في سوق مهمة للأجهزة الإلكترونية.. وتشهد نمواً سريعاً في معدلات الطلب

الهند وجهة جذابة لتسويق الهواتف الذكية وتصنيعها

صورة

باتت الهند خلال السنوات الأخيرة، سوقاً مهمة للأجهزة الإلكترونية، وتشهد نمواً سريعاً في معدلات الطلب على الهواتف الذكية تحديداً، ما يدفع الشركات المنتجة للهواتف ومصانع التجميع للتوجه إلى هذا البلد الذي يتجاوز عدد سكانه مليار نسمة، ولا يقتصر ذلك على تسويق الهواتف فقط، بل يشمل اتجاهاً لافتتاح مصانع لتصنيع الهواتف وتجميعها.

وأعلنت شركة «شياومي» الصينية للهواتف الذكية أخيراً، عن تجميع هواتفها الذكية في الهند في مصنع تديره شركة «فوكسكون» التايوانية المعروفة رسمياً باسم «هون هاي للصناعات الدقيقة»، التي كانت وقعت قبل أيام قليلة اتفاقاً مع ولاية «ماهراشترا» غرب الهند لاستثمار خمسة مليارات دولار في إنشاء مصانع، ولأغراض البحث والتطوير.

وتأتي خطوة «فوكسكون» بدافع من مشكلات تواجهها في السوق الصينية كقوانين الضرائب، وارتفاع أجور العمال، وتمثل استثماراً كبيراً يزيد ثلاثة أضعاف على إجمالي الاستثمارات الموجهة إلى قطاع صناعة الإلكترونيات في الهند على مدار الأعوام الـ15 الماضية، وبلغت 1.5 مليار دولار.

وسبق لشركة «فوكسكون» نقل بعض أعمالها إلى البرازيل، وهي محاولة فشلت إلى حد كبير بسبب ارتفاع أجور العمال والتكاليف اللوجيستية، كما أعلنت العام الماضي عن اتفاق لافتتاح مصنع في إندونيسيا، في خطوة لم تتم فعلًا حتى الآن لأسباب تتعلق بارتفاع أسعار الأراضي، ومخاوف من قوانين الضرائب، وهما مشكلتان تتكرران في الهند.

وكشفت كل من «هواوي» و«أوبو موبيل» الصينيتان عن رغبتهما في إنتاج الهواتف في الهند. كما أعلنت شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية عن استثمارها، أخيراً، 80 مليون دولار في مصنع جديد في الهند، فضلاً عن تطلعها لافتتاح مصنع آخر ليكون الثالث لها في البلاد.

وبالمثل، أعلنت شركة «ميكروماكس إنفورماتيكس» الهندية، التي تستحوذ على الحصة الأكبر من سوق الهواتف المحمولة في الهند في ما يتعلق بالمبيعات، عن رغبتها في تصنيع مزيد من الأجهزة محلياً. وفي الواقت الراهن تصنع معظم منتجاتها في الصين.

وتعدّ مثل هذه الخطوات دفعة لمجهودات الحكومة الهندية ورئيس الوزراء، ناريندرا مودي، لدعم التصنيع وتوفير فرص عمل ورفع مستوى النمو الاقتصادي في الهند، التي تأخرت عن جيرانها في شرق آسيا في ما يتعلق بالتطور الصناعي.

ويواجه تطور الصناعة في الهند عقبات، منها: ضعف البنية التحتية لقطاع النقل، ونقص مورّدي المكونات المحلية، والقوانين المنظمة للضرائب والعمالة.

ويقتصر عمل «شياومي» في الهند على تجميع الطرز منخفضة الكُلفة من الهواتف، وتستورد جميع أجزائها من الصين.

وقال رئيس الشركة في الهند، مانو كومار جيان، إن «تصنيع الهواتف في الهند يتطلب توافر نظام بأكمله»، وأضاف: «نأمل أن يحدث ذلك في نهاية المطاف».

وتؤكد الحكومة الهندية على اهتمامها بتخفيف الإجراءات الروتينية المطلوبة، وتحسين البنية التحتية، بما يجعل من البلاد مكاناً أكثر جاذبية للاستثمارات.

ويسهم التصنيع حالياً بنسبة 18% من الناتج الاقتصادي في الهند، ويأمل رئيس الوزراء في رفع هذه النسبة إلى 25% بحلول عام 2022.

في المقابل، يصل إسهامه في الناتج المحلي الصيني إلى 31%، فيما تبلغ النسبة في كل من تايلاند وإندونيسيا 33% و22% على التوالي.

وتعدّ الهند ساحة مهمة أمام منتجي الهواتف الذكية في العالم في وقت يشهد تشبع السوق الصينية إلى حد كبير معدل أعلى من التنافس. ويتزايد إقبال الهنود على اقتناء الهواتف الذكية مع تراجع أسعارها، ووفقاً لشركة «آي دي سي» للأبحاث، فقد شهد العامان الماضيان تضاعف عدد الهواتف الذكية المباعة في البلاد إلى 150 مليون هاتف، ومن المتوقع أن تنمو سوق الهواتف في الهند بمعدل يبلغ 40% سنوياً على مدار الأعوام الخمسة المقبلة.

وكانت «شياومي» أطلقت أعمالها في الهند في يوليو من العام الماضي لتصير ثاني أكبر أسواقها خارج الصين، ومنذ ذلك الحين نجحت الشركة في بيع ثلاثة ملايين هاتف ذكي وحاسوب لوحي في الهند.

كما شهدت العاصمة الهندية، نيودلهي، أول حدث تُنظمه الشركة للكشف عن منتجات جديدة خارج الصين، إذ أطلقت في أبريل الماضي هاتف «مي 4 آي» Mi 4i بسعر 200 دولار.

ووفقاً لما قاله نائب رئيس «شياومي» للشؤون الدولية، هوجو بارا، إن «الشركة تحقق مكاسب واضحة نتيجة تجميع هواتفها في الهند، إذ تستفيد من خفض الضرائب، كما يمكنها توصيل الهواتف بشكل أسرع، وخفض الإنفاق على التخزين».

وتشتهر «شياومي» ببيع هواتف ذكية تُضاهي طرز مثل «آي فون» من «أبل» والهواتف عالية المواصفات من «سوني»، لكن بسعر أقل كثيراً. وخلال السنوات الخمس الماضية تبوأت الشركة الصينية المركز الثالث بين منتجي الهواتف الذكية عالمياً من ناحية المبيعات، واعتمدت في ذلك بشكل كامل تقريباً على مبيعاتها في وطنها الأم.

وفي الوقت الراهن تتطلع «شياومي» إلى التوسع في التصنيع والمبيعات خارج الصين، وفي الشهر الماضي بدأت الشركة أعمالها في البرازيل، التي تُصنف ضمن أهم الأسواق الصاعدة.

وتبيع «شياومي» هاتفها «ريدمي 2 برايم» Prime 2 Redmi في الهند بسعر يبلغ نحو 100 دولار، وتتولى شركة «فوكسكفون» تجميعه في ولاية «إندرا براديش» وسط البلاد، وتشتهر الشركة بتجميع هواتف «آي فون»، وأجهزة الألعاب «بلاي ستيشن» التي تُنتجها «سوني»، وهواتف «شياومي» في الصين.

وفي حال تابعت الشركة التايوانية خطة استثماراتها في الهند، فربما تنتج شركات الهواتف أجهزتها في الهند. واعتبر بارا أن عمل «شياومي» في الهند من شأنه أن يشجع شركات أخرى على إطلاق أعمالها في البلاد، ويسمح بتطور النظم القائمة بمعدل أسرع.

تويتر