شركات تقنية كبرى تعتزم طرحها كأجهزة شديدة النحافة خفيفة الوزن مع قوة حوسبة وسعة تخزين كبيرتين

محاولة جديدة لإنتاج حاسبات شخصية شبيهة بالهواتف الذكية

الإعلان عن المحاولة الجديدة جاء خلال مؤتمر «قمة كوالكوم التقنية 2017». من المصدر

أعلنت شركات تقنية كبرى عن العودة مجدداً إلى إنتاج فئة «الحاسبات الشخصية الشبيهة بالهواتف الذكية» بعد فشل محاولة سابقة تم تقديمها للمرة الأولى خلال الفترة بين عامي 2012 و2015.

وأكدت «كوالكوم» و«مايكروسوفت» و«إتش بي» و«أسوس»، خلال مؤتمر «قمة كوالكوم التقنية 2017»، الذي عقد بجزيرة هاواي الأميركية، أخيراً، أنها ستطرح الأجهزة الجديدة بطريقة مختلفة، تتجنب فيها أخطاء المحاولة السابقة، وتستفيد من دروسها، لتقدم أجهزة حاسبات شخصية تحمل مميزات جديدة كلياً، تجعلها تشبه الهواتف الذكية، من حيث الوزن والسُّمك واستهلاك الطاقة، بحيث ستكون شديدة النحافة فائقة الخفة، فيما ستشبه الحاسبات الشخصية الكاملة من حيث قوة الحوسبة وسعة التخزين وقدرة الذاكرة الإلكترونية وإدارة جميع التطبيقات المعتادة في نسخها الكاملة.

• المحاولة الأولى لتصنيع «الحاسبات الشبيهة بالهواتف» كانت قبل 5 أعوام لكنها فشلت

• «كوالكوم» و«مايكروسوفت» و«إتش بي» و«أسوس» تقود المحاولة الجديدة

اختلاف

وجاء الإعلان الرسمي لتلك الشركات خلال حديث نائب رئيس «كوالكوم» للشرائح الإلكترونية، كريستيانو أمون، ونائب رئيس «مايكروسوفت» لمجموعة «ويندوز»، تيري ميرسون، أمام المشاركين في المؤتمر، الذي تابعته «الإمارات اليوم» عبر خدمة البث الحي بالفيديو في غرفة الأخبار بموقع شركة «كوالكوم».

ووصف ميرسون الأجهزة الجديدة بأنها حاسب شخصي كامل، شبيه بالهاتف الذكي، يغير الطريقة التي يعمل بها المستخدمون بصورة جوهرية. وأوضح أن «المختلف هذه المرة يكمن في ما وراء الأجهزة نفسها، حيث إن المعالجات المحمولة أصبحت أكثر قوة، والمستخدمون أصبحوا أكثر ارتياحاً وإقبالاً على الحوسبة السحابية، كما أن الوصول إلى البيانات أصبح أسهل عبر الإنترنت، بدلاً من تخزينها على الحاسبات».

وقال: «بعبارة أخرى هي أجهزة تتيح الحصول على كل شيء تتوقعه من (ويندوز)، إضافة إلى المزايا الجديدة، ولذلك فالمحاولة الجديدة مختلفة تماماً».

المحاولة الأولى

وتبين من خلال متابعة أعمال «قمة كوالكوم التقنية 2017»، أن المحاولة الأولى لإنتاج فئة «الحاسبات الشخصية الشبيهة بالهواتف الذكية» كانت قبل خمس سنوات، عندما حاولت شركة «مايكروسوفت» إحداث تحول جذري في الطريقة التي تعمل بها الحاسبات العاملة بنظام التشغيل «ويندوز». وفي قلب هذا التغيير كان احتضان الشرائح الإلكترونية والمعالجات الدقيقة التي تنتجها شركة «كوالكوم»، والمخصصة للعمل مع الحاسبات اللوحية والهواتف الذكية، وإلى جانب ذلك أنتجت «مايكروسوفت» نسخة من نظام تشغيل «ويندوز 8»، للعمل مع هذه النوعية من الأجهزة، وأطلقت عليها «ويندوز آر تي»، حيث كان هذا من شأنه أن يساعد «مايكروسوفت» وشركائها مثل شركتَي «ديل» و«إتش بي» في منافسة أجهزة «آي باد» من شركة «أبل» بشكل أفضل، وتجعل المستخدمين يتحمسون للحاسبات الشخصية مرة أخرى.

وشكل هذان الأمران انحرافاً دراماتيكياً عن استخدام الشرائح المبنية على معمارية «إكس 86» التي تنتجها شركتا «إنتل» و«إيه إم دي»، وظلت خلال العقود الماضية بمثابة العقول أو أدمغة للحاسبات العاملة بنظم تشغيل «ويندوز».

فشل

لكن شيئاً من ذلك لم يحدث فعلياً، إذ وصل «ويندوز آر تي» للأسواق عام 2012، بديلاً لـ«ويندوز 8»، وبدأ المعاناة على الفور وذلك لأسباب عدة، أولها أن التطبيقات التقليدية، مثل «أوت لوك»، لم تكن تعمل على النظام الجديد، فضلاً عن أنه أصاب المستخدمين بالتشويش والارتباك، كونهم لم يفهموا الفرق بين «آر تي» والنسخة الكاملة من «ويندوز 8».

كما أن هناك سبباً آخر تمثل في أن «مايكروسوفت» تحكمت بالكامل في عملية تطوير الأجهزة العاملة مع «ويندوز آر تي»، ما قلص، أو حدّ من، عدد الشركات العاملة في تصنيع الشرائح على العمل، معتبرة أن هذا سيعمل على تصنيع أجهزة أفضل. وكانت الشركة تحاول في ذلك تقليد نموذج «أبل» في السيطرة على كل من البرمجيات والمعدات، لكن هذا أفضى إلى منتجات قليلة. وبعيداً عن جهاز «مايكروسوفت سيرفس»، الذي وصل إلى الأسواق تقريباً مع «ويندوز آر تي»، وضعت «مايكروسوفت» توقعات مبالَغ فيها حول كمية الوحدات التي ستباع من جهاز «سيرفس» وتعمل بـ«ويندوز آر تي».

وترتب على هذه الأسباب جميعاً أن مصنّعي الحاسبات الشخصية والشرائح الإلكترونية، تخلوا واحداً تلو الآخر عن دعم «ويندوز آر تي» والأجهزة العاملة معه، حتى اختفى من الوجود مطلع عام 2015.

العودة مجدداً

ومن الواضح أن شركتَي «مايكروسوفت» و«كوالكوم» ومعهما شركة «إتش بي»، وشركات أخرى، تعتزم تنفيذ هذه الفكرة، والسر في ذلك أن هذه الفكرة تحقق مصالح مشتركة للجميع، فالكثير من المستخدمين ينفقون المزيد من الوقت على هواتفهم الذكية، فيما سوق الحاسبات الشخصية مستمرة في التقلص والتراجع، حيث تقتضي مواجهة هذا الوضع تحويل الحاسب الشخصي إلى شيء أقرب أو أشبه بالهاتف، وهذا يحقق مصالح «مايكروسوفت» وشركات إنتاج الحاسبات معاً، لتعويض الخسائر الناجمة عن تقلص سوق الحاسبات الشخصية. وبالنسبة لـ«كوالكوم» فإن الحاسبات الشخصية تمثل مجالاً جديداً للعمل لم تألفه من قبل، فضلاً عن أن شركة «إنتل» قررت منافستها، بعد تقديمها شرائح لاسلكية تعمل مع تقنية «إل تي إي» من الجيل الرابع، بجودة تكفي لتشغيل أجهزة «آي فون» من «أبل»، ما يشكل تهديداً لابد من الرد عليه بمنافسة مركز تميز «إنتل» الأساسي، وهو سوق معالجات الحاسبات الشخصية.

وعلى الرغم من أن إعلان العودة لتنفيذ فكرة إنتاج «الحاسبات الشخصية الشبيهة بالهواتف الذكية»، تم الجمعة الماضية، إلا أنه قد جرى التمهيد لهذه الخطوة منذ عام، حينما أعلنت «مايكروسوفت» و«كوالكوم» عن جعل «ويندوز 10» يعمل على شرائح «كوالكوم» وهي الشرائح نفسها التي تعمل على الهواتف الذكية مثل «سامسونغ غالكسي إس 8»، و«غوغل بيكسل 2»، ولتفادي أخطاء المحاولة السابقة، قررت الشركتان ألا يكون هناك نظام «ويندوز» من الفئة الثانية، بل «ويندوز» واحد من الفئة والمستوى نفسيهما، يشغل جميع التطبيقات والنظم والبرمجيات التي تعمل على الحاسبات الشخصية العادية.

شركات أخرى

ووفقاً لهذا المفهوم، انضمت شركات «أسوس» و«إتش بي» و«لينوفو» إلى القافلة، وبدأت إنتاج أجهزة تعمل بشرائح «سناب دراجون 835»، ووحدات الإرسال والاستقبال اللاسلكية «مودم» من طراز «إكس 16 إل تي إي». وفي حالة «إتش بي» كان الجهاز «إنفي إكس 2»، الذي يعمل بشاشة قياس 12.3 بوصة وببطارية تستمر أكثر من 20 ساعة بعملية شحن واحدة، و«مودم»، في حالة يقظة وتشغيل بلا انقطاع لمدة 30 يوما من دون إيقاف، مع شرائح ذاكرة إلكترونية سعة ثمانية غيغابايت ووحدة تخزين سعة 256 غيغابايت.

أما «أسوس» فقدمت الجهاز «نوفا جو» الذي يعمل بشاشة قياس 13.3 بوصة، عالية التحديد، ويمكنه تشغيل 22 ساعة فيديو أو البقاء في وضعية الاستعداد لمدة 30 يوما، ويبدأ سعره من 599 دولاراً، وذاكرة إلكترونية أربعة غيغابايت ووحدة تخزين سعة 64 غيغابايت، وهناك طراز يباع بـ 799 دولاراً، بذاكرة إلكترونية ثمانية غيغابايت ووحدة تخزين سعة 256 غيغابايت.

تويتر