تطبيق تطلقه شركة أميركية ناشئة الشهر الجاري

«أوديو أوير» يسمع الأصوات المحيطة لتحذير المستخدمين من أخطار محتملة

صورة

أحياناً ما يُمثل التحدث في الهاتف أو كتابة الرسائل النصية أثناء السير خطراً على المستخدم نفسه، حتى أن دراسة سابقة تحدثت عن ارتفاع إصابات المشاة في الولايات المتحدة جرّاء انشغالهم باستخدام الهواتف المحمولة أثناء المشي، كما أشارت دراسة حديثة لجامعة «كوينزلاند» الأسترالية ألى أن كتابة الرسائل النصية أثناء السير يُؤثر في شكل المشي، ويؤدي إلى اختلال توازن الجسم.

ومع جاذبية الهواتف الذكية وتعدد تطبيقاتها من الموسيقى والدردشة يتزايد احتمال انشغال المستخدمين بها، وصعوبة تحويل أنظارهم عنها.

وتُطور شركة أميركية ناشئة تقنية تعتمد على التعلم الآلي تُحاكي طريقة عمل الأذن البشرية، لتعمل أذناً إضافية تستمع إلى الأصوات المحيطة، وتُنبه المستخدمين، خصوصاً من ضعاف السمع ومُشتتي الانتباه، إلى أصوات تُنذر بخطر وشيك، مثل بوق سيارة مُقبلة أو صافرة جهاز الإنذار.

وتخطط شركة «وان لاما» لإطلاق تطبيق «أوديو أوير»، خلال مارس الجاري، للهواتف الذكية العاملة بنظام تشغيل «أندرويد»، وسيعمل التطبيق في خلفية الهاتف، ويعتمد على مُكبر الصوت للاستماع للأصوات المحيطة بالمستخدم.

ويتضمن «أوديو أوير» فعلياً مجموعات من الأصوات التي تُنذر بأخطار وشيكة، كما يمكن لمستخدميه إضافة أصوات خاصة بهم ومشاركتها مع الآخرين، ومن خلال مُكبر الصوت يُمكن للتطبيق تمييز أصوات صافرات الإنذار أو البكاء أو احتكاك إطارات السيارات ليُنبه المستخدم بإيقاف الموسيقى أو الراديو الذي يستمع إليه مثلاً.

وتأمل شركة «وان لاما» أن يجذب تطبيق «أوديو أوير» اهتمام صانعي الأجهزة التقنية القابلة للارتداء، ما يدفعهم لدمج تقنيتها في النظارات والساعة الذكية، وأيضاً في أدوات تتبع اللياقة البدنية، ويمكن أن يؤدي «أدويو أوير» في تلك الأجهزة مهاماً إضافية، مثل متابعة الحالة الصحية، وأداء التدريبات، والتعرف إلى المواقع المحيطة عبر الانتباه لصوت الشخص والضوضاء المحيطة به، كما قد يفيد هواة مراقبة الطيور في التمييز بين الأنواع المختلفة كالعصفور الزقزاق وعصفور جنك داكن العينين.

وترتكز تقنية «وان لاما» على ما تُسميه الشركة «الأذن الاصطناعية»، وفي الأذن البشرية تعبر الموجات الصوتية الأذن الخارجية وتصطدم بطبلة الأذن، لتنتقل ذبذباتها إلى الأذن الوسطى، ومنها إلى القوقعة الحلزونية الشكل التي تصطف داخلها آلاف من الخلايا الشعرية الدقيقة تهتز مثل الشوكة الرنانة عندما تصلها ترددات معينة.

وتقدم «الأذن الاصطناعية» نسخة برمجية تتضمن مخزوناً من الشوكات الرنانة الرقمية التي تقيس الأصوات، وتعتمد على عمل المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا، ديفيد تشنغ، الذي يعمل باحثاً في جامعة «إلينوي» الأميركية.

وترى الشركة أن مثل هذا الأسلوب أسرع وأكثر مرونة من الطرق الأخرى الشائعة لتحليل الترددات المختلفة للاهتزازات.

وذكر تشنغ أن تقنية «أوديو أوير» تستمع عبر مُكبر الصوت في الهاتف الذكي، وتُقارن باستمرار الأصوات المحيطة بالنماذج المُخزنة للأصوات، وعند رصد أحدها كصوت بوق السيارة مثلاً، يُوقف التطبيق على الفور تشغيل أي مادة صوتية يستمع إليها المستخدم، ويُشغل بدلاً منها نسخة مرتفعة من الصوت، أو حتى نسخة بنمط الرسوم المتحركة منه.

ويُمكن لتطبيق «أوديو أوير» العمل من دون توافر شبكة اتصال لاسلكية، لكن يتعين عليه نقل الصوت إلى جهاز خادم بعيد عند تعلم أصوات جديدة، كتغير أصوات الإنذار من بلدٍ إلى آخر.

ونظراً إلى أن مهمة التطبيق تُركز على تحذير المستخدم بسرعة للخطر الذي يحمله صوت نفير سيارة مُقبلة مثلاً، فمن المهم أن يتمكن من ذلك بسرعة كافية.

واعترف تشنغ أن ذلك يُمثل تحدياً، لكنه يعتقد أن بمقدور التقنية استخلاص خصائص الصوت بسرعة كافية فعلياً لمساعدة المستخدمين في الوقت الحقيقي.

لكن هذا لا يعني أن تقنية شركة «وان لاما» بعيدة تماماً عن الخطأ، فوفق تقرير نشره موقع «إم آي تي تكنولوجي ريفيو»، عرض تشنغ إثباتاً لكيفية تعرف التقنية إلى الأصوات المختلفة، مثل تحطم الزجاج وجرس الباب ونفير مرتفع للسيارة مع وجود صوت الراديو ومواء قطة في المنزل، وبينما نجحت تقنية «وان لاما» في تمييز صوت الزجاج المكسور، فقد أخطأت في تحديد رنين جرس الباب، ويُفترض أن تنجح التقنية بمضي الوقت في تعلم الاختلافات.

وأشار الأستاذ في جامعة «كارنيجي ميلون» الأميركية، الباحث في التعرف إلى الكلام، ريتشارد ستيرن، إلى الانتشار المتزايد لطرق معالجة الصوت المعتمدة على عمل قوقعة الأذن، ويعود ذلك جزئياً إلى أن قوة معالجة الحاسب صارت أرخص بكثير مع مرور الوقت. وأضاف ستيرن أنه «يمكن للالتفات إلى كيفية معالجة النظام السمعي للإشارات أن يُفيد في التعرف إلى الأصوات في البيئات الصاخبة على وجه الخصوص، لكن تعقيد الأصوات التي نواجهه يومياً يعني أن نظم التعرف إلى الأصوات تسعى باستمرار إلى تمييز إشارة واحدة والانتباه إليها من بين إشارات أخرى». ويبدو من المستحيل عملياً التنبؤ مُسبقاً بكيفية امتزاج إشارات الأصوات المختلفة، كما أن البشر يتفوقون على الحواسيب بفارق كبير في هذا الصدد.

تويتر