بعد زيادة مثيرة للقلق في عدد الذين لا يشاهدون الإعلانات من الموقع نفسه

تطبيقات الطرف الثالث تثير مخاوف «تويتر»

صورة

كشفت شركة «تويتر»، نهاية يوليو الماضي، عن عائداتها للربع الثاني من العام، وأظهرت النتائج زيادة الإيرادات بمعدل يزيد على الضعف مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2013، إضافة إلى زيادة عدد مستخدمي الموقع النشطين شهرياً، الأمر الذي يُسكّن بعض الشيء من مخاوف المستثمرين القلقين من تراجع شعبية موقع التدوين المُصغر.

وبلغت عائدات الشركة 312.2 مليون دولار بزيادة قدرها 124%، بالنظر إلى الربع نفسه من عام 2013، إلا أنه وسط حديث عن تصاعد الإيرادات وأعداد المستخدمين، يُشير أحد الأرقام إلى زيادة مثيرة للقلق في عدد مستخدمي «تويتر»، الذين لا يشاهدون الإعلانات التي تُمثل المصدر الأول لجني الأرباح.

ومن بين 271 مليون مستخدم نشط شهرياً، لم يسبق لنسبة 14% منهم، أي ما يعادل 39.7 مليون مستخدم، تسجيل الدخول مباشرةً عبر موقع «تويتر» على الإنترنت أو تطبيقاته للأجهزة المحمولة، وهي المنصات الوحيدة التي تعرض فيها الإعلانات.

وبحسب ما تناول تقرير نشرته صحيفة «ذا وول ستريت جورنال» الأميركية، تستخدم هذه النسبة في «تويتر» من خلال مئات الآلاف من «تطبيقات الطرف الثالث» التي تمنح الإذن للارتباط بحساباتهم في الموقع. ومنهم على سبيل المثال من يطلع على التغريدات عبر تطبيق مثل «فليب بورد» للأخبار، أو من يُشارك صوره في موقع «إنستغرام» عبر «تويتر»، أو يُسجل الذهاب الى أماكن معينة في «فورسكوير».

ومن بين هذه النسبة، من يُشارك قصصاً إخبارية من أحد المواقع في «تويتر» دون أن يزور نسخة «تويتر» لأجهزة الكمبيوتر المكتبية أو تطبيقاته المتاحة للهواتف الذكية. كما يشمل إحصاء المستخدمين النشطين شهرياً نسبة لا تتفاعل مع المحتوى المنشور في «تويتر»؛ نظراً لأن بعض تطبيقات الطرف الثالث تحصل على بيانات من مخدمات «تويتر» بصورة آلية دون أن يفتح المستخدمون هذه التطبيقات. وأسهم كل ذلك في تضاعف نسبة مستخدمي «تويتر»، الذين لا يُشاهدون الإعلانات إلى 14% مقارنةً مع 7% قبل عام.

ومن شأن استمرار هذا الوضع أن يُهدد خطط «تويتر» لتحقيق الأرباح التي تعتمد على دعم دوره كمنصة إعلانية ناجحة.

وبالعودة إلى صيف العام الماضي، قالت «تويتر» خلال تقدمها بأوراق الطرح العام الأولي لأسهمها في سوق الأوراق المالية، إنها تتوقع تراجع عدد مستخدمي تطبيقات الطرف الثالث مع مُضي الوقت، بالتزامن مع إقبال مزيد من المستخدمين على تطبيقاتها الرسمية للأجهزة المحمولة.

وأثبت هذا العام خطأ التوقع؛ فحقق عدد مستخدمي التطبيقات الخارجية نمواً يفوق عدد المستخدمين الذين يمكن لموقع «تويتر» جني الأرباح من خلالهم.

وأفاد المُحلل في شركة «بي تي آي جي»، ريتشارد جرينفيلد، بأن ما يحتاج المستثمرون للسؤال عنه هو حجم الكيان النقدي لموقع «تويتر»، قائلاً: «ليس لدي فكرة واضحة ومحددة بشأن كيفية كسب المال من شخص ينشر عبر (إنستغرام)».

وعلى ضوء هذه الإحصاءات، فإنه يُمكن النظر إلى الزيادة الأخيرة في عدد مستخدمي «تويتر» على نحو مختلف، وذلك على الرغم من ارتفاع المستخدمين بنسبة 6.3% مقارنةً بالربع السابق ليصل إلى 271 مليون مستخدم، كما أن الربع الثاني من العام الجاري يُعد ثاني ربع على التوالي يشهد ارتفاع عدد المستخدمين بعد فترة غلب عليها الانكماش.

ومع الأخذ في الاعتبار عدد المستخدمين الذين لا يُشاهدون إعلانات الموقع، تكون النتيجة تباطؤ النمو الفعلي للمستخدمين بنسبة 3.9% مقارنةً مع نسبة 4.4% قبل ثلاثة أشهر.

وفي الوقت نفسه، حقق عدد مستخدمي «تويتر» من خلال تطبيقات الطرف الثالث ارتفاعاً قدره 24% مقارنةً مع نسبة 17% في الفترة السابقة، لكن هذه الزيادة لم تضف شيئاً إلى عائدات الموقع؛ نظراً لأنه لا يعرض إعلاناته في هذه التطبيقات.

وأورد تقرير الصحيفة الأميركية رفض المتحدث باسم «تويتر» التعليق على سبب نمو عدد مستخدمي تطبيقات الطرف الثالث، وكذلك الإفصاح عن عدد التطبيقات المُسجلة لدى الموقع. لكن يظل من الأمور المؤكدة سعي «تويتر» للتوصل الى طرق تتيح له عرض عدد أكبر وصور مختلفة من الإعلانات، وجني مزيد من الأرباح مقابل كل مستخدم، لاسيما عبر الهواتف المحمولة.

وربما ينجح «تويتر» في التوصل إلى طريقة لبيع الإعلانات لهذا الجمهور الكبير الذي يبتعد حتى الآن عن استخدام الموقع أو تطبيقاته. وإضافة إلى ذلك، ربما يتسبب بعض هؤلاء المستخدمين في تحقيق «تويتر» مكاسب على المدى الطويل.

ويُسهم العديد من مستخدمي تطبيقات الطرف الثالث في محتوى «تويتر»، وهو أمر مهم، خصوصاً عندما يُشارك فيه شخصيات شهيرة مثل لاعب كرة السلة الأميركي، ليبرون جيمس، حين شارك صورة من «إنستغرام» في حسابه في «تويتر» الذي يحظى بأكثر من 13 مليون مُتابع، وتتجاوز أهمية مثل هذا الموقف أن يستخدم جيمس تطبيق «تويتر» ويشاهد أحد الإعلانات.

لكن يظل ذلك في عداد الآمال المستقبلية؛ فحالياً توجد نسبة غير معروفة من مستخدمي تطبيقات الطرف الثالث ربما لم يشاهدوا أو يشاركوا أي محتوى في «تويتر» من قبل. وبحسب الشركة الأميركية، تمتلك هذه التطبيقات «القدرة على التواصل آلياً مع مخدماتنا للحصول على تحديثات منتظمة»، ويعني ذلك تردد التطبيقات على مخدمات «تويتر» حتى إذا لم يقم مستخدموها بفتحها.

وذكر المتحدث باسم «تويتر» أن الشركة لا تُصنف هؤلاء المستخدمين ضمن الـ«بوتات» Bots التي تشير إلى الحسابات المزعجة أو المزورة. ومنذ الطرح العام الأولي للأسهم قبل نحو عام، حدد «تويتر» نسبة هذه الحسابات بما يقل عن 5% من مستخدميه.

وتُشير الملاحظات حول عدد مستخدمي «تويتر» إلى مخاطر الاعتماد على قياس عدد المستخدمين النشطين فقط، وعادةً ما ينصب اهتمام المستثمرين والمحللين على إحصاء المستخدمين النشطين شهرياً، باعتباره دالاً على الآفاق المتاحة أمام «تويتر» ليصبح مركزاً رئيساً للإعلانات.

وبحسب تقرير سابق لصحيفة «ذا وول ستريت جورنال»، تُخطط «تويتر» لتقديم مقاييس جديدة توضح مدى انتشار خدمتها، تتجاوز المعيار المعتمد على تسجيل المستخدم الدخول للموقع لمرة واحدة شهرياً، ومن شأن المعايير الجديدة أن تعفي «تويتر» جزئياً من المقارنة الدائمة مع «فيس بوك» الذي يتمتع بما يقرب من خمسة أضعاف المستخدمين النشطين لموقع «تويتر»؛ إذ يصل عددهم إلى 1.32 مليار مستخدم.

واستناداً إلى بيانات «فيس بوك»، فحتى الـ31 من ديسمبر 2011، كانت نسبة تقل عن 5% من مستخدميه تصل إلى الشبكة الاجتماعية عبر تطبيقات الطرف الثالث التي تتواصل آلياً مع مخدماته، ولا يشمل هذا الرقم حالات إعجاب أو مشاركة المستخدم لمحتوى على «فيس بوك» من خلال تطبيق خارجي أو موقع.

ومع ذلك، توجد بعض الإشارات عن نوايا «تويتر» بشأن كيفية جني الأرباح من مستخدمي تطبيقات الطرف الثالث، ففي نهاية عام 2013 بدأ تطبيق «فليب بورد» لقراءة الأخبار باختبار تخصيص صفحة كاملة لإعلانات «تويتر» ضمن الأخبار الخاصة بالمستخدم التي يستقيها من حسابه في «تويتر».

تويتر