أتاحت لهم تحديد بياناتهم القابلة للمشاركة.. وتختبر «تسجيل الدخول المجهول»

«فيس بوك» تسعى لمنح مستخدميها مزيداً من التحكم في «خصوصيتهم»

صورة

في مسعى من «فيس بوك» لتوسيع قاعدة مستخدميها وتعزيز ارتباطهم بها، ومن ثم زيادة إيراداتها المالية، وكذلك تحسين سمعتها في ما يتعلق بالحفاظ على خصوصية الأفراد، تعتزم الشبكة الاجتماعية منح مستخدميها، الذين يصل عددهم إلى 1.3 مليار شخص، إمكانية التحكم في ما تحصل عليه التطبيقات الخارجية من معلوماتهم الشخصية، وفق ما تناوله تقرير نشرته صحيفة «ذا نيويورك تايمز» الأميركية، أخيراً.

وأعلن موقع «فيس بوك» في 30 من أبريل الماضي تغييرات في طريقة تسجيل المستخدمين الدخول لتطبيقات أو مواقع أخرى بوساطة حساباتهم، بما يتيح لهم تحديد المعلومات الشخصية التي يريدون الكشف عنها، لتتضمن مثلاً عنوان البريد الإلكتروني والمعلومات العامة المتاحة في ملفهم الشخصي كالاسم والنوع، وأيضاً التحكم في ما تنشره التطبيقات على حسابهم الشخصي أو حسابات أصدقائهم، وهو ما يختلف عن الوضع السابق، فمع التفاوت بين تطبيق وآخر، غالباً ما كان تسجيل الدخول باستخدام حساب «فيس بوك» ينقل إلى التطبيق، أو الموقع الخارجي، أغلب معلومات المستخدم الشخصية.

وفوق ذلك كشفت «فيس بوك» عن اختبارها خاصية جديدة لتسجيل الدخول المجهول، تتيح للمستخدمين استخدام وتجربة تطبيقات جديدة باستخدام حساباتهم في الموقع، ومن دون الكشف عن هوياتهم ومعلوماتهم الشخصية للخدمات الخارجية، وفي الوقت نفسه تواصل «فيس بوك» جمع معلومات عن التطبيقات التي يستعين بها المستخدمون لتوجيه الإعلانات الملائمة لنشاطاتهم.

وتأتي خطوات «فيس بوك» الجديدة استجابة لشكاوى العديد من المستخدمين منذ وقت طويل، الذين عارضوا طلب التطبيقات الوصول إلى معلوماتهم الشخصية، وشرط بعضها تسجيل الدخول بحساباتهم في «فيس بوك»، حتى إن المُؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للموقع، مارك زوكربيرغ، يحمل المخاوف والاعتراضات ذاتها.

ومع الاحتمال الأرجح بأن تحظى التغييرات الجديدة بشعبية بين مستخدمي «فيس بوك»، يختلف الوضع مع مطوري التطبيقات الذين سيخسرون مصدراً مهماً للحصول على بيانات قيّمة حول متعامليهم، لذلك توفر «فيس بوك» محفزات تدفعهم لمواصلة التعاون معه؛ إذ كشفت رسمياً وبعد أشهر عدة من الاختبارات عن شبكة إعلانية جديدة مخصصة للمحمول.

وتستفيد الشبكة من معلومات «فيس بوك» عن المستخدمين لتوجيه إعلانات مناسبة لهم داخل التطبيقات الخارجية، على أن تتقاسم الإيرادات مع مطوري التطبيقات.. وفي ما يتعلق بخاصية «تسجيل الدخول المجهول» أو Anonymous Login، قال زوكربيرغ إن «من شأنها إقناع المزيد من الأشخاص بتجربة تطبيقات جديدة».

وذكر أن «ما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين يحملون أحد التطبيقات لا يُنشئون حسابات فيها أبداً»، واعتبر أنها ستُوفر وضعاً أفضل لمطوري التطبيقات؛ فيمكن للمستخدمين تسجيل الدخول وتجربة التطبيق، ثم تقنعهم التطبيقات لاحقاً بكشف هوياتهم.

ويهدف زوكربيرغ على المدى الطويل إلى جعل «فيس بوك» منصة يعمل عليها العديد من التطبيقات الأخرى مع استخدام حساب «فيس بوك» كبطاقة هوية موحدة للدخول إليها جميعاً. ومن شأن الانتشار الواسع لاستخدام حسابات «فيس بوك» أن يُوفر للشبكة الاجتماعية بيانات قيّمة تساعدها على بيع المزيد من الإعلانات؛ المصدر الأساسي لإيراداتها، كما سيُحافظ على ارتباط المستخدمين بالموقع، ويُعظم من تأثير «فيس بوك» في عالم التكنولوجيا. وقال زوكربيررغ إنه كلما أتُيح للناس الدخول لهذه التجارب كان من المرجح أكثر أنهم سيرغبون في مشاركة محتوى، أو القيام بشيء ينتهي إلى تحقيق عائدات. وفي الماضي، وبهدف إقناع مطوري التطبيقات بالسماح للمستخدمين بتسجيل الدخول بوساطة حساباتهم في الموقع، شارك معهم معلومات عن مستخدميه تتضمن تواريخ الميلاد والإعجابات (لايك) وقوائم أصدقائهم وحتى الصور، وأحياناً أدى ذلك إلى إساءة استخدام من بعض التطبيقات.

وفي الوقت نفسه، أسهمت هذه السياسة في استحواذ «فيس بوك» على نحو نصف سوق ما يُعرف بتسجيل الدخول الاجتماعي، أو «سوشيال لوغ إن».

ويتيح «سوشيال لوغ إن» للمستخدمين الدخول لمواقع وتطبيقات بوساطة حساباتهم في الشبكات الاجتماعية من دون الحاجة إلى إنشاء حساب جديد.

وبحسب «فيس بوك»، جرى العام الماضي نحو 10 مليارات عملية تسجيل دخول باستخدام حساباته،. ومع هذا الإقبال الواضح، تُظهر دراسات استقصائية أجرتها «فيس بوك» وجهات أخرى عدم رضا المستهلكين عن هذا النظام.

ووفق الرئيس التنفيذي لشركة «غيغيا»، باتريك سالير، فقد توصلت دراسة استقصائية لشركته، في عام 2013، إلى أن نحو نصف الأشخاص الذين اسُتطلعت آراؤهم لم يستخدموا هذه الطريقة.

وأوضح سالير أن «مصدر الخوف الأول بالنسبة لهؤلاء هو بيع بياناتهم الشخصية». وطالما مثلت قضايا خصوصية المستخدمين مصدراً لإزعاج «فيس بوك»، خصوصاً مع تاريخها الطويل من الوعد باحترام وحماية الخصوصية، ثم النكوص عن ذلك. وفي أحيانٍ كثيرة تتجاوز «فيس بوك» حدود الخصوصية بالكشف عن معلومات المستخدمين بصورة تلقائية، ثم تعطيهم وسيلة لتجنب ذلك؛ فعلى سبيل المثال، يُشارك الإصدار الجديد من تطبيق «ماسنجر» الموقع الجغرافي للمستخدم مع أصدقائه ضمن كل رسالة كخيارٍ مبدئي، إلا في حال أبطل المستخدم هذه الخاصية بنفسه.

لكن بعض المحللين يرون في نظام تسجيل الدخول المجهول، التي يخطط «فيس بوك» لإتاحتها لمزيد من المطورين خلال الشهور المُقبلة، وفي خاصية «أصدقاء في مكانٍ قريب» الجديدة إشارة إلى اتجاه «فيس بوك» للتعامل مع الخصوصية على نحو أكثر جدية.

وتتيح خاصية «أصدقاء في مكانٍ قريب»، لمستخدمي الهواتف الذكية في الولايات المتحدة، إعلان موقعهم الجغرافي لأصدقائهم في حال اختاروا تشغيلها، كما تُوفر لهم تحكماً أوسع في اختيار من يشاركون معهم هذه المعلومات سواء جميع الأصدقاء أو عدد محدود منهم.

وخصصت «فيس بوك» معظم العامين الماضيين لاختبار تصميمات مختلفة لطريقة تسجيل الدخول الجديدة، قبل أن تستقر أخيراً على الشكل الجديد الذي يتيح أدوات عدة للضبط.

ويُمثل الركن الرئيس في الإعدادات الجديدة طلب التطبيق المعلومات الشخصية عند الضرورة فقط، وفوق ذلك سيُضيف زر «تسجيل الدخول المجهول» خيارات أوسع.

وقال مدير منتج تسجيل الدخول في «فيس بوك»، إيدي أونيل: «سيكون بمقدور الناس تسجيل الدخول لاستخدام أو تجربة التطبيقات من دون أن يُشاركوا معلوماتهم».

تويتر