الحرمان يصيب حاسبات «الاتنين في واحد» العاملة بمعالج «إنتل أتوم كوليفر» في سابقة تحدث للمرة الأولى في تاريخ «ويندوز»

«مايكروسوفت» تحرم مستخدمي «ويندوز 10» من التحديث والدعم بعد مرور 3 سنوات على إطلاقه

صورة

خالف نظام تشغيل «ويندوز 10»، القواعد المتبعة والمستقرة طوال تاريخ أنظمة «ويندوز» المستمرة لأكثر من ثلاثة عقود، حيث قرر حرمان ملايين الحاسبات الشخصية حول العالم، من خدمة التحديث والدعم، بعد ثلاث سنوات فقط على إطلاقه أول مرة.

المعالجات المفقودة

لا يعرف أحد على وجه التحديد عدد الحاسبات العاملة بمعالجات «أتوم كوليفر» التي تم بيعها، كذلك من غير المعروف ما إذا كانت هناك حاسبات أخرى ستواجه هذه المشكلة خلال الفترة المقبلة أم لا. فمع تحرك «مايكروسوفت» صوب تحديث «ويندوز 10» مرتين في العام، في كل من مارس وسبتمبر من كل عام، مع فترة دعم طولها 18 شهراً فقط لكل تحديث، تشير هذه السياسة إلى أن الحاسبات التي يتجاوز عمرها عامين، ستصبح «محرومة من الدعم في جزيرة المعالجات المفقودة».


• فترة التحديث والدعم المعتادة لنظم «ويندوز» تمتد لـ10 سنوات على الأقل.

• السبب الرئيس للأزمة عدم التوافق مع مكونات الأجهزة.. و«إنتل» تلمّح إلى جهود لحلّها.

وكان المعتاد طوال سنوات، أن تستمر خدمة دعم وتحديث «ويندوز» لجميع الأجهزة العاملة به للسنوات الـ10 التالية لظهور الإصدار على الأقل. وسيطبق الحرمان والمنع على الحاسبات الشخصية من فئة «الاثنان في واحد»، التي تعمل بمعالجات «إنتل أتوم كوليفر».

ومن غير الواضح إن كان هذا المنع سيشمل نوعيات أخرى من الأجهزة أم لا، إذ لم تعلق شركة «مايكروسوفت» على هذا الأمر وتداعياته المستقبلية بصورة رسمية حتى الآن.

معامل الاختبارات

وتناول تحليل نشره فريق متابعة الدعم والتحديث والعروض المقارنة بمعامل الاختبارات التابعة لموقع «بي سي ورلد» هذه الأزمة، مشيراً إلي أن جيلاً كاملاً من الحاسبات الشخصية، يراوح عمره بين ثلاث وخمس سنوات، أصبح الآن غير قادر على استقبال التحديثات الجديدة لـ«ويندوز 10».

وحدد التحليل هذه الأجهزة بأنها الحاسبات الشخصية المنتمية لفئة «الاثنان في واحد»، أو التي تجمع بين خصائص الحاسب اللوحي والحاسب المحمول معاً، وتعمل بمعالجات «إنتل أتوم كوليفر زد 2760» منخفضة المواصفات، وتم الإعلان عنها خلال عام 2012 وتم بيعها خلال عامي 2013 و2014، وأنتجتها شركات «إيسر»، و«أسوس»، و«ديل»، و«فوجيتسو»، و«إتش بي»، و«لينوفو»، و«سامسونغ»، و«زد تي»، وجرى تسويقها وبيعها بالملايين حول العالم.

غياب التوافق

وكشفت الاختبارات التي أجريت بمعامل «بي سي ورلد» عن أنه عندما تحاول أداة التحديث في «ويندوز 10»، تثبيت تحديث مارس 2017، المعروف باسم تحديث المبدعين «كرييتورز» رقم 1703، فإن عملية التحديث تفشل بسبب مشكلة عدم توافق بين «المعالج» و«ويندوز 10».

وبعد تنزيل أكثر من ثلاثة غيغابايت من ملفات التثبيت الخاصة بتحديث «ويندوز» للمبدعين، تفشل عملية التثبيت، وتظهر رسالة إبلاغ عن خطأ يحمل رقم «صفر إكس سي 1900209».

وهذا الخطأ يعني أن (النظام) لم يستطع تجاوز أو المرور خلال مسح التوافق، الذي يتم قبل تركيب هذا التحديث، وأن برمجية غير متوافقة، منعت عملية التحديث. وتعد أزمة عدم التوافق، حقيقية وصحيحة بالفعل، لكن لا توجد برمجية بعينها تمنع التحديث، وإنما المنع من قبل نظام «ويندوز 10»، تنفيذاً لسياسة التحديث التي وضعتها «مايكروسوفت» نفسها، وتقضي بعدم تحديث وترقية ودعم هذه الحاسبات بأية تحديثات أو نسخ من «ويندوز 10» تظهر بعد نسخة 1607، التي تم طرحها خلال عام 2016.

لا حلول

ولا توجد طريقة للتحايل على مشكلة المنع، أو حل مشكلة عدم التوافق بين «ويندوز 10» ومعدات ومكونات هذه النوعية من الحاسبات، التي بات من المحتم عليها أن تتوقف عن العمل بنسخة «ويندوز 10» رقم 1607.

وإذا كنت قد قمت بتركيب تحديث لـ«ويندوز 10» على هذه الحاسبات، فإن الأيقونات والنصوص ربما لن تظهر على الإطلاق، أو العديد منها يظهر في ألوان مصمتة أو مجرد شريط، والحل الموصى به الآن هو استخدام خيار «استعادة النظام» للتراجع عن هذا التحديث وإعادة الحاسب للحالة السابقة. وهذه التوصية يتم ترديدها بمنتديات دعم المحترفين الخاصة بـ«ويندوز 10»، ويجري التعامل معها على أنها الإجابة الرسمية من قبل مديري هذه المنتديات، والتي يوجد من بينها منتدى عرف نفسه على أنه «منتدى فريق موظفي (مايكروسوفت)».

ويمثل هذا الأمر أزمة كبيرة لمالكي هذه النوعية من الأجهزة، فسياسات «مايكروسوفت» بشأن التحديث والترقية والدعم التي وردت في نموذج «ويندوز كخدمة» تقضي بأن كل تحديث على مزايا ومواصفات «ويندوز 10»، ستتم خدمته بما يعرف بتحديثات الجودة، وهي تحديثات للتعامل مع مشكلات الأمن والاستقرار في النظام، وذلك خلال 18 شهراً من توقيت إطلاق التحديث أو المزايا الجديدة. واذا التزمت «مايكروسوفت» بتوقيتات التحديث المعلنة من جانبها، فإن أي جهاز يعمل بـ«ويندوز 10» نسخة 1607، سيتوقف عن تلقي أي تحديثات مع مطلع عام 2018. وفي بعض الحالات فإن تاريخ الإيقاف سيكون ثلاث سنوات من دخول هذه الأجهزة للخدمة، ويضاف لذلك مشكلة عدم التوافق القائمة منذ الآن.

ولم يظهر البحث عبر موقع «مايكروسوفت» أي وثيقة أو نص لشرح هذه المشكلة وما إذا كانت هناك جهود لحلها من عدمه، لكن شركة «إيسر» نشرت ملاحظة رسمية قالت فيها إن «لديها تأكيد من شركة (إنتل)، تقول فيه إن (معالجات أتوم كوليفر لا تدعم الآن تحديثات ويندوز للمبدعين، وأن مايكروسوفت تعمل معنا للمساعدة في توفير مكونات تحقق التوافق لحل هذه المشكلة)».

والقضية برمتها تعيد للذاكرة الإعلانات المربكة التي ظهرت خلال الشهور السابقة على إطلاق «ويندوز 10». ففي يناير 2015، أعلنت «مايكروسوفت» عن خطة «ويندوز كخدمة»، التي تعني أنه بمجرد ترقية نظام «ويندوز» الذي يعمل به الجهاز إلى «ويندوز 10» ستقوم «مايكروسوفت» بتقديم هذا الدعم طوال عمر الجهاز من دون مقابل إضافي.

وفي يوليو 2015، وقبل أسبوعين من الإطلاق الرسمي لـ«ويندوز 10»، قالت «مايكروسوفت» إنها «ملتزمة بتقديم 10 سنوات دعم كدورة حياة لـ(ويندوز 10)»، ثم عادت وأكدت أن «التحديثات ستكون تراكمية مع كل تحديث يتم بناؤه على كل التحديثات السابقة عليه، والجهاز سيحتاج الى تثبيت آخر تحديث ليظل مدعوماً، وأن التحديثات ربما تتضمن الخصائص والمزايا الجديدة والتحديثات الأمنية وغير الأمنية أو مزيجاً من الاثنين». كما أكدت أنه ليس كل الخصائص في التحديث ستعمل على كل الأجهزة، فجهاز ما ربما يكون غير قادر على تلقي التحديثات إذا كانت مكونات ومعدات الجهاز غير متوافقة، وقد سببت هذه التصريحات إرباكاً وخلطاً للأمور لدى المستخدمين، وهل سيكون الدعم 10 سنوات أم طيلة عمر الجهاز.

تويتر