أسستها موظفة سابقة بالبيت الأبيض

شركة أميركية ناشئة تقفز قيمتها السـوقية إلى 57 مليون دولار في 3 سنوات

«فريم بريدج» تنتج إطارات الصور حسب طلب الزبون. من المصدر

نجحت موظفة سابقة بالبيت الأبيض، تدعى سوزان تينان، في تأسيس شركة «فريم بريدج» أو «جسر البراويز»، المتخصصة في إنتاج إطارات الصور أو «البراويز»، وصعدت بقيمتها السوقية من (صفر) إلى 57 مليون دولار خلال ثلاث سنوات فقط.

«فريم بريدج» حصلت على تمويل جديد بـ37 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي.

وتفصيلاً، عملت سوزان تينان، الأميركية الجنسية، موظفة بإدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بالبيت الأبيض، وتم تكليفها بكتابة «أوراق سياسات» حول كيفية تحسين الخدمة المقدمة للمتعاملين في قضايا وموضوعات تتعلق بالتقنية، واحتاجت في أحد الأيام لأن تشتري إطار صورة (برواز) بمقاس معين، تضع فيه صوراً خاصة بذكريات عائلتها.

وفوجئت بارتفاع أسعار هذه البراويز بصورة استفزتها كثيراً، وكخريجة سابقة في جامعة هارفارد في مجال إدارة الأعمال، وسبق لها العمل فترة قصيرة في شركات ناشئة، قررت تينان إطلاق شركة عبر الإنترنت، تتخصص في إنتاج وبيع البراويز، حسب المقاس الذي يحدده الزبون، بحيث تعمل الشركة وفق نموذج الأعمال الإلكترونية الكاملة، الذي يمزج بين الأصول الواقعية للشركة كورشة ومصنع ومكتب، وبين الأصول الرقمية في التسويق والبيع وإدارة العلاقة مع المتعاملين، كموقع على الإنترنت وتطبيق على المحمول وصفحة على شبكات التواصل.

تأسيس الشركة

ومع المثابرة والتصميم والثبات أمام الأزمات والتحديات، تمكنت تينان من تأسيس شركتها وفق هذا النموذج، والصعود بقيمتها السوقية من (صفر) إلى 57 مليون دولار خلال ثلاث سنوات فقط، لتصبح لديها شركة إلكترونية متخصصة في «البراويز»، وتعمل تحت شعار «نحن نغير لعبة البراويز ونقدمها بأرخص الأسعار».

ولفتت هذه التجربة الانتباه خلال جولة تمويل للشركات الناشئة في مجال العمل عبر الإنترنت، جرى تنظيمها الأسبوع الماضي في واشنطن، بمعرفة شركة «نيا» إحدى الشركات المتخصصة في اكتشاف ودعم الشركات الناشئة الواعدة، حيث حصلت فيها تينان على تمويل بلغ 37 مليون دولار، ما دفع موقع «بيزنس انسايدر» لإيفاد أحد محرريه لتقصي تفاصيل هذه التجربة، ومقابلة تينان وزيارة مقر شركتها ومصنعها.

نافذة أعمال

وأطلقت تينان على شركتها اسم «فريم بريدج»، أو «جسر البراويز»، ولها موقع على الإنترنت بالاسم نفسه framebridge.com، وقامت «الإمارات اليوم» بمراجعة للموقع، تبين منها أن الشركة جعلت من موقعها الإلكتروني نافذة لنظمها الإدارية والإنتاجية الداخلية، ويتم من خلاله التواصل مع متعامليها، وإدارة جانب مهم من أعمالها بطريقة رقمية كاملة. والموقع لا يعمل فقط كمجرد واجهة للتعريف بما تقوم به الشركة، وإنما يتلقى طلبات الزبائن عبر رفع ملفات رقمية، تحدد تصميم وشكل وألوان ومقاسات البرواز المطلوب، مع خطوات بسيطة تعرض السعر وموعد التسليم وطريقته.

وبدأت تينان مسيرتها المهنية في عام 2006، بعدما حصلت على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، حيث عملت في شركة ناشئة أسسها شخص يدعى ستيف كيس، وتدعى «الثورة الصحية»، وهي شركة خدمات على الإنترنت، وتعمل في المجال الصحي، وواجهت بعض المصاعب، وقامت بتسريح جانب كبير من موظفيها، ثم باعها مؤسسها لشركة أخرى، تدعى «هيلث نيتورك» في عام 2007، مقابل 300 مليون دولار.

العمل الحكومي

انتقلت تينان، مع رفاقها، للعمل في الشركة الجديدة، وتحت قيادة إدارة جديدة، وفي تلك الأثناء كانت فترة التوهج والانتصار الخاصة بالديمقراطيين على أشدها، بعد انتخاب أوباما رئيساً لأميركا. وعلى الرغم من أنه لم تكن لديها خبرة في العمل الحكومي، قررت تينان العمل مع إدارة أوباما، واعتبرت العمل بالبيت الأبيض هي «الوظيفة الحلم» بالنسبة لها، وكانت الوظيفة التي حصلت عليها هي كتابة «أوراق السياسات» في موضوعات تتعلق بالتقنية لتحسين الخدمات المقدمة إلى المتعاملين.

وبعد أقل من عامين على العمل بالبيت الأبيض، قررت تينان الاستقالة، وانضمت إلى شركة «ليفينج سوشيال»، وكانت مهمتها مساعدتهم في إطلاق خط أعمال جديد. وقالت تينان إن وتيرة العمل في مجال الشركات الناشئة بعد فترة العمل الحكومي الرتيب والبطيء، جعلت رأسها يدور، فقد بدأت العمل يوم الاثنين، وقيل لها إن أول منتج ستكون مسؤولة عنه سيطلق يوم الجمعة، وبعدها انتقلت إلى وظيفة في شركة ناشئة أخرى تدعى «تاكسي ماجيك».

وبزغت فكرة «فريم بريدج» في رأس تينان بينما كانت لاتزال تعمل في «ليفينج سوشيال»، وذهبت للحصول على بعض الإطارات المخصصة للتذكارات، وصدمت بالأسعار، وذهبت لشراء بديل عبر الإنترنت، لكنها فشلت في ذلك، وكانت في ذلك الوقت لاتزال في بداية عملها في وظيفتها الجديدة. وأصبحت تينان مهووسة بشدة بإطلاق شركة عبر الإنترنت لبيع الإطارات «على المقاس» المطلوب من الزبون، بالطريقة نفسها التي كانت تحلم بها حينما أصرت على العمل في البيت الأبيض.

ومع خبرة لسنوات عدة في مجال الشركات الناشئة، شعرت تينان بأنها جاهزة لإطلاق شركتها، واستقالت من وظيفتها حتى يتعامل معها الناس بالجدية الكافية، ومع وجود طفلين في المنزل كان ذلك مخيفاً، وعبء تحمل مخاطرة كبيرة جداً، لكنها فعلتها.

إدارة إلكترونيةبدأت تينان مشوارها بمقابلة نائب الرئيس في شركة «نيا للاستثمار»، ديانا جرايسون، التي دعمتها وساعدتها في الوصول إلى مستثمرين آخرين.

وحصلت تينان في البداية على تمويل بسيط، وأطلقت شركة «فريم بريدج» في عام 2014، مكونة من موقع ونظام إدارة إلكتروني، وورشة بسيطة للتصنيع، وذلك في منظومة أعمال إلكترونية صغيرة، محورها الإنترنت بالأساس. وفي عام 2015 كانت حملة الشركة الأولى خلال يوم «الأب الأكبر» ناجحة جداً، واستطاعت أن تصل بالشركة إلى العديد من المتعاملين، وتلقت طلبات فاقت كثيراً قدرة الموظفين قليلي العدد، الموجودين بالشركة، على التنفيذ في المواعيد المحددة.

وبدلاً من أن يتم إنهاء العمل خلال أسبوع، بحسب ما وعدت به الحملة التسويقية، تطلب الأمر من المتعاملين الانتظار أسابيع عدة حتى يتسلموا طلباتهم، وبالتالي أصبحت سمعة الشركة في مجال خدمة المتعاملين «على المحك»، وكادت تتعرض لضربة موجعة، لأن خدمة المتعاملين تعد الملعب الرئيس للتسويق والنجاح.

وقالت تينان إنه لم يكن ممكناً أن نذهب إلى هذا المصير أبداً، ولذلك كتبت خطابات اعتذار من القلب لمتعامليها، واحداً واحداً، وقدمت لهم مواعيد واقعية، وسحبت جميع العاملين بالشركة، بمن فيهم السعاة بالمكتب للورشة، وعملوا سبعة أيام في الأسبوع خلال شهري يوليو وأغسطس، وعينوا المزيد من المتخصصين في عمل الإطارات، ثم عينت مدير إنتاج محترف، علمها كيف يتم وضع خطة لتلبية الطلبات على أساس يومي.

200 موظف

ومضت الأمور سريعاً، وبحلول عام 2017 أصبح لدى تينان 200 موظف بدوام كامل، ويرتفع الرقم في موسم الإجازات ليصل إلى 400 عامل، واستطاعت الشركة إبرام صفقات كبيرة مع شركات تمتلك سلاسل بيع بالتجزئة، ومراكز تسوق، مثل «تارجيت»، و«كرات آند باريل»، وتوسعت ورشة الإنتاج، لتصبح مصنعاً متكاملاً تم بناؤه بولاية «كنتاكي»، وارتفعت قيمتها السوقية لتصل إلى 57 مليون دولار، ثم حصلت على تمويل جديد قدره 37 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي.

تويتر