مع إطلاقها طرازين جديدين من هاتفها الذكي

«أبل» تواجه تحدياً لمواصلة نجاحها السابق في «آي فون»

صورة

مع إطلاق شركة «أبل» طرازين جديدين من هاتفها الذكي «آي فون»، (آي فون 6 إس) و(آي فون 6 بلس إس)، فإن الشركة هذه المرة تواجه أكبر تحدٍّ لنفسها في مواصلة نجاحها السابق، وبما يفوق مواجهة المنافسين، إذ تكثر التساؤلات حول إمكانية تفوقها على النتائج المبهرة والأرباح الطائلة التي حققها «آي فون 6» و«آي فون 6 بلس» العام الماضي.

وأعاد أحدث طرازين من هواتف «أبل» النمو إلى مبيعاتها من الهواتف الذكية، ونمت مبيعات «آي فون» بأكثر من 30% خلال الفصول الثلاثة الأخيرة.

وحققت الشركة أرباحاً قياسية، ووطدت مكانتها في السوق الصينية المهمة، كما اكتسبت بعض حصص منافسيها، وهيمنت على نحو 92% من العائدات التشغيلية من بين أكبر ثماني شركات لصناعة الهواتف الذكية خلال الربع الأول من العام الجاري، على الرغم من بيعها نسبة تقل عن 20% من إجمالي مبيعات الهواتف، وارتفاع أسعار منتجاتها.

لكن لهذا النجاح جانب آخر يتعلق بالشكوك حول إمكانية مواصلة النمو بالمعدل ذاته. ويعتقد المحلل البارز في شركة «بيرنشتاين» للأبحاث، توني ساكونجغي، أن المعدلات السابقة للنمو لا يمكن أن تستمر بالوتيرة نفسها من الناحية الرياضية.

وتوقع ساكونغي نمو مبيعات «آي فون» بنسبة 3% لتصل إلى 237.6 مليون هاتف خلال السنة المالية التي تبدأ في أكتوبر المقبل، لافتاً إلى الجدل والخلاف الذي تثيره مسألة نمو مبيعات «آي فون» العام المقبل، وقال إن واقع السوق سيؤثر في «أبل».

وتستند هذه الآراء إلى توقعات للطرازين التاليين من هاتف «آي فون»، فغالباً لن تتضمن تغييرات جذرية كحال الطرازين السابقين في العام الماضي حين قدمت «أبل» للمرة الأولى هاتف «آي فون» بشاشة أكبر حجماً. وتميل «أبل» لتقديم هاتفها في مسار يُشبه صوت الساعة أو ما يعرف باسم «تيك توك» Tick Tock.

وتتبع شركة «إنتل» الأميركية الاستراتيجية نفسها في طرح معالجاتها الجديدة، ويعني ذلك تقديمها تغييرات تقنية مهمة ونوعية في بناء المعالجات في مرحلة «تيك»، ويليها إضافة تحسينات وميزات جديدة في التقنية نفسها في مرحلة «توك». وبالمثل، قدمت «أبل» العام الماضي تغييرات جوهرية على تصميم «آي فون» تضمنت قياساً أكبر للشاشة، ما يعني تركيزها هذا العام على تحسين التصميم وربما تغييرات كبيرة في الجانب المتعلق بالبرمجيات ونظام التشغيل.

وتالياً يشهد عام «توك» بالنسبة لشركة «أبل» معدل نمو أكثر اعتدالاً، ما تجلى في معدل النمو في الربع التالي لطرح هاتف «آي فون 5 إس» في سبتمبر 2013، إذ ارتفعت مبيعات «آي فون» بنسبة 7% فقط. ومنذ طرح «آي فون» للمرة الأولى في عام 2007، شهدت «أبل» فصلين فقط تراجعت فيهما نسبة نمو مبيعات هاتفها الذكي عن 10%.

وحسب ما ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أخيراً، فمن المتوقع أن يتوافر «آي فون 6 إس» و«آي فون 6 بلس إس» بمثل قياس الشاشة للطرازين السابقين، أي 4.7 و5.5 بوصات على الترتيب.

وأشارت المصادر إلى تخطيط «أبل» لإضافة اللون الوردي المعدني إلى الألوان الثلاثة المتاحة، وتشمل الرمادي والذهبي والفضي.

وأضافت المصادر نفسها أن التحسينات الأساسية في الطرازين المُقبلين من «آي فون» ستُركز على تغييرات في الأداء، مثل إضافة مُعالج أسرع وكاميرا أكثر وضوحاً، إلى جانب تقنية «فورس تاتش» Force Touch التي تُتيح التمييز بين اللمسات الخفيفة على الشاشة والضغط لفترة أطول، ما يجعل المستخدمين أقدر على التحكم في أجهزتهم من خلال طريقة لمسهم للشاشة. وتوفر «أبل» هذه التقنية بالفعل في ساعتها «أبل ووتش» وأحدث حواسيب «ماك».

ويُمثل هاتف «آي فون» أهم منتجات «أبل» على الإطلاق، ويشكل مصدراً لنحو ثلثي عائدات الشركة. ويتابع المستثمرون تطوره ومبيعاته عن كثب. وطالت النتائج المالية للطرازين السابقين سقفاً مرتفعاً يصعب بلوغه مجدداً هذا العام. ونمت عائدات «آي فون» بأسرع معدل لها خلال عامين على الرغم من التباطؤ العام في سوق الهواتف الذكية.

وفي يوليو من العام الجاري خبرت «أبل» عن قرب نتيجة غير سارة لمخالفة التوقعات شديدة التفاؤل للعائدات، إذ ارتفعت مبيعات «آي فون» للربع الثالث من السنة المالية بنسبة 35%، ما مثل مستوى أقل من بعض التوقعات، وسرعان ما انخفضت أسهم الشركة، وتراجع سعر السهم بنسبة 14% منذ الإعلان، وإن ارتفع الأربعاء قبل الماضي بنسبة 4.3% ووصل نهاية اليوم إلى 112.34 دولاراً.

وخلال مؤتمر عقده حينها الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك، بحضور المحللين قال إنه لايزال يوجد أمام «آي فون» مجال رحب للنمو. وأشار إلى أن نسبة 27% فقط من مستخدمي «آي فون» اشترت أحدث طرازين، «آي فون 6» و«آي فون 6 بلس»، وتحول الكثيرون من مستخدمي نظام التشغيل «أندرويد» إلى «آي فون».

وأعرب كوك عن اعتقاد الشركة أن لدى الهواتف العديد من العوامل التي تُساعدها على مواصلة النجاح وجذب الاهتمام فترة طويلة، ما يعني استمرار الإقبال على الهواتف الذكية وتطوراتها لسنوات مقبلة.

ويتفق هذا الرأي مع بعض التحليلات، منها تقرير حديث كتبته كارولينا ميلانيسي، من شركة «كانتار وورلد بانل» لأبحاث السوق، وقالت فيه إن مستخدمي الهواتف في الولايات المتحدة الأميركية يستبدلون هواتفهم كل 22 شهراً في المتوسط، ما يعني أن الغالبية العظمى منهم لم تقدم بعد على شراء «آي فون 6» أو «آي فون 6 بلس». ويدفع هذا الوضع المحلل البارز في شركة «مور إنسايتس آند استراتيغي»، باتريك مورهيد، للاعتقاد بأن العديد من المستهلكين سيرون التحسينات البسيطة في «آي فون 6 إس» و«آي فون 6 بلس إس» الجديدين بمثابة تغييرات مؤثرة ومهمة، نظراً لانتقالهما من طرز أقدم مثل «آي فون 5» و«آي فون 5 إس»، وقال إنه في حين قد لا يكون صوت الدعاية والضجيج عالياً، إلا أن فرص مبيعات الطرازين الجديدين من «آي فون» لاتزال مرتفعة.

تويتر