أجرتها «آب توبيا».. ونشرها موقع «بيزنس إنسايدر»

دراسة تحذِّر من «تكتيكات» نفسية تقود إلى إدمان تطبيقات «المحمول»

صورة

كشفت دراسة حديثة لشركة «آب توبيا»، المتخصصة في تحليل تطبيقات «المحمول»، عن تكتيكات وأدوات تستخدمها التطبيقات الكبرى المعروفة، لجذب انتباه المستخدمين، وبالتالي لاحتوائهم، ثم دخول المستخدمين في حالة إدمان.

• لدى «إنستغرام» العديد من الطرق الأخرى للاستحواذ على الاهتمام، خصوصاً داخل خاصية «قصص إنستغرام».

• الاستخدام الكثيف للتطبيق

ذكرت الدراسة أنه، بسبب المغريات التي يستخدمها تطبيق مثل «إنستغرام»، فضلاً عن جاذبية المحتوى نفسه داخل القصة، وارتباطها بأشياء جارية وحديثة عن آخرين من حولك، تصبح القصص بمرور الوقت أول شيء تراه على التطبيق، ثم تصبح شيئاً تبحث عنه وتتلهف إلى معرفته من وقت لآخر، وهنا تتحول العملية إلى إدمان، لأنك بمجرد أن تشاهد قصة شخص ما وتنتهي منها، تجد نفسك قد دخلت في قصة الشخص التالي.. وهكذا، وتظل مستغرقاً لدقائق وربما أكثر حتى تصل إلى النهاية وقد أنفقت وقتاً طويلاً، وبدأت تتكون لديك حالة التعوّد ثم الاستخدام الكثيف.

وأوضحت الدراسة، التي نشرها موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com، في 18 فبراير الجاري، أن الطرق الأكثر شعبية المستخدمة لجذب الجمهور، من قبل تطبيقات «المحمول»، لم يكن التقنيون ومصممو التطبيقات مصدرها على الإطلاق، بل كانت أدوات نفسية سلوكية يقف وراءها خبراء.

الوقت المهاجر

وفي تقديمه لنتائج الدراسة، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «آب توبيا»، جوناثان كاي، إن الاستخدام المفرط للهاتف الذكي، والتطبيقات الموجودة به، يعتبر شكلاً من أشكال إضاعة الوقت في كثير من الأحيان، وهو في الحقيقة «الوقت النازح» أو المهاجر من التلفزيون إلى الهاتف المحمول، لأن العديد من الناس باتوا ينقلون الكثير من الوقت الذي كانوا يقضونه أمام التلفزيون إلى الهواتف الذكية، ومن ثم فهو ليس وقتاً إضافياً جديداً، لكنه وقت نازح أو مهاجر من وسيط إلى آخر، وبالتالي فهو محل منافسة شديدة من قبل شركات التقنية التي تقف وراء التطبيقات المؤثرة حالياً.

وبحسب الدراسة، فإن الشركات المسؤولة عن هذه التطبيقات تعرف جيداً أن الوقت المهاجر إلى الهواتف المحمولة أكثر إثارة للحماس والاهتمام، بسبب الاختلافات الرئيسة حول كيفية قضاء وقت الفراغ باستخدام الهواتف مقارنة بالتلفزيون، فعلى الهاتف تتم تمضية الوقت مع المحتوى الذي تختاره بنفسك، وليس المحتوى الذي يختار آخرون إيصاله إليك عبر شاشة التلفزيون.

أدوات نفسية

وتقول الدراسة إن الطرق الأكثر شعبية، المستخدمة لجذب الجمهور من قبل تطبيقات «المحمول» لم يكن التقنيون ومصممو التطبيقات مصدرها على الإطلاق، بل كانت من الأدوات النفسية السلوكية التي يقف وراءها خبراء متخصصون، ومن أشهرها وأكثرها استخداماً تكتيك يعرف باسم «جدول معدل التغيير»، وهو مفهوم يشير إلى الوقت الذي تتم فيه المكافأة على عمل ما، لكنه توقيت يتحدد في أزمنة متنوعة ومتغيرة، بحيث لا يعرف المستخدم متى سيحصل على المكافأة، لكنه يظل دوماً على يقين أنه سيحصل عليها، لذلك تتملكه رغبة عارمة في أن يدفع بعض الأشياء البسيطة، سعياً وراء الجائزة الكبرى العملاقة أو أي مكافأة.

مرحلة الإدمان

وأثبت العديد من مصنعي التطبيقات الكبيرة والتقنيات الحديثة، أنهم ناجحون جداً في جذب الانتباه والاستحواذ على الاهتمام، بفضل المدخلات أو «المشهيات»، التي يستخدمها خبراء البحوث النفسية والسلوكية المختلفة والمتخصصون الآخرون في موضوع التطبيق، لجذب انتباهك والاستحواذ على حماسك وعاطفتك. وبعبارة أخرى، إغواؤك لتصبح من المعتادين على استخدامها، وربما يتطور الأمر ـ حسب ما ورد في الدراسة ـ إلى إدمانها، إذ إن غرض بعض تلك التطبيقات هو التلاعب بسلوك المستخدم، وبعضها الآخر يكون جزءاً من عملية تجعل التطبيق أو المنتج مفيداً، وليس بالضرررة أن يكون مخادعاً.

وبحسب الدراسة، فإن جميع التطبيقات الكبرى لديها هدف مشترك، هو أن تجعلك تتهاوى أمامها، فتسيطر على انتباهك، إذ رصدت الدراسة أن تطبيقات «فيس بوك» و«إنستغرام»، تأتي في مقدمة المواقع التي تمارس تكتيكات خفية، من النوع الذي يدفع باتجاه التعود والإدمان عليها.

نموذج «إنستغرام»

قدمت الدراسة بعض التفاصيل عن هذه التكتيكات، بالتطبيق على موقع «إنستغرام» كنموذج عملي، فأشارت إلى أن «إنستغرام» يرسل عشرات الإخطارات كل أسبوع، ويستخدم عشرات القصص التي تحاول جذب انتباهك. وطبقاً للدراسة فإن «إنستغرام» يأتي على رأس قائمة التطبيقات التي تم اختبارها في الدراسة، من حيث الدفع باتجاه تكوين شكل من أشكال التعود والإدمان على استخدام التطبيق، منها طبيعة تشكيل العادات المتبعة في التقاط الصور وتسجيل الفيديو، والمردود الفوري للفلاتر والمرشحات الجميلة، وحالة الألفة المحببة في بناء الشبكة الاجتماعية الخاصة بك.

والوضع الافتراضي في «إنستغرام»، هو أنه يخطرك بكل شيء يحدث من حولك ولأصدقائك، لتصبح في حالة استخدام دائم له، ومتشوقاً لمعرفة ما يجري، ومن ثم يبدأ الاعتياد والتلاعب بالسلوك.

ولدى التطبيق العديد من الطرق الأخرى للاستحواذ على الاهتمام، خصوصاً داخل خاصية «قصص إنستغرام»، التي اكتسحت قصص «سناب شات» خلال سنة واحدة فقط، والسر في ذلك هو تكتيكات الإدمان الخفية، التي تضمنت المرشحات والفلاتر ذات الوجه المرح، والرسوم المتحركة، والملصقات التي يمكن تخصيصها أو تهيئتها، طبقاً للموقع الذي تكون فيها، أو درجة الحرارة التي تعايشها.

تويتر