أطلقت طرازاً جديداً من المعالجات الدقيقة لتشغيل الحاسبات الخادمة في مراكز البيانات ولدى موفّري خدمات الحوسبة السحابية

«إيه إم دي»: أداء «إيبيك» يفوق معالجات «إنتــــــل» بــ 70%

صورة

فتحت شركة «إيه إم دي» الأميركية المتخصصة في صناعة معالجات الحاسبات الشخصية والخادمة، جبهة منافسة جديدة مع نظيرتها «إنتل»، بإعلانها، أخيراً، عن إطلاق طراز جديد من المعالجات الدقيقة المخصصة لتشغيل الحاسبات الخادمة داخل مراكز البيانات الكبرى ولدى موفري خدمات الحوسبة السحابية وشركات استضافة مواقع الإنترنت. ويحمل الطراز الجديد اسم «إيبيك» ويحقق تفوقاً في الأداء والمواصفات بنسبة 70% على نظرائه من معالجات «إنتل». ووصفت «إيه إم دي» معالجها الجديد بأنه «(معول هدم) وأداة لـ(إزعاج) امبراطورية (إنتل) التي تسيطر على 98% من سوق معالجات الحاسبات عالمياً، وإصابتها بالاضطراب».

• «إيه إم دي» وصفت معالجها الجديد بأنه «معول هدم» وأداة لـ«إزعاج» إمبراطورية «إنتل».

• «إيبيك» يسمح بوضع المزيد من الحاسبات الخادمة في مساحة أصغر، ويقلل استهلاك الطاقة.

شرخ في هيمنة «إنتل»

قال الباحث الرئيس في مؤسسة «مور» البحثية للرؤى والاستراتيجيات، باتريك مورهييد، في تقرير نشره موقع «بي سي وورلد» للتقنية، إن «العاملين في (إيه إم دي) ليسوا هم فقط الذين يطمحون في أن يكسر معالج (إيبيك) سيطرة شركة (إنتل) على سوق معالجات مراكز البيانات، بل يأمل في ذلك أيضاً مستخدمو المؤسسات وشركات استضافة مواقع الـ(ويب)، إضافة إلى مقدمي خدمات الحوسبة السحابية على النطاق الكبير، حيث إنهم جميعاً يطلبون منافسة أو خياراً آخر في شرائح الحاسبات لتخفيض التكاليف وتطوير التفاوض عند الشراء».

وأضاف مورهييد أن «معالج (إيبيك) لاقى بسبب مواصفاته الجيدة والجديدة، دعم الأصوات من مصنعي البرمجيات والمعدات في بيئة عمل مراكز البيانات، وهذا ما سيجعله أفضل خطوة لاستهداف هذه السوق خلال سنوات، وسيحدث شرخاً في هيمنة (إنتل) على السوق».


98 %

من سوق المعالجات العالمية تسيطر عليها «إنتل».

وأبرز ما لفت النظر في المؤتمر الذي تم من خلاله الإعلان عن معالج «إيه إم دي» الجديد هو الحفاوة والدعم الواضحان اللذان تلقاهما من كبار مصنعي الحاسبات الخادمة، مثل شركة «إتش بي» و«ديل إي إم سي»، وكبار مصنعي البرمجيات كشركة «مايكروسوفت».

منافسة شديدة

وتعد المنافسة بين «إنتل»، التي تعد أكبر صانع للمعالجات الدقيقة في العالم وتهيمن على الشريحة الأكبر من سوق المعالجات، و«إيه إم دي» الشركة الأصغر حجماً، قائمة منذ سنوات عدة، لاسيما ان «إيه إم دي» تمثل أقوى وأفضل بديل يمكن أن يحل محل «إنتل» ويهز إمبراطوريتها الكبيرة من بين عشرات المصنعين الصغار للمعالجات الدقيقة.

وفي إطار هذه المنافسة الشديدة نظمت «إيه إم دي» مؤتمراً صحافياً، أول من أمس، كشفت فيه عن معالجها الجديد «إيبيك» المخصص للعمل على الحاسبات الخادمة التي يجري تشغيلها داخل مراكز البيانات الضخمة، التي تدير خدمات الحوسبة السحابية، وخدمات استضافة مواقع الإنترنت، ومحركات البحث الكبرى، وغيرها من المهام الضخمة واسعة النطاق.

مواصفات «إيبيك»

وتولى مدير منتجات مراكز البيانات وحلول المؤسسات في شركة «إيه إم دي»، دان باوند، شرح وتوضيح مواصفات المعالج الجديد خلال المؤتمر. ووفقاً لما نشر على غرفة الأخبار في موقع «إيه إم دي» amd.com/‏‏‏‏en-us/‏‏‏‏press-releases نقلاً عن باوند، فإن «إيبيك» تم إنتاجه في طرز عدة، منها «إيبيك 7251» الذي يتضمن ثمانية محاور تدعم 16 سناً تعمل بصورة متزامنة، وقاعدة تردد 201 غيغاهيرتز ترتفع إلى 2.9، ويمكن الوصول بعدد المحاور الداخلية به إلى 32 محوراً، تدعم 64 سناً بصورة متزامنة، وسرعة قصوى تصل الى 3.2 غيغاهيرتز، في حين تصل معالجات «زيون» من «إنتل» إلى 24 محوراً فقط. وأضاف باوند أن قصة «إيبيك» لا تتوقف عند عدد المحاور الداخلية التي يقدمها، موضحاً أن كل المعالجات، صعوداً وهبوطاً في نطاق هذه المنتجات، تقدم ثماني قنوات للذاكرة تدعم ذاكرة بمواصفات تصل الى 2666 غيغاهيرتز دي دي آر 4 ودي رام واثنين تيرابايت، و128 خط توصيل بنمط «بي سي آي» للتوصيل المباشر، فضلاً عن تصميم الطاقة المولدة من الشريحة، الذي يراوح بين 120 واط في المستويات المنخفضة و180 واط من الشرائح العالية المكونة من 32 محوراً، لكن المميز في معالجات «إيبيك» أنها تقدم جميعها بطريقة «نظام على شريحة»، المعروف في مجال صناعة المعالجات باسم «سوك»، مشيراً إلى أن هذه الشريحة وحيدة المقبس، يمكن مزاوجتها بشريحة أخرى من «إيبيك» في النظام ثنائي المقبس في المستويات العالية المواصفات.

وذكر أن التحليلات الداخلية لـ«إيه إم دي»، أظهرت أن شريحة 7601 وحيدة المقبس أو المنفذ تحقق أداء أفضل بنسبة 75% في معالجة الرسوميات والجداول البيانية والألعاب على سبيل المثال، و47% أعلى في معالجة النصوص والأرقام، وذلك مقابل شريحة «إنتل» طراز «إي 5- 2699 إيه في 4»، لافتاً إلى أن شرائح «إيه إم دي» الجديدة أظهرت بشكل عام تفوقاً في الأداء والمواصفات بنسبة 70% مقابل شرائح «إنتل» التي تباع بأسعار عند 8000 دولار، والتي تتنافس فيها شرائح «إيبيك 7301» مع شرائح «إنتل إي 5- 7630».

مساحة أصغر

وبيّن مدير منتجات مراكز البيانات وحلول المؤسسات في «إيه إم دي»، أن هذه المزايا الفارقة تجعل معالج «إيبيك» يسمح لمراكز البيانات بوضع المزيد من الحاسبات الخادمة في مساحة أصغر، ويقلل استهلاك الطاقة والمكان وتكاليف التشغيل.

وأوضح أنه كلما كان التوسع أكبر في مراكز البيانات كلما كان الوفر المحقق أكبر، مؤكداً أن «إيه إم دي» حققت التوازن بين الأداء والذاكرة القابلة للتوسع، حيث إن هذا يعد عاملاً كبيراً للتميز والتفرقة.

وقال باوند إن معالجات «إيبيك»، تمتلك على اختلاف طرزها، قدرات الذاكرة نفسها وطبيعة المدخلات والمخرجات نفسها، بدءاً من المعالجات ثمانية المحاور إلى المعالجات ذات الـ32 محوراً، معتبراً أن هذا عنصر تميز كبير مقارنة بمعالجات «برودويل» و«سكاي ليك» من «إنتل»، التي تعد أحدث الاجيال الحالية والمقبلة من البنية المعمارية لمعالجات «زيون».

وأفاد بأنه على الرغم من أن معالجات «سكاي ليك»، المتوقع الإعلان عنها رسمياً في يوليو المقبل، ستحقق 15% تحسناً مقارنة بمعالجات «برودويل»، فإن هذا التحسن لن يقضي على الفجوة بين معالجات «إنتل» ككل و«إيبيك»، الذي سيظل متفوقاً في الأداء والخصائص، خصوصاً في فئة المعالجات وحيدة المقبس، فضلاً عن أن قابلية الذاكرة للتوسع ستساعد كثيراً في المنافسة، وإضافة لذلك سيكون «إيبيك» متوافقاً مع الجيل المقبل من المنتجات، ولديه نظام فرعي لأمن المعلومات مخصص له، يتضمن وظائف التشفير موضوع على متحكمات الذاكرة داخل وحدة «السيليكون»، التي تشفر الذاكرة بطريقة فعالة.

«معول هدم»

وأكد باوند أن معالجات «إيبيك» تتفوق في المعيار المعروف باسم «نقطة الأداء العائمة»، وهو أحد معايير كفاءة الحوسبة في المعالجات، مشيراً إلى أن هذا المعيار يجعل من معالج «إيه إم دي» الجديد «معول هدم» في امبراطورية «إنتل»، على حد وصفه.

كما أكد أن «(إيه إم دي) لم تأتِ هذه المرة بمنتج يبدو أنه قادر على المنافسة، لكنها جاءت بمنتج يمكنه إحداث الازعاج والاضطراب».

تويتر