«غوغل» و«ناينتندو» تستبقان الشركات الأخرى وتطرحان منتَجين وفق التوجه الجديد

ثلاثية «الحجم والذكاء والسعر» تميز الأجهزة الإلكترونية في 2018

صورة

مع اقتراب بداية العام الجديد، بدأت تلوح في الأفق ملامح توجّه جديد في سوق الأجهزة الإلكترونية على اختلاف أنواعها، يطلق عليه بعض الخبراء ثلاثية «(النمنمة) أو صغر الحجم والذكاء والسعر المنخفض»، وتعني الوصول إلى أجهزة وأدوات دقيقة الحجم لديها قدر من الذكاء يجعلها تقوم بكم كبير من الوظائف المفيدة للمستخدم، ومع ذلك تباع بأسعار رخيصة في متناول يد القطاع العريض من المستهلكين.

«غوغل» قدمت صندوقاً صغيراً بكاميرا ذكية يمكنه استطلاع ما حوله

«ناينتندو» كشفت عن جهاز تحكم لاسلكي صغير بسعر 25 دولاراً

وفي هذا السياق بادرت شركتا «غوغل» الأميركية و«ناينتندو» اليابانية بطرح منتَجين جديدين تم تصميمهما وإنتاجهما وفق هذا التوجه، من دون انتظار لبداية العام، لتستبقا بذلك بقية الشركات الأخرى العاملة في قطاع التقنية والإلكترونيات، ولو بأسابيع قليلة، حيث يتوقع أن تكون الثلاثية الجديدة هي السائدة في سوق أجهزة الإلكترونيات الاستهلاكية خلال عام 2018.

«نظام رؤية»

والمنتج الجديد الذي قدمته «غوغل» في هذا المجال، عبارة عن صندوق صغير يحوي بداخله كاميرا مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي، ويعمل كوحدة أساسية، تحتاج إلى بعض المكونات البسيطة الأخرى، لكي تعمل كنظام يستطيع الرؤية واستطلاع الأشياء من حوله، والتعلم مما يراه في كل مرة، ليصبح أكثر قدرة ونضجاً في ممارسة عمله.

وأطلقت «غوغل» علي هذا النظام اسم «مجموعة غوغل للرؤية بالذكاء الاصطناعي»، وهو أحد منتجات مشروع الرؤية بالذكاء الاصطناعي الذي تنفذه «غوغل» ويديره أحد مديري الشركة التنفيذيين، بيللي روتلدج، الذي كشف عن المنتج الجديد في تدوينة على مدونة «غوغل» الرسمية أخيراً، وقال إنه «حل ذكاء اصطناعي غير مكلف، يباع بـ45 دولاراً، ويمكنه أن يشاهد من يحرس المنزل».

ووفقاً لما جاء في تدوينة روتلدج، فإن مجموعة أدوات الرؤية بالذكاء الاصطناعي هي تطبيق عملي بسيط وفعال لتقنيات «تعلم الآلة» في مجال الإلكترونيات، بما يجعل الأجهزة الإلكترونية تتعلم من الخبرة التي تمر بها، حيث إنه في هذه المجموعة توجد حزمة برمجيات ذكاء اصطناعي، وشريحة إلكترونية وكاميرا ذكية، والكل يعمل معاً لكي يتمكن من الرؤية ويتعلم مما يراه، تماماً مثلما يحدث مع الإنسان، حينما يرى الأشياء بعينيه ثم يتعلم أشياء جديدة مما يراه في كل مرة.

أشياء مفيدة

وأوضح روتلدج أن هذا الجهاز الصغير ذا الثمن الرخيص، يمكنه يتعلم العديد من الأشياء المفيدة، كالتمييز بين الحيوانات الأليفة المختلفة، ومعرفة وتحديد الأنماط المختلفة من سلالات وأنواع النباتات والسيارات، مشيراً إلى أنه مع الوقت يمكنه أن يقول للمستخدم متى كانت سيارته علي الطريق ومتى قام شخص آخر بسحبها، لذلك فهو في نهاية المطاف يمكن أن يلعب دور المساعد الأمني الشخصي، الذي يراقب كل ما يدور حول منزل المستخدم.

وقال بيللي، في تدوينته، إن النظام الجديد معدّ من أجل المستخدمين الذين يرغبون في ما هو أكثر من مجرد تشغيل أداة أو جهاز إلكتروني معتاد بصورة استهلاكية، لافتاً إلى أن الأمر يحتاج إلى شراء العديد من من المكونات الأخرى حتى تتمكن مجموعة أدوات الرؤية بالحاسب من العمل واقعياً، وهي في مجموعها تكلف ما يراوح بين 45 و60 دولاراً.

جهاز تحكم

إلى ذلك، تبدو أجهزة نظام «ناينتندو السوبر للألعاب»، المعروف لدى هواة الألعاب باسم «إس إن إي إس»، مثل «الديناصور» أو العملاق القديم داخل المنازل والبيوت، ومن أبرز مظاهر ذلك، «الكيبل» الذي لابد أن يكون ممدوداً بين وحدة التحكم وجهاز الألعاب نفسه حتى يمكن ممارسة هذه اللعبة أو تلك، وحتى في حالة استخدام وحدات التحكم اللاسلكية، لايزال الأمر صعباً ومكلفاً.

ولذلك قدمت شركة «ناينتندو» اليابانية جهاز تحكم جديداً تم تصميمه وإنتاجه بمفهوم «النمنمة والذكاء والسعر المنخفض»، إذ إنه مطروح بسعر 25 دولاراً فقط، ويضم شريحة إلكترونية ذكية مزودة ببرمجيات متقدمة للتحكم، والجهاز يشبه إلى حد ما وحدة التحكم عن بُعد العادية، المستخدمة مع أجهزة التلفزيون، لكنّ وحدتَي الإرسال والاستقبال العاملتين معه يجعلانه بديلاً فعالاً وكفئاً لوحدة التحكم في الألعاب كاملة، سواء اللاسلكية أو الموصولة بـ«كابل» مع جهاز الألعاب، مع مرونة وسهولة عالية في التشغيل، بما يتيح اللعب بمختلف الألعاب بوساطة هذه الوحدة الجديدة البسيطة الرخيصة.

وأفادت الشركة اليابانية بأن جهازها الجديد يأتي معلباً في صندوق يضم وحدة تحكم لاسلكية، و«كيبل» شحن يعمل بمنفذ «يو إس بي»، إضافة إلى وحدة استقبال لاسلكية يتم شبكها في جهاز «سوبر ناينتندو» الكلاسيكي «الديناصور القديم»، فضلاً عن كتيب تشغيل صغير.

عملية بسيطة

وأوضحت «ناينتندو» أن عملية التركيب والتشغيل بسيطة، حيث إن كل المطلوب القيام به هو توصيل جهاز الاستقبال في نظام «ناينتندو» الكلاسيكي، ثم فتح واجهة وحدة التحكم الأمامية، مثلما يتم دائماً بصورة طبيعية عند توصيل وحدة التحكم في الألعاب، وبدلاً من التوصيل في وحدة التحكم، يتم التوصيل على المستقبِل اللاسلكي، ثم الضغط على مفتاح البداية في وحدة التحكم، ومن ثم بدء التشغيل، وهو أمر يستغرق أقل من 20 ثانية.

تويتر