كشف عنها تحالف شركات تقنية كبرى.. وتعمل بمعالجات «إيه آر إم» مع نسخة كاملة من «ويندوز 10» وتطبيقاته القديمة والحديثة

نسخة تجريبية تحت التطوير من فئة «الحاسبات الخليوية المحــمولة»

الجهاز الجديد يحقق خفة الوزن وقوة الحوسبة والاتصال الدائم بالشبكات المحمولة فضلاً عن طول عمر البطارية. من المصدر

قدم تحالف مكون من شركات تقنية كبرى، رسمياً، أول نسخة تجريبية تحت التطوير من فئة الحاسبات المحمولة الجديدة، التي يطلق عليها «الحاسبات الخليوية المحمولة»، التي تدمج بين خصائص الهاتف والحاسب المحمولين دمجاً تاماً في جهاز واحد، يحقق رخص السعر، وخفة الوزن، وقوة الحوسبة، والاتصال الدائم بالشبكات المحمولة، فضلاً عن طول عمر البطارية.

وعرض تحالف شركات «كوالكوم» و«مايكروسوفت» و«إتش بي» و«لينوفو» و«أسوس» الجهاز الجديد خلال فعاليات معرض «كمبيوتكس» للحاسبات، الذي اختتم فعالياته في العاصمة التايوانية تايبيه، أخيراً، موضحاً أن الجهاز يعمل بمعالجات «إيه آر إم» التي تنتجها شركة «كوالكوم»، ويشغل النسخة الكاملة لنظام تشغيل «ويندوز 10» من «مايكروسوفت»، وكل ما يعمل عليه من تطبيقات قديمة وحديثة، على أجهزة حاسبات محمولة تنتجها كل من «إتش بي» و«لينوفو» و«أسوس».

• الجهاز الجديد يدمج بين مزايا الهواتف الذكية والحاسبات المحمولة بجهاز واحد.

• الحاسبات الجديدة ستبدأ في الظهور نهاية 2017 مع سعر يراوح بين 600 و800 دولار.

نسخة بلا مشكلات

وخلال العرض، ظهرت اللوحات الرئيسة العاملة بشرائح «كوالكوم سناب دراجون 835» لحاسبات «ويندوز 10»، جنباً إلى جنب مع لوحات رئيسة تعمل بمعالجات المنافسين الآخرين «إنتل» و«إيه إم دي»، وتم تشغيل النسخة التجريبية للجهاز بشريحة «سناب دراجون 8.5»، حيث ظهر الجهاز وهو يشغل النسخة الكاملة من «مايكروسوفت أوفيس» من دون تأخير كبير أو ملحوظ، إضافة إلى قدرته على تشغيل ملفات فيديو بملء الشاشة، وضمان سلاسة الفيديو.

وأثناء العرض، أعلنت كل من «إتش بي» و«لينوفو» و«أسوس» أنها وقعت على المشاركة في خطة شركة «كوالكوم» الطموحة لإنتاج حاسبات شخصية محمولة، تعمل بنظام تشغيل «ويندوز 10»، ومعالجات «إيه آر إم سناب دراجون»، وهي خطة تقوم على تحالف استراتيجي في هذا الشأن بين شركة «كوالكوم» المنتجة لمعالجات «إيه آر إم»، و«مايكروسوفت» المنتجة لنظام تشغيل «ويندوز 10». وأفادت «كوالكوم» بأن الحاسبات الجديدة ستبدأ في الظهور نهاية العام الجاري، مع سعر متوقع يراوح بين 600 و800 دولار.

قبول حذر

وفور العرض الرسمي للنسخة التجريبية، أبدى الكثير من المحللين والمعلقين حذراً واضحاً في القبول بها، والإقرار بقدرتها على العمل جيداً بالأسواق، والمنافسة مع الحاسبات المحمولة الحالية العاملة بمعالجات كل من «إنتل» و«إيه إم دي»، وذلك بسبب الفشل الذي واجهته تجربة سابقة مماثلة منذ نحو عامين، حينما تحالفت الشركات نفسها تقريباً، ومعها شركة «ديل»، في تقديم أجهزة حاسبات محمولة تعمل بمعالجات «كوالكوم إيه آر إم»، ونسخة مخصصة لها من نظام تشغيل «ويندوز»، أطلق عليها «آر تي»، وكان أهم أسباب الفشل وقتها عدم التوافق بين «ويندوز آر تي» وتطبيقات «ويندوز» التي اعتاد المستخدمون العمل عليها سنوات طويلة.

وأشار تقرير بثه موقع «بي سي ورلد» pcworld.com إلى أن العرض كان ناجحاً، لكنه لا يضمن الإقرار بنجاح العمل ككل، إذ يتعين الانتظار إلى حين وصول المنتجات الحقيقية واختبارها عملياً، لأنه لم يكن هناك سوى نسخة تجريبية واحدة.

تغير كبير

وفي حال نجاح هذا التحالف فيما ينوي عمله، فسيكون ذلك تغيراً كبيراً في صناعة الحاسبات الشخصية، التي تمركزت حول بنية «إنتل» المعمارية «إكس 86» لأكثر من ثلاثة عقود، لأن معالجات «إيه آر إم» نوعية من المعالجات ظهرت للعمل على الأجهزة المحمولة والأجهزة محدودة القدرات، وهي نوعية مختلفة تماماً عن المعالجات الشهيرة في مجال الحاسبات الشخصية. ويرجع الاختلاف إلى أنها تعتمد على بنية معمارية خاصة بها، يطلق عليها «ريسك»، وهي اختصار لمفهوم «الحاسب القائم على مجموعة محدودة مخفضة من الأوامر والتعليمات»، بينما تعتمد المعالجات المخصصة للحاسبات الشخصية على بنية معمارية أخرى، معروفة باسم «إكس 86»، يتم فيها تشغيل المعالج بالمجموعة الكاملة من الأوامر.

«كوالكوم» تقود

وتتحمل شركة «كوالكوم» العبء الأكبر في تنظيم وقيادة هذا التحالف، إذ إنها تعتبر أكبر صانع لمعالجات وشرائح الهواتف المحمولة، وترى أن دخول مجال الحاسبات المحمولة والحاسبات اللوحية يعد أكبر فرصة أمامها لتوسيع أعمالها مستقبلاً، وضمان مزيد من النمو والتفوق، ولذلك فإنه خلال العرض الحي لهذه الفئة الجديدة من الحاسبات، تولى نائب رئيس الشركة، دون ماكجوير، تقديم النسخة التجريبية للحاسب الجديد، وشرح مزاياه وفرص نجاحه. ومن أبرز ما تناوله ماكجوير أن «فئة الحاسبات الخليوية ستستفيد من التركيز الشديد لـ(كوالكوم) في مجال الهواتف الذكية على توفير الطاقة وإطالة زمن البطارية إلى 20 ساعة فأكثر»، مبيناً أن «الحاسبات الخليوية التي تعمل الشركات الثلاث (إتش بي) و(لينوفو) و(أسوس) على إنتاجها، أصبحت فعلياً تحت التطوير، وتعتمد على شرائح (سناب دراجون 835)، المستخدمة في هواتف (غالكسي إس 8) و(إتش تي سي يو 11)، و(سوني إكسبيريا إكس زد)».

تنافس

وقال ماكجوير إن «الحاسبات الجديدة ستتنافس مع الطرازات المعتمدة على معالجات (إنتل) و(إيه إم دي)، في القطاع الذي تطلق عليه (مايكروسوفت) اسم (الحاسبات الشخصية المتصلة دائماً)»، مشيراً إلى أن «حاسبات (ويندوز 10) العاملة بمعالجات (إيه آر إم) تعتزم جلب العديد من أفضل مزايا وخواص الهواتف الذكية إلى الحاسبات المحمولة، كبطارية تعمل طوال اليوم، وسرعة اتصال دائم بالشبكات المحمولة العاملة بتقنية (إل تي إي)، لتحقيق فكرة أن الحاسب الشخصي يجب أن يكون دائم الاتصال بالإنترنت، كما هي الحال في الهواتف الذكية، ويقوم بمزامنة البيانات تلقائياً».

تعلم من الفشل

وحول ما حدث في التجربة السابقة لنظام تشغيل «ويندوز آر تي» مع معالجات «كوالكوم»، أوضح ماكجوير، أنها «كانت تجربة ذات توقعات زائدة ومخرجات أقل من المطلوب، لكن هذه المرة تعلمنا الدرس، ونقدم شيئين مهمين: الأول النسخة الكاملة من (ويندوز 10)، والتوافق التام مع تطبيقات (ويندوز)، أما الأمر الثاني فيتمثل في تقديم جيل جديد من معالجات (إيه آر إم) القوية، التي تشغلها بلا مشكلات أو فروق بينها وبين المعالجات الأخرى، وبالتالي فما يجري تقديمه ليس النسخة الثانية من نظام تشغيل (آر تي)، بل نسخة (ويندوز 10) كاملة، تعمل على منصة (سناب دراجون)، وتشغل كل تطبيقات (ويندوز 7) القديمة والحديثة».

تويتر