«سي نت نيوز» يحدّد مسارات متوقعة للهاتف الذكي خلال السنوات الـ 10 المقبلة (2 من 2)

«آي فون».. جهاز تحكم عن بعد تديره الخدمات لا الاتصالات في 2027

في الجزء الثاني من التحليل الخاص بمستقبل هاتف «آي فون» من شركة «أبل»، يرى محللو موقع «سي نت نيوز» الذين حددوا مسارات مستقبلية متوقعة للهاتف الذكي خلال السنوات الـ10 المقبلة، أنه حتى يستمر «آي فون» ولا يندثر مثلما حدث مع مئات وآلاف المنتجات الأخرى، عليه أن يفعل خلال السنوات المقبلة ما لم يكن يحبه خلال السنوات الـ10 الأولى من عمره، موضحين في تقرير أعدوه بخصوص ذلك ونشره الموقع أخيراً، أن على «آي فون» أن يقبل بالتحول من كونه هاتفاً أصيلاً متكاملاً، إلى جهاز للتحكم عن بعد، تديره الخدمات لا الاتصالات، وعليه أن ينفتح بالكامل على الحوسبة السحابية التي يقيم معها علاقة معقدة مربكة حتى الآن، فضلاً عن ضرورة انخراطه بقوة في التعامل مع تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وينتهي عن حالة الصمت التي يلتزمها معهما الآن.

وشدّد تقرير «سي نت نيوز» على أن كل هذه التغييرات يتعين على «آي فون» أن يقبل بها، وإلا سيكون مصيره مثل مصير جهاز «آي بود» الذي اندثر وتجاوزته الأحداث.

أكبر تغيير

تطبيع كامل للعلاقات مع الحوسبة السحابية.

أداة «طيعة» في يد الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

وبيّن التقرير أن أكبر تغيير يمكن أن يكون عليه «آي فون» في الذكرى الـ20 لإطلاقه بداية عام 2027 هو أنه لن يكون هاتفاً، مشيراً إلى أن هذا لن يكون شأن «آي فون» وحدة، بل فكرة الهواتف المحمولة الذكية جميعاً. وأفاد بأن التوقعات تشير إلى أن الهاتف المحمول لن يظل بصورته الحالية ككيان منفصل قائم بذاته، فكرته المحورية هي الاتصال الصوتي يحاط بها بعض الخدمات الأخرى، بل سيتفتت ويتجزأ لتتوزع وظائفه على مجموعة من الأجهزة التي تحوم حوله حالياً، ليصبح هو محض نقطة التقاء وتوزيع، لما يتداول بينها من بيانات ومعلومات وأصوات وصور وفيديوهات، تُبنى عليها خدمات من بينها وظيفة الهاتف، أي بعبارة أخرى ستكون الحوسبة المتنقلة مرتكزة على «ما حول الهاتف» وليس الهاتف نفسه.

وحدة تحكم

وفي هذا السياق، لفت التقرير إلى أن «أبل» وضعت لنفسها تصوراً مستقبلياً يقوم على تغيير وتحويل «آي فون» تدريجياً ليصبح في النهاية ليس هاتفاً، وإنما وحدة تحكم عن بعد لكل أوجه الحياة، ليتواصل بسلاسة وعمق مع تقنيات الواقع الافتراضي وتطبيقات وحلول المنازل الذكية والمدن الذكية، إذ إن بعض المحللين يرشح «آي فون» لدور أشبه بما تفعله تطبيقات «كروم»، التي تقوم الأدوات بالتقاطها وتوجيهها اعتماداً على ما تقوله أو يصل إليها من أجهزة اخرى، أو يقوم بدور أقرب لما تفعله ساعة «أبل» التي يمكنها العمل كمفتاح لربط مختلف الأدوات معاً.

وجاء في التقرير أن «أبل» تستكشف بالفعل مفهوم الاتصالات العابرة للأجهزة، بمعنى أنه إذا ما رن جرس الهاتف، فإن جهاز «ماكنتوش» المكتبي أو الحاسب اللوحي اليدوي «آي باد» سيفعل الشيء نفسه، وهنا سيكون على «آي فون» التخلي عن البدايات التي وضعت له، كجهاز يجمع كل شيء في كيان واحد، ليدخل في بيئة تعج بالعديد من أدوات التواصل والتفاعل الأخرى مثل الأجهزة القابلة للارتداء، ويقوم بعمله كمعبر للمدخلات والمخرجات، لكن العقل الذي يدير كل شيء سيكون في مكان آخر بعيد.

لا حواف

وأشار تقرير «سي نت نيوز» إلى أنه لايزال يوجد في «آي فون» بعض الحواف، وهي المساحات الموجودة بكل الجوانب في مقدمة الهاتف ولا تتمدد فيها الشاشة، مثل المساحة الموجودة حول المفتاح الرئيس، وهذا عكس الهواتف الأخيرة من شركة «سامسونغ»، التي تمتد شاشتها من الحافة للحافة تقريباً، بل ومنها ما تلتف شاشته حول جوانبه الرفيعة. ورأى التقرير أن «آي فون» سيتحول إلى هذا النمط، ليصبح بحجم أصغر يسهل الإمساك به بقبضة اليد، إذ إن «أبل» تنوي أن تضع مفاتيح التحكم في نظم تحديد الهوية العاملة باللمس على حواف الشاشة وجانبيها، ما يعني أنه بمجرد لمس جزء من الشاشة، يتم التعرف إلى البصمات والدخول إلى الهاتف.

الحوسبة السحابية

وعلى الرغم من كل ما تحقق لدى «آي فون» من ربط مع الحوسبة السحابية، اعتبر التقرير أن العلاقة بينهما لاتزال أكثر تعقيداً مما هو قائم مع الهواتف المنافسة العاملة بنظام تشغيل «أندرويد»، لاسيما هواتف «سامسونغ» و«غوغل بيكسل»، لافتاً إلى أن هذا الأمر يرتبط برؤية «أبل» لقضايا الخصوصية والتأمين، لكن «آي فون» سيكون قادراً على إعادة تطبيع علاقاته كاملة مع الحوسبة السحابية لتصبح سلسة بلا تعقيد على الإطلاق، حتى يظل قادراً على المنافسة، خصوصاً في ما يتعلق بالدفع من أجل الخدمات السحابية، لأن الحوسبة السحابية أصبحت هي الإجابة المنطقية للوصول الى الملفات، والمجلدات والكثير من الخدمات الآخذة دوماً في التنوع والازدياد.

مشاركة الشاشة

وأوضح التقرير أن مشاركة الشاشة كاملة يعد توجهاً مكملاً أو جزءاً من التوجه الخاص بالحوسبة السحابية، ويقصد به أن تصبح شاشة «آي فون» بكل ما تحتويه من وظائف وخصائص ومفاتيح في حالة مشاركة كاملة مع أجهزة وأدوات أخرى، وهذا لن يتم إلا من خلال الانفتاح الكامل على الخدمات السحابية، مبيناً أنه من الناحية العملية فإن هذا التوجه ليس جديداً تماماً، فالخدمات السحابية هي ما جعل نظام تشغيل «ماك أو إس» للحاسبات المكتبية والمحمولة، ونظام «آي أو إس» لـ«آي فون» قريبين من بعضهما، ويتشاركان الرسائل وملفات التخزين والصور، والملاحظات وملفات الصفحات وغيرها، ومجمل هذا التوجه يجعل هواتف «آي فون» وغيرها من الهواتف الأخرى أيضاً، مجرد وحدات طرفية صغيرة لنظام ضخم مترابط.

الواقع الافتراضي

ولفت تقرير «سي نت نيوز» إلى أن «سامسونغ» حولت فعلياً هواتفها المحمولة إلى ملحقات لتشغيل تقنيات الواقع الافتراضي من خلال منتجها «جير في آر»، فيما لدى «غوغل» سماعة رأس «داي دريم» ومبادرتها الخاصة في هذا المجال، لكن «آي فون» لايزال صامتاً في ما يتعلق بعلاقته بالواقع الافتراضي والواقع المعزز، وبعيداً بشكل كبير عن هذا المجال. وذكر التقرير أن التوجهات الحالية ستجبر «آي فون» على التخلي عن هذا الصمت والهدوء، وإضفاء الكثير من الحيوية على علاقته بهاتين التقنيتين، مشيراً إلى أن دلائل ذلك ظهرت في تصريح الرئيس التنفيذي لـ«أبل»، تيم كوك، بأنه مهتم بتقنية الواقع المعزز، ما يشير الى أن التطوير في خصائص الكاميرا، وتطبيقات «آي فون» سيكون من بين الأشياء التي سيتم العمل عليها مستقبلاً، بل إن «آي فون 7» شهد بدايات مبكرة لهذا التوجه من خلال التقنية التي تجعله يستشعر العمق في الصور والفيديوهات عبر كاميراته المزدوجة.

وتوقع أن تتسارع وتيرة أعمال «أبل» في هذا الاتجاه، لتستطيع المنافسة، خصوصاً مع «غوغل» ومبادرتها المعروفة باسم «تانجو» التي تستهدف دمج هواتفها الذكية «بيكسل» بصورة اكثر مع تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

تويتر