Emarat Alyoum

دراسة تقيس مستوى الســعادة في تغريدات «تويتر» على مــدار ‬5 سنــوات

التاريخ:: 15 مايو 2013
دراسة تقيس مستوى الســعادة في تغريدات «تويتر» على مــدار ‬5 سنــوات

أعد باحثون دراسة تهدف إلى قياس مستوى السعادة في التغريدات المنشورة في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، خلال الفترة من سبتمبر ‬2008 وحتى الآن، في محاولة لتقييم شعور جموع الناس بالسعادة، أو العكس، بالاعتماد على ما يكتبونه.

وقدمت الدراسة أداة باسم «هيدونوميتر» تعرض بشكل حي مستوى السعادة خلال السنوات الخمس الماضية.

ويرجع أصل الكلمة إلى أواخر القرن الـ‬19 حين تخيل الاقتصادي الأيرلندي، فرنسيس إيدجيورث، أداة بهذا الاسم تسجـل باستمرار مستوى السعادة التي يشعر بها الشخص.

ويصفها أحد أعضاء فريق البحث، كريس دانفورث، بأنها «مؤشر داو جونز للسعادة» على غرار مؤشر «داو جونز»، الذي يقيس أداء كبرى الشركات الصناعية الأميركية، في بورصة نيويورك.

ووضع الباحثون قاعدة من ‬10 آلاف كلمة، جرى اختيارها اعتماداً على أكثر ‬5000 كلمة تتكرر في كل من خدمة «كتب غوغل»، ومقالات جريدة «نيويورك تايمز»، وكلمات الأغاني، وتغريدات «تويتر»، وتم تقييمها من حيث تعبيرها عن السعادة أو الحزن، بالاستعانة بخدمة أمازون «ميكنكال ترك» التي توظف الذكاء الإنساني لإنجاز مهام لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر إتمامها.

ويشمل التقييم عينة عشوائية من ‬50 مليون تغريدة يومياً، أو نحو ‬10٪ من جميع التغريدات التي يتم إرسالها يومياً عبر «تويتر». ويتم تقييم ‬100 مليون كلمة يومياً بدرجات تراوح بين درجة واحدة للكلمات الحزينة، وتسع درجات للكلمات السعيدة. وعليـه يتم حساب متوسط السعادة لكل يوم.

وأظهر مؤشر «هيدونوميتر» أن أكثر الأوقات سعادة على امتداد الأعوام الخمسة كانت أوقات عيد الميلاد ورأس السنة، ففي هذه الفترات تتكرر كلمات تعبر عن السعادة والبهجة، وهو ما يتكرر بدرجة أقل في أعياد أخرى مثل يوم الأم، وعيد الحب، وذكرى استقلال الولايات المتحدة في الرابع من يوليو، فتظهر في تغريدات «تويتر» كلمات عن السعادة والحب والعائلة. كما تكون أوقات الصباح هي أكثر الأوقات سعادة على مدار ساعات اليوم.

وبالمثل، تزامنت الأوقات الحزينة التي رصدتها الدراسة مع بعض من أكثر الأحداث مأساوية، فمنها زلزال تسونامي اليابان في عام ‬2011، ووفاة المغني الأميركي مايكل جاكسون عام ‬2009، وحادثة إطلاق النار في مدرسة «ساند هوك» في مدينة «نيوتاون» الأميركية في ‬14 من ديسمبر عام ‬2012، والتي أسفرت عن ‬26 شخصاً من بينهم ‬20 طفلاً.

وشهد يوم ‬15 من أبريل الماضي، وهو تاريخ تفجيري ماراثون بوسطن، التراجع الأكبر في معدل السعادة. وازدحم فضاء «تويتر» يومها بكلمات عن الانفجار، والحزن، والمأساة، ودعوات للقتلى والمصابين.

وعلى غير المتوقع، جاء يوم الثاني من مايو مـن عام ‬2011، وهو اليوم الذي أعُلن فيه عن مقتل أسامة بن لادن، ضمن أكثر الأيام حزناً.

ووصف أحد أعضاء الفريق المسؤول عن «هيدونوميتر»، كريس دانفورث، ذلك اليوم بـ«المعقد»، وأن ما يلفت النظر إليه هو تفاوت مشاعر الناس أكثر من معدل السعادة.

وقال: «يفترض كثير من الناس أن هذا اليوم سيكون واحداً من الأيام السعيدة دون شك. وبينما رصدنا كلمات تحدثت عن الاحتفال، عكست اللغة العامة المتداولة في (تويتر) ذلك اليوم رؤية شديدة السلبية لشخصية لاقت نهاية سلبية».

ويبرز «هيدونوميتر» تراجعاً تدريجياً في معدل السعادة، وهو ما يبرره دانفورث بتغير تركيبة السكان على امتداد هذه الفترة، إذ أشار إلى تكرار بعض الكلمات السلبية بشكل أكبر مما كان عليه في السنوات السابقة، مثل: لا، ولن، وأبداً.

وعلى الرغم مما يبدو للبعض من أن فكرة قياس السعادة غير واقعية إلى حد ما أو تافهة، إلا أن القائمين على المشروع يرون فيه وسيلة لتقديم معيار بديل لقياس رفاهية السكان بجوار المعايير التقليدية مثل «مؤشر ثقـة المستهلك»، وقياس «الناتج المحلي الإجمالي».

وقال دانفورث إنه «على صانعي السياسات أن ينتبهوا لمدى رفاهية الناس وليس فقط الكميات التي ينتجونها»، لافتاً إلى أن «هيدونوميتر» لا يهدف إلى التوصل للحالة النفسية لكل فرد على حدة، لكنه يركز على المستوى المزاجي لعموم الناس.

وما يمنح قيمة أكبر لمحاولة قياس مشاعر الأشخاص بالاعتماد على «تويتر»، الأهميـة المتزايدة التي تشغلها الشبكات الاجتماعية عموماً في حياة الناس، وتقديمها صورة عن شعورهم حيال الأحداث المختلفـة، على الرغم من أنها لا تمثل عموم الناس، كما لا تعكس الاختلافات العمرية والتعليمية والاقتصادية.

وقال الباحث في علم النفس السريري في جامعة «جنوب شرق نوفا»، برايان ريثير، إن «منصات الاعلام الاجتماعي مثل (تويتر) تزود الناس بمتنفس فوري للتعبير عن آرائهم، كما تعد وسيلة للوصول إلى كثير من الناس خلال وقت قصير».

وتولى تطوير الأداة، كريس دانفورث، وبيتر دودس، من مختبر «كومبيتشينال ستوري» في «مركز النظم المعقدة» بجامعة فيرمونت، بالتعاون مع برايان تيفنان، ومات ماكماهون، وفريقهم من مؤسسة «ميتري» المتخصصة في الهندسة والأبحاث التكنولوجية.

ويعتزم فريق البحث توسعة المشروع ليشمل ‬12 لغة إلى جانب الإنجليزية، كما سيندرج ضمن التقييم «غوغل ترندز» الذي يشير إلى أكثر ما يبحث عنه الناس في «غوغل»، ومحتوى وسائل الإعلام التقليدية، والروابط التي يتبادلها مستخدمو الإنترنت.