أكدت أنها ستسمح للشركات بتقديم الخدمات تجريبياً في 2017 وتجارياً في 2020

أميركا تبدأ أولى خطوات إقـــــرار تقنيات الجيل الخامس للمحمول رسميــــاً

صورة

بدأت السلطات الأميركية ممثلة في لجنة الاتصالات الفيدرالية، أخيراً، أولى خطوات إقرار شبكات وتقنيات الجيل الخامس للمحمول رسمياً، وذلك في اجتماع مطوّل عقدته اللجنة نهاية الأسبوع الماضي، للتصويت على ما يسمى «مقترح حدود الطيف»، الذي يعد اللبنة الأولى نحو إقرار هذا الجيل من الشبكات، والمفترض أن تصوّت اللجنة على فتح الترخيص لاستخدام نطاق ترددي يعمل على 14 غيغاهيرتز كبداية.

وفي نهاية الاجتماع، قال رئيس اللجنة توم ويلر، في بيان ومؤتمر صحافي، إن الأمور تسير بصورة طيبة، وإنه سيسمح لشركات الاتصالات الأميركية مثل «إيه تي آند تي» و«فيريزون»، بتقديم خدمات الجيل الخامس على نطاق اختباري في عام 2017، على أن تطرح الخدمات على النطاق التجاري عام 2020.

طيف ترددي

الطيف عالي التردد

أكد رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، توم ويلر، أن الجيل الخامس عامل حاسم للإبداع خلال السنوات الـ25 المقبلة، مشيراً إلى أن التشكيلة أو حزمة الترتيبات والنظم التي تتجه اللجنة الفيدرالية إلى إقرارها ستكون بسيطة وشاملة مثلما تم في الجيل الرابع، لكنه ألمح إلى أنها ستجعل الولايات المتحدة رائدة عالمياً في الجيل الخامس، بل ستكون أول دولة تفتح الطيف عالي التردد للجيل الخامس من الاتصالات اللاسلكية وتطبيقاتها. وأشار إلى أن المعدات والبرمجيات اللازمة للجيل الخامس موجودة وجاهزة، وعلى الجميع أن يتنبه إلى أن تكنولوجيا الجيل الخامس ستكون في تطور مستمر، وستكون أشبه بفيلم الفيديو الذي تتغير لقطاته باستمرار.

ويطلق الجيل الخامس من شبكات المحمول على معيار اتصالات يعمل على طيف ترددي يتفوق في سرعته وسعته بصورة كبيرة على معايير الاتصالات المستخدمة في الأجيال الحالية التي تعمل بها شبكات المحمول، خصوصاً الجيلين الثالث والرابع، فمعظم الرخص الممنوحة للطيف تقع بين 400 ميغاهيرتز و2.5 غيغاهيرتز، بالإضافة للطيف غير المرخص الذي يعمل في المدى القصير عند تردد 2.5 غيغا و5 غيغاهيرتز، والمستخدم مع الـ«واي فاي» والبلوتوث، وغيرها من إشارات البث قصيرة المدى.

أما الطيف الترددي الخاص بالجيل الخامس فيقع عند ترددات أكثر ارتفاعاً، تراوح بين 28 و37 و39 غيغاهيرتز، وما بعد ذلك. وهذه الترددات العالية لها نقاط ضعف وقوة، فهي يمكن أن تنقل كميات أضخم من البيانات وبسرعات أعلى، لكن إشارات البث لا تسافر مسافات بعيدة، ولذلك فإن شبكات الجيل الخامس ستتألف من خلايا جديدة صغيرة الحجم، لكن يتم نشرها على بعد مئات الأمتار من بعضها بعضاً، بخلاف الشبكات الحالية التي تعمل على بعد كيلومترات من بعضها بعضاً.

سرعات أعلى

وتعد الميزة الأساسية في شبكات الجيل الخامس هي سعاتها الهائلة، والسعة هي المحدد الأول لنقل المعلومات، فالمزيد من السعة يعني مزيداً من المعلومات، ومزيداً من السرعة، ولذلك فإن الترددات العالية ستكون أساسية أو حاسمة في توفير خدمات جديدة غنية لمليارات من الأدوات والأجهزة والتطبيقات العاملة حالياً ومستقبلاً.

وطبقاً لبيان لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية، فإن المعيار الجديد الذي ستعمل عليه شبكات الجيل الخامس، سيربط أي شيء بسرعات تعادل 10 مرات أسرع الشبكات الحالية، ويدعم 100 ضعف عدد الأدوات الحالية، ويسمح لآلاف المستخدمين بتنزيل الملفات بصورة متزامنة معاً بسرعة تصل إلى غيغابايت في الثانية بالنسبة للمجموعات الصغيرة، وربما توفر التقنية أيضاً تغطية أفضل مما يفعله الجيل الرابع.

وتمثل هذه الإمكانات الجديدة حلاً بعيد المدى للعديد من التحديات التي تواجهها شبكات المحمول الحالية من الجيلين الثالث والرابع. وذكر تقرير لشركة «سيسكو» الرائدة في بناء معدات شبكات الاتصالات والمعلومات، أنه بحلول عام 2020 ستولد الهواتف المحمولة قدراً من المحتوى أو حركة المرور أكبر مما ولدته الحاسبات الشخصية وغيرها من الأدوات الاخرى، بما فيها الحاسبات اليدوية والوصلات ما بين ماكينة وماكينة، لتصبح مسؤولة عن 71% من إجمالي حركة المرور عبر الانترنت والشبكات الأخرى، وبالتالي فإن جيلاً جديداً من الشبكات يصبح مطلوباً للتعامل مع هذه التوجهات القائمة والدفع باتجاه خدمات جديدة تماماً.

الدردشة بالفيديو

فى السياق نفسه، قال تقرير لمؤسسة «ساند فين» للبحوث حول حركة المرور عبر الشبكات، إن التطبيقات الجديدة تقود النمو في حركة المرور، مثل الترفيه في الوقت اللحظي مثل «نيتفليكس» و«يوتيوب»، ولاتزال هي أكبر مولد لحركة المرور عبر الشبكات على الإطلاق حتى الآن، لكن التخزين السحابي للملفات والصور من «دروبوكس» و«آي كلاود» من «أبل» و«غوغل كلاود»، التي تعد أكبر الموفرين، تفوقت على «بيت تورنت»، وأصبحت ثاني أكبر مكون في الرفع على الشبكة، بنسبة 23%. أما الدردشة بالفيديو فأصبحت تستهلك نحو 17% من حركة المرور في شبكات المحمول، بالمستوى الأعلى أو الطبقة العليا لاستهلاك سعات خطوط الاتصال. وأكد التقرير أنه أياً ما كان التطبيق مثل «فيس تايم» أو «سكايب» أو «واتس أب» و«سناب شات»، فإن جميعها تستغل الشبكات السريعة وتشكل النمط الجديد من موجة الدردشة بالفيديو.

ويفتح الجيل الخامس الفرصة ليس فقط لمواجهة هذه التحديات، بل لطرح المزيد من الخدمات الجديدة القائمة على الاتصال أثناء التنقل، لذا فإن السيارات الموصولة بالشبكات، و«الواقع الافتراضي» والصحة عبر المحمول و«إنترنت الأشياء»، ستعتمد جميعها على الشبكات اللاسلكية، الأسرع والأكثر موثوقية ورحابة وموجودة في كل مكان وفي أي وقت أكثر من الآن.

تويتر