«مايكروسوفت» تعتزم دخول سـوق «الكمبيوتر اللوحي» بقياس ‬7 بوصـات

في محاولة من شركة «مايكروسوفت» الأميركية، لتحقيق مزيد من المنافسة في سوق أجهزة الكمبيوتر اللوحية، أفادت في رسالة وزعتها على شُركائها من شركات تصنيع الأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام تشغيل «ويندوز ‬8»، أنها قررت خفض الحد الأدنى من دقة الشاشة المطلوبة بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر اللوحية التي يمكن أن يدعمها «ويندوز ‬8»، من ‬768*‬1366 بيكسل إلى ‬768*‬1024 بيكسل، فاتحةً المجال أمام الشركات لإنتاج أجهزة كمبيوتر لوحية تحمل شاشات بقياس سبع بوصات، على الرغم من أن الشركة ذكرت سابقاً بأن «ويندوز ‬8» مصمم للشاشات بقياس ‬10 بوصات وما فوق.

وتحتاج الشركات المُصنّعة لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى تبنّي مجموعة من المواصفات الرئيسة التي تحددها «مايكروسوفت» مُسبقاً، للحصول على الرخصة اللازمة لاستخدام نظام «ويندوز» على الأجهزة التي تصنعها.

أما خفض دقة الشاشة المطلوبة، فيعني أن «مايكروسوفت» فتحت الباب أمام الشركات لصناعة أجهزة كمبيوتر لوحية بقياس سبع بوصات، وهو ما لم يكن «ويندوز ‬8» يدعمه سابقاً.

وعادةً ما تكون أجهزة الكمبيوتر اللوحية التي تحمل شاشات بقياس أكبر من سبع بوصات، ذات دقة أعلى بكثير من الرقم الذي حددته مايكروسوفت ‬768*‬1024 بيكسل، إلا أن من المعتاد أن تستخدم أجهزة الكمبيوتر اللوحية ذات الشاشات الأصغر هذه الدقة، أو دقة أعلى قليلاً. وعلى سبيل المثال، فإن دقة شاشة جهاز كمبيوتر غوغل «نيكسوس ‬7» اللوحي، وجهاز كمبيوتر أمازون «كيندل فاير» تبلغ ‬800*‬1800 بيكسل، بينما يقدم جهاز كمبيوتر آبل «آيباد ميني» شاشة بدقة ‬768*‬1024 بيكسل.

وتشهد اجهزة الكمبيوتر اللوحية بقياس سبع بوصات شعبيةً عالية منذ طرحت شركة «أمازون» جهازها «كيندل فاير» اللوحي في أواخر عام ‬2011، إذ يُعتبر هذا القياس مناسباً للمهام التي تعتمد على استهلاك المحتوى، مثل قراءة الكتب، وتصفح الإنترنت ومشاهدة الفيديو، كما تكون الأجهزة من هذا القياس عادةً أرخص سعراً.

وكانت «آبل» سبقت «مايكروسوفت» إلى سوق أجهزة الكمبيوتر اللوحية الأصغر من ‬10 بوصات بإطلاقها جهاز «آي باد ميني»، الذي جاء بحد ذاته نوعاً من الرد على جهاز غوغل «نيكسوس ‬7»، الذي يعمل بنظام «آندرويد»، والذي أثبت إضافة إلى جهاز أمازون «كيندل فاير» شعبية هذا القياس بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر اللوحية.

وتعاني «مايكروسوفت» عموماً ضعفاً في مبيعات أجهزة الكمبيوتر اللوحية التي تعمل بنظام «ويندوز ‬8» على عكس ما تأمل الشركة، وكان موقع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ذكر قبل فترة، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن الشركة تدرس خفض سعر رخصة نظام تشغيل «ويندوز ‬8» بالنسبة للشركات المصنّعة لأجهزة الكمبيوتر اللوحية والهجينة سعياً منها لجذب الشركات إلى إنتاج مزيد من الأجهزة التي تحمل نظام التشغيل الجديد، وتعمل بشاشات داعمة للمس.

وتسعى «مايكروسوفت» من وراء هذه الخطوات إلى إيجاد موطئ قدم أفضل في السوق المزدحمة بمنافسة شديدة، إذ لم تقم أي شركة بعد بطرح أجهزة كمبيوتر لوحية بنظام «ويندوز ‬8» وبسعر يقل عن ‬500 دولار، بينما تطرح الشركات المنافسة أجهزة كمبيوتر لوحية بنظام «آندرويد» بأسعار تبدأ من ‬150 دولاراً. وتطرح الشركات المنافسة الأجهزة اللوحية والهجينة التي تعمل بنظام «آندرويد» بأسعار منخفضة مقارنةً بأسعار الأجهزة التي تعمل بنظام «ويندوز ‬8». وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة «إسوس» التايوانية في يناير ‬2013، عن جهازها اللوحي (ميمو باد) بسعر ‬150 دولاراً فقط، بشاشة من قياس سبع بوصات، كما أعلنت فبراير الماضي عن نسخة بقياس ‬10 بوصات من الجهاز نفسه بنحو ‬360 دولاراً. كما تبيع شركة «غوغل» الأميركية جهازها اللوحي «نيكسوس ‬7» بسعر يبدأ من ‬200 دولار، وبمواصفات مرتفعة تتضمن معالجاً رباعي النواة من طراز «إنفيديا تيغرا ‬3»، وشاشة عالية التحديد مع (‬1) غيغابايت من الذاكرة العشوائية، و(‬16) غيغابايت من مساحة التخزين الداخلية.

وكانت شركة «آبل» طرحت أخيراً جهازها اللوحي «آي باد ميني» بأسعار تبدأ من ‬329 دولاراً، معلنةً دخولها سوق الأجهزة اللوحية ذات السعر المنخفض نسبياً، الذي بدأ بالرواج منذ أواخر عام ‬2011 حين أعلنت «أمازون» عن جهازها اللوحي «كيندل فاير» بشاشة قياس سبع بوصات بسعر ‬200 دولار، ثم أتبعت ذلك بالكشف عن أجهزة لوحية جديدة في منتصف عام ‬2012 بقياسات سبعة و‬8.9 بوصات تميزت بمواصفات متطورة وأسعار تبدأ من ‬200 دولار كذلك.