أطلقته قبل 13 شهراً بهدف تخليص النظارات والسماعات من الحاسبات الشخصية والأسلاك بما فيها منفذ الطاقة

«إنتل» تُلغي مشروع «أللوي» لـ «الواقع الافتراضي» رسمياً

صورة

في أغسطس من العام الماضي، كشف الرئيس التنفيذي لشركة «إنتل» المتخصصة في إنتاج المعالجات والشرائح الإلكترونية الدقيقة، برايان كرزانيش، أمام مؤتمر مطوري الشركة، عن مشروع «أللوي»، الذي يستهدف تخليص وتحرير نظارات وسماعات الواقع الافتراضي من الأسلاك والحاسبات الشخصية، ويمنحها وضعاً مستقلاً قائماً بذاته، يجعلها غير موصولة بأية أسلاك أو بالحاسب الشخصي أو مصدر للطاقة، بحيث تثبت على الرأس والوجه، وتتيح التمتع بتطبيقات لا نهائية قائمة على تقنية الواقع الافتراضي، وبذلك تفتح المجال لفئة جديدة تماماً من المنتجات التي تعمل بنظام تشغيل «مايكروسوفت هولوغرام»، لتجمع تقنية الواقع المعزز مع الواقع الافتراضي في منتج واحد. لكن «إنتل» أعلنت، أخيراً، عن إلغاء «أللوي» رسمياً، وانتهاء الآمال والأحلام التي صاحبته على مدار 13 شهراً.

وتضمن بيان مقتضب للغاية أصدرته الشركة، تصريحاً لمديرة مركز الواقع الافتراضي في «إنتل»، كيم بالليستر، قالت فيه إن «قرار الإلغاء جاء نتيجة غياب اهتمام المصنّعين والمتعاملين بهذا النوع من العمل، واكتشاف أن السماعة المحتوية على كل المكونات بداخلها لا تقدم الكفاءة المطلوبة التي تقدمها الحاسبات الشخصية التي يمكن توصيلها بمنفذ بالحائط للحصول على الطاقة اللازمة للتشغيل».

بداية «أللوي»

- الشركة أرجعت قرارها إلى عدم اهتمام المصنّعين بفكرة «أللوي».

- «أنتل» كانت تعتزم دمج الواقعين الافتراضي والمعزز في منتج واحد.

وأطلقت «إنتل» مشروع «أللوي»، بالتزامن مع مشروع نظارة «مايكروسوفت» المعروفة باسم «هولولينس» التي تستخدم تقنية «هولوغرام»، إذ عبرت منذ البداية عن قناعتها بأن تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز ستتحدان في نهاية المطاف في منتج واحد، وهذا ما كان مشروع «أللوي» يجسده عملياً، من خلال جهاز يعرض بالأساس بيئة الواقع التخيلي حول المستخدم، لكنه يتضمن ايضاً جوانب الواقع المعزز في الوقت نفسه.

وكان المفترض أن يستخدم «أللوي» زوجاً من كاميرات التحسس الحقيقي لرؤية الاشياء الواقعية، مثل يدي المشاهد، ثم يعرضهم في فضاء الواقع التخيلي، حيث كان هذا يمثل خطوة كبرى. وفي حديثه أمام مؤتمر مطوري «إنتل»، الذي عقد في أغسطس 2016، قال الرئيس التنفيذي للشركة، برايان كرزانيش، إن «ذلك أمراً مختلفاً جداً عن أي شيء موجود حتى الآن».

وبالتزامن مع ذلك تقريباً، كانت شركة «مايكروسوفت» تعرض نظارة «هولولينس» في مؤتمر شركائها حول العالم، وذكرت وقتها أن «تحديث نظام التشغيل ويندوز 10» الذي سيظهر منتصف عام 2017 وتم تأجيله فعلياً إلى أكتوبر المقبل، سيجعل تقنية «هولوغرام» التي تعمل بها «هولولينس» تعمل جنباً الى جنب مع «ويندوز 10».

مصدر مفتوح

وفي منتصف العام الجاري خططت «إنتل» لجعل «أللوي» مشروع جهاز مفتوح المصدر، ما يعني أن أياً من شركائها من المصنّعين التقليديين يمكنه الاستفادة منه، حيث إنه يعمل بنظام «ويندوز للهلوغرام». كما أن «مايكروسوفت» خططت في الوقت نفسه لعمل ترقية مجانية الى «ويندوز 10» تتيح للأدوات العاملة بـ«ويندوز هولوغرام» التعامل مع ملايين من الحاسبات الشخصية التي تعمل بـ«ويندوز 10» الموجودة بالأسواق فعلياً.

وكان من السهل تخيل ما كانت تأمل به كل من «إنتل» و«مايكروسوفت» في أن يحدث، وهو أن تصبح أجهزة مثل مشروع «أللوي»، الشيء الكبير المقبل، وتبيع الشركتان الملايين من الحاسبات الشخصية بمعالجات «إنتل» ورخص تشغيل «ويندوز 10».

كما كان هناك اعتقاد آخر بأن «أللوي» يمكن أن يكون بالنسبة لـ «إنتل» مثل حاسبات «ويندوز سيرفس» بالنسبة لـ«مايكروسوفت»، ما يفتح الطريق الى فئة جديدة تماماً من المنتجات، لكن لم يكن واضحاً في ذلك الوقت ما إذا كان «أللوي» سيعكس نفسه في منتجات مستقلة قائمة بذاتها، أم مجرد تصميم مرجعي تقوم الشركة بتقديمه لشركائها.

انتهاء المشروع

وبدأ المديرون التنفيذيون في «إنتل» يسوّقون للواقع الافتراضي باعتباره الميزة الرائدة في الحاسبات الشخصية، ويؤكدون أن مشروع «أللوي» صفقة كبيرة رابحة، لأنه يوفر طريقة جيدة لجعل تقنية الواقع الافتراضي الكثيفة الاستهلاك لقوة الحوسبة الموجودة في جهاز الحاسب تعمل بمفردها، وتستخدم قوة حوسبة خاصة بها، الأمر الذي يوفر ميزة تتجاوز كثيراً ما تحققه النظارات الموصولة بالأسلاك، وعلى رأسها نظارات «ريفت» التي تعتمد على الحاسب الشخصي.

غير أن هذا السيناريو لم يكن مقبولاً ومقنعاً بالنسبة للكثيرين، ففي ذلك الوقت أفادت مؤسسة «جون بيدي» المتخصصة في بحوث تقنيات الواقع الافتراضي، بأنه «من غير الواضح ما هو الشيء الذي سيقوي الصناعة لكي تمضي في هذا الاتجاه، خصوصاً أن إدارات الواقع الافتراضي لدى كل من (إنتل) و(مايكروسوفت) لن تستطيعا طرح اجهزة في الأسواق على نطاق واسع قبل عام 2018».

وفي الواقع العملي سارت الأمور على عكس ما خططت «إنتل»، حيث إن عملاءها المحتملين لم يعبروا عن اهتمام كافٍ بفكرة «أللوي»، ومن بين هؤلاء شركات «أسوس» و«ديل» و«لينوفو»، التي مضت للأمام في خطط لطرح سماعات الواقع المدمج، وهو الاسم الذي تطلقه «مايكروسوفت» على نسختها من الواقع الافتراضي، والتي حازت الدعم من «ويندوز 10»، لاسيما في تحديث نسخة الخريف، التي يتوقع أن يتم الكشف عنها رسمياً نهاية الشهر المقبل.

وهكذا انتهى المطاف بعد 13 شهراً بإلغاء «أللوي»، بينما الصناعة لاتزال قائمة ومستقرة عند سماعات وأجهزة الواقع الافتراضي التي تحصل على الطاقة وقوة الحوسبة من الحاسبات الشخصية، لتقدم أفضل تجربة استخدام ممكنة للواقع الافتراضي.

توضيح «إنتل»

ولخّصت مديرة مركز الواقع الافتراضي في «إنتل»، كيم بالليستر، في بيان مقتضب صادر عن الشركة، هذا الوضع بقولها: «في الأصل كانت الفكرة هي استخدام الطاقة المنخفضة في شريحة جهاز مثل معالجات (أتوم)، لتشغيل هذا الأمر، لكن لاحظنا أن هذا ليس بالضرورة هو عامل التحول أو التشكل المثالي»، مضيفة أنه «بعد سلسلة اختبارات جرت على منتج (أللوي)، لم تقتنع الشركة أنه أصبح لديها المزيج الصحيح من السعر والكفاءة معاً».

وأوضحت بالليستر أنه «في الوقت نفسه فإن المشروعات المنفصلة لبناء تقنية (واي جيج) للاتصال اللاسلكي داخل سماعة الواقع الافتراضي، كالشركة المبرمة مع شركة (إتش تي سي)، أظهرت إمكانات أفضل تثبت أنها ربما تكون أكثر نجاحاً، ولذا رأت (إنتل) أن الطريق الافضل لتقديم كفاءة عالية في تجربة التشغيل مع الحاسبات الشخصية هي التحدث لاسلكياً إلى حاسب شخصي عالي المواصفات، موصول بمنفذ طاقة بالحائط، ويعمل بهذه الطريقة، بدلاً من ان تكون السماعة بكاملها مستقلة». وأضافت أنه «بناءً على ذلك قررت الشركة عدم الذهاب بالمشروع ومنتجاته الى الأسواق»، مشيرة إلى أن «الشركة تخطط حالياً لبناء جزء منطقي مخصص للواقع الافتراضي داخل معالجاتها الدقيقة، بدلاً من تخصيص شريحة بكاملها لتشغيل الواقع الافتراضي».

تويتر