Emarat Alyoum

«واتس أب» تعتزم فرض رسوم على الشركات الكبرى مقابل مزايا إضافية

التاريخ:: 09 سبتمبر 2017
المصدر: القاهرة ــ الإمارات اليوم
«واتس أب» تعتزم فرض رسوم على الشركات الكبرى مقابل مزايا إضافية

قالت إدارة تطبيق «واتس أب» للتراسل عبر الهواتف المحمولة، أخيراً، إنها ستطبق سياسة جديدة، تفرض على الشركات والمؤسسات الكبرى أن تدفع مقابلاً مادياً لاستخدامها خدمة «واتس أب» للتراسل، على أن تحصل على مزايا ووظائف إضافية غير متاحة للأفراد، من بينها نشر إعلانات عبر «واتس أب» للمتعاملين معها والمتابعين والجمهور، فضلاً عن مزايا تتعلق بالتنبيهات ووظائف التواصل الخاصة بالبيع، ومتابعة المتعاملين والتسويق وغيرها، لافتة إلى أن الجهات التي ستطبق عليها هذه السياسة هي البنوك، وشركات الطيران، والسلاسل التجارية، ومواقع التجارة الإلكترونية الكبرى.

مبادئ الأمس

وتعد هذه الخطوة من قبل إدارة «واتس أب» تخلياً عن مبدأ «مناهضة الإعلانات» الذي أعلنت عنه في بدايات ظهورها عام 2012، حينما كتبت على مدونتها الرسمية في 18 يناير 2012 تدوينة طويلة، حملت عنوان «لماذا لا نبيع الإعلانات»، جاء فيها: «لا يوجد شخص يستيقظ في الصباح وهو متحمس لرؤية مزيد من الإعلانات، ولا أحد يريد أن ينام وهو يفكر في الإعلانات التي سيراها غداً.. نحن نريد أن يكون (واتس أب) هو المنتج الذي يحافظ عليك متنبهاً وواعياً، والشيء الذي يجعلك تتواصل في الصباح، لا أن تصادف شيئاً يقفز أمامك لكي تنظر إلى إعلان، فالإعلانات ليست فقط إزعاجاً وتعطيلاً للجماليات، بل هي نوع من الإهانات لذكائك، وقطع لحبل أفكارك».

«من أجل الناس»

ملفات شخصية

تتضمن المزايا المقدمة في الخدمة المدفوعة القدرة على إنشاء ملفات شخصية للمتعاملين والزبائن، تم التحقق منها وفحصها، مع معلومات مثل العنوان، والوصف المختصر والساعات، إضافة إلى خواص للمساعدة على إدارة المحادثات مع المتعاملين، مثل رسائل الرد التلقائي على المتعامل، حينما يكون صاحب العمل غير قادر على الدخول في محادثة في الوقت الراهن.


• الخدمات المدفوعة ستكون مجانية في البداية ثم تصبح بمقابل مادي.

وبعد خمس سنوات، وتحديداً في الخامس من سبتمبر 2017، كتبت «واتس أب» تدوينة جديدة طويلة، حملت عنواناً براقاً هو «بناء من أجل الناس لا أصحاب الأعمال». وراحت تشرح أهمية الإعلانات، وكيف أن «واتس أب» يلبي الاحتياجات لدى المؤسسات وأصحاب الأعمال والجمهور العام معاً.

كما صدرت تصريحات على لسان رئيس عمليات تطبيق «واتس أب»، مات ايديما، نشرتها صحيفة «وول ستريت»، قال فيها: «ننوي أن تدفع مؤسسات الأعمال مستقبلاً، مقابل خدمات (واتس أب)، وليس لدينا تفاصيل حول تحقيق دخل من وراء ذلك».

كما صدر بيان عن الشركة، جاء فيه أنها ستحوّل تطبيق الأعمال التجارية المجانية إلى خدمة مدفوعة للمؤسسات الكبيرة، مقابل أن يوفر لها التطبيق أدوات لأداء الأعمال، تحسن من وسائل التواصل بينها وبين المتعاملين معها، وبين العاملين لديها.

مزايا وخدمات مدفوعة

وأوضحت الشركة أن حلول الخدمات المدفوعة لن تبدأ على الفور، وإنما ستكون مجانية في البداية، ثم تصبح بمقابل مادي بعد ذلك، لافتة إلى أن الخصائص والوظائف التي يمكن تقديمها في هذه الخدمة المدفوعة تتضمن تقديم تنبيهات مفيدة للمتعاملين، مثل مواعيد الطيران، وتأكيد وصول أو توزيع الشحنات، وغيرها من التحديثات، ما يتيح لها الحصول على ميزة مديرين متعددين لحساب واحد، أو إرسال أحجام ضخمة من الرسائل في مرة واحدة، فضلاً عن الاستفادة من «روبوتات» الذكاء الاصطناعي البرمجية، المستخدمة في تنفيذ معاملات التجارة الإلكترونية. وذكرت «واتس أب» أن الخدمة المدفوعة ستسمح لها ببناء محرك بحث في مجال الأعمال، يعرض نتائج خاضعة للرعاية الإعلانية كأمر اختياري، أو جعل أصحاب الأعمال يوجهون نوعية معينة من الرسائل إلى الناس مقابل رسوم.

يذكر أنه حينما استحوذت «فيس بوك» على «واتس أب» مقابل 19 مليار دولار في عام 2014، ذكرت الشركتان أنهما لا ترغبان في وضع إعلانات على «واتس أب»، لأن الإعلانات ستخفض من مستوى تجربة الاستخدام، ووصل الأمر إلى تخلي الشركتين عن الرسم السنوي للاشتراك، وقدره دولار.

لكن مع وصول مستخدمي «واتس أب» إلى 1.3 مليار مستخدم شهرياً، ومليار مستخدم يومياً، ووصول عدد مستخدمي نسخة «خدمة القصص» المستوحاة من تطبيق «سناب شات» إلى 250 مليون مستخدم يومياً، أصبح «واتس أب» في المستوى الضخم من التوسع الذي يحتاجه لكي يحقق عائدات كبيرة من الإعلانات.

وهنا تغيرت المواقف، فما كان عام 2012 إهانة للذكاء وقطع لحبل الأفكار، أصبح في عام 2017 «بناء من أجل الناس».