ظهرت في مارس الماضي تجريبياً.. وسجّلت رقماً قياسياً بمبيعات واشتراكات أكبر منصات الألعاب العالمية قبل انتهاء تطويرها

«أراضي المعركة» تحقق 400 مليون دولار عائدات في 7 أشهر

اللعبة تنتجها شركة «فالف» ويتم تطويرها في استوديو ألعاب بكوريا الجنوبية. من المصدر

في واحدة من الأحداث الاستثنائية التي لا تتكرر كثيراً في عالم تقنية المعلومات، كسرت لعبة «أراضي المعركة» قواعد الإنتاج والبيع المألوفة، وحققت «ذروة بيع» تمثل رقماً قياسياً غير مسبوق في مبيعات واشتراكات الألعاب على متجر «ستيم» للألعاب الإلكترونية، الذي يعد أكبر منصة ألعاب إلكترونية رقمية في العالم، حيث تم بيع 13 مليون نسخة من اللعبة، فيما اشترك بها أكثر من أربعة ملايين شخص مقابل اشتراكات تبدأ من 30 دولاراً شهرياً، محققة بذلك عائدات بلغت 400 مليون دولار منذ إطلاقها التجريبي قبل سبعة أشهر، حيث إنها لاتزال تحت التطوير، والنسخة المطروحة منها غير مكتملة، ولم يتم الانتهاء من تطويرها بعد.

- بيع 13 مليون نسخة من اللعبة.. واشتراك 4 ملايين شخص بها مقابل 30 دولاراً شهرياً

- أكثر من مليون مستخدم يمارسون اللعبة في وقت واحد على منصة «ستيم»


مطور اللعبة

أفاد موقع «بيزنس إنسايدر»، عقب إجرائه مقابلة حصرية في كوريا الجنوبية، مع مدير الإبداع ومطور لعبة «أراضي المعركة»، براندان جرين، بأن «جرين لا يبدو مبهوراً بالتدفق المهول من الأموال الذي حققته اللعبة في وقت غير متوقع تماماً»، لافتاً إلى أنه «شخص يمتلك كاريزما واضحة، ويتحدث بحماس عن اللعبة التي يطورها». وأضاف «بيزنس إنسايدر» أنه «على الرغم من هذه البداية بالغة القوة والإثارة والقيمة، يبدو جرين هادئاً جداً، ويظهر التركيز دائماً على تكملة اللعبة وصنعها».

ونقل الموقع عن جرين قوله: «بالتأكيد نحن حققنا نجاحاً فائقاً، لكنه لا يؤثر فيّ أو في الفريق كثيراً، فالتركيز ينصبّ على جعل اللعبة في أفضل حالة ممكنة من الجودة والجاذبية والإبداع».

والاسم الكامل للعبة هو «لاعب أراضي المعركة غير المعروفة»، وتنتجها شركة «فالف»، وهي ذاتها التي تدير منصة ألعاب «ستيم»، وتم إبداعها وتطويرها في استوديو ألعاب بكوريا الجنوبية يحمل اسم «بلوهول»، وهو مركز لتطوير وإبداع الألعاب، حصل على شهرة بعد تصميمه لعبة ناجحة تدعى «تيرا». أما الشخص المسؤول عن إبداع اللعبة وإدارة الفريق القائم على تطويرها، فهو خبير تصمم الألعاب الإيرلندي، براندان جرين.

«الوصول المبكر»

وأظهرت إحصاءات التقرير الشهري، الصادر عن منصة «ستيم»، التي نشرها موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com، أن لعبة «أراضي المعركة» مصنفة على المنصة ضمن فئة «الوصول المبكر»، التي يقصد بها الألعاب التي يمكنك شراؤها وممارستها، لكنها لا تعتبر منتجاً منتهياً ومكتملاً.

وعلى الرغم من كونها في هذه الفئة، فهي تعتبر أكبر وأهم لعبة إلكترونية ظهرت خلال العام الجاري، بعدما باعت أكثر من 13 مليون نسخة، وأصبحت لها قاعدة مشتركين تتجاوز أربعة ملايين مشترك خلال الفترة من الأول من مارس 2017، عند ظهورها للمرة الأولى على منصة «ستيم» للتجريب، وحتى نهاية سبتمبر الماضي.

وذكر التقرير أنه في أي وقت، طوال اليوم، يوجد مئات الآلاف من المستخدمين يلعبون «أراضي المعركة»، على «ستيم» التي تضم 200 مليون مستخدم نشط، مشيراً إلى أن بيانات المنصة تفيد بأن أكثر من مليون لاعب يلعبون اللعبة بشكل متزامن في وقت واحد على المنصة، وهو رقم يجعلها اللعبة رقم واحد من حيث الاستخدام واللعب.

وبين التقرير أن نقطتَي الذروة في الاستخدام والبيع، الموجودتين على القمة في منصة «ستيم»، كانتا غالباً ما يتم احتلالهما بوساطة لعبة «دوتا 2» المجانية، ولعبة «الضربة المضادة» أو «كاونتر سترايك»، وكلتاهما تكلفان اشتراكاً قدره 15 دولاراً شهرياً، ثم جاءت لعبة «أراضي المعارك» التي تكلف 30 دولاراً شهرياً واحتلت القمة.

فكرة اللعبة

وتدور فكرة اللعبة حول 100 شخص محشورين في طائرة عتيقة متقادمة غير مريحة، على وشك السقوط، تحلق فوق جزيرة ضخمة غير مأهولة بالسكان من جزر الاتحاد السوفييتي السابق، وعلى من يريد النجاة القفز من الطائرة والهبوط على الجزيرة.

وإذا كنت تلعب هذه اللعبة وقررت الهبوط من الطائرة، فستقفز هابطاً إلى الأرض وأنت تعلم أن هناك 99 شخصاً آخرين يخططون لموتك الوشيك، وبالطبع أنت أيضاً تخطط لموتهم، بمجرد أن تضع يديك على السلاح، إذ إن اللعبة مصممة بحيث يكون هناك 100 شخص في جزيرة عملاقة، مسلحين بالذكاء وترسانة من الأسلحة المتناثرة، يتقاتلون حتى الموت، والناجي في نهاية المباراة يفوز، والنجاة تكون من نصيب لاعب واحد فقط.

والجزيرة غير مأهولة بالسكان، وبعيدة عنك وعن اللاعبين الأعداء، حيث إن كل منازلها ومستشفياتها ومحطات الوقود فيها معبأة بأسلحة متنوعة. وفيما أنت تتبارى لكي تضع أو تصنع ترسانة صغيرة من الأسلحة واللوازم المطلوبة للبقاء حياً، فأنت في الوقت نفسه تتنافس مع 99 آخرين يفعلون الشيء نفسه، وأحياناً يريد هؤلاء الناس القتال، بينما في أحيان أخرى يكونون غير مسلحين ويصابون بالرعب منك، مثلما يحدث معك، وبالتالي فإن كل تفاعل أو اتصال من أي نوع مع اللاعبين الآخرين في «أرض المعارك» هو نوع من المؤامرة.

لعبة جيدة

ومن الواضح أن سيناريو اللعبة، الذي جاء على هذا النحو، جعلها لعبة جيدة بصورة لا تصدق بالنسبة لملايين المستخدمين الذين انبهروا بها ولعبوها، وقدم هذا السيناريو مفهوماً لامعاً وعبقرياً، حيث إن اللعبة تبدو كما لو كانت لعبة تصويب، لكن الحقيقة أنها لعبة حول البقاء والنجاة، فالتصويب أو الضرب مجرد جزء من إجراءات الاستمرار في الحياة، ولذلك مستقبل اللعبة يبدو مبهراً. ومن المتوقع أن يظهر الإصدار رقم (1.0) في نهاية العام الجاري، وسيصل محملاً على جهاز ألعاب «إكس بوكس واحد» من شركة «مايكروسوفت».

أعلى نقطة

ونشر مدير الإبداع في اللعبة، براندان جرين، أخيراً، تغريدة على موقع «تويتر»، كشف فيها أنه احتفل في السابق بالإنجاز الذي تحقق على منصة «ستيم». وبحسب ما ذكر في تغريدته فإن لعبته كسرت الرقم القياسي كأكبر لعبة تحقق ذروة لعب يحققها أي من الألعاب من خارج ألعاب شركة «فالف» على منصة «ستيم»، خلال يوليو الماضي، إذ تحقق ذلك بعد أشهر قليلة من وصول اللعبة إلى أعلى نقطة ذروة استخدام على منصة «فالف» بأكملها.

وفي تصريحات لاحقة لموقع «بيزنس إنسايدر»، قال جرين إن «هذا مثير للإعجاب بصورة كبيرة، باعتبار أن اللعبة لم تظهر سوى في مارس الماضي، ولم تكتمل بعد، ومع ذلك فإنها الأفضل بين الألعاب السابقة الأشهر مثل (سرقة السيارات الكبرى)، و(فول آوت 4) وغيرهما».

تويتر