يمكنها ضبط وتهيئة وإصلاح نفسها آلياً من دون تدخل بشري

«أوراكل» تكشف عن قاعدة بيانات «ذاتية التشغيل»

(أرشيفية).

كشفت شركة «أوراكل»، إحدى أكبر شركات إنتاج قواعد البيانات في العالم، عن أول قاعدة بيانات يتم تصميمها وإنتاجها بمفهوم «التشغيل الذاتي»، على غرار مفهوم «القيادة الذاتية» في مجال السيارات، لتدخل إلى عالم قواعد البيانات فئة جديدة تعمل على ضبط وتهيئة وإصلاح نفسها بنفسها آلياً أثناء التشغيل، من دون تدخل بشري، وتضمن استمرار العمل بنسبة تزيد على 99% من دون توقف أو إحداث أي اضطراب في نظام المعلومات الذي يعمل استناداً إليها، كما تساعد في تخفض نفقات التشغيل بالاستغناء عن قدر كبير من العمالة.

وجاء إعلان «أوراكل» عن قواعد البيانات الجديدة خلال مؤتمرها السنوي «عالم مفتوح»، الذي يختتم فعالياته اليوم، وتنظمه الشركة بدول عدة في وقت واحد، لكن أعماله الرئيسة تتركز في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية.

محاور أساسية

منافسة «أمازون»

أفاد تقرير لموقع «سي آي أو» www.cio.com، بأن اتجاه شركة «أوراكل» نحو قواعد بيانات «ذاتية التشغيل»، يعد عنصراً جديداً ومهماً في منافستها مع شركة «أمازون» في سوق الحوسبة السحابية، إذ تهيمن «أمازون» على هذه السوق بحصة تتجاوز الثلثين، تليها شركة «مايكروسوفت» ثم «أوراكل».


• قاعدة البيانات الجديدة تم تصميمها على غرار مفهوم «القيادة الذاتية» في مجال السيارات.

• قواعد البيانات ذاتية القيادة تخفّض الكلفة إلى النصف عند مقارنتها مع خدمات «أمازون».

وأوضح بيان رسمي صادر عن الشركة حول قواعد البيانات الجديدة ونشرته غرفة أخبار «أوراكل» oracle.com/‏‏‏‏‏corporate/‏‏‏‏‏pressrelease، أن القيادة الذاتية داخل قاعدة البيانات تتركز في ثلاثة محاور أساسية، الأول يتمثل بالقيادة الذاتية من خلال تقديم عمليات تكيف متواصلة ومستمرة في ضبط الأداء اعتماداً على مفهوم تعلم الآلة، بما في ذلك التحديثات الآلية وحلول المشكلات التي تنشأ علي الفور، وكل ذلك أثناء التشغيل، والاستجابات الآلية للتحديثات الأمنية، أثناء التشغيل والحماية ضد الهجمات.

أما المحور الثاني، فهو التوسع والتمدد الذاتي، من خلال إعادة ضبط حجم قاعدة البيانات بصوة متواصلة وبلا انقطاع، من حيث احتياجها إلى قوة الحوسبة ومساحة التخزين من دون توقف، حيث يكون التوفير هنا متعدداً، لأن قاعدة بيانات «أوراكل» ذاتية القيادة تستهلك طاقة حوسبة أقل ومساحة تخزين أقل مقارنة مع خدمات «أمازون»، مع تكاليف تشغيل وإدارة أقل، لأن كل ذلك يكون محسوباً وفقاً للاحتياجات، ويتم تلقائياً ولحظياً.

وبحسب البيان، فإن المحور الثالث يركز على الإصلاح الذاتي، من خلال تقديم حماية آلية تلقائية ضد التوقف عن العمل، بنسبة ضمان تصل إلى 99.995%، ما يخفض كلفة التوقف المخطط وغير المخطط.

إمكانات وقدرات

وعرض مؤسس ورئيس «أوراكل»، لاري أليسون، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب الرئيس التنفيذي للتقنية، أمام المؤتمر، تفاصيل هذه النوعية الجديدة من قواعد البيانات، مبيناً أن (أوراكل) استخدمت الذكاء الاصطناعي وتقنية تعلم الآلة، لكي تجعل مهام ضبط وإدارة وتعديل وتهيئة وإصلاح قواعد البيانات تتم بشكل آلي أثناء التشغيل من دون إيقاف العمل، وهي مصممة ومنتجة للعمل بالكامل في بيئة الحوسبة السحابية».

وتحدث أليسون عن إمكانات وقدرات هذه النوعية الجديدة من قواعد البيانات، مؤكداً أن «(أوراكل) ستقدم صياغة جديدة لاتفاقية مستوى الخدمة، إذ تتضمن بنداً تلتزم فيه (أوراكل) بضمان مستوى أداء عالٍ بلا توقف بنسبة 99.995%، من حيث إتاحة أي نظام يعمل على قواعد بيانات (أوراكل) ذاتية القيادة».

وأوضح أن «هذا يعني أن النظام يكون معرضاً للتوقف مدة 30 دقيقة فقط كل عام، سواء كان توقفاً مخططاً لعمليات صيانة أو خلافه، أو توقف غير مخطط بسبب أعطال أو طوارئ من أي نوع»، مشيراً إلى أنه «لتحقيق هذا المستوى من الموثوقية والاعتمادية ستقوم قواعد بيانات (أوراكل) ذاتية القيادة بصورة آلية تلقائية بتعديل وتهيئة وترقية وعلاج نفسها فيما النظام يعمل بلا توقف».

خفض الكلفة

وتعد اقتصاديات التشغيل من الجوانب المهمة في قواعد البيانات الجديدة ذاتية القيادة، وهنا استخدم أليسون نموذج السيارات ذاتية القيادة وسيلةً للتوضيح، فأشار إلى أن «السيارات ذاتية القيادة تزيل كلفة العامل البشري في التشغيل، إضافة إلى الكلفة العالية المصاحبة لأخطاء القيادة البشرية، وبالطريقة نفسها فإن قواعد البيانات ذاتية القيادة تلغي كلفة العمالة البشرية المطلوبة للتهيئة والتعديل والإدارة والترقية والتحديث، كما تجنب الشركات والمؤسسات التي تعمل بها كلفة أوقات توقف النظام المصاحبة للأخطاء البشرية، ولذلك فإن كلفتها الكلية تنخفض إلى النصف، لاسيما عند المقارنة بكلفة قواعد بيانات (ريدشيفت) التي تعمل عليها خدمات (ويب أمازون)».

وأضاف أليسون أن «اتفاقية مستوى الخدمة التي ستقدمها (أوراكل) لعملائها ستضمن تخفيض التكاليف إلى النصف، خصوصاً للذين ينتقلون من العمل على قواعد (ريدشيفت)، إلى قواعد بيانات (أوراكل) الجديدة».
كما استعرض أليسون نقطة أخرى، وهي أن هذا الاتجاه نحو قواعد البيانات ذاتية القيادة ستجعل وظيفة (مدير قواعد البيانات) كقطعة قديمة عفا عليها الزمن، وربما تختفي هذه الوظيفة والعمالة المخصصة لها.

تويتر