بعد أن فقدت الأجهزة عرشها وتراجعت مبيعاتها لمصلحة الكمبيوتر المحمول و«تابلت» والهواتف الذكية

شركات الكمبيوتر المكتبي تدخل مجال تصنيع نظارات الواقع الافتراضي

المستخدمون يفضلون التعامل مع المحتوى عبر نظارات الواقع الافتراضي التي تمنحهم خبرة مشاهدة غير مسبوقة. من المصدر

وفقاً للعديد من التقارير، فإن هناك الآن فرصة جديدة أمام أجهزة الكمبيوتر المكتبية لجذب المستخدمين، واستعادة قدر من البريق والأهمية والمجد الذي حققته في السابق، وفقدته في السنوات الأخيرة.

وتتمثل هذه الفرصة في قرار دخول شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر المكتبية، مثل «إيسر» و«إتش بي» و«ديل»، مجال تصنيع وتقديم نظارات الواقع الافتراضي المتوافقة مع الكمبيوتر المكتبي، الأمر الذي يمنحها القدرة على جذب قطاعات واسعة من ممارسي الألعاب الإلكترونية، ومحبي مشاهدة الأفلام الترفيهية والوثائقية والسينمائية، والأغاني المصورة، وغيرها من أشكال المحتوى التي يحبذ المستخدمون التعامل معها عبر نظارات الواقع الافتراضي، التي تمنحهم خبرة مشاهدة غير مسبوقة.

وتنتشر على مواقع التقنية حالياً دعوات عدة تحث المستخدمين على بناء أجهزة كمبيوتر مكتبية تتوافق مع نظارات الواقع الافتراضي، وتقدّر كلفتها بين 800 و1000 دولار (2938 و3673 درهماً).

تراجع الكمبيوتر

شكلت رؤية مؤسس شركة «مايكروسوفت» الأميركية، بيل غيتس، في مطلع ثمانينات القرن الماضي حول أجهزة الكمبيوتر المكتبية، ثورة كبرى في عالم صناعة أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات معاً، إذ قامت الفكرة على وضع كمبيوتر على كل مكتب، سواء في مقار العمل أو في المنازل.

وبعدها انطلقت أجهزة الكمبيوتر المكتبية الشخصية، وتربعت على قمة صناعة أجهزة الكمبيوتر، كما أصبحت نظم التشغيل الخاصة بها «درة التاج» في صناعة البرمجيات.

وظل الحال كذلك حتى ظهرت موجة أجهزة الكمبيوتر المحمولة، التي بدأ عودها يشتد في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي، ثم شكلت، مع بداية القرن الجديد، منافساً قوياً وتهديداً لوجود أجهزة الكمبيوتر المكتبية.

واليوم فقدت أجهزة الكمبيوتر المكتبية بريقها وعرشها وتراجعت مبيعاتها، بعدما تفوقت عليها نظيرتها المحمولة، ثم الأجهزة اليدوية «تابلت»، ثم ظهور الهواتف المحمولة الذكية التي تزاوج بين إمكانات الكمبيوتر والهاتف.

«قُبلة حياة»

ووسط هذه الظلمة المتعاظمة أمام أجهزة الكمبيوتر المكتبية، جاءت جهود شركات مثل «إتش بي» و«أوكلوس» في مجال نظارات الواقع الافتراضي، لتصنع متنفساً جديداً أمام تلك الأجهزة المكتبية، وتضع فيها وسيلة جديدة لجذب المستخدمين مرة أخرى، وربما تمنحها «قبلة حياة»، أو تحرك المياه في بحيرتها الراكدة، فتعمل على إعادة تنشيطها، أو على الأقل تهدئ قليلاً من اندفاعتها، المكرهة عليها، صوب الانزواء والتراجع.

وحالياً، تهتم العديد من المواقع المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات على الانترنت بهذا التوجه، وتتبنى دعم أجهزة الكمبيوتر المكتبية، وتحث المستخدمين على العودة مجدداً، وتقدم للمستخدم العادي شروحات تقنية مستفيضة، حول كيفية بناء كمبيوتر مكتبي بكلفة رخيصة، تمنحه القدرة على التمتع بمزايا الواقع الافتراضي، واستخدام أي من النظارات المتاحة في الأسواق.

كلفة أقل

وعموماً، فإن كلفة بناء كمبيوتر مكتبي ستظل أقل كثيراً من أجهزة الكمبيوتر المكتبية الجاهزة المؤهلة سلفاً للعمل مع نظارات الواقع الافتراضي، والتي تبدأ أسعارها من 1200 دولار (نحو 4408 دراهم)، كما هو حال الطراز «إكس بي إس 8900» من شركة «ديل» الذي يتوافق في العمل مع نظارة «أوكلوس»، وكمبيوتر «إسوس جي 20» الذي يصل سعره إلى 1950 دولاراً (7163 درهماً)، ويعمل مع نظارة «ريفت»، فضلاً عن الطراز نفسه من «إسوس» بمعالج Core i7 من «أإنتل»، ويصل سعره إلى 2200 دولار (نحو 8080 درهماً).

وإذا كان المستخدم سيبدأ من الصفر، وتنقصه الخبرة تماماً في تجميع المكونات وبناء الكمبيوتر، فيمكنه الاستعانة بمجموعة كبيرة من المواقع المتخصصة في بناء أجهزة الكمبيوتر المكتبية PC-builder sites، فضلاً عن قنوات الفيديو المتخصصة في عرض فيديوهات وأفلام تشرح كيفية بناء كمبيوتر مكتبي من الصفر.

 

سيناريو لبناء كمبيوتر شخصي

من أكثر الشروحات التقنية انتشاراً عبر المواقع، الشرح الخاص ببناء كمبيوتر شخصي متوافق مع نظارات الواقع الافتراضي، في حدود كلفة تراوح بين 800 و900 دولار، ومن هذه الشروحات سيناريو يضم:

ـ الصندوق الأساسي للكمبيوتر «case»، ويوصى بصندوق طراز «بي 380» من إنتاج شركة «آنتيك».

ـ وحدة معالجة رئيسة تعتمد على معالج طراز «7 آي» من شركة «إنتل» ثماني المحاور.

ـ بطاقة معالجة الرسوميات طراز «جي تي إكس 970».

ـ وحدة تبريد للمعالج طراز Hyper 212 EVO.

ـ لوحة رئيسة طراز Z97 Extreme6.

ـ وحدة تخزين 850 EVO SSD من «سامسونغ» سعة 2 تيرابايت.

ـ وحدة ذاكرة وصول عشوائي «رام» سعة 8 غيغابايت.

ـ وحدة تغذية بالطاقة طراز «كورسير سي إكس 500».

ويضاف إلى ذلك لوحة مفاتيح، و«ماوس»، وسماعات، ونظام تشغيل، فضلاً عن نظارة الواقع الافتراضي، وإذا كان المستخدم لا يمتلك كل هذه المكونات، فربما ترتفع الكلفة لتجاوز 1000 دولار بقليل.

سيناريو ثانٍ لبناء كمبيوتر شخصي

هناك سيناريو ثانٍ لبناء كمبيوتر متوافق مع نظارات الواقع الافتراضي، بكلفة تصل إلى 767 دولاراً (2817 درهماً)، ويضم:

ــ معالج AMD FX 8350 بسرعة 4 غيغاهيرتز في وحدة معالج ثماني النوى.

ــ ذاكرة G.SKILL Ripjaws العشوائية 8 غيغابايت رام في DDR3-1600.

ــ فيغا رام Radeon R9 390 Sapphire Nitro من AMD

ــ ذاكرة SSD الفلاشية من Kingston بسعة 120 غيغابايت.

ــ لوحة «إم MSI 970» المخصصة لأنظمة الألعاب.

ــ موصلات الطاقة Corsair CX600M 600W.

وتضاف إلى ما سبق 119 دولاراً إضافية لنظام «ويندوز 10» مرخص من «مايكروسوفت»، لتصل الكلفة النهائية إلى 886 دولاراً تقريباً، كما سترتفع الكلفة عند اختيار الشاشة، ولوحة المفاتيح، و«الماوس»المناسب إلى 950 دولاراً تقريباً (3489 درهماً).

تويتر