بعد الاعتماد فترة طويلة على أجهزة النداء الآلي أو الـ «بيجر» لتنبيه الأطباء في حالات الطوارئ

التطبيقات الذكية تغيّر أسلوب عمل المستشفيات

صورة

مع انتشار الهواتف الذكية وتطورها، تبحث المستشفيات عن سُبل للاستفادة منها في تحسين طرق التواصل بين الأطباء وفرق التمريض، وتنظيم بيانات المرضى، ومُساعدة الزوار على التنقل داخل الأقسام المختلفة، وصولاً إلى الاستعانة بها داخل غرف العمليات لمتابعة مقدار ما يفقده المرضى من دماء.

واعتمد العديد من المستشفيات فترة طويلة على أجهزة «النداء الآلي» أو (بيجر)، لتنبيه الأطباء في حالات الطوارئ، فيما تُحاول بعض شركات التكنولوجيا تغيير ذلك بالاستفادة من إمكانات الهواتف الذكية، ومنها شركة «ميدكسنوت» Medxnote الإيرلندية الناشئة.

تراسل آمن

وأشار رئيس شركة «ميدكسنوت»، نيال رافرتي، إلى ما تُظهره تجارب الأطباء من خسارتهم يومياً فترة تراوح بين 45 و60 دقيقة في استخدام أجهزة «النداء الآلي»، لذلك طورت الشركة تطبيقاً للتراسل الآمن بين العاملين في المستشفيات، على غرار تطبيق التراسل الفوري الشهير «واتس آب».

واختبر مستشفى «بلاكروك كلينك» في العاصمة الإيرلندية دبلن، استخدام تطبيق «ميدكسنوت» في أحد أقسامها، ويتطلع حالياً إلى توسيع نطاق استخدامه إلى مُختلف الأقسام، حسب ما قال المسؤول عن تكنولوجيا المعلومات في المستشفى، جون هايز.

وأوضح هايز أن نظام الاتصالات المُستخدم سابقاً في «بلاكروك كلينك» افتقر إلى طريقة يُؤكد الأشخاص من خلالها استقبالهم للرسالة، ما دفعهم إلى الرغبة في اعتماد تطبيق «ميدكسنوت» طريقة أساسية لإرسال معلومات المرضى.

ولا تتطلع المستشفيات إلى تطبيقات الهواتف الذكية بحثاً عن ميزات التراسل وحدها، بل تهتم أيضاً بإمكانات الوسائط المتعددة، إذ أشار رافرتي إلى استخدام العديد من الأطباء تطبيقات عامة، مثل «واتس آب» و«فايبر» لتبادل صور لحالات مرضية، وتلقي استشارات عبر الإنترنت.

وقال رافرتي: «يلتقط أشخاص بطريقة غير رسمية صوراً لجرحٍ أو ما شابه، وربما يُرسلون الصور إلى طبيب ليُقرر أي نوع من المضادات الحيوية يستخدمونه»، مؤكداً انتشار مثل هذه الممارسات على نطاق واسع في المستشفيات.

خصوصية البيانات

وتظل المشكلة الأساسية في تعارض ذلك مع القواعد الصارمة التي تُنظم حماية خصوصية بيانات المرضى وأمنها.

لذلك تُخطط «ميدكسنوت» لإضافة ميزة مُشاركة الصور إلى تطبيقها.

وأوضح رافرتي أن «ميدكسنوت» يُوفر مختلف وظائف «واتس آب»، لكن مع بقاء الصور ضمن التطبيق، وعدم انتقالها إلى خدمة التخزين السحابية أو معرض الصور في هواتف المستخدمين، وقال: «جميعها مُشفرة.. إنها آمنة ومضمونة».

وتنتظر «بلاكروك كلينك» إضافة ميزة تبادل الصور إلى تطبيق «ميدكسنوت» قبل إطلاقه في مُختلف أقسامها، كما ترغب في دعم الشركة لنظام تشغيل «أندرويد»، وهو ما لفت رافرتي إلى تقديمه قريباً.

ويتضمن توافر الاتصالات الآمنة إمكانية وصول العاملين في المستشفيات إلى سجلات المرضى والبيانات الصحية بسرعةٍ أكبر.

واعتبر الرئيس التنفيذي للمعلومات في مستشفى «بيافورت ميموريـال» في ولاية جنوب كارولينا الأميركية، أن السبب الأهم للاتجاه إلى التطبيقات يكمن في مزاياها الأخرى، خلاف التواصل عبر الرسائل النصية. ويستخدم المستشفى منصة «إمبريفتا» Imprivata للاتصالات الآمنة، وتختبر حالياً إمكانية الإرسال الآلي للسجلات الطبية للمتخصصين في الوقت الحقيقي.

وتتعاون «ميدكسنوت» مع شركة «سنسيم هيلث كير» Sensium Healthcare البريطانية المُتخصصة في أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء المُستخدمة لنقل البيانات الصحية لاسلكياً، وذلك بغرض التقدم لمشروع تجريبي يتبع «هيئة الخدمات الصحية» في المملكة المُتحدة، لاختبار كيفية نقل بيانات المرضى في الوقت الحقيقي، إلى الأطباء المُعالجين ذوي الصلة من خلال تطبيقات التراسل.

غرف العمليات

وتسعى المُستشفيات أيضاً إلى الاستعانة بأحدث التطبيقات داخل غرف العمليات، وغالباً يعتمد الجراحون في متابعة مقدار الدم الذي يفقده المريض خلال العملية على التقدير والحدس الذي قد لا يكون صائباً طيلة الوقت، ولذلك قدمت شركة «جاوس سيرجيكال» Gauss Surgical تطبيقاً لحل المشكلة، وهو تطبيق «تريتون» Triton الذي نال أخيراً موافقة «إدارة الأغذية والعقاقير» الأميركية.

ويلتقط التطبيق صوراً للمناشف الطبية المغطاة بالدم خلال العمليات الجراحية، ويستخدم خوارزمية خاصة لمسح أصغر الأجزاء المكونة للصورة أو «بيكسل»، ومن ثم يُوفر للجراح رؤية أكثر دقة عن مقدار ما تحتويه المناشف والماسحات من دم وهيموغلوبين.

وأوضح رئيس شركة «جاوس سيرجيكال»، ميلتون ماكول، أن تطبيق «تريتون»، المُتاح لأجهزة «آي باد» اللوحية، يستخدم تقنية الاستخلاص التي طورتها الشركة، ويُجزئ الصورة إلى وحداتها المُصغرة أو «بيكسل»، ما يُشبه نوعاَ من مقياس للصور، وقال: «ينظر إلى اللون، ويُمكنه حساب مقدار الدم فيه بالفعل».

وتعد مُتابعة مقدار ما يفقده المريض من دماء أثناء العمليات الجراحية أمراً بالغ الأهمية؛ نظراً لأن المبالغة في التقدير قد تنتهي بعمليات نقل دم غير ضرورية، في حين أن التقدير الذي يقل عن الواقع الفعلي قد يقود إلى إغفال خطوات لازمة لمنع حدوث نزيف.

ويتمتع نظام «تريتون» بالتشفير، كما يتوافق مع المبادئ التوجيهية الخاصة بحماية البيانات الصحية في الولايات المتحدة، ولا يتضمن أي معلومات يُمكن من خلالها تحديد شخصيات المرضى، بحسب ما تقول شركة «جاوس سيرجيكال» التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأميركية مقراً لها.

تحديد المواقع

وتبحث مُستشفيات أخرى عن طرقٍ لتُيسّر على المرضى والزوار التنقل عبر مبانيها وأقسامها، ولذلك طور مستشفى «ساراسوتا ميموريال» في ولاية فلوريدا الأميركية تطبيقاً يتضمن تقنية تحديد المواقع الداخلية عن طريق منارات Beacons، وهي عبارة عن أجهزة إرسال صغيرة تتواصل لاسلكياً مع الهواتف الذكية، وينتشر استخدامها في متاجر التجزئة الكبيرة.

وأشار المسؤول عن موقع المستشفى وتطوير التطبيق، تشارلز وستكوت، إلى بحثهم عن خيارات مُتنوعة تعتمد على «نظام تحديد المواقع العالمي» أو «جي بي إس» للتنقل داخل المستشفى، لكنهم لجأوا إلى الاستعانة بتقنية «المنارات»، بسبب عدم تمييز «نظام تحديد المواقع» بين الطوابق المختلفة.

ونال تطبيق مستشفى «ساراسوتا ميموريال» تعليقات إيجابية، وأضاف المستشفى ميزات أخرى مثل تقديم خصم بنسبة 10% للمرضى والعائلات في متجر الهدايا، كما يخطط لدعم المنارات لهواتف «أندرويد»، خلال الأشهر المُقبلة، لتُضاف إلى توافقها حالياً مع هواتف «آي فون».

تويتر