مليونا شخص شاركوا بدورات شخصية في شركة «إيريس» للقراءة السريعة العادية العام الماضي

القراءة عبر المحمول تُعيد الاهتمام إلى تقنيات القراءة السريعة

صورة

مع انتشار الهواتف الذكية، تغيرت صورة القراءة لدى البعض، فلم يعد من اللازم التفرغ لساعة مع كتاب أو قارئ إلكتروني، أثناء الجلوس على مكتب، أو التمدد على الأريكة، بل صار كثيرون يقرأون على مرات منفصلة، أثناء الانتظار في المحطات والمتاجر أو وسائل المواصلات، عبر شاشات أجهزتهم المحمولة، وجدد هذا الأسلوب الاهتمام بمجال وتقنيات القراءة السريعة.

ووفقاً لبحث أجرته خدمات الاشتراك في القراءة الإلكترونية، يقرأ الناس حالياً أكثر من الماضي عبر أجهزتهم المحمولة، في نوبات تدوم كل واحدة 10 دقائق، وأدى هذا النمط الجديد إلى انتعاش دروس تعليم القراءة السريعة، وظهور تطبيقات لقراءة الأخبار تَعِد بتسهيل القراءة عبر الشاشات الصغيرة.

ومن بين تلك التطبيقات «سبريتز»، الذي يقول إن بإمكانه مساعدة المستخدمين على القراءة، بمعدل أسرع دون الالتحاق بدورات تقليدية، ويُظهر كلمات المقالات على الشاشة بمعدل سريع وبشكل منفصل. وبدأ حلم القراءة السريعة دون التأثير السلبي في الفهم مع دورات المعلمة الأميركية إيفلين وود، التي بدأت البحث في كيفية زيادة سرعة القراءة، في ستينات القرن العشرين، ولاتزال شركتها تقدم مواد تعليمية ودورات تدريبية على طرق القراءة السريعة.

ويقول المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «سبريتز»، فرانك والدمان، إن التطبيق يستخدم طريقة أكثر حداثة للقراءة، وأشار إلى أن شركته لا تهدف إلى مساعدة الطلاب على تكديس المعلومات قبل الامتحانات، لكن تعمل على تغيير الطريقة التي يتابع بها الأشخاص الأخبار عبر المحمول.

وقال والدمان: «لن ترغب حقاً في قراءة الأدب الكلاسيكي أو شكسبير عبر (سبريتز)»، وأضاف أن الشركة ترغب في العمل على القراءة المركزة على الطريق. ويأتي هاتف «سامسونغ» الجديد «غالاكسي إس 5» والساعة الذكية «جير 2» مُحملين مُسبقاً بتطبيق «سبريتز».

ووفق أستاذ علم النفس في جامعة «فيكتوريا» الكندية، ميشيل ماسون، يقرأ الطالب الجامعي المتوسط نحو 250 كلمة في الدقيقة، ويقرأ الطفل في عمر السابعة بمعدل 80 كلمة في الدقيقة، وابتداءً من الصف السادس يُمكن القراءة نحو 185 كلمة في الدقيقة.

وتقول شركة «سبريتز» إن الأشخاص الذين كانوا يقرأون بسرعة 250 كلمة في الدقيقة، تمكنوا من تحسين سرعتهم إلى 400 كلمة في الدقيقة، بعد 20 دقيقة من استخدام التطبيق، ودون تضرر مدى فهمهم للمحتوى.

ويعتبر ماسون أن التحول من القراءة بسرعة 250 كلمة إلى 400 كلمة، ليس أمراً صعباً، لكنه يرى أنه بشكل عام تتأثر القدرة على الفهم سلباً مع سرعة القراءة، وفي دراسة أجراها عام 1987، اختبر ماسون فهم ثلاث مجموعات من الأشخاص، جميعهم قرأوا عبر شاشة التلفزيون. وقرأت المجموعة الأولى بسرعة طبيعية تبلغ نحو 240 كلمة في الدقيقة، وتصفح أفراد المجموعة الثانية بسرعة 600 كلمة في الدقيقة، أما الثالثة فتضم أشخاصاً التحقوا بدورات إيفلين وود، وتقرأ بسرعة 700 كلمة في الدقيقة، وأظهرت النتائج أن نتيجة مجموعتي الأشخاص الذين تصفحوا وقرأوا بسرعة كانت أسوأ في الإجابة عن أسئلة الفهم، خصوصاً في ما يتعلق بالتفاصيل والمحتوى الفني للمادة.

وتستخدم تطبيقات القراءة السريعة المحمولة أسلوب «العرض البصري السريع المُسلسل»، أو ما يُعرف اختصاراً باسم «آر إس في بي»، حيث تظهر الكلمات على الشاشة بمعدل مُعد مُسبقاً كسرعة 400 أو 600 كلمة في الدقيقة، وتستند هذه التقنية إلى فكرة أن قدرا كبيرا من الوقت يُهدر في حركة أعيننا ذهاباً وإياباً.

وبحسب أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، كيث راينر، يضر أسلوب «آر إس في بي» القدرة على الفهم؛ نظراً لأنه لا يسمح للأشخاص بالنظر إلى الكلمات السابقة. وفي دراسة، شارك في تأليفها وشملت 40 طالباً جامعياً، قرأ بعضهم بطريقة عادية، والبعض الآخر باستخدام تقنية لم تسمح لهم بالنظر إلى الكلمات مرة أخرى. وأظهرت النتائج أن درجة فهم الموضوعات في التجربة الأولى كانت 75%، وفي الثانية بنسبة 50%.

ولاتزال دورات القراءة السريعة العادية تشهد إقبالاً، ففي العام الماضي شارك في دورات شخصية في شركة «إيريس» ما يقرب من مليوني شخص، بالمقارنة مع 417 ألف شخص في عام 2012، ونحو 22 ألف شخص في عام 2007، حينما تأسست الشركة.

وتدرس الشركة القراءة السريعة عبر عملية من ثلاث خطوات؛ الأولى ينظر فيها الدارس إلى العناوين الرئيسة والفرعية، وفي الثانية يجري نظرة عامة يقرأ فيها العبارة الأولى من كل فقرة، وفي الثالثة يقرأ المادة أو المقال من البداية إلى النهاية، فقط إذا رأى من خلال الخطوتين الأولى والثانية أن المقال يستحق القراءة.

ولا تلائم هذه الطريقة أسلوب «العرض البصري السريع المسلسل»، وأطلقت شركة «إيريس» في عام 2010، تطبيقها الذي يستعين بطريقة «آر إس في بي» باسم «أكسيلا ريدر». وقال مؤسس الشركة، بول نواك: «لايزال يتعين على الأشخاص القراءة من صفحة مطبوعة أو شاشة كاملة، لذلك يحتاج الأشخاص ليعرفوا كيف يقرأون جيداً في الحالتين».

وتقدم شركة «بليمبتون» الناشئة حلاً آخر للأشخاص الذين يقرأون على دفعات عبر هواتفهم الذكية؛ فأطلقت في شهر مارس الماضي تطبيق «روستر» لهواتف «آي فون» مقابل اشتراك شهري قدره 4.99 دولارات، ويرسل التطبيق للمشتركين يوميا جزءا من رواية تستغرق 15 دقيقة لقراءتها.

وبحسب مدير التحرير والروائي، يائيل جولدشتاين، فصُمم منهج «روستر» ليجعل عملية البدء في قراءة كتاب أكثر جاذبية. ويُمكن للقراء في حال انتهوا من قراءة حصتهم اليومية طلب أخرى. وأشار جولدشتاين أن كلمة القراءة بشراهة أو بنهم تبدو أمراً مضحكاً، لأنها كانت الطريقة التي يقرأ بها الناس لكنهم لم يعد لديهم الوقت لقراءة 3000 صفحة.

تويتر