بعد صدور تقارير تؤكد تراجع «المتصفح» أمام «كروم» وسط توقعات بانخفاض حصته السوقية إلى أقل من 10% خلال 2017

«فايرفوكس» يواجه مستقبلاً غامضاً.. وجدال حول مصيره

مستخدمو «فايرفوكس» على مستوى العالم شكلوا نحو 12% من الذين استخدموا الشبكة خلال شهر. من المصدر

بعد أكثر من 15 عاماً على ظهوره وانتشاره عالمياً، أصبح متصفح «فايرفوكس» المفتوح المصدر، الذي تنتجه شركة «موزيلا»، يواجه مستقبلاً غامضاً غير محدد حتى بالنسبة لكبار المسؤولين عنه، الذين دخلوا في حالة من الجدل حول مصيره ما إذا كان له مستقبل من الأصل أم لا. وتفجرت هذه الحالة إثر صدور تقريرين أخيراً، أكدا أن «فايرفوكس» يتراجع بصورة غير مستقرة أمام متصفح «غوغل كروم»، وأن حصته السوقية معرضة للتراجع إلى ما دون الـ10% خلال العام الجاري، فيما أفاد تقرير ثالث بأن المستخدمين داخل المؤسسات والشركات يميلون بشدة إلى «غوغل كروم»، على حساب كل من متصفحات «فايرفوكس» و«إنترنت إكسبلورر» و«إيدج».

مسؤول حث على مقاومة هيمنة «كروم» بالإقبال على استخدام «فايرفوكس».

المدير التقني السابق لـ«موزيلا» اعتبر أن «(غوغل كروم) فاز واللعبة انتهت».


حصة «إكسبلورر»

أظهرت بيانات لمؤسسة «غارتنر» أن «المستخدمين يميلون إلى استخدام (غوغل كروم) أكثر من (إنترنت إكسبلورر)». لكن المحلل في المؤسسة والمسؤول عن إعداد تقرير حول استخدام المتصفحات داخل المؤسسات، ديفيد سميث، أوضح أن «(إنترنت إكسبلورر) يحتفظ بحصة معتبرة، وله حضور ملحوظ داخل المؤسسات، لأن هناك الكثير من تطبيقات المؤسسات تعمل فقط مع (إنترنت إكسبلورر) كون هذه التطبيقات تستخدم ملحقات خاصة بـ(إكسبلورر)، مثل (أدوبي فلاش) و(جافا) التي تعمل فقط على خوادم (سيلفرلايت) من (مايكروسوفت)»، لافتاً إلى أن «من المعروف أن أي شيء يحتاج وحدات تحكم تعمل بتقنية (إكتف إكس) تحتاج إلى (إنترنت إكسبلورر)».

تراجع

وصدر أول التقارير التي فجرت الجدل حول مستقبل «فايرفوكس» عن شركة «ستيت كاونتر» الإيرلندية المتخصصة في بحوث وتحليلات متصفحات الـ«ويب» والتنبؤ بمستقبلها، التي أكدت أن «مستقبل (فايرفوكس) ليس جيداً، حيث إن الاتجاه العام بالنسبة له هو التراجع أمام متصفح (غوغل كروم)»، فيما صدر التقرير الثاني عن شركة «نيت إبليكشن» الأميركية المتخصصة في قياسات الـ«ويب»، التي أوضحت أن «مستخدمي (فايرفوكس) على مستوى العالم شكلوا نحو 12% من الذين استخدموا الشبكة خلال أبريل الماضي». وأكدت «نيت إبليكشن» في تقريرها على ما قالته «ستيت كاونتر» من أن «(فايرفوكس) يتراجع أمام (كروم)»، مشيرة إلى أنه «خلال سنة ستتقلص الحصة السوقية لـ(فايروفكس) إلى أقل من 10%». أما التقرير الثالث، فصدر عن مؤسسة «غارتنر» الدولية المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات، حيث قال المحلل في المؤسسة والمسؤول عن إعداد تقرير حول استخدام المتصفحات داخل المؤسسات، ديفيد ميشيل سميث، إن «(غوغل كروم) هو المتصفح الأكثر استخداماً بين موظفي المؤسسات»، لافتاً إلى أن «(كروم) يتقدم بصورة ساحقة داخل المؤسسات على حساب (فايروفوكس) ومتصفحي (إنترنت إكسبلورر) و(إيدج) من شركة (مايكروسوفت)».

رد فعل

وفي رد فعل على هذه التقارير المتتالية، اندلعت حالة من الجدل والصدام بين اثنين من المديرين الكبار ذوي العلاقة بـ«فايرفوكس»، الأول هو مدير تسويق المنتجات في شركة «موزيلا» حالياً، إيريك بيتيت، والمدير التقني السابق لـ«موزيلا»، أندرياس جال، حيث كتب كل منهما تدوينة مطولة على مدونته تعليقاً على هذه التقارير. وبينما حث بيتيت المستخدمين على مقاومة هيمنة «كروم» بالإقبال على استخدام «فايرفوكس»، أكد جال أن «كروم» فاز والمعركة انتهت.

وما يزيد من صعوبة الموقف بالنسبة لـ«موزيلا» و«فايرفوكس» أن تلك التقارير تأتي في وقت حساس بالنسبة لهما، لكونها تتزامن مع بدء حملة التسويق الجديدة لـ«فايرفوكس»، التي تحمل اسم «المتصفح ضد الجهاز»، والتي يجري من خلالها الترويج والتسويق للتحسينات والإضافات المهمة التي ستظهر مع الإصدار رقم 54 من «فايرفوكس».

تأثير «كروم»

وبدأ الجدل بين بيتيت وجال بتدوينه لبيتيت نشرها على مدونة «فايرفوكس» https:/‏‏‏‏‏/‏‏‏‏‏medium.com/‏‏‏‏‏the-official-unofficial-firefox-blog/‏‏‏‏‏، وكانت تعليقاً شخصياً منه، لا يعبر بحسب قوله عن رأي «موزيلا» بصورة رسمية، حول ما أثير في هذه التقارير، مؤكداً أن «تأثير (كروم) على اقتصاد الإنترنت وعلى الإفراد ليس متوازناً».

ولم يجادل بيتيت في أن «كروم» يتصدر سوق المتصفحات، لكنه جادل في قدرته على الهيمنة والسيادة على السوق، وانتقده كونه قائماً على نموذج عمل يضر بـ«الويب» بشكل عام، قائلاً في هذه النقطة: «لقد قامت (غوغل) ببناء (كروم) لتعظيم العائد من عمليات البحث وتقديم إعلانات عرض على ملايين المواقع، بما يؤدي إلى توليد المال من كل ضغطة أو نقرة، والحل لتفادي هذا الضرر هو أن تشغل (فايرفوكس)».

وأخذ بيتيت يعدد ويصف تحسينات الأداء التي قامت بها «موزيلا» خلال السنوات القليلة الماضية، بما فيها إصدار «فايرفوكس» متعدد العمليات، الذي سيضيف المزيد من معالجة المحتوى للمستخدمين في الإصدار رقم 54 المقرر طرحه 12 يونيو الجاري.كما أشار إلى حملة «موزيلا» الإعلانية الجديدة التي تقر بحصة «كروم»، لكنها تبرز المهارات الجديدة غير المسبوقة لـ«فايرفوكس». وحاول بيتيت استباق الانتقادات التي يمكن أن توجه الى هذه الحملة بقوله: «بعض الناس سيفسر حملة (المتصفح ضد الجهاز) باعتبارها صرخة يائسة لكنها ليست كذلك»، مضيفاً أن «(فايرفوكس) واصل الانتشار والنمو بين المستخدمين العام الماضي، و(موزيلا) في حالة مالية جيدة أكثر من أي وقت مضى».

الحصة السوقية

وبعدما نشر بيتيت تدوينته، دخل جال على الخط، ونشر تدوينه على مدونته الشخصية https:/‏‏‏‏‏/‏‏‏‏‏andreasgal.com للتعليق على ما قاله بيتيت، مستخدماً في الرد، البيانات التي طرحتها شركة «ستيت كاونترن» وتنبوءاتها حول مستقبل «فايرفوكس». وقال إن «خط الاتجاه نحو المستقبل ليس جميلاً بالنسبة لـ(فايرفوكس)، فعلى الرغم من التوسع في السوق، فإن كل من (إنترنت إكسبلورر) و(فايرفوكس) يتراجعان بصورة غير مستقرة في الحاسبات الشخصية»، مؤكداً أن «(فايرفوكس) لا يمضي لأي مكان، وهذا يعني أنه سيكون حاضراً للعديد من السنوات، وإن كان ذلك سيحدث مع الانخفاض المستمر في الحصة السوقية له». وأعرب جال عن أسفه من أن «هذا التحول كلي ومستحيل تفاديه»، ملخصاً الموقف بقوله: «(كروم) فاز، واللعبة انتهت». ورفض جال ما قاله بيتيت بأن التحسينات الجارية ستعيد النمو إلى «فايرفوكس».

تويتر