يعمل بمفهوم «العمليات المتعددة».. ويحقق زيادة قدرها 400% في الاستجابة و700% بتحميل الصفحات

«موزيلا» تطرح الإصدار التجريبي الجديد من «فايرفوكس كــــوانتم»

النسخة التجريبية من «فايرفوكس كوانتم» متاحة للتنزيل على جميع نظم التشغيل. من المصدر

طرحت شركة «موزيلا» المنتجة لمتصفح «فايرفوكس»، أخيراً، إصداراً تجريبياً جديداً من المتصفح تحت اسم «فايرفوكس كوانتم»، مشيرة إلى أن هذا الإصدار، يمثل فصلاً جديداً في سلسلة فصول المنافسة بين متصفحات الـ«ويب» الدائرة على أشدها بين الشركات المنتجة لهذه النوعية من البرمجيات. ووفقاً لما نشرته «موزيلا» من معلومات عن إصدارها الجديد، فإن «فايرفوكس كوانتم» يحتوي على بنية معمارية جديدة تماماً، لكونه يعمل بمفهوم «العمليات المتعددة»، بدلاً من مفهوم «العملية الواحدة»، ما يعد نقلة نوعية في مستوى كفاءة المتصفح مقارنة بنسخه السابقة، لكون هذا التغيير يُحدث زيادة في معدل الاستجابة تصل الى 400%، وزيادة في تحميل الصفحات تصل الى 700%، الامر الذي سيترجم في النهاية برفع سرعة أداء المتصفح بمعدل الضعفين عن النسخ الحالية.

وتأتي هذه الخطوة بعدما أعلنت شركة «غوغل»، في وقت سابق، عن تطور كبير في متصفحها «كروم» اختارت له التركيز على الاستفادة من قدرات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، فيما كشفت شركة «مايكروسوفت» أيضاً عن تطور آخر في متصفحها «إيدج» اختارت له التركيز على تقديم مزايا التعامل مع تقنية ملفات «بي دي إف»، وعمليات البحث داخل نظم وقواعد بيانات المؤسسات، وليس الـ«ويب» فقط.

«التحليل الكهربي»

خواص جديدة

ذكرت شركة «موزيلا»، أن متصفّحها الجديد «فايرفوكس كوانتم» يتضمن مجموعة من الخواص، منها الملحقات والامتدادات التقليدية التي تقدمها الشركة، مشيرة إلى أن «فايرفوكس كوانتم» سيسمح للمستخدم بأخذ لقطات شاشة من داخل الصفحة، وتخزين الصفحات للاطلاع عليها لاحقاً. وأضافت الشركة أن المتصفح يحتوي على مفاتيح للمزامنة مع النسخ المخصصة للعمل على الهاتف المحمول، فضلاً عن واجهات استخدام «فوتونية» أو شفافة، يستطيع المستخدم من خلالها رؤية لقطات الشاشة، بينما في حال استخدام شاشات اللمس، فإن الأيقونات يتم تكبيرها بمجرد الضغط بالإصبع.


• سرعة أداء المتصفح الجديد ترتفع ضعفين لتصبح مثل سرعة «كروم» و«أوبرا».

• من المقرر إطلاق «فايرفوكس كوانتم» رسمياً في 14 نوفمبر المقبل.

وكانت «موزيلا» كشفت عن متصفحها الجديد للمرة الأولى الخريف الماضي، حينما أعلنت أن لديها مشروعاً يحمل اسماً كودياً هو «التحليل الكهربي»، يتم من خلاله تنفيذ عملية تطوير كبرى على «فايرفوكس»، وتعيد تصميمه ليعمل مع الحاسبات الشخصية المتعددة المحاور. غير أن النسخة التجريبية من هذا المتصفح ظهرت الخميس الماضي حاملة اسماً كودياً هو «فايرفوكس كوانتم»، وهي متاحة للتنزيل والتجربة، سواء على نظم تشغيل «ويندوز» أو «أندرويد» أو غيرهما من النظم، في حين من المقرر طرحها بصفة رسمية ونهائية في 14 نوفمبر المقبل، وستكون مجانية. وأفادت الشركة بأن «فايرفوكس كوانتم» أسرع بمقدار الضعفين من «فايرفوكس» الحالي، وذلك بحسب تحليل المقارنة الذي أجري باستخدام الإصدار الثاني من أداة اختبار «عداد السرعة» الذي يقيس كفاءة المتصفح عبر تطبيقات الـ«ويب» الشائعة الانتشار، بل كان أسرع بصورة ملحوظة من «كروم» عند تصفح المواقع الأكثر تصفحاً.

سرعة مضاعفة

ونشر موقع «بي سي وورلد» pcworld.com تحليلاً لنتائج اختبارات أجراها خلال الفترة التي أتاحت فيها «موزيلا» النسخة الجديدة من المتصفح لعدد محدود من المستخدمين، والتي أظهرت أن تحقيق «فايرفوكس» لمعدل سرعة يصل الى ضعفي سرعته الحالية، سيضعه مباشرة في مصاف متصفحي «كروم» و«أوبرا»، ما يعد نقلة كبيرة بالنسبة لـ«فايرفوكس» الذي أظهر في اختبارات سابقة أجراها الموقع أنه بطيء مقارنة بالمتصفحات الأخرى. وبين التحليل أن الشيء الذي يتفوق فيه «فايرفوكس» تقليدياً هو استهلاك قدر قليل من الذاكرة مقارنة بالمتصفحات الأخرى، مشيراً إلى أن هذه الخاصية تعززت بصورة لافتة في الاختبارات الأخيرة على «فايرفوكس كوانتم»، بعدما بدأت «موزيلا» تنفيذ بعض التحسينات، ومنها نهج «العمليات المتعددة» الذي سيعمل على نطاق أوسع وأعمق مع «فايرفوكس كوانتم» الذي سيستهلك مساحة ذاكرة أقل بنسبة 30% عن متصفح «غوغل كروم». ووفقاً للتحليل، فإنه إذا كانت هناك نقطة ضعف في «فايرفوكس»، فهي مستوى الاستهلاك من وحدة المعالجة الرئيسة، حيث إن اختبارات «بي سي وورلد» كشفت أن «فايرفوكس» كان الأعلى استهلاكاً لوحدة المعالجة الرئيسة بين المتصفحات الأخرى. لكن «موزيلا» أكدت أن «فايرفوكس كوانتم» يعالج هذه المشكلة من خلال نشر وتمديد مهام «فايرفوكس كوانتم» عبر هذه المحاور جميعاً بصورة متساوية، ما يزيل الضغط على النظام ككل والذي كان يتسبب في بطء البرنامج والحاسب معاً، لافتة إلى أنه جزئياً يعود هذا التحسين الى محرك «سي إس إس» الجديد، إحدى لغات البرمجة المستخدمة في تطوير برمجيات الـ«ويب»، والذي يعرف باسم «كوانتم سي إس إس» أو «ستايلو» الذي سيكون مسؤولاً عن تنفيذ نهج العمليات المتعددة.

نهج التعدد

وقدمت «موزيلا» في مدونتها بعض التوضيحات حول نهج «العمليات المتعددة» الجديد في «كوانتم»، مبينة أنه تاريخياً كانت متصفحات «فايرفوكس» وحيدة الترابط، أي تعالج صفحة «ويب» واحدة في الوقت نفسه، لكن مع إضافة المزيد من المفاتيح والوظائف وظهور متصفحات «ويب 2» مثل «غوغل كروم»، تغير الوضع، وتبنت المتصفحات الجديدة فكرة التعدد، إذ إن «كروم»، على سبيل المثال، يخصص عملية واحدة لكل وظيفة أو مفتاح في المتصفح، ما يساعد على تحسين الأداء والاستقرار بدرجة كبيرة، وإذا ما توقف مفتاح عن العمل يظل المتصفح بكامله قائماً ويعمل بصورة طبيعية.

وظل «فايرفوكس» على نهجه القديم الأحادي الترابط، غير أنه قرر هذه المرة الانتقال الى نهج التعدد، محاولاً تقديم شيء مختلف، وذلك حسب مدير تسويق منتجات «فايرفوكس»، راين بولوك، الذي أوضح أنه بدلاً من تعيين أو وضع كل مفتاح على العمليات الخاصة بالمتصفح، فإن أول أربعة مفاتيح ستكون لديها عملية مخصصة لها فقط، في حين أن بقية المفاتيح تتشارك في العمليات المستخدمة بواسطة أكثر من اربعة مفاتيح استخداماً داخل البرنامج، مضيفاً أنه بهذه الطريقة يحاول «فايرفوكس كوانتم» إحداث التوازن بين استخدام الذاكرة ومستوى الأداء.

الاستجابة والتحميل

وكانت «موزيلا»، قدمت نسخاً محدودة من متصفح اختباري يعمل بمفهوم «العمليات المتعددة» في أغسطس الماضي، وأفادت وقتها بأن الطريقة الجديدة في بناء المتصفح توفر زيادة قدرها 400% في معدل الاستجابة، و700% في تحسين عمليات تحميل الصفحات، وهو ما تتم ترجمته في رفع سرعة الأداء بمقدار الضعفين.

وأكدت «موزيلا» أن الاصدارات التالية من متصفحها ستشهد إضافة المزيد من العمليات المتعلقة بمحتوى الـ«ويب»، والتي ستجعل المتصفح أكثر قدرة، لافتة إلى أنها تختبر حالياً هذا الأمر للوصول الى العدد الصحيح والمناسب من العمليات التي يمكن أن يعمل عليها المتصفح مستقبلاً.

تويتر