تُعدّ الشركة الناشئة الأغلى عالمياً بقيمة 46 مليار دولار

المستخدمون أحد أسرار تفوّق «شياومي» الصينية في الهواتف الذكية

صورة

خلال خمسة أعوام، نجحت شركة «شياومي» سريعاً في تصدر سوق الهواتف الذكية في الصين، كما تحل في المرتبة الخامسة بين أكبر مُصنعي الهواتف الذكية في العالم، فضلاً عن اعتبارها الشركة الناشئة الأغلى عالمياً، بقيمة 46 مليار دولار.

وتُوفر الشركة هواتف ذكية تُشبه من جوانب عدة الطرازات التي تُنتجها «أبل» و«سامسونغ»، لكن بأقل من نصف أسعارها. لكن تفوق «شياومي» Xiaomi لا يرجع فقط إلى مُنتجاتها، بل أيضاً إلى إطلاقها حلماً بالتقدم الاجتماعي لدى أعداد كبيرة من الشباب في الصين، بوعدها جعل كماليات العالم المتقدم في متناول أيديهم وإمكاناتهم، كما تضمن تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

وأسهم في نجاح «شياومي» منحها المستهلكين شعوراً بأنهم جزء من نادٍ مميز يقتصر عليهم، وذلك من خلال تنظيم الحفلات كل بضعة أسابيع، في مختلف أرجاء الصين. والآن تُحاول الشركة إثبات أن بإمكان نموذجها النجاح في مناطق أخرى من العالم، وهو ما يُمثل تحدياً ليس بالهين، نظراً لأن جزءاً من نجاح «شياومي» مع المستهلكين في الصين يعود إلى شعورهم بشيء من الفخر الوطني تجاه منتجاتها، وأنها قد تصير العلامة التجارية الصينية الأولى، التي تُحقق شهرةً عالمية.

ويُرسل أنصار الشركة هدايا مصنوعة يدوياً إلى الرئيس التنفيذي للشركة، ليو جون، تعبيراً عن تشجيعهم لعملها، ويعرضها جون في خزانة بالمقر الرئيس للشركة في العاصمة الصينية، بكين. وذكر أحد مستهلكي «شياومي»، ويُدعى وانغ وينيونغ، أن أحد أسباب إعجابه بالشركة يتمثل في كونها صينية.

ولم يُعلن ليو فقط عن عزمه تحويل «شياومي» إلى أكبر شركة للهواتف الذكية في العالم، وإنما أيضاً عن رغبته في توفير زخارف الثراء ومتطلبات الحياة الجيدة للمستهلكين في البلدان النامية بأسعارٍ منافسة، ويشمل ذلك أجهزة التلفزيون والمصابيح الذكية. وقال للصحافيين، أخيراً: «ماذا لو جعلنا جميع منتجاتنا بهذا الجمال، ماذا لو لم يعد على الصينيين الشعور بغبطة ألمانيا أو اليابان».

وخارج الصين، تحظى «شياومي» بحصة ضئيلة في سوق الهواتف الذكية، ولديها في كل من ماليزيا والفلبين، التي بدأت العمل فيهما قبل أقل من عام، حصة بلغت 4.4% و0.3% على التوالي في العام الماضي، استناداً إلى بيانات شركة «آي دي سي» للأبحاث.

وحتى الآن، تُفضل «شياومي» التفاعل مع الجمهور أكثر من الإعلانات في حملاتها التسويقية خارج الصين، وهو أمر صعب، نظراً لقلة شهرة علامتها التجارية والمخزون المحدود من المنتجات في تلك البلدان. وبينما تضم صفحة «شياومي»، في موقع التدوين المُصغر الصيني (ويبو) 10.7 ملايين مُتابع، لا يجذب حسابها باللغة الإنجليزية في «تويتر» سوى 59 ألف متابع، وتجمع صفحتها باللغة الإندونيسية في «فيس بوك» 64 ألف معجب فقط. وتجتذب صفحات «شياومي» في مواقع الإعلام الاجتماعي تعليقات قليلة من خارج الصين. ويُعبر العديد منها عن الإحباط بسبب الامدادات المحدودة من الهواتف الذكية، كما جاء على منشور حديث تناول برمجية جديدة على صفحة الشركة في «فيس بوك» المخصصة للفلبين.

وعلى الرغم من انتشار أسلوب التسويق المعتمد على مواقع الإعلام الاجتماعي بين الشركات المبتدئة، إلا أن الشركات عادة تستعين مع تنامي أعمالها بطرق أكثر تقليدية للإعلان مثل الإعلانات التلفزيونية، بهدف تعريف المستهلكين بعلامتها التجارية. لكن «شياومي» لاتزال ملتزمة بمحاولة تصدير أسلوبها ونسخه في عملها خارج الصين. وقالت رئيسة التسويق الخارجي في الشركة، أماندا تشن: «في ما يتعلق بصيغة النجاح، تُعد بعض الأمور عالمية، أولها تفهم الجمهور ومصادقتهم، بدلاً من التحدث كعلامة تجارية».

وتبدأ مساعي «شياومي» لتأسيس علاقة الصداقة مع جمهورها من قمة موظفي الشركة، ويُخصص كبار المديرين التنفيذيين وقتاً للقاء المستخدمين شخصياً، والإجابة عن أسئلتهم على الإنترنت. وبدورهم، يُساعد المستهلكون «شياومي» بتسويق منتجاتها مجاناً، ما يُتيح للشركة الحد من النفقات، والحفاظ على انخفاض أسعار منتجاتها. وتشكل أول أنصار لشركة «شياومي» من مجموعة من المتطوعين لاختبار واجهتها للاستخدام «إم آي يو آي» MIUI، التي أطلقتها قبل طرح هاتفها الأول. ومنذ ذلك الحين، أسست الشركة نوادي للجمهور في الصين وخارجها، وتنظم حفلات منتظمة لجمهورها. وعلى سبيل المثال، شارك أخيراً تشاو روبينغ، الذي يبلغ من العمر 27 عاماً، ويعمل في جمع الصمامات الميكانيكية في مصنع بمدينة هانغتشو جنوب الصين، في حفل أقيم في نادٍ باهظ الكلفة في المدينة، باعتباره ضيفاً بالغ الأهمية لشركة «شياومي» ضمن نحو 300 شخص من جمهور الشركة. وقال تشاو، الذي ينتمي أصلاً إلى إقليم قانسو: «لم أذهب إلى نادٍ من قبل، أنا مجرد عامل عادي، ولا يُمكنني تحمل كلفة الذهاب إلى أماكن كهذه». ويُخصص تشاو، الذي يعمل لـ29 يوماً كل شهر، بين ساعتين إلى ثلاث ساعات كل مساء من وقت فراغه يومياً، للمشاركة في منتديات «شياومي» على الإنترنت، والإجابة عن أسئلة المستخدمين. واكتسب تشاو مكانته كعضوٍ بالغ الأهمية من خلال مشاركته لساعات طويلة في منتديات «شياومي»، وأشار إلى أنه لم يحظَ دوماً بهذه المكانة، فقبلها كان جزءاً من الجمهور العادي، بينما يحاول حالياً مساعدة الآخرين. وإضافة إلى الحفلات، تلقى هدايا من الشركة كشكر على إسهاماته. وقال: «يمنحني كوني جزءاً من مجتمع (شياومي) شعوراً بالإنجاز».

 

تويتر