مطورون يرون فيها مستقبل طريقة استخدام الأجهزة

شاشة قفل الهاتف.. مساحة جديدة للمنافسة بين تطبيقات الهواتف الذكية

التفاعل مع التطبيقات من الشاشة الرئيسة يوفر على المستخدم إجراء لمسات عدة للدخول إلى التطبيق وانتظار تحديثه. أرشيفية

طالما تنافس مطورو تطبيقات الهواتف الذكية على إيجاد موطئ لابتكاراتهم على شاشات هواتف المستخدمين وسط مئات الآلاف من التطبيقات المتنوعة، وغالباً ما تركز اهتمامهم على الوصول إلى الشاشة الرئيسة التي يختار كثير من المستخدمين أن تضم أهم وأكثر التطبيقات استخداماً لديهم.

لكن بالنسبة للعديد من الشركات الناشئة، يختلف الأمر وينتقل تركيزهم إلى مساحة أخرى أقرب إلى المستخدم، وتسبق الشاشة الرئيسة وهي شاشة القفل التي يُدخل فيها المستخدم كلمة المرور أو أي وسيلة أخرى للتأمين، وذلك بهدف تيسير العودة إلى التطبيق مراراً وتكراراً قدر الإمكان.

وتستخدم شركة «ووت» Wut هذه الاستراتيجية في تطبيقها البسيط المتوافر حالياً للهواتف الذكية العاملة بنظام تشغيل «آي أو إس»، الذي يتيح للمستخدم ربطه بحسابه في «فيس بوك»، ليبدأ بعدها إرسال واستقبال رسائل جماعية خاصة وسرية إلى أصدقائه ممن يستخدمون «ووت»، لتختفي بعد فترة.

ويوجد معظم التفاعلات على شاشة القفل، فتظهر الرسائل الواردة كإخطارات منبثقة يمكن للمستخدمين الاستجابة لها دون الحاجة إلى فتح قفل الهاتف لمتابعة ما يقوله أصدقاؤهم.

وأشار الشريك العام في شركة «غوغل فنتشرز» للاستثمارات، التي ساعدت في تمويل «ووت»، إم جي سيجلر، إلى أن الشاشة الرئيسة في الهواتف (هوم) تمتلئ بالفعل بالتطبيقات الأساسية مثل «تويتر» و«فيس بوك» و«إنستغرام»، وفي كثيرٍ من الحالات تقوم تطبيقات مثل «ووت» بمهامها، من دون أن يتوجب على المستخدم تقريباً فتح هذه التطبيقات.

ويُعد عامل التوقيت المناسب وتوفير الوقت أحد أهم ما يُمير التطبيقات التي تركز على شاشة قفل الهاتف، فبدلاً من حاجة المستخدم إلى لمستين أو ثلاث على شاشة هاتفه للوصول إلى تطبيق معين واستعراض التنبيهات، يُمكن الاطلاع على تنبيهات «ووت» والرسائل بمجرد تدوير الهاتف.

وقال أحد مؤسسي «ووت»، بيمر ويلكينس: «عندما تكتب شيئاً في (تويتر)، فأنت لا تعرف الوقت الذي سيراها فيه أي أحد، أما مع (ووت)، فتضغط على الزر لتضيء جميع هواتف أصدقائك».

ومن التطبيقات الأخرى التي نالت شهرة واسعة خلال الأسابيع الأخيرة «يو» Yo المتاح لأنظمة «آي أو إس» و«أندرويد» و«ويندوز فون»، وهو بحسب وصف مبتكريه وسيلة بسيطة للغاية للتواصل، ويستعرض جهات الاتصال الخاصة بالمستخدم ليُتيح له الضغط على زر يُرسل عبارة «يو» فقط.

وعلى الرغم من الشعبية الكبيرة التي نالها التطبيق أخيراً، فلم تتضح حتى الآن السبل التي يمكنه من خلالها تحقيق أرباح. وبحسب المتاح حالياً، توجد مساحة قليلة لنشر الإعلانات، لكن الحماس الحالي الذي يشهده وادي السيليكون تجاه تطبيق «يو»، غالباً ما يُؤخر الحديث عن الإيرادات إلى مرتبة ثانية.

وقال سيجلر: «يمكنك أن تحاول العودة إلى نموذج للعمل، أحياناً ما يعمل، وأحياناً لا يعمل، الأمل الواضح أن ينتهي أحد الفرق إلى إنشاء شيء حيوي جداً بحيث يكون على الناس استخدامه»، ويتبع ذلك احتمالات كبيرة لسعي الشركات الكبيرة في مجال التكنولوجيا للاستحواذ عليه.

وخلال شهر يناير الماضي، استحوذت شركة «ياهو» على «أفيت» Aviate التي تتيح تطبيقاً للهواتف العاملة بنظام تشغيل «أندرويد»، يوجد على الشاشة الرئيسة، ويستفيد من الموقع الجغرافي للمستخدم والأوقات المختلفة من اليوم وأسلوب استخدامه للهاتف الذكي ليقترح تطبيقات معينة، وبعد أشهر عدة، استحوذت «تويتر» على شركة «كوفر» Cover التي تسير على المنوال نفسه.

وحاولت «فيس بوك» أيضاً الوجود على شاشة القفل من خلال تطبيقها «هوم»، على الرغم من تقديرات رأت إخفاق جهدها في هذا الشأن، ويبرز تطبيق «هوم» الصور وإمكانات التراسل في «فيس بوك» في مقدمة الهواتف الذكية العاملة بنظام تشغيل «أندرويد».

ولغاية الآن، لم تناقش أيٌ من «تويتر» و«ياهو» خططهما مع هذه الاستحواذات وكيفية الاستفادة منها، ومع ذلك، يرى بعض المطورين في التطبيقات التي تُركز على شاشة قفل الهواتف مستقبل الطريقة التي سنستخدم بها هواتفنا الذكية، وبدلاً من التصفح للانتقال إلى شاشة التطبيقات، ربما تخبر الهواتف ذات يوم مستخدميها بالتطبيقات التي يريدون استخدامها، ومتى يرغبون في ذلك.

من جانبهم، يُمهد منتجو الهواتف الذكية الطريق لذلك، فأعلنت شركة «أبل» في يونيو الماضي أن النسخة المُقبلة من نظام تشغيل «آي أو إس» ستسمح للمستخدمين بالرد على التنبيهات من خلال شاشة القفل. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ووت» وأحد مؤسسيها، بول ماكيلار، إن «(فيس بوك) أنشأت ذات يوم خلاصات الأخبار (نيوز فيد) لعرض جميع الإعجابات (لايك) والتعليقات والأشياء، وربما في غضون ثلاثة أعوام ستصبح شاشة قفل الهاتف بمثابة قسم (خلاصات الأخبار) الجديد لجميع أنشطة المستخدم».

تويتر