Emarat Alyoum

«غوغل» تطبق قواعد جديدة للتعامل مع الإعلانات الـــــــرقمية

التاريخ:: 29 أكتوبر 2017
المصدر: القاهرة - الإمارات اليوم
«غوغل» تطبق قواعد جديدة للتعامل مع الإعلانات الـــــــرقمية

أعلنت شركة «غوغل» أنها ستطبق قواعد جديدة للتعامل مع الإعلانات الرقمية التي يتم إظهارها من خلال متصفح «كروم»، يتم بموجبها تعطيل عدد من أنواع التقنيات والأساليب المستخدمة في الإعلانات الرقمية، أبرزها منع الإعلانات التي تشغل مقاطع الفيديو المصحوبة بالصوت تلقائياً، فضلاً عن الإعلانات التي تظهر في نوافذ قافزة تطفو فوق المحتوى الذي يطالعه المستخدم، وتزيد مساحتها على ثلث مساحة شاشة المستخدم، مشيرة إلى أن هذه القواعد سيتم تطبيقها في يناير مع بداية العام المقبل.

ويأتي إعلان «غوغل» الأخير تأكيداً لما نشرته الشركة على مدونتها الرسمية، في الأول من يونيو الماضي، حول الموضوع نفسه.

ردود أفعال

ونشر موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com تقريراً حول ردود الأفعال الأولية حول قرار «غوغل»، حيث أبدى العديد من الشركات المتخصصة في إنتاج تقنيات الإعلان الرقمي تحفظات واضحة على هذه الخطوة، وقال مسؤولوها إنه «ليس واضحاً لها بالضبط متى ستقوم هذه التغييرات بإيقاف الإعلان، وما الذي يحتاجون إليه للقيام به لإعداد أنفسهم لهذه التغييرات».

وتعتبر شركة «بارسك» الناشئة، التي لا يزيد عمرها على ثلاثة أعوام، من أبرز شركات تقنيات الإعلان الرقمي التي أعلنت توجسها واعتراضها على ما تنوي «غوغل» فعله، وذلك بعد أن قدمت العديد من تقنيات الإعلان الرقمي المبتكرة، مثل التقنية التي تجعل المستخدمين لديهم القدرة على تحديد درجة من درجات التفاعل مع الإعلان كما يرغبون، بدلاً من السماح للإعلان بمجرد الانزلاق ثم المضي والاختفاء وهم يقرأون القصة الإخبارية أو محتوى ما. والفكرة الأساسية في هذه التقنية أن المستخدمين سيكونون أكثر قدرة على إيقاف وملاحظة هذه الإعلانات، وبالصورة المثالية هم ينفقون وقتاً مع هذه الإعلانات، لأن هذا الوقت باختيارهم، أو بعبارة أخرى هذه التقنية تجعل المستخدم يوقف الإعلان، إذا أراد، ليعرض أمامه لفترة أطول من الوقت.

تقنية مختلفة

• القواعد الجديدة تمنع ظهور الإعلانات فوق المحتوى، التي تزيد مساحتها على ثلث مساحة الشاشة.

• شركات متخصصة في إنتاج تقنيات الإعلان الرقمي أبدت تحفظات على قرار «غوغل».


القوة المحركة

أعرب عدد من المديرين التنفيذيين لشركات متخصصة في إنتاج تقنيات الإعلان الرقمي، لموقع «بيزنس إنسايدر»، عن «اعتقادهم بأن شركة (غوغل) هي القوة المحركة وراء (التحالف من أجل إعلانات أفضل)»، مشيرين إلى أنه «يدل على ذلك التمويل الذي تقدمه الشركة، والجهد الذي تقوم به»، فيما تحدث البعض «عما إذا كان التحالف هو (غوغل) نفسها، غير أن كلاً من (غوغل) و(التحالف) يقولان إن الأمر ليس هكذا».

وقال الرئيس التنفيذي لـ«بارسك»، مارك غولدمان، إن «(غوغل) تثير هذا النوع من الأعمال، وحينما تفعّل النسخة الجديدة من متصفح (كروم)، سيتم حجب الإعلانات العاملة بتقنية (بارسك) تلقائياً، بل سيشمل الحجب أيضاً الإعلانات الأخرى التي ترى (غوغل) أنها تجعل تجربة التصفح أسوأ، لذلك فإن (بارسك) ستعيد تشكيل أعمالها للتخلص من وحدة الإعلانات القديمة بالكامل».

وأضاف غولدمان أن «هذا يعني إجبار الناشرين والمعلنين وغيرهم من شركاء الأعمال على تشغيل تقنية إعلانية مختلفة كلياً، حاصلة على موافقة واعتماد من (كروم)، الأمر الذي سيسبب الكثير من الارتباك للعديدين حول العالم».

ورأى أن «(غوغل) تستخدم قوتها الضخمة في عالم الإعلام الرقمي للعب دور القاضي وهيئة المحلفين، ومنفذ حكم الإعدام لشركات تقنية الإعلان»، قائلاً إنه «ليس واضحاً بالنسبة له كيف تصنع (غوغل) القرار الذي تصدره، أو أين وكيف سيتم تنفيذه»، وأوضح أنه «في حين أن الصناعة تتصدى لكيفية التكيف مع هذه التغييرات، العام المقبل، هناك الكثير من التشويش والارتباك حول من المسؤول، وكيف يتم تحدد الإعلانات المسببة للإزعاج، وما إطار الوقت المحدد للشكوى، وهذه كلها نقاط تشير إلى وضع غير مريح بالنسبة لـ(غوغل)، التي تعتبر في الوقت نفسه كياناً عملاقاً لبيع الإعلانات، كما تعد منتجاً لأكثر برامج التصفح شعبية».

واعتبر غولدمان أن «شركة (غوغل) تلعب دور (ديكتاتور الخير)» على حد وصفه، مبيناً أنها «تملك المتصفح، وهي من يضع القواعد، فيما شركات تقنية الإعلانات تلعب في ملعب (غوغل)».

وذكر أنه «عملياً ليست (بارسك) وحدها التي تواجه تغييراً فجائياً من أصحاب المنصات التقنية العملاقة مثل (غوغل)، حيث إن هناك الناشرين أيضاً، لاسيما أولئك الذين حمّلوا مواقعهم بالعديد من مقاطع الفيديو التي يتم تشغيلها تلقائياً مع الصوت»، مشيراً إلى أن «هذه المقاطع لن تعمل مع ما تقول (غوغل) إنه قيود جديدة في (كروم)».

رد «غوغل»

من جهتها، ذكرت «غوغل» على مدونتها الرسمية blog.google/‏‏topics أن إجراءاتها الجديدة تعتمد على توصيات «التحالف من أجل إعلانات افضل» الذي انضمت إليه، وهو كيان مكون من مجموعات تجارية عدة تنتمي لصناعات عديدة، تم تشكيله في سبتمبر من العام الماضي. وأفادت الشركة الأميركية بأن هذا التحالف يركز على التصدي لتزايد أدوات حجب الإعلانات، مؤكدة أنها تتبع فقط ما تتوصل إليه قيادة «التحالف من أجل إعلانات أفضل».

وأشارت «غوغل» إلى أن التحالف أجرى بحوثاً خاصة على أكثر من 100 نوع من الإعلانات الرقمية، تم تصنيفها من قبل 25 ألف مستخدم شاركوا في هذه البحوث داخل الولايات المتحدة وأوروبا، وهذه هي الطريقة التي خرج منها بـ12 نوعاً من أنواع الإعلانات التي رأى المستخدمون أنها مزعجة، ويجب على الناشرين تجنبها.

وبينت أن القائمة تتضمن إعلانات الفيديو التي تعمل تلقائياً مصحوبة بالصوت، إضافة إلى الإعلانات التي تغطي أكثر من ثلث شاشة المستخدم على سبيل المثال، فضلاً عن الإعلانات التي تملأ كامل الشاشة، أو التي تجبر المستخدم على التمرير عبر الإعلان الذي يظهر فوق المحتوى.

نظافة إعلانية

وقال نائب رئيس «غوغل» للإعلانات والتجارة، سريدهار رامساموامي، في تدوينه منشورة على مدونة الشركة الرسمية، إن «(غوغل) تساعد الناشرين ذوي الخبرات الإعلانية الجيدة في الحصول على تمويل وعائد مقابل عملهم، وذلك جزء من جهودها للحفاظ على شبكة مستدامة للجميع، ومن هنا تطرح الشركة (خيارات التمويل)، التي هي عبارة عن آلية يمكن استخدامها من قبل المستخدمين والناشرين وأصحاب المواقع معاً».

واضاف رامساموامي أن «ذلك يقدم نظافة تامة من الإعلانات مقابل دفع رسوم لأصحاب المواقع»، لافتاً إلى أنه «يمكن للناشرين في الإصدار التجريبي من آلية (خيارات التمويل)، عرض رسالة مخصصة للزائرين باستخدام أداة حظر الإعلانات، ودعوتهم إلى تمكين الإعلانات على مواقعهم ليطالعوها، مقابل رسوم يدفعونها لعملية تؤدي إلى حظر أو إزالة جميع الإعلانات من على الموقع».

وذكر أنه «مع التحديث المقبل من (كروم)، ستوفر (غوغل) فقط الأداة التي يمكن للصناعة استخدامها لتطبيق القواعد الجديدة دفعة واحدة»، مشيراً إلى أن «الفضل في ذلك يعود لمعايير الإعلانات الأفضل».