محلّلو «بيزنس إنسايدر» اعتبروها غير منطقية كونها تجمع بين مواصفات 2013 وأسعار 2017

انتقادات حادّة لسياسة «أبل» في تسعير أجهزة الكمبيوتر

تحديث «أبل» لجهاز «ماك بوك إير» كان عند حده الأدنى ولا يمثل صفقة رائعة. أرشيفية

وجّه فريق من محلّلي تقنية المعلومات، انتقادات حادة إلى سياسات التسعير التي تتبعها «شركة أبل الأميركية»، حالياً، في بيع أجهزة الكمبيوتر، لكونها سياسة تجمع بين مواصفات قديمة مرت عليها سنوات، وأسعار حديثة مطبقة للتو، ما يجعلها مصابة بداء «عدم المنطقية»، وذلك بعد أن كوّن الفريق قائمة طويلة من منتجات «أبل» التي تحمل مواصفات عامي 2013 و2014، وتباع بمستويات الأسعار السائدة في 2017، ما يجعل شراء هذه الأجهزة صفقات «فقيرة» وغير مربحة بالنسبة للعديد من المشترين، مقارنة بالعديد من الأجهزة الأخرى المماثلة في السوق.

ولفت المحللون الانتباه إلى أن هذه السياسة السعرية كان لها مردودها على آليات سوق أجهزة «أبل»، إذ نشطت في الآونة الأخيرة حركة بيع الأجهزة المستعملة والمعاد تجديدها بصورة لافتة، حتى أن «أبل» نفسها دخلت هذا النشاط، وبدأت بعض متاجرها تطبقه حفاظاً على «الولاء والانتماء» لدى متعاملي وهواة «أبل»، وعدم مغادرتهم بيئة عملها إلى أجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام تشغيل «ويندوز».

أسعار ومواصفات

- تجار التجزئة لجأوا إلى إعادة بيع الأجهزة المستعملة بعد تجديدها.

- الأجهزة التي تبيعها «أبل» متقادمة المواصفات إلى درجة لا تبرّر سعرها.


حديث أم مستعمل ومجدّد؟

إذا كان هناك مستهلك لديه جهاز كمبيوتر «ماك برو 2012»، ويريد تحديثه، فسيكون أمامه إما شراء كمبيوتر جديد موديل عام 2017 مقابل 2400 دولار، أو الحصول على كمبيوتر مستعمل ومعاد تجديده طراز عام 2016 مقابل 1950 دولاراً، دون فرق في المواصفات بين الاثنين تقريباً، مع فارق يبلغ 450 دولاراً يتمثل فقط في نوعية المعالج، التي لن تضيف شيئاً أو تصنع فرقاً جوهرياً، لأن المعالج الموجود في طراز 2016 سيكون أكثر من كافٍ لكل احتياجات الغالبية العظمى من المستهلكين.

وكان فريق من محلّلي مؤسسة «بيزنس إنسايدر» أجرى تحليلاً لأوضاع أجهزة كمبيوتر «أبل» في الأسواق من حيث المواصفات ومستويات التسعير، ونشر تقريراً في هذا الخصوص على موقع المؤسسة businessinsider.com في 13 يوليو الجاري، وجاء فيه أن الفريق أعد قائمة طويلة بمنتجات «أبل» وأسعارها ومواصفاتها، وتبين من هذه القائمة أن «أبل» لاتزال تبيع أجهزة كمبيوتر بمواصفات عام 2013 بأسعار 2017، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن هذه الأجهزة تعمل جيداً، فإنها أصبحت متقادمة المواصفات إلى درجة لا تبرر سعرها المعروضة به.

«ماك بوك إير»

أشار المحللون في تقريرهم إلى أن بعض أجهزة الكمبيوتر التي تطبق فيها «أبل» سياسات التسعير غير المنطقية، جرى تقديمها خلال عروض «موسم العودة إلى المدارس» الأخير. وعند حساب الكلفة الكلية لبعض الأجهزة في هذه العروض، وجد أنه حتى في حالة تقديم زوج مجاني من سماعات الرأس، فإن بعض الأجهزة المعروضة تظل غير منطقية السعر، ولا تناسب الوقت أو القدرات المالية لقطاع كبير من المستهلكين.

وأورد التحليل العديد من الأمثلة على ذلك، ومنها مثلاً أن «أبل» حدّثت أخيراً جهاز «ماك بوك إير» في يونيو 2017، لكن التحديث كان عند حده الأدنى ولا يمثل صفقة رائعة أو شيئاً كبيراً، فالطراز القديم من هذا المنتج الذي يعود الى عام 2013 لايزال يباع مقابل 1000 دولار، على الرغم من أن شاشته قديمة وتعمل بدرجة تباين ووضوح قدرها 900 بيكسل، وتعد ضبابية جداً بمقاييس الشاشات حالياً، في حين أن «ماك برو» الجديد الذي يباع بـ1200 دولار يعمل بشاشة «أبل رتينا» التي تبلغ درجة وضوحها 1600 بيكسل، ومتفوقة جداً من حيث الوضوح اللوني.

وفي ما يتعلق بالمعالج الذي يعمل به الجهاز، فقد تضمن تحديث «ماك بوك إير»، إضافة معالج من الجيل الخامس لمعالجات «إنتل» التي ظهرت عام 2015، والذي يعتبر قديماً نسبياً بالمعايير التقنية، وليس مضموناً كرهان مستقبلي.

وهذا المثال يدل على أن «ماك بوك إير» متخلف في المواصفات بنحو ثلاث سنوات، ويباع بمستويات أسعار عام 2017 التي تجعل الفارق بينه وبين «ماك برو» 200 دولار فقط.

جهاز «ماك ميني»

وتُعد الأسعار التي تباع بها أجهزة «ماك ميني» دليلاً آخر على هذا الأمر، فالجهاز يكلف بين 500 و1000 دولار، طبقاً للمواصفات، وتم تحديثه لآخر مرة في عام 2014، وكل طُرزه تعمل على الجيل الرابع من معالجات «إنتل» التي لن تجدها في أي من أجهزة الكمبيوتر الجديدة التي تباع بالسعر نفسه.

وبحسب ما ورد في التحليل، فإن جهاز «ماك ميني»، الذي يباع بالسعر الأساسي وهو 500 دولار، يعمل بمعالج من الجيل الرابع لمعالجات «كور آي 5» من «إنتل»، ومزود بشرائح ذاكرة الكترونية طراز «دي دي آر 3» سعة 4 غيغابايت، ووحدة تخزين سعة 500 غيغا.

وعند مقارنته بكمبيوتر آخر من الفئة نفسها، مثل كمبيوتر «إنسبيرو» من «ديل» الذي يباع بـ500 دولار، فإننا نجد أن كمبيوتر «ديل» يعمل بمعالج أسرع من الجيل السابع لمعالجات «كور آي 5»، ومزود بأحدث شرائح الذاكرة الإلكترونية طراز «دي دي آر 4» سعة 8 غيغابايت، ووحدة تخزين تبلغ 1000 غيغابايت (واحد تيرابايت)، وبالتالي فإن «ماك ميني» يعتبر «صفقة فقيرة خاسرة» في هذه المقارنة.

أجهزة مكتبية

تعرض «أبل» حالياً أجهزة كمبيوتر «ماك» المكتبية، وهي أجهزة تم تحديثها لآخر مرة عام 2013، وتأتي بأسعار عام 2017، إذ إنها تعمل بالجيل الأول من معالجات «إنتل زيون»، وشرائح ذاكرة الكترونية قديمة طراز «دي دي آر 3»، وبطاقات رسوميات متقادمة أيضاً، ولذلك فإن أسعارها لا تتساوى مع قيمتها الفعلية من وجهة نظر المستخدمين والمتعاملين المحترفين، ولذلك يرى المحللون أن من الأفضل لمن يرغب في الشراء، الانتظار حتى وصول أجهزة «ماك برو» الجديدة تماماً التي يتوقع طرحها في ديسمبر المقبل، بأسعار أعلى بالطبع، لكنها ستأتي مزودة بشاشة تعمل بنمط K5، وأحدث وأكبر المواصفات.

مستعمل ومجدّد

لاحظ المحلّلون أن العديد من المشترين وتجار التجزئة باتوا يدركون جيداً «عدم المنطقية» في سياسات تسعير «أبل»، ولذلك بدأوا يتعاملون مع الوضع ببدائل أخرى، في مقدمتها إعادة بيع الأجهزة المستعملة بعد تجديدها، وهو أمر أقدمت عليه «أبل» نفسها، كنوع من إعادة تنشيط المبيعات والحفاظ على ولاء المتعاملين.

وتشهد المتاجر المتخصصة في بيع أجهزة كمبيوتر «أبل» القديمة بعد تجديدها رواجاً ونشاطاً ملحوظين. وبحسب المراجعة والمعايشة الميدانية التي قام بها محللو «بيزنس إنسايدر» فإن الأمر يبدو ذا قيمة معتبرة ومفيدة، فأجهزة «أبل» المستعملة والمعاد تجديدها تتضمن الكثير من الطرز التي يعرض منها للبيع وحدات لم تُبَع من قبل ولم تستعمل بعد، والفارق هنا في السعر، فالأجهزة المجددة تباع بأسعار أقل كثيراً، ربما حتى أقل من أسعار عام 2013، بعكس الأخرى التي تحمل مواصفات عام 2013 وتباع بأسعار عام 2017.

تويتر