بعد توجه «أبل» إلى إزالة منفذ توصيل سماعات الرأس من هواتف «آي فون» المقبلة

إلغاء منافذ التوصيل من الهواتف الذكية يضع الشركات على مفترق طرق «تقني»

هدف إلغاء منافذ التوصيل هو خفض سمك الهاتف أو الأجهزة التي تعمل به وخفض وزنها ومعدل الطاقة الذي تحتاجه. من المصدر

جاء الإعلان عن نية شركة «أبل» الأميركية إلغاء منفذ توصيل سماعات الرأس قطر 3.5 ملليمترات من هواتف «آي فون» المقبلة، واستبداله بمنفذ جديد من نمط «منفذ التوصيل البرقي» اللاسلكي، إيذاناً بإشعال معركة حقيقية بين مصنعي سماعات الرأس ومنافذ توصيلها ومصنعي وداعمي الكابلات السلكية من جهة، والاتصال اللاسلكي من جهة أخرى.

فهذا التوجه معناه أن مئات الشركات المصنعة والمسوقة والبائعة لسماعات الرأس والهواتف الذكية والأجهزة اليدوية من مختلف الطرز والعلامات التجارية أصبحت في أزمة ومفترق طرق، بين الانخراط في هذه التكنولوجيا الجديدة، أو الاستمرار في منافذ التوصيل العاملة بالتقنيات الحالية.

وعلى الرغم من أن هاتف «آي فون» الجديد، الملغى منه منفذ توصيل الـ3.5 ملليمترات، لم يصل إلى الأسواق بعد، فإن وقائع المعركة بدأت بالفعل، وبدأ صداها يتردد بقوة في عالم صناعة الهواتف والصوتيات والموسيقى الرقمية.

وسيلة توصيل

أسعار السماعات

توقع خبراء أن ترتفع أسعار هذه النوعية من سماعات الرأس، ليس فقط لأن الكلفة سترتفع، بل لأن الأمر سيتضمن في البداية كلفة إعادة الهندسة والابتكار، لكن هذا الارتفاع سيكون قصير الأجل، فخلال 12 أو 14 شهراً، ستهبط أسعار هذه السماعات لتصبح في مستوى السماعات عالية الأداء، وبمرور الوقت ستنخفض الكلفة كما يحدث دائماً.

«منفذ التوصيل البرقي» يستخدم ثمانية رؤوس دبابيس فقط في عملية توصيل وشبك الكابلات مع الأداة أو الجهاز.

التحول إلى الاتصال اللاسلكي بين الأجهزة والسماعات عبر «بلوتوث» هو القاسم المشترك في مواقف شركات تصنيع سماعات الرأس.


3.5

ملليمترات قُطر منفذ سماعة رأس تصنعها شركة «أوديز».


• شركات تصنيع سماعات الرأس في مرحلة ترتيب التحديات الجديدة التي ستترتب على إزالة منافذ سماعات الرأس الخاصة من الأجهزة.

ويعتبر «منفذ التوصيل البرقي»، منفذ توصيل اخترعته وقدمته «أبل» في سبتمبر 2012، ومن المخطط له أن يعمل وسيلة توصيل لسماعات الرأس وشاحناً للطاقة في وقت واحد، ويستخدم ثمانية رؤوس دبابيس فقط في عملية توصيل وشبك الكابلات مع الأداة أو الجهاز، وذلك بدلاً من منفذ التوصيل الحالي الذي يستخدم 30 من رؤوس الدبابيس المستخدمة في الشبك والتوصيل، ولذلك فهو أقل في القطر، وصغير الحجم، ويمكن أن يعمل مع كابل برأس برقي من ناحية، وبرأس عادي من الطرف الآخر، ومع جميع الكابلات المزودة بأطراف النمط C من «يو إس بي».

وباستخدام هذا المنفذ، يتم نقل محوّل الموجات الصوتية من الحالة الرقمية إلى «التناظرية»، وكذلك مضخم الصوت من الهاتف، أو الأداة المستخدمة إلى سماعة الرأس نفسها، والهدف الأساسي من هذا كله هو خفض سمك الهاتف أو الأجهزة التي تعمل به، وخفض وزنها ومعدل الطاقة الذي تحتاج إليه، فضلاً عن إطلاق إمكانات واسعة للتوصيل اللاسلكي بين الأجهزة والسماعات عبر تقنية «بلوتوث» بصفة خاصة.

محادثات سرية

أول أصداء هذا التغيير رصده تقرير مطول لموقع «تيك إنسايدر» Tech Insider الذي توقع أن تتغير الطريقة التي يوصل بها معظم الناس سماعات الرأس إلى أجهزتهم، فمع «أبل» وغيرها من شركات الهواتف المحمولة التي تقود هذا التغيير، أصبحت شركات تصنيع سماعات الرأس في مرمى هذا التأثير مباشرة، وفي هذا السياق يشير التقرير إلى العديد من المحادثات السرية والعلنية بين العديد من هذه الشركات خلال الأشهر الماضية، كانت نتيجتها حتى الآن «التفاؤل الحذر» بالخطوة المرتقبة من جانب «أبل»، لأنها في كل الأحوال ستطلق موجة أو دورة جديدة من الطلب على السماعات، تختلف عن نمط أو طبيعة الطلب الحالي.

صلب المعركة

صلب المعركة الآن أنه لايزال هناك عدد ضخم جداً من الأجهزة والمعدات تستخدم منفذ 3.5 ملليمترات، فمصنعو الأجهزة الأصلية العاملة بنظم تشغيل «ويندوز» و«أندرويد» أشاروا إلى أنهم ليسوا ملزمين بالتحول إلى منافذ «يو إس بي سي» ومنافذ «أبل» البرقية على الفور، والشيء نفسه مع أجهزة وأدوات أخرى مثل وحدات التحكم في أجهزة «بلاي ستيشن 4». وبالتالي، فإن التوجه المتوقع هو أن المستخدمين سيحتاجون، في الأجل القصير على الأقل، إلى موصلات متعددة قادرة على العمل مع سماعات الرأس المزودة بمنافذ برقية «يو إس بي سي»، والمنافذ الحالية قطر 3.5 ملليمترات. وبعبارة أخرى سيكون أمام المستخدم طريقتان لذلك، الأولى أن يمتلك وحدة تشغيل، أحد طرفيها يعمل مع منفذ 3.5 ملليمترات، والآخر يعمل مع أي أداة جديدة توصلها به، وهذا دوران حول الأمر، ولن يكون مريحاً أو مناسباً.

ترتيب أولويات

وفقاً للتقرير، فإن شركات تصنيع سماعات الرأس لاتزال في مرحلة ترتيب وتحديد التحديات الجديدة، التي ستترتب على إزالة منافذ سماعات الرأس الخاصة من الأجهزة، والاعتماد على منافذ الشحن «البرقية» التي تتعامل مع أطراف «يو إس بي سي»، وقد عبر البعض عن الشك في الفوائد المزعومة من المنفذ البرقي، وموصلات «يو إس بي سي»، وعموماً لن يكون هناك شيء خلال الأشهر المقبلة أكثر من النظر والمتابعة.

ردود أفعال

وقد تنوعت ردود أفعال شركات تصنيع سماعات الرأس حيال هذه المعركة، فقد قالت شركة «في مودا» إنها تعمل على إنتاج كابلات متوافقة مع تقنية المنفذ البرقي، ومع سماعات «غروس فاد» اللاسلكية العاملة بتقنية «بلوتوث». أما رئيس شركة «ماستر ديناميك»، جوناثان ليفين، فقال إن شركته تخطط لإطلاق سماعات رأس لاسلكية توضع داخل الأذن، مصممة للعمل كذلك مع منفذ «يو إس بي سي». بدورها، أكدت شركة «أوديز» أنها تصنع فعلياً سماعة رأس تعمل بمنفذ 3.5 ملليمترات، وكابلاً «برقياً» يباع بصورة منفصلة، وأشار رئيسها التنفيذي، سناكير تياجاز، إلى أنها ستضع أيضاً «يو إس بي سي» في السماعة نفسها مستقبلاً. ووصفت شركة «سام بيشيل» لصناعة السماعات هذا التطور بأنه «كبير بالنسبة للمصنعين والمستهلكين»، وذلك على لسان مديرها التجاري، شكول كاندي، الذي أعرب عن اعتقاده بأن منافذ التوصيل «البرقي» ستقود الأمور إلى إطلاق أو إشعال دورة إعادة شراء لسماعات الرأس، مع تحول سريع وضخم نحو البلوتوث، ما ينعش الأسواق.

القاسم المشترك

يبدو التوقع الخاص بالتحول إلى الاتصال اللاسلكي بين الأجهزة والسماعات عبر تقنية «بلوتوث» هو القاسم المشترك في مواقف وتقديرات مسؤولي شركات تصنيع سماعات الرأس، إذ إن معظم الشركات تتوقع أن تتحسن تطبيقات «بلوتوث» لتصبح أقرب إلى المعيار أو الحالة السائدة، وذلك استناداً إلى أن سماعات الرأس اللاسلكية حققت الكثير من قوة الدفع خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي فهي تطرح نفسها باعتبارها الطريقة الأنسب التي تعمل مع كل أنماط السماعات ومنافذ التوصيل بسهولة أكبر. كل هذا يوضح كيف أن التحول بين التصنيع الفعلي لسماعات رأس تعمل بمنفذ «برقي» أو «يو إس بي سي»، وبين تصنيع سماعات رأس تعمل بمنفذ 3.5 ملليمترات، ليس أمراً معقداً، فالمواد ووحدات التشغيل وغيرهما لا تحتاج إلى التغيير كثيراً، لكن التغيير الأساسي الذي يتوقعه كل شخص هنا هو التحول السريع إلى الاعتماد على الاتصال اللاسلكي في التشغيل.

تويتر