تقرير لـ «إي ماركتير» يقدر خسائر المعلنين بـ 16 مليار دولار خلال 2017

«غوغل» تنفذ اختبارات سرية لكشف الإعلانات الرقمية الاحتيالية

«غوغل» تتصدر مهمة مكافحة الإعلانات الاحتيالية بمساعدة بعض شركات الإعلام. أرشيفية

بدأت «شركة غوغل الأميركية» وبعض شركائها من كبار المعلنين والناشرين، خلال الأسابيع الأخيرة، تنفيذ سلسلة اختبارات سرية للكشف عن الإعلانات الرقمية الاحتيالية الوهمية، التي تتم عبر مواقع وشبكات «التبادل الإعلاني»، ويتم فيها إيهام الناشرين والمعلنين بعرض إعلاناتهم على أكبر المواقع وأكثرها زيارة وانتشاراً، في حين أنها لا تعرض أصلاً، أو تعرض فقط على مواقع لا يعرفها أحد. وجاءت التسريبات عن هذه الاختبارات بعد صدور تقرير عن شركة «إي ماركتير» المتخصصة في بحوث الإعلانات الرقمية والتجارة والتسويق، ويقدر الخسائر المتوقع أن يتكبدها الناشرون والمعلنون بسبب هذه الإعلانات بنحو 16 مليار دولار خلال العام الجاري فقط.

وحصل موقع «بيزنس انسايدر» businessinsider.com على النتائج الأولية لهذه الاختبارات السرية من مصادر رفضت الكشف عن هويتها داخل «غوغل» وبعض شركائها من الناشرين والمعلنين الكبار، من بينهم «نيويورك تايمز»، و«سي بي إس»، و«إن بي سي يو». ووصفت هذه المصادر النتائج التي تم الحصول عليها بأنها «صادمة»، وستصيب صناعة الإعلان بالغضب والعصبية حال نشرها، بسبب الكم الضخم الذي لا ينقطع طوال الوقت من هذه النوعية من الإعلانات.

مخزون فائض

وكانت ظاهرة «المبادلات الإعلانية» بدأت على الإنترنت مع نشأة ما يعرف «بالمخزون الفائض» لدى المواقع التي لديها حركة مرور ومعدل زيارات كبير، ويقصد به عدد الزيارات التي يقوم بها مستخدمو الإنترنت إلى موقع ما، ولا يتم استغلالها إعلانياً، بإظهار إعلانات في هذه الصفحات بعدد مرات يساوي عدد مرات الزيارات، ما يجعل عدد الزيارات أكثر من عدد مرات عرض الإعلان، وبالتالي اصطلح على تسمية ذلك «بالمخزون الفائض» غير المستغل من المشاهدات.

وللتعامل مع هذه الظاهرة، نشأت مواقع وشبكات تسويق إلكتروني متخصصة في تسويق وإظهار الإعلانات على المواقع التي لديها حركة زيارات عالية، لاستغلال المخزون الفائض لديها في عرض الإعلانات الرقمية.

إعلانات مبرمجة

لكن كما العادة، حدث انحراف في الاستخدام بصورة حادة وضارة للغاية، إذ نشأت مواقع وجهات مجهولة، تخصصت في الاحتيال على المنتجين والناشرين، من خلال اختراعها لما يعرف بـ«الإعلانات المبرمجة»، والـ«روبوتات البرمجية» التي تحاكي سلوك البشر، لتوهم ضحاياها بأنها تعرض إعلاناتهم في أكبر وأهم المواقع وأكثرها زيارة.

وتبرهن على ذلك ببيانات مشاهدة ومطالعة للإعلانات، وبقوائم تدل بوضوح على أن هذه الاعلانات مدرجة على مساحات بأكبر المواقع، ويشاهدها ويتفاعل معها ملايين المستخدمين حول العالم، في حين أنها موضوعة على مواقع غير معروفة لأحد أصلاً، وكل ما يقال حول تسويقها وهم وخداع.

ووفقاً لتقرير شركة «إي ماركتير»، فإن من المتوقع أن ينفق المعلنون 83 مليار دولار على الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة وحدها في عام 2017، وكلما أنفق المعلنون أكثر، ازدادت الفرص أمام المحتالين لتوسيع نشاطهم، وبحسب التقرير فإن مرتكبي الجرائم المتطورة لغش الإعلانات التجارية يمكن أن يكلفوا العالم أكثر من 16 مليار دولار خسائر خلال العام الجاري.

اختبارات سرية

تقول التسريبات المتداولة حول ما يجري بهذه الاختبارات السرية أنه خلال هذه الاختبارات، أوقفت «غوغل» وشركاؤها تشغيل مخزونهم الإعلاني الرقمي المبرمج، لفترة قصيرة راوحت بين 10 و15 دقيقة، كما أوقفوا عرض الإعلانات الواردة إليهم من مواقع وشبكات المبادلات الإعلانية، ثم راجعوا القوائم الواردة إليهم من هذه المبادلات، لمعرفة ما هو مدرج من إعلانات، وكانت النتيجة أن «غوغل» وشركاءها عثروا على الآلاف إن لم يكن الملايين من مقاطع الفيديو ولوحات العرض الإعلانية لاتزال تظهر في العديد من شبكات ومواقع المبادلات الإعلانية على أنها معروضة بمواقع «غوغل» وشركائها، على الرغم من عدم وجود إعلانات للبيع في ذلك الوقت بهذه المواقع، والأكثر من ذلك أن «غوغل» اكتشفت وجود محتالين يدعون القدرة على بيع الإعلانات وعرضها عبر مخزون «يوتيوب» الإعلاني الرقمي.

ملف حماية

تتصدر «غوغل»، مهمة مكافحة هذه الظاهرة بمساعدة من بعض عمالقة الإعلام، وأصدرت مبادرة تحمل اسم «الإعلانات.النصوص» أو «آد دوت تكست»، التي تنفذ من خلالها حلاً تقنياً يقوم على مبادئ الشفافية والمصارحة والمكاشفة والحوكمة والمساءلة في ممارسة أعمال المبادلات الإعلانية، ما يحمي المعلنين والمنتجين والناشرين على الـ«ويب» من أي شركات غير مرخص لها بالعمل لبيع إعلاناتها عبر المبادلات الاعلانية المبرمجة.

القاهرة ــ الإمارات اليوم

ظاهرة متكررة

كشفت «المجموعة الاستشارية لعلوم التسويق»، وهي شركة متخصصة في بحوث الاحتيال الإعلاني الرقمي، أنها وجدت أحجاماً ضخمة من المخزون الإعلاني الخاص بأحد كبار الناشرين، معروضة للبيع في أبريل الماضي على مواقع وشبكات المبادلات الإعلانية، على الرغم من أن هذا الناشر يؤكد مراراً أنه فعلياً لا يبيع أياً من الإعلانات على أي مبادلات إعلانية على الإطلاق.

بدورها، أعلنت شركة «آي إس بي إن»، أحد كبار الناشرين على الإنترنت، أنها واجهت مراراً العديدين الذي يدعون أن لديهم الحق في بيع إعلاناتها، في حين أنها لم تفعل ذلك.

تويتر