اعتبر أن طرح «آي فون» للمرة الأولى وفّر للشركة مساراً إبداعياً استمر 10 أعوام

«إم آي تي»: «آي فون إكس» لم يقدّم بداية جديدة تنطلق منها «أبل» للعقد المقبل

الكشف عن «آي فون إكس» الجديد واكب الاحتفال بمرور 10 أعوام على ظهور «آي فون». من المصدر

على الرغم من الإبهار في التصميم، والتكثيف الواضح في التقنية، والتركيز على العديد من الجوانب الإبداعية الجديدة التي تميز بها هاتف «آي فون إكس» الذي كشفت عنه شركة «أبل»، أخيراً، رأى بعض المختصين في مجال التقنية، أن الهاتف الذكي الجديد لم يقدم البداية الجديدة التي كان من المنتظر أن توفر للشركة نقطة انطلاق لما يمكن أن تفعله خلال العقد المقبل، مثلما كان الحال عند إطلاق «آي فون» للمرة الأولى في عام 2007، حينما وفر لها مساراً للعمل والإنتاج والربح والإبداع، استمر خلال الأعوام العشرة الماضية.

• «آي فون» بقي يحقق أعلى الإيرادات لـ«أبل» مع استقباله عقده الثاني.

• تقرير لـ«تكنولوجي ريفيو» اعتبر أن «أبل» لاتزال أسيرة «آي فون».

جاء ذلك، في تقرير نشره موقع «تكنولوجي ريفيو» technologyreview.com التابع لمعهد «ماساشوستس» للتقنية «إم آي تي»، بعد أيام على الإطلاق الرسمي لـ«آي فون إكس»، الذي واكب الاحتفال بمرور 10 أعوام على ظهور أجهزة «آي فون».

ورأى معدّو التقرير أن «آي فون» وهو يستقبل عقده الثاني يحقق أعلى الإيرادات لـ«أبل»، ويمارس نفوذاً ملحوظاً على سوق الهواتف الذكية، لكن جميع هذه الميزات الهائلة، باتت تجعله يبدو كما لو كان «قيداً إبداعياً» يأسر «أبل» في دائرته، ويجعل خروجها من هذه الدائرة صعباً، ومن ثم يقلل أو على الأقل يؤخر ظهور «بدايتها الجديدة» المختلفة، التي تعبر بها إلى العقد المقبل.

ثورة «آي فون»

ويعود التقرير إلى بداية الأمر، مشيراً إلى أن «آي فون» كان مميزاً وشكّل ثورة عند اطلاقه في عام 2007، حيث إن أكثر الهواتف المكتظة بالوظائف والميزات في ذلك الوقت كانت تعمل بشاشات غير حادة الوضوح، والكثير منها ينزلق نحو أحد الجانبين لكي يكشف عن لوحة مفاتيح، وفي النهاية كانت هذه الهواتف تقوم بإجراء المكالمات وكتابة الرسائل.

وأضاف التقرير أنه في تلك الأثناء ظهر «آي فون»، فتغير كل شيء، ولم تعد الهواتف كما كانت، بل أصبحت هواتف ذكية، لافتاً إلى أنه ظهر إلى جانب «آي فون» منافسون أقوياء، مثل «بلاك بيري» وطيف واسع من الهواتف الأخرى، لكنها جميعاً لم تكن سهلة الاستخدام، ولم يكن هناك الكثير الذي يمكن القيام به من خلالها.

وذكر أنه لم يكن هناك شيء في السوق ينافس «آي فون» في وضوح الشاشة، والعمل باللمس وتجربة الاستخدام، مشيراً إلى أن ظهور «آي فون» كان مصحوباً بمتجر «أبل» الذي جاء بعد ذلك بعام أي في عام 2008، ليس ليعيد تحديد هذه الفئة، بل لينشئها من الأساس.

واعتبر تقرير «تكنولوجي ريفيو»، أن ظهور هاتف «آي فون» شكل بداية جديدة لـ«أبل» وصناعة الهواتف والتقنية عموماً، موضحاً أنه في غضون 10 أعوام ظهر من الهاتف ثماني نسخ أو إصدارات، لعبت دوراً مهماً في تغيير صناعة الهواتف بصورة درامية، حتى أصبحت معظم الهواتف ذكية تستخدم في كل شيء يريده المستخدم.

تحسين الإبداعات

ورأى التقرير أن ما جاء به «آي فون إكس»، أخيراً، لا يجعل منه هاتفاً مختلفاً، ولا بداية إبداعية جديدة، مبيناً أنه بالنظر إلى أهم الخواص الجديدة نجد أن «آي فون إكس» مزود بتقنية التعرف إلى الوجوه المعروفة باسم «فيس آي دي»، التي تستخدم مصفوفة من أجهزة الاستشعار الدقيقة والكاميرات، جنباً الى جنب مع جهاز عرض دقيق في واجهة الهاتف لبناء نموذج لوجه المستخدم، ثم استخدام تقنية التعلم العميق على الهاتف لفحصه ومضاهاته بأي صورة يتم تخزينها على الهاتف وتعريفها على أنها مالك الجهاز.

وذكر أن هناك خاصية الشحن اللاسلكي، حيث إن قرار «أبل» الذهاب إلى الشحن اللاسلكي بمعيار «كيو آي» هو فرصة جيدة للشحن اللاسلكي، لكي تسود وتتدعم خلال السنوات المقبلة. لكن في ما عدا ذلك، وفقاً للتقرير، تكاد تكون إبداعات «آي فون إكس» أقرب إلى «تعزيز وتحسين» إبداعات «آي فون 8» و«آي فون 8 بلس»، والتفوق بمساحة واضحة على إبداعات «آي فون 7»، وهذا على وجه التحديد ما دفع المختصين للقول إن «آي فون إكس» ليس بداية قصة نجاح جديدة، ولم يستطع أن يقدم نفسه كبداية لمرحلة «اللا آي فون».

«أبل» أسيرة

وأفاد التقرير بأن شركة «أبل» فاتتها مناسبة الاحتفال بالسنوات العشر، وبقيت أسيرة «آي فون» وفكرته الأساسية التي ابتكرها مؤسس الشركة ومديرها، ستيف جوبز، وهذا ما يحسب على رئيس الشركة الحالي ورفيق درب جوبز بالشركة، تيم كوك، معتبراً أنه على الرغم من أن كوك جعل من «آي فون» آلية، يحقق لـ«أبل» مجداً مالياً غير مسبوق، وحضوراً طاغياً غير متاح للآخرين، إلا أنه لم يقدم لها البداية الجديدة التي تضمن لها البقاء على قمة الإبداع، وفي عمق بؤرة التركيز وخطف الانتباه.

نواة نظام

ولذلك عندما يطرح التساؤل حول ما الذي يمكن أن تفعله «أبل» خلال الأعوام العشرة المقبلة، تكون الإجابة، بحسب تقرير «تكنولوجي ريفيو»، أن على «أبل» دخول عهد جديد مع شيء آخر، ربما يكون نظارة ذكية، وساعة ذكية، يعملان بتقنية الواقع المعزز، فضلاً عن خطوط الاتصال فائقة السرعة من الجيل الخامس، بحيث تشكل معاً نواة لنظام متفرق الاجزاء، يحقق التعايش بين المستخدم والبيئة من حوله وفق تجربة استخدام سهلة وطبيعية لأقصى مدى، وليس فقط مجرد هاتف ذكي رائع التصميم.

تويتر