محللون أكدوا أن الأجهزة الذكية المستفيد الأكبر من تقنيات «الذكاء الاصطناعي» و«تعلّم الآلة» خلال الفترة المقبلة

شركات ناشئة تطوّر تطبيقات تتوقع رغبات المستخدمين وأفكارهم

صورة

شهدت فعاليات مؤتمر «الإبداع بتطبيقات المحمول»، الذي عقد أخيراً بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، تطورات ملموسة في طبيعة الخدمات والمساعدة التي يمكن أن تقدمها الهواتف الذكية للمستخدمين خلال الفترة المقبلة.

 • روبوت برمجي يُنهي إجراءات التقديم «للبطاقة الخضراء» للإقامة بأميركا في 15 دقيقة.

• «الذكاء الاصطناعي» يساعد المستخدمين على تغيير الطريقة التي يؤدّون بها أعمالهم على الأدوات المحمولة.

وعرضت مجموعة من الشركات الناشئة، خلال المؤتمر، حلولاً وتطبيقات جرى تطويرها بتقنيات «الذكاء الاصطناعي» و«تعلّم الآلة» و«التعلّم العميق»، وتقوم فكرتها المحورية على توقع وتخمين «ما يتوقع» أو «ما قد يرغب به» أو «يفكر فيه» المستخدم، خلال الدقائق أو الساعات أو الأيام المقبلة.

كما تقوم هذه التطبيقات والحلول بعرض مقترحات وتوصيات وخيارات حول هذه التوقعات والرغبات وعرضها على المستخدم للهاتف، قبل أن يفصح عنها لنفسه أو للآخرين.

وقال محللون، تابعوا فعاليات المؤتمر، إن هذا التوجه يعني تفكيك وإعادة بناء البيانات الخاصة بالمستخدم طوال الوقت، كما يعني أن الهواتف الذكية، وسائر الأجهزة المحمولة، ستكون هي المستفيد الأكبر من تقنيات «الذكاء الاصطناعي» و«تعلّم الآلة» خلال الفترة المقبلة.

فعاليات المؤتمر

وعقدت فعاليات المؤتمر، خلال يومي 11 و12 يوليو الجاري، وكان المشاركون الرئيسون، هي الشركات الناشئة المتخصصة في تقديم حلول وابتكارات مبدعة، في مجال جديد بتقنية المعلومات يطلق عليه «تقنيات ومحركات التوقع والتوصية»، ويقصد بها التقنيات ومحركات البحث وتحليل البيانات التي تستند إلى تقنيات «الذكاء الاصطناعي» و«تعلم الآلة» و«التعلم العميق». وتتمحور وظيفتها الأساسية في تجميع وفهرسة وفحص وتحليل البيانات من مختلف مصادرها، لفهم توجهات وسلوكيات وأفكار المستخدم، ثم تستخلص منها مقترحات وتوصيات تتعلق بما يتوقع أن يقدم عليه خلال الأوقات التالية، وهذه الأوقات قد تحل بعد دقائق أو ساعات أو أيام أو شهور. ووفقاً لما نشر بموقع المؤتمر vbevents.venturebeat.com تضمنت الفعاليات عرض حلول فعلية، تم تطويرها وفقاً لهذا المفهوم، كما تضمنت الجلسات نقاشاً وعصفاً ذهنياً حول آفاقه المستقبلية، وكان الرؤساء التنفيذيون للشركات الصغيرة الناشئة هم المحرك الأساسي لفعاليات المؤتمر.

البطاقة الخضراء

وخلال جلسات عرض الحلول والتطبيقات الجديدة، كشفت شركة «فيزابورت» الناشئة، عن تطبيق يحمل اسم «البطاقة الخضراء»، وهو تطبيق للهواتف الذكية والحاسبات اللوحية، ومبني على «روبوت برمجي» يأخذ المستخدمين عبر سلسلة من الأسئلة البسيطة، التي يمكن عند الإجابة عنها، توليد حزمة من الوثائق التي يمكنك تقديمها إلى سلطات الجنسية والهجرة بالولايات المتحدة لاستكمال عملية تقديم الطلب للحصول على بطاقة الإقامة المعروفة باسم «البطاقة الخضراء».

وخلال عرضه لهذا التطبيق، قال مؤسس «فيزابورت» رئيس عملياتها، أندري زينفيف: «حينما جئت إلى هذه البلاد احتجت الى تأشيرة بصفة عاجلة، لكنها استغرقت شهرين، لكي أحصل عليها، لذلك قمت ببناء هذا (الروبوت البرمجي) لمساعدة الناس في المجيء الى هنا بسرعة وبصورة مشروعة من دون دفع آلاف الدولارات للمحامين، فهذا التطبيق يكلف 149 دولاراً، وتم استخدامه فعلياً من قبل 70 ألف شخص لمساعدتهم في وضع أعمالهم الورقية داخل نظام الهجرة والجنسية الأميركي، خلال ما يراوح بين 15 و20 دقيقة». وأضاف أن «التطبيق» يحاول المساعدة في جذب أصحاب المواهب والمهارات من وراء البحار إلى الولايات المتحدة، وتسهيل حصولهم على الإقامة والجنسية.

روبوت للسفر

كما قامت شركة ناشئة أخرى تدعى «ميزي» بعرض تطبيق في مجال السياحة والسفر، خلال المؤتمر، وهو عبارة عن «روبوت برمجي» يقدم لأصحابه مساعدات أثناء السفر والسياحة طوال الوقت.

وصمم «الروبوت» بالأساس ليخدم المؤسسات والشركات العاملة في هذا المجال، من وكلاء سفر، وشركات طيران وسياحة ونقل سياحي وفنادق ومنتجعات، وغيرها.

ويعرض «الروبوت البرمجي» لوحة بيانات ومعلومات، توضح لشركات السفر والسياحة، الحالة التي وصلت إليها طلبات متعامليهم من المسافرين والسائحين، ومدى التقدم في إنجازها.

وقال مؤسس الشركة، سوابنيل شيند، إن «(الروبوت البرمجي) يساعد شركات السفر والسياحة على ميكنة 60% على الأقل من عمليات الحجز وإدارة العمليات طوال الوقت، وجعلها تتم بصورة ذكية وآلية، لكونها تقدم للمؤسسة السياحية وللسائح والمسافر خيارات وتوصيات طوال الوقت حول ما قد يحتاجه من خدمات حتى قبل أن يطلبها».

مجوهرات تحلم بها بين يديك

وفي مجال ثالث، عرضت شركة «إيتسي» للمجوهرات، «روبوتاً برمجياً» يعمل كتطبيق على الهواتف المحمولة الذكية، ومهمته البحث عن أفكار واهتمامات الباحثين عن المجوهرات الثمينة عبر الانترنت، وما يرغبون في اقتنائه من البنود المختلفة للمجوهرات، وعرضها عليهم كمقترحات وتوصيات للشراء، مدعومة بالسعر أو حتى العروض السعرية الخاصة التي تتضمن تخفيضات أو مزايا بعينها.

وعرض هذا التطبيق أمام المؤتمر، نائب الرئيس للمنتجات والبحوث وتعلم الآلة بالشركة، والمؤسس المشارك لشركة «بلاك بيرد»، المتخصصة في «التعلم العميق»، التي استحوذت عليها «ايتسي» عام 2016، نيكهيل راجهافان. وقال راجهافان إن «بيع المجوهرات عبر الانترنت، وغيرها من الأشياء المصنوعة يدوياً، تستخدم (الذكاء الاصطناعي) للمساعدة في إدارة مليارات من طلبات البحث، وتقدم خدمات شخصية».

وأضاف أن «هذا (الروبوت البرمجي) يستخدم (التعلم العميق) لمعرفة ما يتوقع أن يعتبره المشترون شيئاً مثيراً، وبالتالي معرفة البنود الصحيحة والملائمة التي تناسبك ويمكن إرسالها لك».

محور الخصوصية

وخلال جلسات النقاش المختلفة بالمؤتمر، برزت بعض القضايا المهمة، وفي مقدمتها «الخصوصية». وفي هذا السياق استعرض مدير التسويق بشركة «فينتشر بيت»، ستيوارت روجرز، كيف يقوم «الذكاء الاصطناعي» بمساعدة المستخدمين والشركات، على السواء، في تغيير الطريقة التي يؤدون بها أعمالهم على الأدوات المحمولة، من خلال تفعيل تيارات البيانات الجديدة، فالأجهزة المحمولة تجعل جمع البيانات أسهل وأسرع وأشمل مقارنة بما يتم في عالم الأجهزة المكتبية، لأنها توفر كل البيانات الخاصة بموقع المستخدم وتاريخها.

وأضاف: «إذا ما علمنا أن هذه الفئة من المستخدمين تذهب الى مقاهي (ستاربكس) ثم تتبعها بدخول محال شركة (تارجت)، ثم تذهب للعمل، فهذا يقول لنا إن هذه الفئة من متعاملي شركة (تارجت) من محبي المقاهي، وإذا علمنا أن فئة أخرى من المتعاملين تأخذ رحلة مختلفة، ومكاناً آخر مختلفاً في عطلة نهاية الأسبوع، فنحن نستخدم كل هذه المعلومات بصورة عالية (الشخصنة)، لدفع المنتج المناسب في المكان والوقت المناسبين على الجهاز أو الأداة». وأشار ستيوارت إلى أنه مع كل هذه البيانات تأتي المسؤولية، فالمسوّقون عليهم التأكد من أنهم يستخدمون هذه البيانات بالطريقة الصحيحة، لأن الخصوصية مهمة بصورة كبيرة، وعلى الجميع فهم القواعد والقوانين المنظمة لذلك والالتزام بها بشدة، لأن الروبوتات البرمجية تجمع بيانات أكثر كثيراً مما كان يتم من قبل.

تويتر