لقاءات لم تنته إلى اتفاقات واضحة ملزمة لكنها في مرحلة عرض وتبادل الأفكار

«فيس بوك» يبدأ استراتيجية للسيطرة على محتوى الفيديو

«فيس بوك» يتعامل مع إنتاج الفيديو عالي الجودة باعتباره ميزة مهمة في الحفاظ على ولاء المستخدمين. من المصدر

وضع موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، صناعة المحتوى والفيديو والشبكات الاجتماعية، وسط حالة واضحة من الترقب والغموض الأسبوع الجاري، وذلك إثر سلسلة لقاءات عقدت بين مديرين تنفيذيين من المستوى الأعلى في الموقع، ونظرائهم في شركات الإنتاج التلفزيوني وإنتاج الفيديو، في استراتيجية يبدو أن هدفها السيطرة على محتوى الفيديو عبر الإنترنت على شبكته الاجتماعية، فضلاً عن امتلاك أكثر من 12 برنامجاً تلفزيونياً.

المشاركة في العائد

أكد المديرون التنفيذيون لموقع «فيس بوك» في نقاشاتهم مع الشركاء المحتملين، أنهم يفضلون نموذج المشاركة في العائد على محتوى الفيديو المنتج، وفق نصوص مسبقة، وأن يتم عرض الإعلانات بطريق «إعلانات منتصف الصف»، أو إظهار الإعلان في منتصف فيلم الفيديو.

• «فيس بوك» منخرط منذ أشهر في اختبارات لمحتوى فيديو يتم برعاية بعض الناشرين.

• استراتيجية «فيس بوك» حول السيطرة على محتوى الفيديو تتصادم مع «يوتيوب».

12

برنامجاً تلفزيونياً يسعى «فيس بوك» لامتلاكها كدفعة أولى.

وتسربت معلومات حول سر هذه اللقاءات، أجمعت كلها على أن «فيس بوك» على وشك أن يبدأ منافسة متوقعة ضد التلفزيون، والفيديو، وموقع «يوتيوب»، والتي كشف عنها مؤسسه ورئيسه التنفيذي مارك زوكربيغ، في كلمته أمام «مؤتمر مطوري فيس بوك» الشهر الماضي، وأن الموعد المتوقع لتلك المنافسة هو بداية مهرجان «كانس ليونز» للإعلان الذي يبدأ منتصف يونيو المقبل.

تبادل أفكار

وبحسب تقرير لموقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com، استند إلى مجموعة مصادر داخل «فيس بوك» ومعنية بهذه القضية، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإن اللقاءات التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين في مقر الشركة، ولدى بعض شركائها الكبار المحتملين، لم تنته إلى اتفاقات واضحة ملزمة حتى الآن، لكنها في مرحلة عرض وتبادل الأفكار بين «فيس بوك» والأطراف الأخرى.

غير أن معظم التسريبات اتفقت على أن مبادرة أو استراتيجية «فيس بوك» في مجال الفيديو تستهدف امتلاك أكثر من 12 برنامجاً تلفزيونياً كدفعة أولى، ثم إعطاء الضوء الأخضر بعد ذلك لإنتاج عروض وبرامج أخرى متعددة، حيث يسعى «فيس بوك» لإنتاج برامج فيديو على مستويين، الأول يتعلق بإنتاج عروض ضخمة طويلة نسبياً ذات ميزانيات كبيرة، والثاني: المستوى الأقصر قليلاً والأقل كلفة، والذي يراوح طوله بين خمس و10 دقائق، ويتم تحديثه كل 24 ساعة.

سباق فعلي

وتعني المبادرة على هذا النحو أن «فيس بوك» سيلعب دوراً أكبر في السيطرة على المحتوى الذي يظهر على شبكته الاجتماعية، التي تضم نحو ملياري شخص، ويتم تنفيذها في توقيت تشتغل فيه المنافسة مع شركات أخرى، مثل «أمازون» و«يوتيوب» و«سناب شات»، الأمر الذي يعني إشعال المنافسة واحتدامها في مجال التسابق على العائدات التجارية التقليدية التي كانت محفوظة للتلفزيون التقليدي.

ويتعامل «فيس بوك» مع إنتاج الفيديو عالي الجودة، المستند إلى نصوص مكتوبة سلفاً، باعتباره ميزة مهمة في الحفاظ على ولاء المستخدمين، لاسيما الفئات الأصغر عمراً، بعدما تبين من رصد وتحليل التوجهات العامة الأخيرة أن جزءاً كبيراً من هذه الفئة العمرية أصبح يتدفق بصورة كبيرة ومتزايدة على موقع «سناب شات»، تاركين أو غير مهتمين بـ«فيس بوك» كما ينبغي. ويستغل «سناب شات» هذا الأمر جيداً، إذ يسعى إلى إبرام صفقات مشابهة لما يسعى إليه «فيس بوك» مع الشركات نفسها تقريباً، ووضع خطط لتوسيع وتنويع الخدمات ومحتوى الفيديو الموضوع في قسم الاستكشافات بموقع «سناب شات»، ولذلك يمكن القول إن «سناب شات» و«فيس بوك» في سباق فعلي الآن.

وتتصادم استراتيجية «فيس بوك» مع موقع «يوتيوب» مباشرة، خصوصاً بعد أن أعلن الأخير أنه سيمول قائمة أو لائحة من العروض الأصلية التي تضم نجوماً كباراً، وهي عروض ستكون مدعومة بالإعلانات، ومتاحة لأي شخص لمشاهدتها بدلاً من البقاء في خدمة الاشتراك الشهرية في «يوتيوب» مقابل 10 دولارات.

استراتيجة إبداعية

ويرفض «فيس بوك» حتى الآن التعليق رسمياً على هذه الأنباء، لكن التسريبات التي تواترت على صعيد التفاصيل الخاصة باللقاءات الجارية مع الشركاء المحتملين، تقول إن هذه الجهود يقودها المؤسس المشارك الذي عينته «فيس بوك» في ديسمبر 2016 ليكون مسؤولاً عن الاستراتيجية الإبداعية العالمية، ريكي فان فيين، إذ إنه يدير فريقاً صغيراً من الخبراء، ويتقابل مع شركات الإنتاج، ويطرح رؤى «فيس بوك» في هذا السياق، ويتلقى ويشاهد عروضاً متنوعة من مختلف الشركات حول إنتاج أفلام فيديو تراوح مدتها بين خمس و30 دقيقة، ويمكن أن توضع في نسخة مجددة من علامة تبويب الفيديو في «فيس بوك». ومن بين العروض المقدمة إنتاج برامج على غرار برنامج موقع «نيتفليكس»، الذي يحمل اسم «منزل البطاقات» ليتم استخدامه كنموذج لبرامج المستوى الأعلى في الضخامة والميزانية، في حين وضع آخرون برنامج «الفضيحة» كنموذج آخر.

أما بالنسبة لعروض وبرامج المستوى الأدنى، فيسعى «فيس بوك» إلى ميزانيات إنتاج مشابهة بصورة ما لخدمة برامج «فيريزون جو 90».

برامج متنوعة

وذكر أحد مصادر «فيس بوك» أن الموقع أعطى الضوء الأخضر بالفعل لإنتاج برنامج بتقنية الواقع الافتراضي، تقدمت به شركة «كوند ناست» للترفيه، والذي يذهب خلاله المستخدمون إلى المواعيد في الواقع الافتراضي أولاً، قبل أن يتقابلوا في الواقع الفعلي، وما أكد هذا الأمر أن شركة «كوند ناست» أكدت عقب اجتماعها مع المديرين التنفيذيين لـ«فيس بوك» أن لديها مشروع فيديو جديداً مع «فيس بوك»، لكنها لم تعط تفاصيل عنه.

وأفاد المصدر بأن «فيس بوك» وضع قائمة من المشاهير فئة «أ» كنجوم لبعض البرامج، مشيراً إلى أنه في جميع العروض السابقة من مختلف الأنواع يركز «فيس بوك» على نوع واحد من المحتوى، وهو المحتوى الذي يستهدف الجمهور في سن المراهقة.

وأضاف أن اللقاءات تتضمن أيضاً إنتاج محتوى فيديو في مجال الرياضة، حيث أكد «فيس بوك» أن هناك محادثات جارية مع مسؤولي دوري الـ«بيسبول» الرئيس الأميركي، وهو واحد من أقدم أربع دوريات رياضية في الولايات المتحدة و كندا، وبه 30 فريقاً يلعبون في الدوري حالياً.

كما ذكر مصدر آخر أن «فيس بوك» منخرط بالفعل منذ شهور في اختبارات لمحتوى فيديو يتم برعاية بعض الناشرين، موضحا أن بعض هذا المحتوى يتم بثه بصورة حية، فيما يكون البعض الآخر بطريقة مسجلة، لكن الموقع لم يطرح هذا الأمر بصورة رسمية على نطاق واسع بعد.

تويتر