«سامسونغ» تكشف النقاب عنه رسمياً الأربعاء المقبل

المنافسة والسعر وأزمة «نوت 7» تحديات صعبة أمام «غالاكسي إس 8»

مصير مجهول يواجه الجهاز الجديد بعد أزمة «غالاكسي نوت 7» الذي انفجرت بطارياته وتم سحبه من الأسواق. أرشيفية

بعد فترة انتظار وترقب وشائعات استمرت أشهراً عدة، لم يتبقَ سوى أيام قليلة وتكشف «سامسونغ» النقاب رسمياً عن هاتفها الذكي «غالاكسي إس 8». ومن المقرر أن يتم إطلاقه الأربعاء المقبل، وهو الموعد الذي يرى كثير من المحللين أنه «لحظة الحقيقة» لهذا الهاتف المؤجل اطلاقه منذ يناير الماضي. وبصرف النظر عن الأنباء التي ترددت عن مواصفات وخصائص ومزايا الجهاز المنتظر، فهو فعلياً يواجه المجهول في العديد من الاتجاهات ومجالات الحركة، ولاشك أن جانباً من هذا المجهول صنعته أزمة «غالاكسي نوت 7»، الذي انفجرت بطارياته وتم سحبه من الأسواق، والبعض الآخر من صنع المنافسين وما قدموه من تحسينات وتطورات على هواتفهم المماثلة في فترة غياب «سامسونغ» عن الساحة خلال الأشهر الماضية، وهو ما يضع هذا الهاتف أمام تحديات صعبة.

«لينوفو» و«هواوي» جعلتا مهمة المنافسة السعرية صعبة أمام «سامسونغ».

«سامسونغ» غير قادرة على فرض سياسة سعرية لها في سوق الهواتف الذكية.

«غالاكسي إس 8» ربما يحصل على النظرة الثانية من المؤسسات التي تستخدم تطبيقات الحوسبة السحابية من «غوغل».

ونشرت العديد من المواقع التقنية خلال الأسبوع الماضي تقارير حول التحديات والاحتمالات المجهولة التي تواجه «غالاكسي إس 8»، من أبرزها ما نشره موقع شبكة «زد دي نت» للتقنية zdnet.com.

ومن خلال المراجعة التي قامت بها «الإمارات اليوم» لهذه القضية، يمكن القول إنه بغض النظر عن المزايا والخصائص والإضافات التي يمكن أن يتمتع بها «غالاكسي إس 8»، وما قد يتفوق به على منافسيه، فهو في كل الأحوال يواجه تحديات كبيرة ومصيراً مجهولاً، فالملابسات المرتبطة به تخصم من قدرته التنافسية حتى قبل أن يطرح، لأنها جميعاً ملابسات تقوده إلى أشياء مجهولة أو غير معلومة.

واستناداً للعديد من التقارير المنشورة في هذا الشأن، يمكن تلخيص أوجه المصير المجهول الذي يواجه هذا الهاتف في أربعة تحديات.


أزمة «لننتظر حتى نرى»

يعد هذا الهاتف الطراز الأول الذي تقوم «سامسونغ» بطرحه بعد أزمة «نوت 7»، الذي انفجرت بطاريته العام الماضي، وجرى سحبه من الأسواق وإلغاء إنتاجه. بجانب أن عملية إطلاقه تأتى عقب التقرير الذي أصدرته الشركة في يناير الماضي، حول أسباب كارثة «نوت 7».

ورغم أن التقرير قطع شوطاً في تهدئة المخاوف من تكرار انفجار البطاريات مرة أخرى مع «غالاكسي إس 8»، فإنه لم يؤكد أن هذه المخاوف انتهت تماماً، لذا فإن «غالاكسي إس 8» يواجه فعلياً حالة «لننتظر حتى نرى» من جانب قطاع واسع من المشتركين، أي يتوقفون عن الشراء حتى يتأكدوا من مسألة البطاريات، وهناك احتمال بأن يفقد «غالاكسي إس 8» «الدفقة الأولى» للبيع.

معسكر «أبل»

لم تتوقف التأثيرات السلبية لأزمة «نوت 7» عند خسارة المشترين والتأثير على قراراتهم، بل تخطت ذلك إلى علاقات الشراكة بين «سامسونغ» وشركاء أعمالها، حيث أعطى «نوت 7» دفعة لوحدة شركاء الأعمال داخل «سامسونغ» لكن حينما تم سحب «نوت 7» من الأسواق، تحول الكثير من شركاء الأعمال إلى معسكر «أبل» المنافس.

ولذا فإن سوق المؤسسات باتت صعبة أمام «غالاكسي إس 8»، إن لم تكن الشريحة الكبرى منها ذهبت فعلياً لـ«أبل» و«غوغل»، ما يجعل الأمر مجهولاً أمام الجهاز الجديد.

وأشارت تقارير إلى أن «غالاكسي إس 8» ربما يحصل على النظرة الثانية من قبل الشركات والمؤسسات، خصوصاً تلك التي تستخدم تطبيقات الحوسبة السحابية من «غوغل».

لحظة الانصراف

من الأمور التي روجت «سامسونغ» لها كمحفز لـ«غالاكسي إس 8»، أنه هاتف يدعم أدوات «الذكاء الاصطناعي»، ويوفر خدمات غير مسبوقة في هذا المجال.

وعملياً يتجسد هذا الأمر في «المساعد الرقمي» الصوتي الخاص بـ«سامسونغ»، الذي يحمل اسم «بيكسبي». وأكدت الشركة أنه واجهة تفاعل للهاتف الذكي، يمكن أن تعمل مع جميع أجهزة «سامسونغ»، كالتكييف والتلفزيونات وغيرها.

لكن السؤال المهم هنا: هل «بيكسبي» بالفعل بديل «ذكاء اصطناعي» حقيقي قادر على جذب المشترين للهاتف؟

الجواب أن «غالاكسي إس 8» يواجه في هذه النقطة أمراً مجهولاً، فالمنافسون الآخرون قدموا بالفعل مساعدات شخصية رقمية، أثبتت كفاءة وانتشاراً، فـ«أمازون» قدمت «اليكسا»، و«غوغل» لديها مساعد «غوغل» الصوتي على أجهزة «أندرويد»، و«أبل» لديها «سيري» الذي يحقق انتشاراً ملحوظاً، وهناك أيضاً «مايكروسوفت كورتانا»، وهكذا فإن واقع المساعدات الرقمية الصوتية الحالي يجعل «بيكسبي» أشبه بشخص وصل إلى حفلة مزدحمة في اللحظة التي أوشك فيها الحضور على الانصراف إلى ديارهم.

أسعار المنافسين

يعد السعر من الأشياء المجهولة أمام «غالاكسي إس 8»، فلأول مرة تبدو «سامسونغ» غير قادرة على فرض سياسة سعرية لها في سوق الهواتف الذكية، لأنه خلال الفترة الماضية قدم المنافسون، وعلى رأسهم «لينوفو موتو»، و«هواوي» بدائل ذات قيمة عالية، وأصبح بمقدور المشترين الحصول على وحدتين من الهواتف الذكية بمواصفات جيدة، لا تختلف عن مواصفات هواتف «سامسونغ»، لكن بسعر وحدة واحدة من الأسعار المتوقعة لـ«غالاكسي إس 8»، في إشارة إلى أن مقدرة «سامسونغ» على الاستمرار في قيادة أسعار فئة الهواتف الذكية عالية المواصفات أصبحت محل شك.

تويتر