المستهلكون يرون فيها وسيلةً لدخول العصر الرقمي من خلال شراء منتج واحد يجمع بين الكمبيوتر والهاتف

أجهزة «فابلت» تشهد رواجاً كبيراً في السوق الهندية

صورة

تشهد الهند حالياً إقبالاً كبيراً على شراء الهواتف الذكية، ما يجعلها واحدة من أسرع الأسواق نمواً في آسيا، وكحال غيرها من بلدان القارة، فإن المستهلكين يفضلون الهواتف الذكية ذات الشاشات الأكبر حجماً، أو ما يُسمى بالهواتف اللوحية «فابلت»، ويجمع اسمها بين الهاتف والكمبيوتر اللوحي.

الهواتف اللوحية

أشار تقرير لشركة «فلوري أناليتكس» لأبحاث السوق إلى أن الهواتف الذكية بشاشات من حجم خمس بوصات أو أكثر شكلت نسبة 50% من مبيعات الهواتف الذكية في تايوان وهونغ كونغ، مُقارنةً مع نسبة 20% على الصعيد العالمي.

وحددت دراسة لشركة «نتبسكتس»، حصة الهند من الهواتف اللوحية بنسبة 29%. وفي اليابان، تضمنت أحدث إصدارات شركة «سوني» هواتف لوحية، في ما تُوصف كوريا الجنوبية بأنها «أرض الهاتف اللوحي».

ويرى المستهلكون الهنود من ذوي الإمكانات المحدودة في اقتناء الهواتف اللوحية أو «فابلت» وسيلةً لدخول العصر الرقمي من خلال شراء منتج واحد، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي للمنتجات في شركة «سناب ديل» للتجارة الإلكترونية في الهند، أناند شاندراسخاران.

وأضاف أن المشترين قد لا يتحملون كلفة شراء كمبيوتر محمول أو مكتبي، إلا أنه ومن خلال اقتناء هاتف لوحي، فإنه يُمكنهم الوصول الكامل واليسير إلى الإنترنت، مع الحصول في الوقت نفسه على مُختلف ميزات الهاتف.

شاشات كبيرة

يُفضل سائقو سيارات الأجرة في الهند الهواتف اللوحية؛ نظراً لأن شاشاتها الكبيرة تُسهل عرض الخرائط التي تُساعدهم على معرفة الاتجاهات في المناطق غير المألوفة، كما يستخدمها الباعة والعاملون في المتاجر لمتابعة المخزون والمبيعات أثناء تنقلهم.

ويعتمد الطلاب على الهواتف اللوحية في أغراض مُختلفة؛ فتعمل منصة ألعاب وجهازاً للقراءة الإلكترونية، ومُشغلاً للفيديو والأفلام. وعلى الرغم من أن الحجم الكبير للهواتف اللوحية يجعلها غير مُريحة، ومحرجة أحياناً عند التحدث فيها، إلا أن مناصريها لا يكترثون لهذا الأمر على ما يبدو.

فمثلاً يتخصص البائع زانيش خان في أحد أسواق مدينة «دلهي» في بيع الهواتف اللوحية، ويعرض متجره طرازات مثل «سامسونغ جالاكسي إيه 5»، و«غراند 2» ويتوافر كلٌ منهما على شاشة قياس خمس بوصات، إضافة إلى «جالاكسي إي 7» بشاشة 5.5 بوصات، وقلّما يعرض خان هواتف ذات شاشات أصغر بحجم 4.5 بوصات أو أقل.

نمو قوي

تُعد الهند أسرع أسواق الهواتف الذكية نمواً في قارة آسيا، وتجاوز مبيعاتها 80 مليون هاتف سنوياً، في وقت تتوقع فيه شركة «سيسكو سيستمز» الأميركية المنتجة لمعدات الشبكات، وصول عدد الهواتف الذكية المستخدمة في الهند إلى 561 مليون هاتف بحلول عام 2019، مُقارنةً مع 140 مليون هاتف ذكي في العام الماضي. وتصب هذه الزيادة في مصلحة الشركات المُصنعة للهواتف، مثل «شياومي» الصينية، و«سامسونغ» الكورية الجنوبية، إضافة إلى «ميكروماكس» و«كاربون» الهنديتين.

وحتى الآن تحظى شركة «آبل» الأميركية بحصة تبلغ 2% فقط من سوق الهواتف الذكية في الهند، إذ تُصعب اللوائح المحلية على الشركة افتتاح متاجرها الأنيقة في البلاد، ما يضطرها إلى تسويق منتجاتها عبر السُبل المُتاحة، ويُباع أحدث هواتفها وأكثرها تقدماً «آي فون 6 بلس» الذي يندرج ضمن فئة الهواتف اللوحية في الهند بـ1000 دولار، ما يجعله بعيداً عن إمكانات الجانب الأعظم من المستهلكين، في ما تتيح هاتفها «آي فون 4» بـ300 دولار.

وأدت هذه الاستراتيجية إلى تأثيرات سلبية وأخرى إيجابية؛ فمن ناحية يتحمس بعض المستهلكين لاقتناء أي منتج يحمل علامة «آبل» التجارية، ومن ناحيةٍ أخرى يتذمر آخرون بشأن افتقادهم أحدث تصميمات الشركة.

حصة «شياومي»

تتوافر كذلك العديد من الخيارات أمام المستهلكين الذين تُوجه ميزانيتهم قرارهم بالشراء، ففي يناير الماضي اجتذبت شركة «شياومي» الصينية الكثير من الاهتمام في الهند حين طرحت هاتفها «مي نوت» Mi Note بشاشة حجم 5.7 بوصات، وبسعر يبلغ نحو 370 دولاراً.

وبيعت الدفعة الأولى من هواتف «مي نوت» عبر الإنترنت في غضون ثلاث دقائق، كما وصل عدد طلبات الشراء المُسبق إلى 220 مليون طلب، وأرسل بعض الأشخاص الراغبين في اقتناء هاتف منها عشرات من طلبات الشراء على أمل أن يُلبى واحد منها.

ومن بين طرازات «شياومي» الأخرى التي حققت رواجاً واسعاً في الهند، هاتف «مي ريدمي نوت 4 جي» Mi Redmi Note 4G الذي يتوافر بشاشة قياس 5.5 بوصات، وطُرح للبيع بـ9999 روبية أي ما يُعادل 158 دولاراً.

وأشار مدير متجر «موبيل ستور»، أجندرا ساهاي، إلى شعبية هذا الهاتف الواسعة بين الرجال والنساء والمراهقين. وأضاف أنه مع بداية مايو 2015، توافر لديه 2000 هاتف «مي ريدمي نوت 4 جي»، وبحلول 21 من الشهر، بيع 80% منها.

وكحال الكثير من هواتف «شياومي» يُقدم «مي ريدمي نوت 4 جي» أداءً متوسطاً بسعرٍ منخفض. ويعمل الهاتف بنظام تشغيل «آندرويد 4.4» المعروفة باسم «كيت كات»، وزُود بكاميرتين خلفية وأمامية بدقة 13 ميغابيكسل و5 ميغابيكسل على الترتيب، ويعتمد على معالج «كوالكوم سنابدراغون» بتردد 1.6 غيغاهيرتز.

وتعرض عمل شركة «شياومي» في الهند لبعض المعوقات التي حدت بعض الشيء من قدرتها على الانتشار، بسبب نزاع يتعلق ببراءات الاختراع؛ إذ قالت شركة «إريكسون» السويدية إن بعض طرازات «شياومي» تنتهك براءات اختراع تخصها.

وفي الوقت الذي تتحقق فيه المحاكم الهندية من صحة هذه الإدعاءات، مُنعت «شياومي» من تسويق بعض أجهزتها داخل الهند. ومع هذه الصعوبات، تطرح «شياومي» مجموعة متنوعة من طرازات الهواتف المزودة بمعالجات من إنتاج «كوالكوم».

وفي كل الأحوال، لا يبدو أن المستهلكين في الهند قد تأثروا بهذه النزاعات، إذ يحتل هاتف «مي ريدمي نوت 4 جي» مكانةً متقدمة بين أكثر الطرازات رواجاً في موقع «فليبكارت» الهندي للتجارة الإلكترونية، ويحظى بتقييم 4.1 من أصل خمس نقاط، بناءً على آراء أكثر من 12 ألف مُستهلك.

ومن بين أكثر مراجعات الهاتف التي نالت اهتمام الزوار ما كتبه مستخدم باسم «هاريكومار آر»، وصف فيه قدرة تحمل الهاتف باستخدام تطبيق «واتس آب» للتراسل الفوري على مدى 13 ساعة، ولعبة «كاندي كراش ساجا» لمدة ساعة، والتحدث في الهاتف 55 دقيقة، مع التردد على موقع «فيس بوك» بمعدل منتظم، وقراءة الصحف على الإنترنت.

تويتر