أكدت أن تقنيات تعلّم الآلة والذكاء الاصطناعي والتحليلات العميقة أساس الجيل الجديد للشبكات

«سيسكو»: «الشبكات عالية الذكاء» تفهم «نوايا ومقاصد» مشغّليها وتنفّذها بطريقة تلقائية

«سيسكو» أكدت أن «الشبكات الجديدة» تقوم بتنفيذ المهام دون أية إجراءات طويلة معقدة. من المصدر

أكد مسؤولو شركة «سيسكو»، أكبر صانع لمعدات شبكات المعلومات في العالم، خلال مؤتمر صحافي، أخيراً، أن شبكات المعلومات داخل المؤسسات والشركات، تقف الآن على عتبة مرحلة أو عصر جديد، هو عصر «الشبكات عالية الذكاء»، والقادرة على فهم «نوايا ومقاصد» مشغليها ومستخدميها، ومن ثم تنفيذها بسهولة، وربما بطريقة تلقائية سريعة.

وأشاروا إلى أن (الشبكات الجديدة) تقوم بتنفيذ المهام دون أية إجراءات طويلة معقدة، يتعين على مدير الشبكة أو مشغلها القيام بها، وهو أمر يمثل ثورة غير مسبوقة بكل المقاييس في بناء وتشغيل وإدارة وصيانة وتأمين شبكات المعلومات، ويتناسب تماماً مع التوسع والتعقيد الحالي والمتوقع في شبكات المعلومات، في ظل انتشار تقنيات من الحوسبة السحابية و«إنترنت الأشياء»، التي أسهمت في ظهور شبكات معلومات تضم آلافاً وربما ملايين الأجهزة والمعدات.

• «سيسكو» وضعت فلسفة «الشبكات القائمة على النوايا والمقاصد» موضع التنفيذ الفعلي.

• الشبكات الجديدة تحل المشكلات غير القابلة للحل مثل كشف البرمجيات الخبيثة المشفرة.


محاولات سابقة

أكد محللون أنه من الناحية الواقعية، لا تعد «سيسكو» الشركة الأولى التي تتحدث عن مفهوم «الشبكات عالية الذكاء»، فقد سبقتها شركات عديدة تناولته بمسميات مختلفة، من بينها مثلاً «الشبكات القائمة على السياسات»، ومن ثم فالأمر ليس قاصراً على «سيسكو»، وما ان يحدث فيه نوع من الانفتاح، والمشاركة في مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر، وسيشهد الأمر رواجاً يجعل شبكات «سيسكو» القائمة على النوايا، مجرد وجبة محلية أو منزلية، أنشئت فقط من أجل حافظة منتجات «سيسكو».

ردود الأفعال

وتابعت «الإمارات اليوم» فعاليات المؤتمر وردود الأفعال التي تلته، والمعلومات الخلفية الخاصة به عبر غرفة الأخبار بموقع شركة «سيسكو» newsroom.cisco.com، وما صاحبها من بث حي ومسجل بالفيديو لوقائعه، فضلاً عن تحليلات وتقارير عدة نشرت حوله بمواقع التقنية الكبرى. وفي ضوء ذلك، يمكن القول إن «سيسكو»، حسب تصريحات رئيسها التنفيذي، تشاك روبينز، اتخذت قراراً بالبدء في وضع فلسفة «الشبكات القائمة على النوايا والمقاصد» موضع التنفيذ الفعلي، وجسدت هذا القرار في مجموعة من حزم البرمجيات ومعدات بناء الشبكات التي كشفت عنها النقاب خلال المؤتمر، وذلك بعد أن ظل هذا التوجه مجرد أفكار قيد المناقشة بصناعة تقنية المعلومات.

ويقصد بـ«الشبكات عالية الذكاء»، والقادرة على فهم «نوايا ومقاصد» مشغّليها ومستخدميها، بأنها شبكات المعلومات فائقة الذكاء، والتي تتمكن من فهم السياق الذي يدور بداخلها، في ما يتعلق بطبيعة المعلومات المتداولة، وأوامر وإعدادات التشغيل الصادرة عن المستخدمين والمشغلين والمديرين للشبكات، ثم تتعلم مع الوقت من هذا السياق كيف تفهم وتتوقع النوايا أو المقاصد التي يريدها المستخدم، أو يسعى مدير الشبكة إلى تحقيقها في نهاية المطاف، ثم تقوم بتحقيقها له تلقائياً.

شبكات المعلومات

وعبّر روبينز عن هذا الأمر خلال كلمته أمام الحضور بالمؤتمر بقوله: «نحن كبشر تقوم الكثير من تصرفاتنا وقراراتنا على (الحدس) والتوقع المستند إلى ما نتعلمه من خبرات، وما نمر به من مواقف على مدار اليوم، وهذا بالضبط المفهوم الذي قمنا بنقله إلى شبكات المعلومات، عبر سلسلة من المنتجات البرمجية والمعدات التي تجعلها قادرة على القيام بعملية (الحدس) والتوقع وفهم النوايا والمقاصد وتنفيذها، وهذا الجيل من الشبكات سيكون هو المستقبل خلال الـ30 سنة المقبلة».

وأوضح نائب الرئيس ومدير عام الشبكات والتأمين في «سيسكو»، ديفيد جيو تشيلر، أن «مدير الشبكة القائمة على النوايا والمقاصد، يمكنه أن يكتب جملة لنظام تشغيل وإدارة الشبكة يقول فيها مثلاً: (يتم منع كل الأجهزة الموجودة في فرنسا من الوصول الى الحاسب الرئيس طوال اليوم)، فتقوم الشبكة تلقائياً ولحظياً بإعادة تهيئة نفسها لتنفيذ الأمر، من دون أن يدخل مدير الشبكة الى الإعدادات ليغيّرها يدوياً، أو يكتب سطوراً طويلة من أكواد البرمجة لتنفيذ ذلك، وإذا كان هذا الأمر يصدر بصورة دورية في توقيتات محددة خلال الأسبوع أو الشهر مثلاً، فستتعلم الشبكة أن تنفذ هذا الأمر من تلقاء نفسها، بناء على ما تتعلمه من خبرة التشغيل اليومي وتكرار صدوره، وتتعامل معه على أنه من النوايا أو المقاصد الموجودة لدى مشغّل الشبكة».

أجهزة للتنفيذ

وخلال المؤتمر، عرضت «سيسكو» مجموعة من المنتجات وحزم البرمجيات، التي وصفتها بأنها مطلوبة لبناء وتشغيل شبكة قائمة على «النوايا والمقاصد»، مشيرة إلى أن البرمجيات ستقدم كخدمة بالاشتراك وليست كمنتجات، يتم شراؤها، وتضمنت هذه المنتجات:

1ـ حزمة برمجيات البنية المعمارية الرقمية: وهي عبارة عن محرك للميكنة والتعلم بالنسبة للشبكة، ولوحة تحكم مركزية تسمح لمديري الشبكة بتحديد نواياهم ومقاصدهم من وراء تشغيل الشبكة، لتقوم حزمة البرمجيات بترجمة هذه النوايا، إلى اجراءات وأفعال، وفي الوقت نفسه تعطي ادارات تقنية المعلومات الرؤية الكاملة والسياق عبر كامل الشبكة.

2ـ حزمة الوصول المعرف بالبرمجيات: وتستخدم في التنفيذ الآلي للسياسات الموضوعة من قبل مديري الشبكات، وعلى سبيل المثال، تقوم بتقسيم الشبكة مع الحفاظ على نسيجها العام الموحد، لتبسيط الوصول للشبكة من خلال ميكنة المهام اليومية، مثل الإعدادات وحل المشكلات.

3- منصة بيانات الشبكة وضمانها: وهي حزمة برمجية تقوم بتصنيف وربط جميع البيانات التي تعمل بالشبكة، وتستخدم تقنية تعلّم الآلة لتحويلها الى تحليلات إنتاجية، ورؤى قابلة للتنفيذ.

4ـ نظام تحليل حركة المرور المشفرة داخل الشبكة: وهو حزمة برمجيات أمن معلومات، تستخدم أدوات «سيسكو» لأمن الانترنت المعروفة باسم «تالوس»، مع تقنية تعلم الآلة، لتحليل البيانات الوصفية في أنماط حركة المرور، وهي تمكن إدارات تقنية المعلومات من الكشف عن التهديدات في الملفات وحركة المرور المشفرة بدقة تصل الى 99%.

5ـ عائلة محولات «9000 كاتلاست»: وهي أجهزة تستخدم في بناء الشبكات، وتتميز بأنها مؤمّنة وقابلة للبرمجة ومصممة للعمل أثناء التنقل والحوسبة السحابية و«إنترنت الأشياء»، وقادرة على تشغيل برمجيات وتطبيقات مقدمة من أطراف ثالثة أو شركات أخرى، كما تستطيع تشغيل أي تطبيقات مبنية على تعلّم الآلة والذكاء الاصطناعي، والتحليلات الضخمة.

تويتر