في تجربة جديدة تتضمن حافلات مكوكية ذاتية القيادة للتنقل.. ونظاماً للتعرف إلى الوجوه و«طعاماً افتراضياً»

شركة سياحية تكشف عن «رحلات بحرية عالية التقنية»

«رويال كاريبيان» تعمل على اختبار وتذوق الطعام في الواقع الافتراضي قبل طلبه فعلياً على متن سفنها. من المصدر

تُعد «الرحلات البحرية عالية التقنية» صيحة جديدة في عالم الرحلات البحرية الترفيهية التي تتم على متن السفن السياحية، وتتضمن حافلات مكوكية ذاتية القيادة تحمل الركاب من الميناء إلى المنتجعات والسفن وبالعكس، إضافة إلى نظام للتعرف إلى الوجوه مسؤول عن معرفة الضيوف عند الاستقبال والمغادرة، لينهي الإجراءات في دقائق بسهولة وسرعة كبيرة، فضلاً عن نظام لتقديم خدمات تمتزج فيه تقنيات الواقع الافتراضي بقدرات الخدم المزودين بقدرات نظم التعرف إلى الوجوه، حيث يسمح هذا النظام بسلسلة من الخدمات غير المسبوقة، التي تبدأ بتذوق الطعام افتراضياً قبل تناوله، وطلب المشروبات عبر تطبيق على الهاتف المحمول لتصل إلى طالبيها من خلال خدم آليين مؤهلين تماماً للعثور على صاحب الطلب أياً ما كان مكانه على السفينة المزودة بأسقف غرف تهيّئ المشهد للراكب ليعيش المناخ والجو الذي يرغب فيه أو تمر به السفينة من دون أن ينظر من النافذة.

«ضيف كسول»

- نظام التعرف إلى وجوه الضيوف ينهي إجراءات الاستقبال والمغادرة بسرعة كبيرة.

- الشركة جهزت أسقف السفينة بشاشات تغير طقس الغرفة حسب رغبة الضيف.


اختبار

أجرى صحافيان خلال المؤتمر الذي كشفت فيه شركة «رويال كاريبيان للسياحة» عن «الرحلات البحرية عالية التقنية»، تجربة لاختبار نظام توصيل الطلبات على متن السفينة أينما كان صاحب الطلب من خلال تطبيق على الهاتف المحمول، حيث طلبا مشروباً، وقاما بالتجوال في الأرجاء، لكن النادل استطاع الوصول إليهما وهما يتجولان، وبدا أن التطبيق يعمل بالفعل.

وكشفت عن مفهوم «الرحلات البحرية عالية التقنية»، شركة «رويال كاريبيان للسياحة» التي تعمل في منطقة الكاريبي من مقرها بولاية ميامي الأميركية، وذلك في مؤتمر صحافي نظمته أخيراً، وعرضت خلاله مزيجاً من عناصر التقنية العالية التي تنوي تشغيلها بسفنها السياحية لتظهر بصورة متتالية خلال العام المقبل، وذلك بالتعاون مع شريك تقني للتنفيذ هو شركة «إكس ستوديو».

وذكرت «رويال كاريبيان» أن هدفها يتمثل في أن تجعل الضيف أو النزيل لديها يستمتع بإجازته ورحلته البحرية منذ لحظة الركوب في السفينة، بحيث لا يضيع عليه اليوم الأول في أي ترتيبات أخرى، ثم تقدم له كل التسهيلات والخدمات المهيأة وفق احتياجاته الشخصية، ليصبح «كسولاً» بصورة غير مسبوقة، على حد تعبير الشركة.

التعرف إلى الوجوه

وأفادت الشركة، بأن نظام التعرف إلى الوجوه والقيادة الآلية، يأتي ضمن سلسلة النظم المطبقة في «الرحلات البحرية عالية التقنية»، موضحة أن هذا النظام يبدأ مع عملية الحجز التي يقوم بها الراكب عبر التطبيق الخاص بالشركة على الهاتف المحمول أو موقعها على الإنترنت، إذ يطلب إليه تحميل صورة شخصية له، مع صورة من بطاقة الهوية وخلافه، بحيث تسجل هذه الصورة لتستخدم بعد ذلك للتعرف إلى وجه الضيف طوال فترة الرحلة من قبل كل النظم والخدمات التي تقدم على متن السفينة، وأولها إنهاء إجراءات الاستقبال والتسكين خلال دقائق، وكذلك إنهاء إجراءات المغادرة بسرعة في نهاية الرحلة.

وأضافت أنه بالتزامن مع التعرف إلى الوجوه هناك خدمة الحافلات المكوكية ذاتية القيادة التي تعمل في خدمة الركاب والنزلاء، لتسهيل التنقل.

الواقع الافتراضي

وأتاحت الشركة للصحافيين المتخصصين في الشؤون التقنية الذين حضروا المؤتمر، فرصة تجريب نظام الواقع الافتراضي المزمع تركيبه على سفنها، حيث تمت هذه المعايشة من خلال ارتداء نظارة واقع افتراضي من طراز «إتش تي سي ريفت». وتبدأ الرحلة بأن يصادف المرء أمام عينيه مجموعة من الكرات الزرقاء المتوهجة، يتناولها في فمه ويضغط عليها كأنه سيمضغها، فتحدث فرقعة، تعقبها تجربة خاصة حسب الكرة التي تم تناولها، فأول كرة تنقل المرء إلى منطقة احتساء الشاي المصممة على الطريقة اليابانية، والمحاطة بأوراق شاشة تتقطع أمامه. ومع فرقعة الكرة بالمضغ تدخل قطع الورق في الرافعات الورقية التي تطير بعيداً، لتكشف عن حديقة مزخرفة وتيارات مياه، ليحدث تذوق لطعم الشاي، فيمكن للضيف أن يطلبه بعد ذلك.

وعقب ذلك تظهر كرة ثانية، مسؤولة عن الإحساس بالمناخ والطقس العام، وبمجرد أن يبدأ مضغها حتى يتغير المشهد من الشتاء إلى الربيع، أو من الصيف إلى الخريف. كما أن هناك كرة ثالثة، عند مضغها يظهر طعم الشوكولاتة وهو يتكسر ليغطي صخوراً مكسورة، فيما تخفت الأضواء لتعطي الإحساس بأن الحديقة قد حل بها وقت المساء، وما أن ينتهي العرض ويخلع الراكب نظارة الواقع الافتراضي ويتذكر ما يحلو له مما تذوقه أو رآه افتراضياً، يبدأ في طلبه واختياره فعلياً، من شاي أو أطعمة أو منطقة تعرض طقساً أو مناخاً بعينه.

طعام افتراضي

وخلال المؤتمر، بينت «رويال كاريبيان» أنها تعمل على تكوين تجربة لاختبار وتذوق الطعام في الواقع الافتراضي قبل طلبه فعلياً، إذ تستخدم في التجربة نظارة رأس «إتش تي سي» للواقع الافتراضي، جنباً إلى جنب مع متتبع حركة يوفر أيدي افتراضية، يمكن رؤيتها والتحكم بها كما لو كانت يدك تماماً، ما يمكن الشخص من التقاط الأطباق، كل على حدة، وتذوقها واحداً تلو الآخر.

وقال رئيس الابتكار والتحول في «رويال كاريبيان»، جوي هاستي، إن «نظام الطعام الافتراضي لن يعمل لتناول وجبة من أربع مراحل، لكنه يستشعر أن يستخدم في الجزء المخصص للحلويات»، مضيفاً: «نحن نعتقد أن الطعام فعلياً أفضل في الواقع الافتراضي، ففي هذه الحالة يمكن الإحساس بطعم ما وتذوقه واستحسانه، ورفض آخر، أو البداية برفض طعم ما ثم اختيار آخر».

مكان النزيل

ومن النظم الأخرى التي كشفت عنها الشركة خلال المؤتمر، نظام يتيح للنزيل أو الضيف طلب ما يحلو له من الأطعمة والمشروبات والخدمات الأخرى على متن السفينة من خلال تطبيق على «المحمول»، حيث يتعرف النظام إلى مكان صاحب الطلب على متن السفينة، ويقوم بتوجيه أقرب نادل لتنفيذ الطلب والوصول به إلى صاحبه. ويتم ذلك بالاستعانة بشبكة «واي فاي» خاصة على متن السفينة، ونظام التعرف إلى الوجوه، وهواتف ذكية تعرض صور النزلاء، من واقع الصور المسجلة عند الحجز وإنهاء إجراءات الاستقبال.

وأكدت الشركة أن نظام تحديد مواقع النزلاء والعثور عليهم لتوصيل الطلبات اليهم يحدد المواقع بدقة تصل إلى مساحة ثلاثة أمتار مربعة، إذ يستطيع بعدها الخادم تحديد صاحب الطلب من واقع صورته المخزنة ومضاهاتها مع الوجوه الموجودة بهذه المساحة.

وضعية الطقس

كما كشفت الشركة عن تجهيز كامل أسقف غرف السفينة بشاشة «إل إي دي»، جنباً الى جنب مع تيار صور من «إل إي دي» يتدفق على الأرض، بحيث يمكن للضيف تغيير وضعية الطقس بالغرفة ما بين النهار والمساء والليل وربما الغابات الاستوائية المطيرة، مشيرة إلى أن الهدف من وراء هذا التصميم هو ربط الراكب بصورة جيدة بالبحر، وتقديم مشهد محاكاة للمياه في الخارج، لاسيما إذا كان داخل كابينة ليس لها نافذة على البحر.

تويتر