يعتمد على 10 تقنيات مختلفة أبرزها إنترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس للمحمول

نظام معلومات «عابر للحدود» لمراقبة الألبان الأسترالية المصدّرة

النظام الجديد يحدّث البيانات على الحاسبات الخادمة للحجر الصحي الصيني كل 15 دقيقة. من المصدر

أفادت شبكة «زد دي نت» المتخصصة في تقنية المعلومات، بأن تحالفاً من شركات التقنية وصناعات الألبان الأسترالية، عمل على إنشاء وتشغيل نظام للمراقبة والتحقق من سلامة الألبان الأسترالية الطازجة المصدرة إلى الصين، مشيرة إلى أنه تم بموجب النظام الجديد منح الصلاحية لسلطات التفتيش بالحجر الصحي الصيني، للوصول إلى كل المعلومات والبيانات الخاصة بالتحقق من الحالة الصحية والإنتاجية لهذه الألبان منذ حلبها في المزارع الأسترالية، ومروراً بتجميعها وتنقيتها وتعبئتها بمصانع الألبان، ثم شحنها إلى الصين عبر رحلة تصل إلى 7000 كيلومتر، وحتى وصولها إلى المنافذ والموانئ الصينية، والتفتيش عليها قبل السماح بإدخالها البلاد.

منتجات أخرى

ذكرت شبكة «زد دي نت» أن شركة «بيلوريس» الأسترالية المتخصصة في تصنيع وتصدير الألبان، تستحوذ على 40% من صادرات الألبان الطازجة على مستوى الصين، مشيرة إلى أن الشركة تخطط لنشر حلولها مع منتجات طازجة أخرى عبر آسيا، تتضمن توزيع المأكولات البحرية واللحوم والفواكه والخضراوات الطازجة إلى سنغافورة وتايلاند وفيتنام وإندونيسيا.

• النظام الجديد يخفّض زمن دخول الألبان الأسترالية للصين من 3 أسابيع إلى 36 ساعة

• مراقبة مليونَي لتر من الألبان تشمل درجات الحرارة والرطوبة ومعايير السلامة الصحية

تقنيات مختلفة

وأوضحت الشبكة في تقرير نشرته، أخيراً، أن النظام الجديد الذي يتكون من 10 تقنيات مختلفة، أبرزها تقنية إنترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس للهاتف المحمول، فضلاً عن نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»، أدى إلى تخفيض زمن تصدير مليونَي لتر ألبان من ثلاثة أسابيع إلى 36 ساعة، يصدر بها قرار السماح للشحنات بدخول الأراضي الصينية.

ووفقاً لتقرير «زد دي نت»، فإن هذا النظام يمثل أول نظام معلومات «عابر للحدود»، يعتمد بالأساس على شبكات الاتصالات من الجيل الخامس وتقنية إنترنت الأشياء، في تنفيذ مراقبة لحظية مستمرة على مدار الساعة لعمليات إنتاج تتم في دولة ما، من قبل سلطات حكومية لدولة أخرى بصورة مباشرة.

وبين التقرير أن العضوين الرئيسين في هذا التحالف هما شركة «بيلوريس» المتخصصة في تصنيع وتصدير الألبان، والمكونة من عشرات كبار منتجي الألبان الطازجة في أستراليا، وتصدر منتجاتها إلى الصين بصورة رئيسة، إضافة إلى شركة «تيلسترا» الأسترالية المتخصصة في الاتصالات وتقنيات المعلومات وحلول إنترنت الأشياء، فضلاً عن أعضاء آخرين من موفري خدمات الحوسبة السحابية، وشبكات المعلومات والبرمجيات، والإلكترونيات التي تصنع أدوات إنترنت الأشياء وأجهزة استشعار الحرارة والرطوبة وغيرها.

مستشعرات

وأضاف التقرير أنه تم في نظام المراقبة الجديد نشر وتثبيت آلاف من أدوات إنترنت الأشياء من مختلف الأنواع، داخل مزارع الماشية ومصانع الألبان وشركات الشحن الأسترالية، موضحاً أن هذه الأدوات تتضمن مجسات أو مستشعرات لرصد درجات الحرارة والرطوبة والضغط الجوي وغيرها، وتقوم ببثها عبر شبكة اتصالات تعمل بالجيلين الرابع والخامس للاتصالات المحمولة، لتصل إلى حاسبات خادمة تابعة للشركات المنتجة للألبان، وفي الوقت نفسه للحاسبات الخادمة التابعة لسلطات التفتيش بالحجر الصحي الصيني، لتتم من خلالها مراقبة حالة الألبان الطازجة والتحقق من تلبيتها معايير السلامة والصحة الموضوعة من قبل الحجر الصحي الصيني، وهي في عمليات الحلب والتعبئة، ثم الشحن والنقل جواً إلى الصين، وصولاً إلى داخل مقار الحجر الصحي والتفتيش.

جداول تشغيل

وتابع التقرير أن النظام يعمل وفق جداول تشغيل تسمح بالتقاط ونقل وتجميع البيانات بصورة آلية، ثم فهرستها وتحميلها على الحاسبات الخادمة للشركات المنتجة والمصدرة والحجر الصحي الصيني في توقيت واحد، ويتم تحديث البيانات بكل ما هو جديد كل 15 دقيقة على الحاسبات الخادمة للحجر الصحي الصيني، ونتيجة لذلك انخفض زمن رحلة شحن مليونَي لتر من الألبان، التي تبلغ 7000 كيلومتر، من المصنع الأسترالي إلى محال البقالة ومراكز التسوق الصينية، من ثلاثة أسابيع إلى 36 ساعة فقط.

ونقل تقرير «زد دي نت» عن شركة «بيلوريس» أنه كان لديها بالفعل تقنيات عديدة بمزارعها قبل تشغيل النظام الجديد على هذا النحو، حيث كان لديها «روبوتات» المزارع والطائرات الصغيرة بدون طيار، فضلاً عن نظم إزالة الأعشاب الضارة آلياً، وكل أنواع التقنية المستخدمة في المزارع، وما تم في المشروع الجديد هو توصيل هذه السلسلة من التقنيات بسلسلة التوريد، من خلال شبكة شركة «تيلسترا» واستخدام أدوات إنترنت الأشياء للتحقق من النزاهة والشفافية وسلامة معالجة المنتجات، بما يجعلها مقبولة لعبور الحدود.

وأشار التقرير إلى أن شركتي «تيلسترا» و«بيلوريس» تستخدمان أعداداً كبيرة من أجهزة تسجيل البيانات، لتقيس درجات الحرارة والموقع والانبعاثات الضوئية والرطوبة والضغط الجوي في الوقت الحقيقي، وتحمّل المعلومات إلى خدمة الحوسبة السحابية كل 15 دقيقة، لذلك فهي فعلياً لديها القدرة على رؤية مجموعات العبوات من الألبان الطازجة من مصنع الألبان في منطقة سميتون جرانج جنوب غرب سيدني، وطوال الطريق حتى التوزيع في الصين.

ارتباط مباشر

وذكر التقرير أن شركة «بيلوريس» الأسترالية هي الوحيدة في العالم التي لديها ارتباط مباشر بنظام تفتيش الحجر الصحي الصيني، وتقديم مثل هذه المعلومات، لافتاً إلى أن تمكين سلطات التفتيش بالحجر الصحي الصيني من مشاهدة هذه البيانات، يسرّع عمليات اعتماد الألبان وصلاحيتها والسماح بدخولها البلاد خلال وقت قصير.

وأفاد بأن هذه التقنية الجديدة تسمح بالقيام بعمليات التحقق من النزاهة والشفافية المطلوبة في المنتج، من خلال استخدام أجهزة «تيلسترا»، للتأكد من أن هذا المنتج يلبي كل معايير الجودة والسلامة الصحية، كما يوفر أيضاً القدرة على تتبع الشحن من أرضية المصنع وحتى الوصول إلى المستهلكين، وحينما ينتهي التتبع عند فك وتفريغ مجموعة العبوات داخل مراكز التسوق أو محال البقالة، يمكن للمستهلك النهائي أيضاً الوصول للمعلومات من خلال مسح رقم «الباركود» الخاص بالعبوة.

عبور الحدود

ولفت تقرير «زد دي نت»، أنه مقارنة بالحلول التقنية التي كانت مطبقة من قبل، فإن الأمر كان ينتهي عند الحدود، ولم تكن الشركات قادرة على رؤية ما يحدث لمنتجاتها بعد مغادرتها أستراليا، ولم يكن الحجر الصحي الصيني قادراً على أن يعلم شيئاً عما يجري للمنتجات قبل وصولها للأراضي الصينية.

وحسب التقرير، فإنه في ما يخص شبكات الاتصال، قامت شبكة «تيلسترا» بإمداد «بيلوريس» بالتغطية الكاملة باستخدام الجيل الرابع للمحمول وخدمات تحديد المواقع العالمي عبر الأقمار الاصطناعية، وخلال رحلة الطيران لا يسمح للأجهزة بنقل المعلومات، لكن شركات الطيران سمحت للأجهزة بتجميع البيانات طوال الرحلة للصين، ليتم إرسالها مباشرة لسلطات الحجر الصحي بعد هبوط الطائرة.

وأكدت شركتا «بيلوريس» و«تيلسترا» أن التغطية ستكون أفضل، والمستشعرات ستكون أرخص وأقل استهلاكا للطاقة مع التوسع في استخدام شبكة الجيل الخامس للمحمول بهذا النظام، خلال العام المقبل، متوقعتين أن يفتح هذا الأمر سوقاً جديدة تماماً وسط تحديات عدة، أبرزها تحقيق التغطية الكلية للمزارع البعيدة والمعزولة والمزارع الريفية.

تويتر