تسعى إلى بدائل جديدة في سوق التجارة الإلكترونية تخالف «أمازون»

«علي بابا» تبدأ استراتيجية جديدة تعتمد «العقول والذكاء» في تجارة التجزئة

لدى «علي بابا» 37 ألف موظف 20 ألفاً منهم تقنيين. من المصدر

خلال مشاركتها في أعمال «معرض فيفا للتقنية» بالعاصمة الفرنسية باريس، الأسبوع الجاري، صعّدت شركة «علي بابا» الصينية، التي توصف بأنها عملاق تجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية في الصين، من وتيرة المنافسة مع شركة «أمازون» الأميركية، وذلك بالإعلان عن استراتيجية جديدة لبناء «نظام بيئي متكامل» يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في تغيير وجه تجارة التجزئة حول العالم.

وتعتمد هذه الاستراتيجية على علوم البيانات والحوسبة السحابية وتقنيات تعلم الآلة، والتوغل في الصناعات والأسواق التخصصية بصورة رأسية، تحمل لكل صناعة ما يناسبها من خبرات وحلول فريدة تعتمد «العقول والذكاء».

• الاستراتيجية تعتمد على علوم البيانات والحوسبة وتقنيات تعلّم الآلة.

• «علي بابا» تلجأ إلى تعيين خبراء من اليابان والولايات المتحدة وأوروبا.


نقاط قوة

بعد الكشف عن الاستراتيجية الجديدة لـ«علي بابا»، يتبقى على الجميع الانتظار ليرى كيف ستحقق هذه الاستراتيجية النجاح للشركة، وإلى أي حد يمكن أن تكون جاذبة، فمن ناحية، بدأت المنافسة في مجال البيع بالتجزئة تأخذ طابعاً تقنياً منذ فترة طويلة على يد «أمازون» التي احتضنت الحوسبة السحابية. ومن ناحية ثانية فإن «علي بابا» موقع للتجارة يعد وافداً جديداً، لكن لديه نقاط قوة تدعم نجاح استراتيجيته، فهو ضخم جداً في الصين ذات السوق الواسعة، ما يمنحه قوة لما له من مزايا في سوقه المحلية.

وجاءت تفاصيل الاستراتيجية الجديدة على لسان كبير علماء البيانات في «علي بابا»، وانلي مين، الذي تحدث عنها خلال المعرض، ثم في مقابلة مطولة مع شبكة «زد دي نت» المتخصصة في تقنية المعلومات zdnet.com.

ركائز أساسية

تنطلق استراتيجية «علي بابا» الجديدة من ثلاث ركائز اساسية، أولاها: بناء نظام بيئي متكامل لتجارة التجزئة، تستخدم فيه أحدث علوم التقنية، من أجل تغيير وجه تجارة التجزئة عالمياً، وفي مقدمتها علوم البيانات وتعلم الآلة والحوسبة السحابية، وجعلها تتم وفق نموذج المشاركة بين التجارة والتقنية على قدم المساواة، بدلاً من سيطرة شركات التقنية على الأمور في هذا النطاق، وثانيتها: تقديم بدائل جديدة ذات قيمة مختلفة ومتميزة عما يقدمه العمالقة الكبار في سوق التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة عالمياً، وفي مقدمتهم «أمازون» و«وول مارت»، وليس محاولة اللحاق بهم وتكرار ما يفعلونه ويقدمونه الآن، وثالثتها: الاستناد إلى «العقول والذكاء» في إدارة عمليات المشاركة مع المتعاملين بصورة رأسية تقدم القيمة العالية الفريدة، أي تخاطب الأسواق والصناعات التخصصية كل بما يناسبها، ولا تقدم خدمات عامة يقوم المتعاملون والشركات في الصناعات المختلفة ببناء تطبيقاتهم عليها.

نظام متكامل

وتولى مين شرح الركائز الثلاث بشيء من التفصيل بقوله إن موقع «علي بابا» يبني نظاماً متكاملاً للبيع بالتجزئة، يعتمد بالكامل على علوم البيانات وتعلم الآلة والحوسبة السحابية، لافتاً إلى أن النظام مصمم لأن يعمل على المستوى العالمي، ويأخذ المنافسة العالمية في مجال البيع بالتجزئة إلى آفاق جديدة، يتزايد فيها الاعتماد على الحوسبة السحابية. وفي هذا النظام يسعى «علي بابا» لأن يصبح موفر خدمة للمتعاملين من تجار التجزئة، أكثر من كونه يملك كامل العملية مثل ما تفعل «أمازون» أو «وول مارت».

حلول ذكية

وعلى المستوى التنفيذي العملي لهذه الاستراتيجية، فقد أطلق «علي بابا» حزمة حلول «العقول والذكاء»، وهي حزم حلول ذكية في مجالات متخصصة، مثل الصحة والنقل والتصنيع، تندمج فيها الخبرات التخصصية المناسبة لهذه المجالات مع القدرات التقنية المناسبة لها، وهو توجه يتناقض كلية مع خدمات «ويب أمازون» التي تقدم بنية تحتية عامة وأدوات للتطوير، ثم تترك للمتعاملين بناء التطبيقات عليها.

وفي هذا السياق قال مين إن هذا التناقض هو تحديداً النقطة التي تعد تجسيداً لفكرة تقديم شيء جديد مميز ومختلف، بدلاً من محاولة اللحاق بما هو قائم ومتكرر، مشيراً إلى أن إقناع المتعاملين للذهاب إلى الحوسبة السحابية أمر سهل، لكننا نحتاج إلى اقناعهم بالذهاب إلى حوسبة «علي بابا» السحابية.

دعم الشركاء

وأضاف مين أن استراتيجية «علي بابا» تقوم على دعم شركائه الذي يدخلون إلى مناطق مجهولة، والعقول لديه يمكنها تقديم هذا الدعم بكفاءة، فما ان يتم البدء في شراكة مع طرف ما، حتى يكون لدى هذا الشريك جيش من علماء البيانات إلى جانبه.

وأوضح أن «لدى (علي بابا) 37 ألف موظف، 20 ألفاً منهم تقنيون».

يشار إلى أن مين يرأس فريقاً عابراً للتخصصات التقنية والوظيفية مكون من 300 شخص، منهم 50 عالم بيانات، و200 مهندس بيانات، و50 خبيراً في مجال الأعمال.

أما النقص في مهارات علوم البيانات فهو أمر محسوس في الصين، لكن مين يقول إنهم يتعاملون مع ذلك بتعيين خبراء من اليابان والولايات المتحدة وأوروبا.

تويتر