«أدوبي» أمهلت أصحاب المواقع الإلكترونية 3 سنوات للتخلص منها والعمل بمعايير الـ «ويب» المفتوحة

تقنية «فلاش» إلى نهايـــــة رحلتها بحلول 2020

تقنية «فلاش» لعبت دوراً في تعريض آلاف المواقع حول العالم لتهديدات أمنية جدية. أرشيفية

قررت شركة «أدوبي» الأميركية، المنتجة والمالكة لتقنية «فلاش»، إنهاء العمل بهذه التقنية نهائياً بحلول عام 2020.

ومنحت الشركة، ومعها الشركات المصنعة لأكبر برامج التصفح وهي: «مايكروسوفت»، و«غوغل»، و«موزيلا»، مهلة قدرها ثلاث سنوات لأصحاب المواقع للتخلص من هذه التقنية، وتحويل وإعادة تهيئة خدماتهم ومنتجاتهم وملفاتهم وكل ما لديهم من محتوى يعمل بتقنية «فلاش»، لتعمل بمعايير الـ«ويب» المفتوحة، وفي مقدمتها معيار «إتش تي إم إل 5»، لافتة إلى أن أي محتوى يعمل بتقنية «فلاش» سيكون في عداد «الأموات» بدءاً من عام 2020، ولن يكون هناك متصفح واحد يقبل تشغيله على الإطلاق.

رحلة النهاية

ونشرت «أدوبي» هذا القرار على مدونتها الرسمية blogs.adobe.com/‏‏‏‏adobeconnect صباح 25 يوليو الجاري، فيما أعلنت شركات تصنيع المتصفحات في وقت متزامن مع نشر هذه التدوينة، عن خططها الخاصة للتخلص من تقنية «فلاش» في متصفحاتها.

وجاء في تدوينه «أدوبي» أن تقدماً كافياً تم إحرازه داخل معايير الـ«ويب» المفتوحة مثل «إتش تي إم إل 5»، ما يجعل الوقت ملائماً للتخلص من تقنية «فلاش»، بعد رحلة طويلة قدمت خلالها «أدوبي» و«ماكروميديا» إبداعات لـ«الويب»، من خلال الإضافات التي توضع ببرامج التصفح، لتحقيق التفاعلية والحيوية بمواقع الـ«ويب» وخدماتها المختلفة.

سلبيات «فلاش»

عملية «غوغل»

كشفت شركة «غوغل» الأميركية أنها ستتخلص من «فلاش» تماماً، لافتة إلى أن هذه العملية ستتم بهدوء في الخلفية.

وأضافت: «إذا تحوّل الموقع إلى معايير الـ(ويب) المفتوحة، فلن تلاحظ فرقاً كبيراً، في ما عدا أنك لن تستطيع تشغيل (فلاش) على هذا الموقع»، وذلك بحسب ما قاله مدير المنتجات في «غوغل كروم»، أنتوني لافروج.

وإذا استمر الموقع في استخدام «فلاش»، واعطاه المستخدم إذناً بتشغيله، فهذا سيستمر لنهاية عام 2020، ويتوقف بعدها تماماً.


• «مايكروسوفت» تضع خطة متدرّجة لإزالة «فلاش» من «إيدج» و«إكسبلورر».. و«غوغل» تتعهد بإزالة «هادئة» عند انتقال المواقع للعمل بمعايير الـ «ويب» المفتوحة.

واقعياً.. لا يبدو الأمر كما تقوله «أدوبي» فقط، إذ إن هناك جوانب أخرى تتعلق بالدور الخطير الذي لعبته ولاتزال تلعبه تقنية «فلاش» في تعريض آلاف المواقع حول العالم لتهديدات أمنية جدية، بسبب ما تحتويه من ثغرات ونقاط ضعف، كانت هي المحرك الأساسي وراء السعي نحو التخلي عنها، فضلاً عن أن العديد من الخبراء أكدوا أن أداء تطبيقات الـ«ويب» بالمواقع المعتمدة على تقنية «فلاش» يميل إلى البطء، وتدني مستوى الكفاءة في التشغيل.

وقدرت معامل أبحاث واختبارات «بي سي وورلد» أن تقنية «فلاش» تخفض سرعة استجابة المواقع والمتصفحات بنسبة 80%، وقد دفعت هذه العوامل الكثير من المؤسسات الكبرى، مثل «فيس بوك» لاستخدام المحتوى المستند إلى تقنيات «إتش تي إم إل 5» بدلاً من «فلاش».

نقاط ضعف

وكانت «الإمارات اليوم» عالجت هذه القضية في تقرير نشر في 19 ديسمبر 2016، تناولت فيه ما ذكرته شركات أمن المعلومات في هذا الشأن، ومنه أنه في عام 2015 قفز القراصنة من خلال استغلال نقطة ضعف أمنية في «فلاش» لإصابة أجهزة الكمبيوتر ببرمجيات خبيثة. وفي رد فعل على ذلك قامت كل من «موزيلا» المصنعة لمتصفح «فايرفوكس»، و«غوغل» المصنعة لمتصفح «كروم» بإغلاق «فلاش» تلقائياً، وجعل الإغلاق كوضع افتراضي.

بدورها، قدرت «شركة كاسبرسكي لأمن المعلومات»، أن تقنية «فلاش»، تسببت في حدوث 316 ثغرة أمنية متنوعة في عام 2016 فقط.

وبينت دراسات وإحصاءات شركات أمن المعلومات، أن معظم عمليات الاستكشاف والاختراق القائمة حالياً للمواقع تستهدف «فلاش»، أو من خلال تقنية «أدوبي فلاش»، فمع كل إصدار أو تحسين أو تحديث جديد، يتم دوماً الكشف عن نقاط ضعف أمنية جديدة داخل «فلاش»، وتسمح الأغلبية الساحقة من نقاط الضعف الامنية الجديدة في «فلاش»، بتثبيت وتشغيل أكواد ضارة بوساطة المخترقين.

قرار الشركات

بعد صدور هذه الإحصاءات، حدثت موجة «الفرار الأولى» من تقنية «فلاش»، فقد أعلنت شركات «مايكروسوفت» و«غوغل» و«موزيلا» و«أبل»، وقف خاصية التشغيل التلقائي لملفات «فلاش» في متصفحاتها، وجعلها بناء على طلب المستخدم وبإذنه. وحينها بدت «أدوبي» كما لو أنها تقدم للآخرين شيئاً مصاباً بـ«الجرب»، فحاولت التخفيف من الأمر، وغيرت اسمها «أدوبي فلاش» إلى «أدوبي أنيميت سي سي».

جدول زمني

وجاء القرار الأخير من «مايكروسوفت»، لينقل الأمور من حالة «الفرار من الجرب» إلى «القتل الجماعي» العلني، عندما أعلنت عن جدول زمني للتخلص من «فلاش» بمتصفح «إيدج» خلال وقت قصير.

وأوضحت أنه خلال نهاية 2017 و2018، سيستمر «إيدج» في سؤال المستخدمين والحصول على موافقتهم قبل تشغيل أي ملفات «فلاش» بالمواقع التي يزورونها، وسيستمر هذا الاختيار في الزيارات التالية، كما سيستمر متصفح «إنترنت إكسبلورر» في السماح بتشغيل ملفات «فلاش» من دون موافقات خاصة مطلوبة خلال ذلك الوقت.

وفي منتصف عام 2018 ستعمل «مايكروسوفت» على تحديث متصفح «إيدج»، ليحصل في كل مرة على إذن بتشغيل «فلاش» من دون خاصية التذكر للمرات التالية، فيما يستمر «إكسبلورر» في تشغيل ملفات «فلاش» طوال عام 2018.

وفي النصف الثاني من عام 2019، ستوقف «مايكروسوفت» خاصية تشغيل ملفات «فلاش» تلقائياً في كل من «إيدج» و«إكسبلورر»، وسيكون المستخدمون قادرين على إعادة تشغيلها، في ما سيستمر «إيدج» في طلب السماح والموافقة على تشغيل «فلاش» لكل موقع على حدة. وفي نهاية عام 2020 ستزيل «مايكروسوفت» خاصية تشغيل ملفات «فلاش» تماماً من المتصفحين بكل إصداراتهما.

قرار «أبل»

أما «أبل» فلم يصدر عنها شيء جديد في هذا الخصوص، لأنها قررت الإقلاع عن استخدام تقنية «فلاش» منذ وقت مبكر للغاية، حينما اتخذ ستيف جوبز قراره الشهير بعدم استخدام تقنية «فلاش» مع هواتف «آي فون» الذكية وتطبيقاتها، لكونها تستنزف البطارية، وتشكل تهديداً أمنياً جسيماً وخطيراً.

يعني ذلك أن على جميع أصحاب المواقع الانتقال الى معايير الـ«ويب» المفتوحة والتخلص من أي تطبيق أو خدمة تعمل بتقنية «فلاش» قبل عام 2020، وإلا ستكون هذه الخدمة أو التطبيق في عداد الأموات، لأنه لن يكون هناك متصفح واحد يسمح بتشغيلها.

تويتر