قدّمتها «ألفا بت» بحذر شديد.. وسط انتقادات خبراء تقنية

نسخة محسّنة للمؤسسات من «نظارة غوغل»

«نظارة غوغل» ظهرت سابقاً باعتبارها «الكمبيوتر الشخصي المتنقل الموضوع أمام العين». أرشيفية

بعد الفشل الكبير الذي تلا ظهورها الصاخب قبل أكثر من ثلاث سنوات، عادت «نظارة غوغل» الذكية إلى مسرح الأحداث مجدداً، مع قيام شركة «ألفا بت» الأميركية، الشركة الأم لـ«غوغل»، بالإعلان عن طرح نسخة جديدة محسنة منها، مخصصة للعمل داخل المؤسسات والمصانع والمستشفيات، وعنابر الانتاج في الصناعات التخصصية المختلفة.

وبدت «ألفا بت» والنسخة الجديدة من هذه النظارة، هذه المرة، وكأنها تمشي «فوق الأشواك»، فمن ناحية جرى تقديمها بحرص وحذر واضحين، إذ لم يتعدَّ الأمر سوى بيان قصير ظهر في «غرفة أخبار غوغل»، في وقت أبدى فيه محللون تحفظات وانتقادات لاذعة، وصلت إلى حد وصف قرار تخصيص نسخة بعينها للمؤسسات بأنه «كارثة».

مرونة التصميم

قدمت «ألفا بت» مرونة عالية في تصميم واستخدام النظارة، إذ أصبحت أبعادها نموذجية ومعيارية، تجعل بالإمكان فك الجزء الإلكتروني للنظارة بالكامل، وإعادة وصله وإرفاقه في أي إطار نظارة آخر مصمم بالمقاييس المعيارية المستخدمة في نظارات السلامة والوقاية داخل المؤسسات المختلفة.

وأفادت «ألفا بت» بأن العديد من المصانع في الولايات المتحدة حصلت على نسخة المؤسسات من «نظارة غوغل» الذكية، ومنها «بوينغ» و«جنرال إلكتريك»، لافتة إلى أنها رفعت شرط «عدم الإفصاح» عن الشركاء والمتعاملين العاملين معها في مشروع «نظارة غوغل للمؤسسات»، وجعلت البرنامج مفتوحاً أمام مزيد من أصحاب الأعمال للمشاركة.


• «غوغل» رفعت جودة الكاميرا في النظارة وقوّت المعالج.

• خبراء انتقدوا عدم اعتبار النظارة أداة استهلاكية للأفراد.

بداية الظهور

ظهرت «نظارة غوغل» الذكية سابقاً باعتبارها «الكمبيوتر الشخصي المتنقل الموضوع أمام العين»، الذي سيكون الخيار الأول والأكثر انتشاراً بالنسبة لكل شخص مستقبلاً. وجرى طرحها كمنتج استهلاكي للأفراد، يمهد الطريق لثورة في «الحوسبة المتنقلة»، وفي الاتصالات المحمولة على السواء، لكنها لم تصادف النجاح المتوقع، وتحولت الى منتج كارثي، وبدت «غوغل» وكأنها تتخلى عنه حتى لا يلتصق بها كعلامة فشل، وكادت تختفي تماماً ويطويها النسيان.

وفي 18 يوليو الجاري، أعلنت «ألفا بت» عن إعادة بث الروح في «نظارة غوغل»، ومنحها فرصة ثانية للظهور والانتشار، لكن هذه المرة بطريقة مختلفة، إذ تمت إعادة تجديد النظارة، وتحسين مواصفاتها، لتصبح مخصصة للعمل في مقار العمل، وعنابر الانتاج داخل المؤسسات، ولذلك أطلقت عليها «نظارة غوغل الذكية للمؤسسات».

وطبقاً لتقرير نشره موقع «وايرد للتقنية» wired.com، فإن «غوغل» أضفت المزيد من التحسينات على النظارة، إذ رفعت جودة الكاميرا لتصبح درجة التباين والوضوح المستخدمة فيها 8 ميغابيكسل بدلاً من 5 ميغابيكسل في الإصدار الأصلي، كما قوّت المعالج الذي تستخدمه النظارة ورفعت كفاءته وسرعته، مع استخدام معيار «واي فاي» أعلى كفاءة وأكثر سرعة، وأوسع مدى في نطاق التغطية الذي يعمل به، كما أصبحت هناك «لمبة» تضيء لوناً أجمل أثناء تسجيل لقطات فيديو.

ردود إيجابية

نسب تقرير «وايرد» إلى بعض الخبراء قولهم إن هذه تعد «فرصة ثانية» وربما أخيرة، يتعين على «نظارة غوغل» الذكية النجاح فيها، لأنه لا يوجد أمامها خيار آخر كي تبقى وتنجح وتظهر للنور، مشيراً إلى أن مدى انتشار «نظارة غوغل للمؤسسات» لايزال متواضعاً وصغيراً، فالمبيعات لاتزال في حدود المئات، ومعظم كبار المتعاملين يحصلون على النظارة على أساس كونها للتجربة، وإن كانت ردود الفعل الواردة من أماكن استخدامها حتى الآن إيجابية، وتؤكد أن النظارة مفيدة في توصيل «معلومات المساعدة» للموظفين والعمال في مقار العمل وعنابر الانتاج، فضلاً عن تحسين الإنتاجية.

ويقود مشروع تطوير النظارة، جاي كوثراي، أحد مسؤولي «ألفا بت» الكبار، الذي أكد أن ما يجري الآن ليس بتجربة، لأن التجربة على هذا المنتج كانت منذ ثلاث سنوات مضت، أما الآن فالأمر في مرحلة الانتاج الكامل مع المتعاملين والشركاء.

انتقادات محللين

في المقابل، أبدى بعض المحللين تحفظات وانتقادات لاذعة واضحة لقرار «غوغل» باستخدام نسخة المؤسسات كوسيلة لإعادة طرح هذا المنتج بالأسواق، وظهر تحليل على موقع computerworld.com يصف هذا القرار بـ«كارثة»، وقال فيه بعض الخبراء إنه لا توجد طريقة بسيطة لشراء هذا المنتج عبر الانترنت أو خارجها، حتى لو كنت تنوي استخدامها في أعمالك، ما يعني تراجع «غوغل» عمّا خططت له حينما أطلقت النظارة الذكية باعتبارها أداة استهلاكية، وهذا مدخل خاطئ، والأفضل أن تجعل «غوغل» المنتج أكثر رخصاً، وتطلقه في الأسواق، ثم تتركه ينبت وينمو في سوق المستهلكين وسوق الشركات في الوقت نفسه، حتى تصبح أدوات عامة وشائعة الاستخدام، وستصبح في نهاية المطاف مفيدة لعالم الأعمال، لكن ما فعلته «غوغل» مع هذه النسخة، يمضي في الاتجاه المعاكس، ويبدو مثل «وجبة تقود إلى كارثة».

تويتر