تحليل توقَعَ نمواً «فوق المتوسط» بمجموعة من الوظائف في القطاع حتى عام 2026 (2 من 2)

تأثير إيجابي للثورة الصناعية الرابعة في التوظيف بتقنية المعــلومات

صورة

رغم الصورة الصعبة التي يتوقع أن تشهدها سوق العمل حتى عام 2020، فإن التوقعات الخاصة بالطلب على الوظائف في تقنية المعلومات تشير إلى معدلات نمو «فوق المتوسط» بمجموعة قائدة ورائدة من الوظائف في هذا المجال حتى عام 2026، في مقدمتها الوظائف المتعلقة بعلوم البيانات كالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتعلم العميق وتحليلات البيانات الضخمة، وغير ذلك من الوظائف التي تعتمد على المهارات العالية والجديدة. ولذلك فإن كل من يتعامل مع سوق التوظيف في تقنية المعلومات على المستويين المتوسط والطويل الأجل، عليه أن يأخذ هذه التوجهات الرئيسة في الاعتبار، سواء كان مسؤولاً في مؤسسة أو شركة، أو كان شخصاً يؤهل نفسه للحصول على وظيفة بهذا القطاع.

فريق مشترك

وجاءت هذه التوقعات في الجزء الثاني من تحليل أعده فريق مشترك من خبراء ومحللي شبكة «زد دي نت» zdnet.com وموقع «تيك ريبابليك» techrepublic.com المتخصصين في تقنية المعلومات، واستند التحليل إلى سلسلة كبيرة من التقارير والمسوح السابقة التي تناولت هذه القضية، وركز الجزء الأول، الذي تم نشره في «الإمارات اليوم» في عددها الصادر أمس الجمعة، على الاتجاهات الكلية العامة لسوق العمل.

الثورة الرابعة

وظائف محللي أمن المعلومات أسرع المهن نمواً بمعدل 28%، تليها وظائف مطوّري البرمجيات 24%.

وتوقع التحليل أن يكون للثورة الصناعية الرابعة، تأثيرات إيجابية في اتجاهات التوظيف بتقنية المعلومات. وبحسب الدراسة الاستقصائية للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تبدو أفضل في السنوات القليلة المقبلة مقارنة بأية قطاعات أخرى. وتستند هذه الفرضية إلى وجود «نية وعزم» أعلى من المتوسط لدى قطاع تقنية المعلومات والاتصالات للاستثمار في إعادة بناء وتنمية مهارات الموظفين الحاليين، إذ ينوي 81% من المديرين والمسؤولين وأصحاب الأعمال بقطاع تقنية المعلومات القيام بذلك، مقابل 65% في القطاعات والصناعات الأخرى.

ومن الملاحظ أيضاً في هذا السياق، ازدياد الاتجاه في تقنية المعلومات والاتصالات لتوظيف المزيد من العاملين في الأجل القصير، والتعاون مع المؤسسات التعليمية، لكن مع أمر مخيب للآمال، وهو انخفاض التركيز على استهداف المواهب النسائية.

وفي عام 2016، قدمت وزارة العمل الأميركية تحليلاً تفصيلياً لآفاق العمل في مجال الحاسبات وتقنية المعلومات عالمياً حتى عام 2026. وتوقع التحليل أن تنمو العمالة في القطاع بنسبة 13% فوق المتوسط بين عامي 2016 و2026. كما سيتم توفير أكثر من نصف مليون فرصة عمل جديدة، وذلك بفعل الطلب الناجم عن زيادة التركيز على «الحوسبة السحابية»، وجمع وتخزين البيانات الكبيرة، وأمن المعلومات.

المستشار القانوني أشرف صقر

وطبقاً للتحليل، فإن مطوّري البرمجيات يشكلون المجموعة الأكثر عدداً، سواء في عام 2016، أو في التوقعات الخاصة بعام 2026، يليهم متخصصو دعم الحاسبات، ثم المتخصصون في بناء وتشغيل ومعمارية شبكات المعلومات.

وفي ما يتعلق بمعدلات النمو في وظائف تقنية المعلومات طبقاً للوظيفة، قال التحليل إن أسرع المهن نمواً ستكون وظائف محللي أمن المعلومات التي ستنمو بمعدل 28%، ثم وظائف مطوري البرمجيات بمعدل 24%، ثم علماء بحوث الحاسبات والمعلومات 19%، وفي الوقت نفسه، فإن وظائف مبرمجي الحاسبات ستنخفض بين عامي 2016 و2026 بنسبة 8%، ويرجع ذلك أساساً إلى زيادة الاستعانة بمصادر خارجية للاقتصادات الناشئة.

ومن المثير للاهتمام كذلك، أن ثلاثاً من أربع وظائف في مجال تقنية المعلومات، والتي تعتبر الأعلى من حيث الأجور، يتوقع أن تحقق أفضل معدلات نمو، وهي وظائف الباحثين والعلماء في مجال الحاسب والمعلومات، والتي سيبلغ متوسط الأجر فيها 111 ألفاً و840 دولاراً في العام بحلول 2026، ووظيفة مطور برمجيات التي سيبلغ متوسط الأجر فيها 102 ألف و280 دولاراً سنوياً، ووظيفة محلل أمن المعلومات التي سيبلغ متوسط الأجر فيها 93 ألفاً و600 دولار سنوياً، ووظائف مهندسي شبكات الحاسبات والمعلومات التي يتوقع أن يبلغ متوسط العائد على أجور العاملين بها 101 ألف و210 دولارات في العام.

سوق التوظيف

وقدم تقرير آخر صادر عن مؤسسة «سبيس وركس»، توقعات تتعلق بالنظرة قصيرة المدى لسوق التوظيف في تقنية المعلومات، خلال عام 2018، حيث أوضح أنه ستكون هناك علاقة واضحة بين خطط التوظيف في أقسام تكنولوجيا المعلومات وحجم الشركة، ففي الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، سيكون الوضع السائد هو «لا تغيير» في مستويات موظفي تقنية المعلومات، في حين أن الشركات الأكبر حجماً، الأكثر من 500 موظف، هي الأكثر احتمالاً لزيادة أعداد وظائف تقنية المعلومات في عام 2018.

ومن بين الأرقام السنوية الأخرى المتعلقة بالتوظيف في صناعة تقنية المعلومات، ما ذكره تقرير «جدول أعمال الرؤساء التنفيذيين» الصادر عن مؤسسة «غارتنر» البحثية، والذي عرض بعض المؤشرات حول تخصصات تكنولوجيا المعلومات التي يحتمل أن يشتد الطلب عليها على المدى القصير، خصوصاً التقنيات الجديدة المطلوبة، أو التي ستتطلب، مهارات جديدة أو يصعب العثور عليها. وفي هذا السياق، كانت التوقعات تشير إلى أن الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ستكون لها الريادة الواضحة من حيث كثرة الطلب عليها، تليها وظائف الأمن الرقمي و«إنترنت الأشياء».

وتم تسليط الضوء على أهمية المهارات المتعلقة بالبيانات في تقرير صدر، أخيراً، عن مؤسسة «هورتون ووركس» البريطانية، بعنوان «تقرير الثورة الصناعية الرابعة»، حيث توقع 60٪ ممن شملهم التقرير، أن تشهد سوق التوظيف عمليات لإعادة نقل المهارات القابلة للتحويل من وظائف إلى أخرى، فيما قال أكثر من النصف، 54% منهم، إنهم سيعينون المزيد من الموظفين الدائمين الجدد.

وقال 52% إنهم سيحصلون على موظفين من خلال التدريب الداخلي أو الخارجي.

وانتهى تحليل شبكة «زد دي نت» وموقع «تيك ريبابليك» إلى أن الوظائف التقليدية المتصلة بعمليات الميكنة، ستشهد تراجعاً في كل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة على السواء، وستكون الوظائف الإدارية والنمطية المتكررة هي الأكثر تضرراً، وفي المقابل سيتم توفير وظائف جديدة، معظمها يتطلب مهارات من المستوى الأعلى، وسيكون الأمر مصحوباً بدرجة أكبر من عدم المساواة في الأجور، ما يلقي بأعباء كبيرة على الحكومات والشركات والمؤسسات لمعالجة هذا الوضع.

وفي ظل هذا التغيير الكبير المتوقع، يبدو قطاع تقنية المعلومات في وضع جيد، من حيث آفاق النمو المتوقعة في فرص العمل، حيث يحقق القطاع مستوى أعلى من المتوسط من حيث التوقعات، لكن من يريد العمل في هذا المجال عليه البحث عن تطوير مهاراته بقوة، ويركزها في مجالات أساسية، مثل أمن المعلومات وتطوير البرمجيات وعلوم البيانات، وفي مقدمتها «الذكاء الاصطناعي» و«تعلم الآلة» و«التعلم العميق»، وإعداد نفسه للمعايشة والتواؤم مع النظم المعرفية.

تويتر