السبب الرئيس يعود إلى خلاف المبرمجين حول طريقة حل مشكلة بطء المعاملات

«بيتكوين» تنقسم إلى عملتين متنافستين

«بيتكوين كاش» الجديدة تعمل بمفهوم «بيتكوين» نفسه. من المصدر

ظهر على الإنترنت، مع بداية الشهر الجاري، شكل جديد من عملة «بيتكوين» الرقمية المشفرة، يحمل اسم «بيتكوين كاش»، حيث بدأ التعامل به في الكثير من البلدان، لتنطلق حالة من الارتباك والقلق في سوق هذه العملة التي بدأ التعامل بها قبل نحو 10 سنوات، إذ إن ظهور هذا الشكل الجديد منها يعني عملياً أن الخلاف الذي شهده مجتمع مبرمجي ومشغلي هذه العملة خلال الفترة الأخيرة، حول بعض القضايا التقنية، وفي مقدمتها بطء المعاملات، وصل ذروته حتى وقع المحظور، وانقسم مجتمع «بيتكوين» على نفسه في صورة عملتين متنافستين.

• الشكل الجديد من العملة الرقمية بدأ التعامل عليه أول أغسطس.

• انخفاض قيمة «بيتكوين» الأصلية 5.8% في اليوم التالي لإطلاق «بيتكوين كاش».


ردود أفعال

تباينت ردود الأفعال حول ظهور الشكل الجديد من عملة «بيتكوين»، حيث يعتقد الداعمون لـ«بيتكوين كاش» أن العملة سيكون لها وضع جديد بعد ما يقرب من 10 سنوات هي عمر «بيتكوين»، وذلك من خلال حل بعض المشكلات التي واجهت هذه العملة.

وقال أحد كبار مسؤولي شركة «بلوك تشين دريفين»، بورو فيكه، إنه «بسبب ما تقدمه (بيتكوين كاش) من حلول لمشكلة التوسع، فإنها ستجذب المزيد من رؤوس الأموال الجديدة والاستثمار الجديد إلى مجال الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة ككل».

بالمقابل، أفادت شركة «كراكين»، إحدى الشركات المتخصصة في مبادلات «بيتكوين»، أنها واجهت تأخيراً في الحصول على «بيت كوين كاش» في حسابات المستخدمين، مشيرة إلى أن العملة لم يتم قيد أرصدتها حتى الآن.

وكانت الساعات الأولى التي أعقبت ظهور «بيتكوين كاش» شهدت بعض الهدوء، لكن التشغيل الفعلي للعملة ودخول التداول عليها حيز التنفيذ، أطلق موجة من الجدل بين الفريقين المتنافسين، اللذين يدعم أحدهما العملة الأصلية، بينما يدعم الآخر الشكل الجديد للعملة، وسرعان ما أطلقت موجة الجدل،موجة موازية وأشد من القلق والارتباك بين المستثمرين في هذه العملة والحائزين لها، ولدى الوسطاء والسماسرة، إذ ظهرت أولى النتائج السلبية للأمر مع انخفاض قيمة «بيتكوين» الأصلية بنسبة وصلت إلى 5.8% خلال اليوم التالي لإطلاق «بيتكوين كاش».

مشكلات تقنية

وتابعت «الإمارات اليوم» تطورات القضية خلال الأيام الماضية، عبر عدد من التحليلات والتقارير في مواقع التقنية العالمية الكبرى، حيث تبين أنه بحلول 31 يوليو الماضي، وهو الموعد النهائي الذي حدده الفريق الرافض للشكل القديم للعملة كنهاية للعمل بالعملة الأصلية، كان الفريقان المتنازعان داخل مجتمع مبرمجي ومشغلي عملة «بيتكوين» قد وصل مداه، ولم يتوصل الفريقان إلى اتفاق بشأن الحلول المطروحة لمشكلة بطء المعاملات وغيرها من المشكلات التقنية الأخرى.

ووفقاً للتقارير، يمكن القول إن عملة «بيتكوين» كانت ضحية نجاحها، فقد بنيت هذه العملة على تقنية تحمل اسم «سلسلة الكتل»، التي حققت لها انتشاراً واسعاً، وضمنت زيادة عدد المتعاملين فيها حتى وصلوا إلى مئات الملايين، الأمر الذي جعل المنصة البرمجية الأساسية التي يتم من خلالها توليد وتشغيل وتنفيذ التداول على العملة غير قادرة على العمل بالكفاءة والسرعة المناسبة التي كانت تعمل بها في بداية نشأتها، حيث بدأ الكثيرون يشتكون من أنهم يضطرون للانتظار ثلاثة أيام أو أكثر للتأكد من إنجاز المعاملات التجارية. وعلاوة على ذلك، ارتفعت رسوم المبادلات لتصل إلى خمسة دولارات لكل معاملة في بداية يونيو الماضي.

ويعود السبب في ذلك إلى أن التقنية الأساسية التي بنيت بها «بيتكوين» تحتوي على قيود داخل النظام نفسه، وهي أن سجل المعاملات السابقة، الذي يُعرف بـ«سلسلة الكتل»، يمكن أن يستوعب ميغابايت واحداً فقط من البيانات، تُضاف إليه كل 10 دقائق.

حلول مقترحة

ومع مواجهة هذه المشكلات، تكوّن اتجاهان داخل مجتمع مطوري ومبرمجي ومشغلي عملة «بيتكوين»، الاتجاه الأول تبناه فريق رأى أنه لابد من الحفاظ على البنية التحتية للعملة كما هي، مع إضافة تحسينات إليها تحقق السرعة والكفاءة وتخفض كلفة الرسوم. ويقوم هذا الحل على إعادة تنظيم شكل معاملات «بيتكوين» بطريقة تجعل «سلسلة الكتل» أكثر كفاءة، وذلك من خلال إعادة نقل أماكن «توقيعات المعاملات»، التي تفُك الشفرة عن «بيتكوين» من داخل «سلسلة الكتل» إلى ملف مستقل، يُنقل جنباً إلى جنب معها، ما يحقق في النهاية معالجة المعاملات بضعف السرعة الحالية.

أما الاتجاه الثاني، فتبناه فريق أكد ضرورة إجراء صياغة جديدة وشاملة للمنصة البرمجية التي تشغل العملة بكاملها، لتتمكن تقنية «سلسلة الكتل» من تقبل ما يصل إلى ثمانية ميغابايت كل 10 دقائق.

غير أن كل فريق رفض الحل الذي قدمه الفريق الآخر. ووضع أحد الفريقين منصة برمجية تحمل اسم «سيجويت إكس 2»، كأساس جديد تماماً يمكن أن تعمل عليه عملة «بيتكوين»، لكن مع تمسك الفريق الآخر برؤيته، قرر تقديم المنصة البرمجية الجديدة ككيان منفصل، يحمل اسم عملة جديدة ومختلفة هي «بيتكوين كاش»، وأمهل الفريق الآخر حتى 31 يوليو للاتفاق على ما يمكن عمله، ثم أطلق في الأول من أغسطس «بيتكوين كاش» كعملة منافسة لـ«بيتكوين» الأصلية.

تويتر