يتطلب مستوى غير مسبوق من الحوسبة والذكاء والاتصال والربط الإلكتروني

تقرير يتوقع «طوفان بيانات» ناتجاً عن تشغيل المركبات ذاتيــة القيادة

البيانات التي ستنتجها المركبات ذاتية القيادة تتنوع بين بيانات متعلقة ببيئة التشغيل وأخرى عن السائق والراكب والبيئة المحيطة بالسيارة. من المصدر

توقع تقرير حديث أن يشهد عام 2020، وهو العام المتوقع للإنتاج والتشغيل واسع النطاق للمركبات ذاتية القيادة، حالة «طوفان هادر» من البيانات الخام، نظراً لأن كل مركبة ذاتية القيادة على الطريق ستنتج بيانات خام بمعدل قد يصل إلى 100 غيغابايت كل ثانية.

وكشف التقرير الذي أعده المحلل في«وول ستريت» ومدير الاستثمار في «بنك باركليز»، برايان جونسون، ونشر في 26 أبريل الماضي، أن تتولد عاصفة شديدة وحادة لم يسبق لعالم التقنية أن واجهها من قبل في مجال الحوسبة والتخزين ومعالجة ونقل البيانات، في وقت تشير فيه بعض التوقعات إلى أن من الوارد جداً أن يحدث اضطراب في كفاءة نظم التخزين ومعالجة البيانات المتاحة وقتها بسبب «ضغط جبال البيانات الخام» المتولد من المركبات ذاتية القيادة.

وتناول التقرير الذي تناولته العديد من مواقع التقنية، ومن بينها موقع «كمبيوتر وورلد» computerworld.com، التوجهات المستقبلية في مجال الاستثمار المشترك بين قطاعي تقنية المعلومات والسيارات، والفرص والتحديات التي تكتنف هذا الاستثمار في ما بعد 2020.

ومن بين الجوانب العديدة التي تضمنها التقرير، تستعرض «الإمارات اليوم» ما يتعلق بالتغييرات المتوقعة في مجال إنتاج ونقل ومعالجة البيانات والمعلومات، وما يترتب عليها من نتائج.

موّلد بيانات

توقع التقرير أن المركبة ذاتية القيادة ستتحول إلى مولد جبار للبيانات على مدار اللحظة، وسينتهي بها المطاف لتبث فيديو مباشراً لحركتها وأنشطتها على الطريق وما تراه وما يحدث لها، لتنتج ما يصل إلى 100 غيغابايت من البيانات كل ثانية، وذلك من أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاستشعار والكاميرات، وأنظمة الرادار وأنظمة «ليدار» وغيرها. ووفقاً لهذا المعدل، فإن أسطول المركبات ذاتية القيادة المتوقع أن يعمل في الولايات المتحدة سينتج نحو 5800 إكزابايت من البيانات سنوياً (إكزابايت تعادل 1000 بيتابايت، وهذه تعادل 1000 تيرابايت، ما يعني أن كل إكزابايت يعادل مليون تيرابايت).

وهذا الرقم يكفي لملء 1.4 مليون وحدة من وحدات مراكز البيانات المتنقلة التي أنتجتها «شركة أمازون الأميركية» تحت اسم «سنو موبيل»، وهي شاحنات طويلة متنقلة، تصل السعة التخزينية لمركز البيانات في الشاحنة الواحدة إلى 100 بيتابايت، وعند تصور هذا الأمر واقعياً على الأرض، فإن الأمر يحتاج إلى شاحنات بطول ميل على الأقل بعد ضغط البيانات بمعدل 10 أضعاف.

أنواع البيانات

تتنوع البيانات والمعلومات التي ستنتجها المركبات ذاتية القيادة، بين بيانات متعلقة ببيئة التشغيل داخل المركبة، وبيانات السائق والراكب، وبيانات البيئة المحيطة بالسيارة أثناء وقوفها أو تنقلها.

والبيانات من داخل السيارات تتكون من البيانات التاريخية، مثل مستويات السوائل في السيارة، والسرعة والتسارع، وبيانات الموقع، وفي حال وقوع حادثة، سيتم أخذ لقطة من البيانات قبل الحادث مباشرة، جنباً إلى جنب مع التنبيهات الخاصة لأول المستجيبين.

أما بيانات السائق والركاب، فتتضمن معلومات حول استخدام نظم المعلومات والترفيه، وتفضيلات المقاعد والتكييف والتهوية، ونمط أو طريقة القيادة، وما إذا كانت السيارة استخدمت في قيادة رياضية مقابل قيادة اقتصادية؟ أما بيانات البيئة الخارجية فتتضمن معلومات من ماسحات نظام «ليدار» والكاميرات وغيرها من المستشعرات حول الطرق والشوارع والأماكن، وحالة المرور من حول السيارة. بهذه الأنماط الثلاثة تصبح المركبة ذاتية القيادة أقرب إلى «أنبوب مفرغ» لشفط البيانات، كما يقول جونسون في التقرير، الذي يشير في هذا الصدد إلى ما يمكن أن تقوم به مركبات ذاتية القيادة، مثل مركبات خدمة «ستريت فيو» من «غوغل»، التي يمكن أن تبث رؤية حية لكل الشوارع في كل مكان مرات عدة طوال اليوم، وهذه البيانات تستطيع إضافة طبقات على الخرائط التقليدية عالية التحديد، فيما يقرب من الوقت الحقيقي، كما يمكن البحث فيها لعمل رؤى متنوعة.

وعلى سبيل المثال، فإنه يمكن استخدام بيانات الفيديو لتحديد متى تصبح جميع المساحات في أماكن الانتظار مزدحمة ومكتملة وفي أي أوقات من اليوم، وكيف يمكن استخدام ذلك في عمل تسعيرة للإعلانات في المكان طبقاً لمستوى الازدحام؟ وهنا تستطيع الكاميرات المثبتة بالسيارات تقديم تسجيلات لما قبل وبعد حوادث التصادم والسرقة ومخالفة القوانين وقواعد المرور، ليس بالنسبة للمركبة في حد ذاتها، وإنما لما تسجله للوقائع الأخرى من حولها.

خدمات جديدة

توقع التقرير أن تدعم البيانات الضخمة المولدة من المركبات ذاتية القيادة، الخدمات القائمة على الموقع، مثل خطط التأمين القائمة على الموقع، وخطط الصيانة التنبؤية، ونظم دعم القيادة الذاتية من المستويين الرابع والخامس المعتمدة بالكامل على الخـــــرائط الرقمية المحـــدثة.

ومع الانخفاض الكبير المتوقع في كلفة التخزين وخطوط الاتصالات عالية السرعة، فإنه سيكون من المجدي اقتصادياً في المستقبل أن تبث المركبات ذاتية القيادة فيديو حياً للحشود والحركة على الطرق في العالم أجمع.

تغييرات محتملة

سيكون إنتاج البيانات بهذه الضخامة غير المسبوقة من المركبات ذاتية القيادة هو محور أو قلب التغييرات الحادة العاصفة التي ستواجه صناعتي السيارات وتقنية المعلومات معاً في ما بعد عام 2020، وهو العام الذي سيبدأ فيه الإنتاج والتشغيل واسع النطاق للمركبات ذاتية القيادة في العديد من بلدان العالم، وفقاً للتعهدات التي قطعتها كبرى شركات تصنيع السيارات على نفسها خلال السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس التنفيذي لـ«شركة إنتل الأميركية»، برايان كرزانيش، أن سوق السيارات أصبحت حيوية وأساسية بالنسبة لـ«إنتل»، وعلى الصناعة أن تعد نفسها لطوفان البيانات الذي يتطلب مستوى غير مسبوق من الحوسبة والذكاء والاتصال والربط، كما أن على صناعة السيارات أن تعد نفسها لطوفان البيانات الذي يمكن أن يصل حجمه إلى أربعة تيرابايت من البيانات، يتم إنتاجه من كل مركبة ذاتية القيادة على حدة يومياً.

 

مخاطر أمنية

لا تتوقف أعباء جبال المعلومات على التخزين والمعالجة والنقل فقط، بل تشمل مجال أمن المعلومات أيضاً، فالمركبة الحديثة ذاتية القيادة سيكون بها ما يراوح بين 50 و150 وحدة تحكم إلكتروني، أو حاسبات صغيرة جداً، وبها نحو 100 مليون سطر من الأكواد البرمجية، وكل 1000 سطر يحتمل أن تكون محتوية على ما يصل إلى 15 عثرة أو خطأ برمجياً يمكن أن يشكل ثغرة أمام المخترقين والمهاجمين، ومع جبال المعلومات المولدة لحظياً من آلاف المركبات ذاتية القيادة، فإن أمن المعلومات يصبح هاجساً كبيراً، وتهديداً جدياً يتعين الاستعداد له.

تغييرات حادة ستواجه صناعتي السيارات وتقنية المعلومات بعد عام 2020.

توقعات باضطراب قدرات التخزين عالمياً تحت ضغط «جبال البيانات الخام».

تويتر