بعد تحليل أجراه تقنيّون على أصوات أغانٍ وموسيقى بأنماط مختلفة منبعثة من الهاتف إلى «السماعتين»

سماعة «غالاكسي إس 8» تتفوق على «إيربود» بصفاء ووضوح الصوت

التحليل خلص إلى أن «سامسونغ» حققت جزءاً بسيطاً من التفوق على «أبل» في عالم الهواتف المحمولة وملحقاتها. من المصدر

بعد إطلاق شركة «سامسونغ» هاتف «غالاكسي إس 8» وسماعة الأذن الملحقة به، أجرى فريق من تقنيي الأصوات تحليلاً فنياً متخصصاً للتعرف الى الفروق بين هذه السماعة، وسماعة earpod «إيربود» الملحقة بهاتف «آي فون 7» من شركة «أبل»، وذلك من خلال تحليل أصوات الأغاني والموسيقى التي تنبعث من السماعتين عند بث الأغاني إليهما من الهاتف.

وتبين من التحليل أن سماعة «سامسونغ» تتفوق على سماعة «إيربود» في معايير عدة، أبرزها صفاء ووضوح الصوت، ما يعني أن «سامسونغ» حققت جزءاً بسيطاً من حلم التفوق على «أبل» في عالم الهواتف المحمولة وملحقاتها، لكنه تفوق لا يضمن لها المنافسة بقوة في سوق سماعات الأذن وسماعات الرأس التي تباع بصوة مستقلة عن الهواتف، نظراً لوجود منافسين آخرين يقدمون ما هو أفضل بسعر أقل.

تقنية «إيه كي جي»

أفاد الفريق التقني الذي أجرى تحليلاً للتعرف إلى الفروق بين سماعة «غالاكسي إس 8»، وسماعة «إيربود»، بأن الجزء الكبير من التفوق الذي حققته سماعة «سامسونغ» مقابل سماعة «أبل» يعود إلى تقنية «إيه كي جي»، التي أنتجتها شركة فرعية من «سامسونغ» تحمل الاسم نفسه وتركز على تقنية الصوت فقط، والتي كانت «سامسونغ» استحوذت عليها جزءاً من صفقة «هارمان» الضخمة التي أجرتها العام الماضي.


• الصوت المنبعث من سماعات «غالاكسي إس 8» أكثر توازناً مقارنة مع «إيربود».

• التحليل أظهر أن سماعة «إيربود» تضفي «طبقة ضبابية» على الألحان.

مواد سمعية

ونشر موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com نتائج هذا التحليل الذي اعتمد على تحليل مواد سمعية عبارة عن أغانٍ بألحانها الموسيقية، من أنماط فنية وغنائية ولحنية مختلفة، منها موسيقى الـ«راب» والـ«هيب هوب» وغيرهما، وليس صوت مكالمات هاتفية، بحيث يتم بثها للسماعة من الهاتف الذكي. وتتبع تقنيو الأصوات تحليل الصوت الصادر عن السماعة، لمعرفة قدرتها على إظهار خصائص ومواصفات الصوت الخاص بكل آلة موسيقية أو صوت المغني، كل صوت على حدة، من حيث طبقة الصوت وحدّته ووضوحه وما يحمله من عمق، مقارنة بحالته في اللحن الأصلي.

أكثر توازناً

وأظهرت نتائج التحليل الذي استغرق أسابيع عدة، أن الصوت المنبعث من سماعات «غالاكسي إس 8» يعتبر أكثر توازناً مقارنة بالصوت المنبعث من سماعات «آي فون 7».

وقال تقنيو الصوت إن «الفارق في التوازن لا يشكل مساحة عالية الوضوح بين السماعتين»، موضحين أن «سماعة (إيربود) تركز بالأساس على طبقتين من الصوت، هما طبقة (باس) أو الصوت من المستوى الأدنى، وطبقة (النهاية المنخفضة)، وذلك على ما عداهما من طبقات الصوت الأخرى، إذ إن هذا الاختيار يصل الى النقطة التي تطغى على بقية طبقات الصوت، أما سماعة (غالاكسي إس 8)، فاتضح أنها أكثر تنظيماً، فهي تركز بالأساس على طبقات المنتصف أو (المنتصفات)، مع تركيز بسيط على طبقات الصوت الأعلى (العلياوات)، لكنها لا تذهب في التنويع إلى حد بعيد، ما يجعل الأذن يصل إليها تردد واحد بغض النظر عن ماهيته».

وضوح

وبالنسبة لتأثير هذه الاختيارات المتنوعة على طبيعة الأصوات الصادرة عن السماعتين، أوضح التقنيون أن «الاختيار المطبق في سماعة (إيربود) نتج عنه صوت يتصف بالحيوية والإثارة والجاذبية، غير أنه يتصف في الوقت نفسه بالسيولة والتداخل، الذي يجعل الصوت أقرب إلى صوت انفجار الفقاقيع، كما يتسبب في جعل أصوات الآلات الموسيقية تبدو وكأنها قد تداخلت وتشوشت معاً وفقدت الوضوح».

وأضافوا أن «الاختيار المطبق في سماعة (غالاكسي إس 8) جعل الصوت الصادر عن السماعة يوفر للمستمع كمية لا بأس بها من (الرتم) منخفض النهاية، والأكثر تقييداً، وهذا الأمر جعل الموسيقى والغناء يأتيان أكثر تحديداً ووضوحاً وصفاء مما هو الحال مع سماعة (إيربود)».

نقطة ضعف

ووفقاً للفريق التقني فإن «نقطة الضعف الواضحة في سماعة (إيربود)، تتمثل في المدى الذي تقوم به سماعة (أبل) بحجب طبقات الصوت عند طبقات (العلياوات والمنتصفات)، ما يجعل صوتها كضباب تم إضفاؤه على الكثير من أصوات الأدوات الموسيقية وصوت المغني، خصوصاً إذا كان عميقاً، ففي إحدى أغنيات الـ(روك) مثلاً، كانت أصوات آلة الطبلة تبدو مملة وفقاعية أكثر مما تظهر في سماعة (غالاكسي إس 8)، وعند عزف الجوقة المصاحبة للحن، أظهرت سماعة (إيربود) شعوراً جيداً بالطاقة، لكن كان من الصعب التقاطه أو اختياره، كما كان من الصعب فصل أو تمييز الأجزاء المتنوعة من الأصوات الصادرة عن الآلات الموسيقية، وهنا سماعة (غالاكسي إس 8) كانت الأفضل في التقاط كل شيء يصل إليها لتعيد بثه بالأذن بوضوح يميز كل لحن».

بالمقابل، ذكر الفريق أن «سماعة (إس 8) لم تكن بارعة دائماً، ففي الألحان التي فيها ما يعرف بالأصوات (المعدنية)، كان صوت الغناء وصوت الغيتار وقرع الطبول، تبدو جميعاً كما لو كانت في المستوى نفسه»، مبيناً أن «انتقال اللحن أو الأغنية من مقطع شعري إلى الجوقة المصاحبة لا يتم بالطريقة الواجبة أو المفترضة، كما هو الحال في سماعة أخرى منافسة، هي (وان مور) التي تعطي شعوراً أفضل بالديناميكية».

شعور أقل

وإضافة إلى ذلك، أفاد تقنيو الصوت بأن «سماعة أذن (إس 8) تمنح المستمع شعوراً أقل بالعمق عند سماعه للأصوات الصادرة عنها، وذلك لأنها لم تستطع الغوص إلى أقصى حد في الطبقة الأدنى من الصوت الجهير العميق للمغنين، لاسيما في الارتفاعات، الأمر الذي يمنع عن الكثير من الأغاني الشعور بالتفصيل والعمق».

وخلصت نتائج التحليل إلى أن تفوق سماعة «غالاكسي إس 8» على سماعة «إيربود» ليس «إنجازاً كبيراً» في سوق السماعات، لأن هناك جانباً آخر يتعين النظر إليه، وهو أن سماعات «غالاكسي إس 8» لا تباع وحدها، بل كجزء ملحق بالهاتف يعادل 99 دولاراً.

ولفت التحليل إلى أنه في حال قررت «سامسونغ» طرح هذه السماعة للبيع بمفردها وبصورة مستقلة، فسيختلف الأمر، مضيفاً أنه على الرغم من أنها تستحق الثناء لندرة الازعاج في صوتها، ولأنها لا تحدث تكسيراً في الصوت، إلا أنها لا توفر ذلك النوع من الحيوية والتألق الذي تفعله سماعات الرأس التي تعادل 99 دولاراً فأقل، والتي يمكن القول إنها توفر ما هو أفضل بكلفة أقل.

تويتر