمر لم يحدث، ويرسل رسائل إلى موظفيه يطالبهم فيها باتباع سياسات الشركة، التي ترفض العنصرية والتمييز على أساس الجنس أو العرق أو السن أو الدين، كما ترفض تماماً أي تأثير للانحيازات السياسية في عرض المحتوى على «فيس بوك». وكان زوكربيرغ التقى ممثلين عن وسائل الإعلام المحافظة في أميركا، لمناقشة الأمر.

من جهتها، أعلنت مديرة العمليات في «فيس بوك»، شيري ساندبرغ، عن برنامج تدريبي للعاملين في الشركة، على كيفية تنحية الانحيازات السياسية مهما كانت، عن العمل الذي يقومون به داخل «فيس بوك» أياً كان، بما لا يجعل هناك أي تأثير للانحياز السياسي في المحتوى المقدم عبر الشبكة الاجتماعية.

محتوى الوثيقة

لكن التطور الأبرز في محاولات التجميل واستعادة الثقة، كان اضطرار «فيس بوك» لتغيير سياسات اختيار الأخبار في قائمة «الأكثر رواجاً»، وإعداد وثيقة الـ28 صفحة بالمعايير والممارسات الجديدة، المستخدمة في اختيار «الموضوعات الأكثر رواجاً».

وبمراجعة محتوى الوثيقة، التي نشرها موقع http:/‏‏/‏‏www.cnet.com/‏‏news، فإن نظام إعداد تلك القائمة هو نظام معقد بعض الشيء، إذ إن قسماً منه يعتمد على ثلاثة فرق تحريرية، في حين يعتمد القسم الآخر على مجموعة من الأدوات والحزم البرمجية، التي تعمل بخوارزميات و«لوغاريتمات» معقدة.

وبالنسبة للقسم الخاص بفرق التحرير، هناك فريق المحررين المسؤول عن قبول الموضوعات، التي تعكس الاحداث الحقيقية الجارية حول العالم، وتوفير السياق لمساعدة الناس على فهم الاتجاه والبيانات الوصفية لإعلام «اللوغاريتمات» البرمجية، المتخصصة في الترتيب بهذه التوجهات المستهدفة.

كما أن هناك فريق التحقق والتحري، المسؤول عن الموضوعات الموضوعة قيد الانتظار، وإجراء ترتيب لها بعد قبولها، إضافة إلى فريق ترتيب المحتوى المسؤول عن تقديم تغذية بالأخبار حول الموضوعات ذات العلاقة بالموضوع الأصلي بجودة عالية بمجرد قبول الموضوع.

خطوات التجهيز

لا تقوم الفرق الثلاثة بتحديد الترتيب النهائي الذي يظهر أمام المستخدمين فحسب، بل يعد عملها أقرب إلى تجهيز المحتوى، الذي ستعمل عليه أدوات القسم الآخر من نظام النشر.

وتتضمن عملية التجهيز الكثير من الخطوات، منها كتابة وصف بين 80 إلى 90 حرفاً، وملخص بين 170 إلى 200 حرف، واسم مخصص للموضوع، فضلاً عن اختيار الكلمات الدالة المتفردة واختيار الرابط النشط للخبر على الـ«ويب»، إضافة إلى اختيار أي صور أو فيديو موضوع على موقع «فيس بوك» مباشرة إذا كان متاحاً، ثم استكمال البيانات الوصفية إن كانت ناقصة، وإرسال نسخة للمحرر لإجازتها، والقيام بأي أعمال تحريرية مطلوبة، ثم قبول الموضوع.

ومن بين مهام الفرق أن تتعامل فقط مع الحدث في العالم الحقيقي، إذ وضعت «فيس بوك» تعريفاً لما يطلق عليه الحدث في العالم الحقيقي، بأنه الشيء الذي حدث أخيراً أو يحدث الآن أو سيحدث في المستقبل، وهو أمر عمدي ومقصود على نطاق واسع، حتى يتم استيعاب طيف واسع من الاهتمامات. وعند وجود العديد من الأخبار التي تعرض الموضوع نفسه، يتم اختيار أكثر الأخبار منطقية، وإذا افترض أن هناك قصة إخبارية بموضوع يتوقع أنه سيتم تحسينها ورفع جودتها، تترك ملاحظة للمحررين لتذكيرهم بذلك بعد 30 دقيقة، وعند التأكد من أن الموضوع يعكس حدثاً في العالم الحقيقي، تبدأ عملية القبول.

أدوات وحزم

بعد ذلك، يذهب هذا المحتوى المجهز إلى مجموعة مكونة من ست أدوات وحزم البرمجيات المسؤولة عن الترتيب، تشمل أداة المراجعة الأولية، وأداة المراجعة الثانوية، إضافة إلى أداة ترتيب «الأكثر رواجاً» كمرحلة ثانية، وأداة وضع العلامات على الموضوعات وتحديد أرقام الهوية لكل موضوع، فضلاً عن أداة المراجعة الفردية على مستوى القصة الواحدة، وأداة اختيار الصور والأفلام ومراجعتها. وقد قدمت «فيس بوك» وصفاً تقنياً تفصيلياً لكل أداة من هذه الأدوات في الوثيقة المنشورة.

تويتر