يضم 4 شركات من عمالقة صناعة الاتصالات

تحالف يستهدف تنفيذ أكبر تجارب تشغيل الجيل الخامس للمحمول

مصطلح الجيل الخامس يطلق على معيار اتصالات يعمل على طيف ترددي يقع عند ترددات تراوح بين 28 و37 و39 غيغاهيرتز. من المصدر

يبدو مرجحاً أن تشهد الاستثمارات المخصصة لتطوير وتشغيل الجيل الخامس للاتصالات المحمولة، ارتفاعاً كبيراً خلال العام الجاري، وذلك في ضوء الاهتمام الشديد الذي حظي به من جانب عمالقة صناعة الاتصالات خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الذي اختتم فعالياته، أمس، في مدينة لاس فيغاس الأميركية.

- «كوالكوم» و«أريكسون» توفران المحطات القاعدية.

- «إنتل» تعتزم تسويق وحدات «مودم» الجيل الخامس خلال العام الجاري.


تجارب أخرى

أعلنت شركتا «إبتيوس» و«هواوي» الصينيتان أنهما أكملتا تجارب تشغيل على الجيل الخامس للاتصالات المحمولة في نهاية العام الماضي، معلنتين تسجيل سرعات في تبادل البيانات بلغت 35 غيغابايت في الثانية. كما أعلنت الحكومة البريطانية من جهتها، عن استثمار مليار جنيه إسترليني في مبادرات نشر الكوابل الضوئية والجيل الخامس، في حين صوتت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية على فتح الطيف الترددي للجيل الخامس قبل شهور.


10

أضعاف سرعة الشبكات الحالية يوفرها الجيل الخامس.

وقد وصل هذا الاهتمام ذروته بإقدام أربع شركات على الإعلان بصورة مشتركة عن «توحيد قواهم» في تحالف يستهدف تنفيذ أكبر تجارب التشغيل والاختبار، على معدات وأجهزة هذا الجيل، للوصول إلى نتائج عملية تمهد للإطلاق التجاري واسع النطاق في أقرب فرصة.

وحسب المعلومات المنشورة على غرفة أخبار المعرض ces.tech/‏‏‏‏News، فإن الشركات المشاركة في هذا التحالف تضم «كوالكوم»، و«إنتل»، و«أريكسون» و«إيه تي آند تي».

وأثار الإعلان عن هذا التحالف اهتماماً واسعاً في عالم تقنية الاتصالات والمعلومات، حتى أن تقريراً لموقع «تيك ريبابليك» وصفه بأنه علامة على أن عام 2017 سيشهد «انفجاراً» في استثمارات الجيل الخامس للمحمول على حد وصفه.

الجيل الخامس

ويطلق مصطلح الجيل الخامس للمحمول على معيار اتصالات يعمل على طيف ترددي يقع عند ترددات تراوح بين 28 و37 و39 غيغاهيرتز، وما بعد ذلك، في حين يقع الطيف الترددي للجيلين الثالث والرابع بين 400 ميغاهيرتز و2.5 غيغاهيرتز، بالإضافة للطيف غير المرخص الذي يعمل في المدى القصير عند تردد 2.5 غيغا و5 غيغاهيرتز، والمستخدم مع الـ«واي فاي» والـ«بلوتوث» وغيرهما من اشارات البث قصيرة المدى.

وبذلك يتفوق في سرعته وسعته بصورة كبيرة على معايير الاتصالات المستخدمة في الأجيال الحالية والسابقة، إذ إنه سيستطيع ربط أي شيء بسرعات تعادل 10 أضعاف سرعة أسرع الشبكات الحالية، ويدعم 100 ضعف عدد الأدوات الحالية، كما يسمح لآلاف المستخدمين بتحميل الملفات بصورة متزامنة معاً بسرعة تصل إلى غيغابايت في الثانية بالنسبة للمجموعات الصغيرة. وهذه الترددات العالية لها نقاط ضعف ونقاط قوة، فهي يمكن أن تنقل كميات أضخم من البيانات، وبسرعات أعلى كثيراً، لكن إشارات البث لا تسافر لمسافات بعيدة، ولذلك فإن شبكات الجيل الخامس ستتألف من خلايا جديدة صغيرة الحجم، يتم نشرها على بعد مئات الأمتار من بعضها بعضاً، بخلاف الشبكات الحالية التي تعمل على بعد كيلومترات من بعضها بعضاً.

تشغيل تبادلي

ووفقاً للبيان الموحد الصادر عن الشركات الأربع، فإنها تعمل معاً لتنفيذ تجربة تشغيل تبادلي وعلى نطاق التجارب الهوائية الحقلية المعتمدة على ترددات الراديو الجديدة المتوقعة للجيل الخامس، ومواصفاتها التي جرى تطويرها من قبل منظمة «3 جي بي بي»، وهي اختصار لمصطلح «مشروع شراكة الجيل الثالث». وهذه المنظمة عبارة عن تجمع يضم سبعاً من أكبر المنظمات العاملة في تطوير المعايير الخاصة بالاتصالات اللاسلكية في العالم، وتضم أعضاء يمثلون تقريباً مختلف الأطياف العاملة في مجال الاتصالات اللاسلكية عالمياً، وتعرف احياناً باسم «الشركاء التنظيميون»، وتصدر المعايير والمواصفات الفنية التي تضمن وجود بيئة مستقرة للأجيال المختلفة من الاتصالات المحمولة.

مواصفات فنية

وحرصت الشركات المشاركة في التحالف على تأكيد التزامها بكل المواصفات الفنية والمعايير التي وضعتها منظمة «3 جي بي بي»، بما يعمل على تسريع التحول الى بيئة اتصالية محمولة جديدة تعمل على شبكات الجيل الخامس مع بنية تحتية مناسبة وفي ظل مواصفات تقنية متاحة. وخلال تجارب التشغيل الموحدة، ستقوم «كوالكم» و«أريكسون» بتوفير النماذج الأولية من المحطات القاعدية المصممة طبقاً لمعايير الجيل الخامس، في حين تقوم «إيه تي آند تي» بتوفير الاحتياجات من الطيف الترددي المطلوب للاختبارات، على أن تتم التجارب عبر موجات الطيف المليمترية، التي تسعى بشكل خاص لتعزيز التطبيقات التجارية عند نطاقات 28 غيغاهيرتز و39 غيغاهيرتز.

وسيستخدم في الاختبارات هوائيات مصممة بتقنية المدخلات والمخرجات المتعددة المعروفة باسم «ميمو»، مع تقنيات التشكيل الشعاعي التكيفية، فضلاً عن تقنيات تعقب الشعاع، التي يمكن أن تساعد على استمرار الاتصالات بين نطاقات الترددات العالية.

«مودم» الجيل الخامس

أما شركة «إنتل»، فأعلنت أنها ستعمل في وقت لاحق من العام الجاري على تسويق وحدات «مودم» الجيل الخامس، أو وحدات ربط أجهزة الحاسبات والهواتف بخطوط الاتصال لإرسال واستقبال البيانات، ليتم استخدامها في الطائرات الصغيرة بدون طيار «الدرونز»، وفي نشر أدوات إنترنت الأشياء والسيارات ذاتية التشغيل، وذلك كجزء من الاختبارات التي تجريها ضمن أنشطة هذا التحالف، لا سيما مع «أريكسون» و«إيه تي آند تي».

ويستهدف التحالف الجديد الوصول إلى معدل إرسال واستقبال وتدوير للبيانات داخل الشبكات المحمولة يقاس بغيغابايت عدة في الثانية الواحدة، كنوع من الاستعداد الجيد والمبكر لاستخدام تقنيات جديدة عبر شبكات المحمول، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وخدمات الحوسبة السحابية.

معيار خاص

وجاء في البيان الموحد أن التجارب ستبدأ في الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من 2017، ومن المرجح أن تتزامن مع صدور أول معيار خاص بالجيل الخامس من قبل مجموعة مشروع شركاء الجيل الثالث والمعروف باسم مواصفات اشارات الراديو الجديدة للجيل الخامس.

وقال نائب الرئيس التنفيذي ورئيس التقنية في «كوالكوم للتقنية»، مات جروب، إن «التعاون أمر حاسم لضمان نشر شبكات الجيل الخامس في الوقت المناسب».

وعلى الرغم من تسارع وتيرة الاستثمارات وتجارب التشغيل والقرارات التنظيمية والمعايير التقنية، فليس من المرجح ان يصبح الجيل الخامس في متناول اليد بصورة سريعة، فمعظم التوقعات لاتزال تحدد 2020 باعتباره العام الذي يحقق فيه الجيل الخامس بداية انتشاره الواسع على نطاق تجاري عام.

تويتر