أطلقتها شركة ناشئة.. وتتمثل في بطاقة وتطبيق يحولان الهاتف المحمول إلى مركز تحكم مالي متكامل

خدمة جديدة تدمج بطاقات الائتمان والخصم في بطاقة واحدة

بطاقة «كيرف ماستر كارد» تمثل الجيل الأحدث من الخدمات المالية الجديدة. من المصدر

أطلقت شركة «كيرف» البريطانية الناشئة، المتخصصة في الخدمات المالية، أخيراً، خدمة بطاقات الدفع الإلكتروني المتمازجة الموحدة للمستخدمين في العالم تحت الاسم نفسه «بطاقات كيرف الأساسية» أو «كيرف ماستر كارد»، لتدشن بذلك إضافة جديدة في مجال تقنيات الخدمات المالية المصرفية القائمة على مفهوم «المصارف المفتوحة»، إذ إن الخدمة الجديدة عبارة عن بطاقة وتطبيق على الهاتف المحمول معاً، يعملان مع الهواتف، فيحولانها إلى مركز متكامل للتحكم في جميع الحسابات المصرفية، وكل بطاقات الائتمان والخصم والسحب الخاصة بالمستخدم أو جهة معينة، لتعرض وتدير جميع أشكال المعاملات المالية من دفع وسحب وإيداع عبر نافذة واحدة.

قائمة الانتظار

وأفاد تقرير نشره موقع «تيك كرانش»، المتخصص في التقنية، الذي تابع إطلاق الخدمة، بأن 50 ألف شخص من المستخدمين العاديين في العالم سجلوا، خلال اليوم الأول فقط للإطلاق، في قائمة انتظار الحصول على بطاقة «كيرف ماستر كارد»، إضافة إلى 100 ألف جهة وشركة وشخص في مجال الأعمال جرى تقديم الخدمة إليهم فعلياً خلال الفترة الاختبارية التي سبقت الإعلان الرسمي عن الخدمة.

وذكر التقرير أنه جراء عملية التوسع الكبيرة في التسجيل، والقائمة على دعوة الأصدقاء لتخطي طابور الانتظار، فإن الحصول على البطاقة مجاني حتى الآن، على الرغم من أن النسخة الاحترافية الكاملة العالية المواصفات من بطاقات «كيرف» متاحة مقابل 50 جنيهاً إسترلينياً، والتي توفر خدمات ومزايا إضافية.

الجيل الأحدث

تجميع الحسابات

أشار موقع «تيك كرانش»، المتخصص في التقنية، إلى أن هناك خدمة تجريبية من بنك «إتش إس بي سي»، تتيح سحب بيانات المعاملات من البنوك الخارجية، لكنها في حد ذاتها لا تحل مشكلة التجزئة التي تحدث في نقطة الدفع.

وأوضح أن من لديه حسابان جاريان لدى بنوك قائمة، وبطاقة ائتمان، وحساب لتحويل العملات المتعددة، وبطاقة سحب آلي «إيه تي إم»، فإنه يمكن أن يتم ربطها جميعاً في بطاقة «كيرف» واحدة، من دون أن يكون هناك شيء يمنع من إضافة خدمات أخرى جديدة إليها.


• التقنية المصرفية الجديدة توسع مفهوم «المصارف المفتوحة».

• «بطاقة كيرف» تتيح قفل أي من بطاقات المستخدم بلمسة زر.

وأوضح تقرير «تيك كرانش» أن بطاقة «كيرف ماستر كارد» تمثل الجيل الأحدث من الخدمات المالية الجديدة التي تقوم بتطويرها وطرحها العديد من الشركات العملاقة والناشئة على السواء، وتتركز في حزم برمجيات وتطبيقات الخدمات المالية المتكاملة، التي تتضمن قائمة طويلة من تطبيقات التمويل الشخصي والدفع المتكامل، مضيفاً أن بعضها يعتمد على «الروبوتات» البرمجية، فيما البعض الآخر يستند إلى منهجيات وأساليب أخرى، تتكامل مع خدمات مقدمة من شركات، مثل «أمازون» و«غوغل» و«فيس بوك» و«أبل»، ضمن تيار عام يطلق عليه «المصارف المفتوحة»، التي تقوم في النهاية على فكرة وضع كل البيانات الخاصة بالمعاملات المالية في نقطة عرض وإدارة وتحكم واحدة، بما يقلل من القلق والمخاوف بشأن الأموال المودعة في البنوك، وطريقة التعامل معها.

بطاقة واحدة

ونقل التقرير عن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «كيرف»، شانشار بياليك، أن الخدمة الجديدة، تقنية مالية تمكّن أي شخص من توحيد جميع البطاقات المصرفية الخاصة به في بطاقة واحدة، كبطاقات الائتمان، وبطاقات الصرف العادية من أجهزة الصرف الآلي، فضلاً عن بطاقات الدفع المسبق عبر الإنترنت أو من خلال أي تطبيق آخر، ومن ثم توفر تطبيقاً أو نظاماً موحداً متكاملاً لإدارة الإنفاق الخاص بالشخص بصورة كاملة. وبيّن بياليك أن تقنية «كيرف» تعمل مع الهواتف المحمولة الذكية عبر تطبيق يحوّل هاتف المستخدم الذكي إلى مركز تحكم وسيطرة مالية، يساعده على إدارة أمواله في كل شيء، وأوجه الإنفاق المختلفة، موضحاً أن المختلف في «كيرف» مقارنة بالتقنيات المالية الأخرى أنه بدلاً من بناء حساب جديد أو مدير مالي شخصي، يسحب بيانات المستخدم من حساباته البنكية القائمة، فإن بطاقة «كيرف» تسمح بالاتصال بجميع بطاقات الخصم والائتمان، بما يجعل المستخدم يحمل للمرة الأولى بطاقة واحدة بدلاً من مجموعة بطاقات، ولذلك فإنه بمجرد إضافة البطاقات الخاصة بالمستخدم إلى بطاقة «كيرف»، يمكنه استخدام تطبيق «كيرف» لتبديل أي من بطاقات الخصم أو الائتمان الأساسية التي يرغب في استخدامها، حيث إن بطاقة «كيرف» الأساسية تمكّن المستخدم من تتبع ورؤية بطاقاته وحساباته كافة في شاشة عرض واحدة موحدة، بغض النظر عن البطاقة التي يستخدمها.

وظائف إضافية

وأضاف بياليك أن بطاقة «كيرف» تتضمن وظائف أخرى، تشمل القدرة على قفل أي من البطاقات المتاحة لدى المستخدم من لمسة زر واحدة، والحصول على تنبيهات فورية حول عمليات الإنفاق من كل البطاقات الأخرى، علاوة على القيام بهذه الخدمات جميعاً برسوم بنكية أرخص من أي بنك آخر، حتى لو كان البنك الذي اعتاد المستخدم التعامل معه، لاسيما عند الإنفاق في الخارج وأثناء السفر، بعملات أجنبية، إلى جانب القدرة على تبديل وتغيير مصادر الدفع بأثر رجعي.

وأوضح أنه يطلق على التبديل بأثر رجعي «العودة في الوقت المناسب»، إذ يعني هذا أنه إذا أجرى المستخدم عمليات الشراء عبر «كيرف»، وتم تحصيل الرسوم على بطاقة أخرى غير المقصودة، فإن لديه أسبوعين لتغيير رأيه.

سد الفراغ

وجاء في تقرير «تيك كرانش» أن إطلاق خدمة «كيرف» للمستخدمين الأفراد يمثل خطوة إضافية في رؤية الشركة البريطانية لتقنيات الخدمات المالية المتمازجة، مشيراً إلى الرهان الذي قطعه مؤسس الشركة على نفسه في عام 2015 عند تأسيسها، يتمثل في التعامل مع الواقع المجزأ في القطاع المالي والمصرفي، الذي نجم عنه أنه كلما كان هناك اضطراب ما، يتم اتباع المزيد من التغييرات التقنية والتنظيمية، الأمر الذي يقود إلى تفكيك العديد من الأجزاء في القطاع المصرفي، وجعلها تعمل بمعزل عن بعضها بعضاً، وهذا يؤدي حتماً إلى التفتت والتجزئة، ما يعني في نهاية المطاف أنه لابد من التقارب والتلاحم مرة أخرى، ومن هنا جاءت منصة «كيرف» لتسد هذا الفراغ، وتعيد ربط مختلف المنتجات والحزم التقنية المالية في كيان واحد، يُمكّن المستخدم من السيطرة على أمواله ونفقاته عبر نافذة واحدة.

ولفت التقرير إلى أنه يعتقد أيضاً أنه من خلال تقديم بطاقة «كيرف» الأساسية، التي تستخدم معياراً مقبولاً على نطاق واسع في كل مكان، وتدعم خواص «اللاتلامس» والشرائح والرقم السري، والتعامل مع أجهزة الصراف الآلي وغيرها، فإنه يمكن إعادة التوجيه والسيطرة على الإنفاق الخاص بالشخص من خلال بطاقة «كيرف»، خصوصاً أن لديها مزايا أخرى أكثر من تبديل وتغيير البنوك.

تشريعات مصرفية

وذكر التقرير أن شركة «كيرف» تخطط، مثل أي شركة خدمات مالية أخرى، للاستفادة من التشريعات المصرفية المفتوحة في كل من بريطانيا وأوروبا، التي تطالب البنوك بالسماح لتطبيقات الجهات الخارجية بالوصول إلى بيانات معاملات المتعاملين، والقيام بإجراءات الدفع نيابة عنهم، وفق صلاحيات وقواعد موضوعة وواضحة بالطبع.

ووفقاً لما ورد في التقرير، فإن «كيرف» ستكون في غضون عام قادرة على تتبع كل ما يقوم به المستخدم من عمليات إنفاق، لتكوين صورة أكثر اكتمالاً وبصورة لحظية لكل المعاملات المالية لمن يشترك لديها.

تويتر