«سي نت نيوز» يحدّد مسارات مستقبلية متوقعة للهاتف الذكي خلال السنوات الـ 10 المقبلة (1 من 2)

«أبل»: بدأنا للتو.. والأفضل في «آي فون» لم يأت بعد

يتوقع أن يتحول «آي فون» إلى طرازات من مختلف الأحجام والألوان والمعالجات والشاشات. من المصدر

مع حلول السنة الـ10 على إطلاق هاتف «آي فون»، خلال الشهر الجاري، هناك تساؤلات عدة حول ما سيؤول إليه مصيره بعد 10 سنوات أخرى. منها هل سيختفي هذا الجهاز كما حدث لمئات وآلاف المنتجات قبله، أم سيكون قد تغير كلياً وأصبح بمظهر ووظائف وإمكانات أخرى غير التي نعرفها الآن؟

لكن الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك، حاول حسم هذه التساؤلات في تدوينة كتبها بغرفة الأخبار على موقع «أبل» في التاسع من يناير 2017، الذي يوافق الذكرى السنوية العاشرة لإطلاق النسخة الأولى من «آي فون» على يد الراحل ستيف جوبز، أحد مؤسسي «أبل» وأيقونة الإبداع والتحدي والنجاح الأسطورية للشركة.

وجاء في تدوينة كوك: «إن (آي فون) وضع المعيار للحوسبة المتنقلة في العقد الأول من هذا القرن، ونحن بدأنا للتو والأفضل في (آي فون) لم يأت بعد»، ما يعني أن «آي فون» لن يختفي، بل سيستمر في التطوّر، حتى يصبح شيئاً مختلفاً مع حلول السنة الـ20 لإطلاقه في عام 2027.

مسارات مستقبلية.

- إلغاء تام للفتحات والمنافذ والتحوّل إلى «قطعة لاسلكية كاملة».

- اتصال بكل شيء وتعميق للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.

ما كتبه كوك دفع الكثير من المحللين إلى محاولة توقع المسارات التي سيمضي فيها «آي فون»، خلال السنوات الـ10 المقبلة، وكان من بينهم فريق محللي موقع «سي نت نيوز» cnet.com، الذين أعدوا تقريراً في هذا الشأن نشره الموقع أخيراً.

وقبل استعراض المسارات المستقبلية لـ«آي فون»، لابد من الإشارة إلى أن فكرة «آي فون» الأساسية، كما وضعها جوبز، كانت تتمثل في دمج ثلاثة منتجات معاً، هاتف محمول ثوري، وحاسب لوحي بشاشة عريضة تعمل باللمس هو «آي باد»، وأداة اتصال بالإنترنت تمثل طفرة أو اختراقاً كبيراً على مستوى البريد الإلكتروني المكتبي والتجوال على الـ«ويب» والبحث والخرائط، ومن ثم وضع هذه الأشياء في جهاز واحد صغير خفيف محمول باليد اسمه «آي فون».

وبالطبع أضاف «آي فون» خلال السنوات الـ10 الأولى لإطلاقه الكثير إلى الرؤية الأساسية التي وضعها جوبز. واليوم وفقاً لتقرير محللي «سي نت نيوز» هناك عدد من المسارات للتغيير والتطوير يتوقع أن يمضي فيها «آي فون»، خلال السنوات المقبلة، التي تستعرضها «الإمارات اليوم» على جزأين.

البساطة

اعتاد «آي فون» على الاحتفاء سنوياً بتقديم بعض الأشياء الجديدة بصورة جيدة، والآن أصبح نظاما التشغيل «آي أو إس» و«آي فون» معقدين إلى ما لا نهاية، فالإعدادات والأشياء المهمة المخفية كامنة في كل مكان، فضلاً عن صعوبة الوصول إلى إدارة التخزين السحابي والصور وتنبيهات التجوال والخصوصية. ولذلك تستطيع «أبل» استهداف البساطة مرة أخرى خلال السنوات المقبلة، وتقلص خبرة الاستخدام لتصبح شيئاً أساسياً أكثر، وعليها أن تجد طريقة تضع تحت نظر وانتباه مستخدم «آي فون» أشياء قليلة وتحتفظ بالبقية في الخلفية، حيث إنها تحتاج إلى إعادة اختراع تصميماتها، حتى البرمجيات لتصبح أقل تشويشاً.

في هذا السياق، يتوقع أن يقلع «آي فون» عن أن يكون «آي فون» أصلي واحد، ويتحوّل إلى طرز من مختلف الأحجام والألوان والمعالجات، والشاشات، ليلبي كل الميزانيات وأنماط الحياة المتنوّعة، التي تمثل الواقع الحقيقي في سوق الهواتف، مع عدم العودة الى مفهوم «آي فون» أصلي واحد.

الاتصال بكل شيء

أصبح «آي فون» فعلياً مركز توزيع لمحاور أو مسارات تصل بالمستخدم إلى أجهزة عديدة، كمتتبعات اللياقة البدنية، وساعة «أبل» والعالم المتنامي من تطبيقات وأجهزة المنازل الذكية، إضافة إلى الأدوات الموصولة بالشبكات، بحيث سيمثل هذا الأمر مساراً متنامياً لدى «آي فون» ليصبح قادراً على الاتصال بأي شيء. فمثلاً سيصبح كلوحة تحكم منزلية عن بُعد، تدير كل شيء بالمنزل، وتستطيع التحدث إلى الأدوات الأخرى بسهولة أكثر. وسيعينه على ذلك قدرات الجيل الخامس من تقنية «بلوتوث»، الذي سيوفر مدى أكبر وسرعات أعلى في ربط «آي فون» بغيره من الملحقات والاجهزة. كما سيستفيد من النطاقات الترددية الفائقة الارتفاع في خطوط الاتصال من الجيل الخامس وما بعده، وسيستعد «آي فون» لذلك بأن يهيئ نفسه ليصبح قادراً على إظهار ما لديه على الشاشات الكبيرة، ومختلف الملحقات بالمنزل ومقار العمل.

الذكاء الاصطناعي العميق

يوجد تطبيق «سيري»، مساعد «أبل» الشخصي الرقمي الذي يعمل بالأوامر الصوتية، في كل أدوات «أبل» تقريباً، بما فيه «آي فون»، لكن لايزال فيه بعض المشكلات، إذ إنه لا يستجيب بالكفاءة والسلاسة الموجودة في «أمازون أليكسا»، وليس لديه الحدس والفهم الموجود في مساعد «غوغل»، لذلك على «أبل» تطوير «سيري» ليفعل ما هو أكثر ويفهم السياق بصورة أفضل، ليوفر لـ«آي فون» مساراً أقوى وأرحب في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي العميق، خصوصاً أن «أبل» تتبع مفهوم «الحوسبة على الجهاز» بدلاً من السحابة، وهذا مدخل مختلف كلياً عن «غوغل» و«أمازون».

ويعدّ أمراً مميزاً في ما يتعلق بالخصوصية والأمان، فتطبيقات «أبل» الأخيرة للصور تنظم بذكاء مكتبات الصور اعتماداً على الوجوه والأماكن، وتقوم تلقائياً بتشكيل حاويات الذاكرة استناداً إلى الموضوعات، ولذلك فإن تطوير «سيري» ليكون الأفضل، والأكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي الأرقى هو ما يحتاجه «آي فون» مستقبلاً.

خلو تام من المنافذ

من بين المسارات المتوقع أن يمضى فيها «آي فون» مستقبلاً، هو خلوه التام من المنافذ، ليصبح أكثر خفة ونحافة وقوة، فشحن هواتف «آي فون» لايزال يحدث من خلال الكابلات التي تعمل بتقنية «المنفذ البرقي»، أما الشحن اللاتلامسي اللاسلكي الذي أصبح متاحاً في هواتف «أندرويد» منذ سنوات، وتستخدمه ساعة «أبل»، فلم يصل إلى «آي فون» بعد، لكن حينما يتم ذلك، ربما في «آي فون 8»، فإن الكابلات العاملة عبر المنافذ البرقية لن تكون لها ضرورة كبيرة.

والمتوقع أن تقفز «أبل» بـ«آي فون» ليكون هاتفاً مغلقاً تماماً بلا فتحات على الإطلاق، وعبارة عن «قطعة لاسلكية» كاملة، تشحن لاسلكياً، وتتواصل مع السماعات وغيرها من الأدوات لاسلكياً أيضاً، ما يمنح مصمميه مرونة عالية في الإبداع والتحديد.

تويتر